عربي21:
2024-09-22@17:17:50 GMT

علاقات أمريكا وإسرائيل.. اللعب ضمن مساحات الأمان

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

ما تطلبه حكومة نتنياهو من أمريكا يتجاوز منطق العلاقات السياسية بين حليفين طبيعيين ويضع هذه العلاقة في دائرة الشك؛ نظرا لما يكتنفها من شذوذ غير مسبوق وغرابة من النادر ملاحظتها في التاريخ الدبلوماسي للعلاقات الدولية.

لطالما جرى بناء أي علاقة بين كيانين دوليين على أساس المصالح المشتركة المتبادلة، بحيث يتبادل الطرفان المنافع من هذه العلاقة دون أن يكون لأحدهما الغُنم وللآخر الغُرم.

. هذا منطق السياسة منذ حتى قبل ظهور الدول الحديثة وتعقيدات السياسة الدولية الراهنة التي أنتجت معادلات ومسارات تفرض على الدول إدارة التوازنات بحرفية وعقل منفتح.

كشفت الحرب على غزة نمطا جديدا من العلاقات بين أهم فاعل دولي في العصر الحالي (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكيان له قدرات إقليمية محدودة (إسرائيل)، إذ أسفر مسار الحرب والوقائع التي رتبها عن سيطرة شبه كاملة على توجهات واشنطن، العاصمة التي تجتمع لديها خيوط السياسة الدولية، من قبل تل أبيب العاصمة الإقليمية شبه المعزولة بقدراتها الضعيفة على إدارة أزمة؛كشفت الحرب على غزة نمطا جديدا من العلاقات بين أهم فاعل دولي في العصر الحالي (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكيان له قدرات إقليمية محدودة (إسرائيل)، إذ أسفر مسار الحرب والوقائع التي رتبها عن سيطرة شبه كاملة على توجهات واشنطن، العاصمة التي تجتمع لديها خيوط السياسة الدولية، من قبل تل أبيب العاصمة الإقليمية شبه المعزولة بقدراتها الضعيفة على إدارة أزمة التي يفترض أنها اختبرتها على مدار عقود وباتت على دراية تامة بمخارجها ومداخلها وشروط إدارتها، والأهم من كل ذلك، يفترض أنها تملك معرفة تامة بحساسيات موقف حليفها الأمريكي وحساباته في ظل لعبة الأمم وبروز قوى إقليمية ودولية تفتقد واشنطن القدرة والأدوات اللازمة للسيطرة على توجهاتها والتأثير في السياسات التي تتبعها.

وقد كان لافتا قرارات حكومة نتنياهو، التي تتخذ صفة العقاب للحليف الأمريكي، لمجرد امتناع واشنطن عن التصويت على قرار يطالب بوقف النار في غزة، مع أن الامتناع الأمريكي، وإن كان أقل مستوى من التصويت بالضد، إلا أنه من حيث الوزن والتأثير لا خلاف بين الموقفين، إذ إن الامتناع يعطي واشنطن مساحة للمناورة وعدم الضغط على إسرائيل وحتى عدم التزام بالقرار. وقد اتخذت واشنطن هذا القرار تحت إكراهات كثيرة، أهمها استنفاد القدرة على مواصلة تغطية حرب الإبادة، فلم تترك حكومة المتطرفين الصهاينة أي أسلوب قذر إلا واستخدمته في مواجهة الشعب الفلسطيني، من قتل الأطفال واغتصاب النساء وإذلال وتجويع أكثر من مليوني مواطن.

والغريب في هذا السياق، أن أمريكا التي تملك أكبر شبكة علاقات دولية وأهلية في العالم، والتي يجري بناء السياسات فيها على حسابات دقيقة، ويساهم في صنع سياساتها أكبر مراكز البحوث على مستوى العالم، مطلوب منها إغماض عينيها وتعطيل قدراتها التشغيلية الهائلة في السياسة، والسير خلف حكومة باتت تبني سياساتها على أسس أيديولوجية أسطورية تستدعي التاريخ، القديم جدا، لوصف أعمالها الراهنة، بل ذهبت إلى حد شراء خمس بقرات حُمر من ولاية تكساس وتعتزم ذبحها في العاشر من نيسان/ أبريل وذر رمادها لتطهير الشعب اليهودي، وفقا لنصوص دينية في التوراة، بما يمنحه شرعية وقداسة اجتياح المسجد الأقصى!

لم يعد السؤال لماذا تخضع أمريكا لإسرائيل، التي تضر أفعالها العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي وتشكل مخاطر فعلية على مصالحها مع دول هذا العالم؟ بل السؤال كيف يتكيف عقل أمريكا البراغماتي والنفعي مع هذا المنطق الأسطوري اللا منطقي وغير الواقعي والذي يناسب طرائق تفكير ما قبل نشوء الدول الحديثة وشبكات المصالح الهائلة والمترابطة بين أطراف النظام الدولي؟

لو أن السياسة الأمريكية المؤيدة بالمطلق لإسرائيل لاقت مواجهة فعلية من قبل الطرف الآخر جعلت واشنطن تدفع تكاليف كبيرة ثمن هذه السياسات، هل ستستمر أمريكا بها؟ هذا يعني أن العالمين العربي والإسلامي مسؤولان بدرجة كبيرة عن انزياح السياسات الأمريكية إلى اللاعقلانية والمنطق، حيث تجد أمريكا نفسها مرتاحة
الجواب على ذلك يكمن في ازدواجية العقل السياسي الأمريكي وتهافته، إذ إن كثرا من الشخصيات السياسية المرتبطة بعملية صناعة القرار تشكل الأسطورة والعقائد المسيحية مساحة مهمة من بنيتها المعرفية، بما يؤثر على مخرجات تفكيرها، والأمر ليس غريبا، وقد كشفت عنه العديد من الكتب التي كتبها مثقفون أمريكيون، مثل غريس هالسل في كتابها "النبوءة والسياسة"، والتي كشفت عن حجم تأثير الأساطير على سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان الذي لم يكن يمانع في نشوب حرب عالمية نووية (هرمجدون) من أجل التعجيل بعودة المسيح، كما كشف ناحوم غولدمان، رئيس المؤتمر اليهودي، في مذكراته مدى تأثير سردية المظلومية اليهودية على النخبة السياسية الأمريكية وكيف كان يوظفها للحصول على المساعدات والدعم لإسرائيل.

لكن السؤال أيضا: ترى لو أن السياسة الأمريكية المؤيدة بالمطلق لإسرائيل لاقت مواجهة فعلية من قبل الطرف الآخر جعلت واشنطن تدفع تكاليف كبيرة ثمن هذه السياسات، هل ستستمر أمريكا بها؟ هذا يعني أن العالمين العربي والإسلامي مسؤولان بدرجة كبيرة عن انزياح السياسات الأمريكية إلى اللاعقلانية والمنطق، حيث تجد أمريكا نفسها مرتاحة، فمن جهة يمارس ساستها قناعاتهم الأيديولوجية، ومن جهة ثانية مصالحهم تسير على خير ما يرام.. فلماذا تعقلن سياساتها وتفك علاقاتها الشاذة مع المتطرفين الصهاينة؟

twitter.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو إسرائيل إسرائيل امريكا نتنياهو دعم تحالف مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قبل

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من انتشار حيل "الكاش باك" للاحتيال على المواطنين: خبراء يطالبون باليقظة وتحديث إجراءات الأمان

 

 


انتشرت في الآونة الأخيرة حيل جديدة للنصب على المواطنين تعتمد على استخدام "الكاش باك"، وهي استرداد نقدي يُقدم عادة كجزء من عروض تجارية مغرية. هذه الحيل باتت تشكل تهديدًا كبيرًا على أموال المواطنين، حيث يستغل المحتالون هذه التقنية لخداع الضحايا وسرقة أموالهم.

تقوم الحيلة على اتصال محتالين بأشخاص عشوائيين، مدعين أنهم يمثلون شركات معروفة أو خدمات ترويجية. يعرضون على المواطنين استرداد نقدي "كاش باك" مقابل إجراء عمليات شراء عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني أو مواقع تجارية. ويطلب المحتالون من الضحايا مشاركة بياناتهم الشخصية ومعلومات حساباتهم البنكية بدعوى تفعيل العرض أو استلام المبلغ. بمجرد الحصول على تلك البيانات، يُحولون الأموال مباشرة من حسابات الضحايا أو يستخدمون المعلومات للقيام بعمليات شراء أو تحويلات غير شرعية.

شهادات ضحايا: تجارب صادمة

 

 قال محمود الأعسر، أحد ضحايا هذه الحيل، لـ "الفجر": "أحد النصابين تواصل معي مدعيًا أنه من إحدى شركات الهواتف المحمولة، وأخبرني أنني حصلت على كاش باك بقيمة 20 ألف جنيه. طلب مني رقمًا معينًا بحجة تفعيل العرض، وبعدها طلب مني إرسال 2000 جنيه، ثم 2000 أخرى. لاحقًا اكتشفت أنه محتال عندما استشرت صاحب محل الهواتف، وعندما فتحت حسابي البنكي وجدت أن جميع أموالي قد سُرقت".

وفي شهادة أخرى، كشف مواطن يُدعى محمد عن تجربته مع إحدى هذه الحيل، قائلًا: "أرسلت 5000 جنيه لصديق، وبعد دقائق تواصل معي شخص مدعيًا أنه سيرسل لي نفس المبلغ كاسترداد نقدي. ذهبت إلى أحد المحال لتفعيل الصفقة، لكنني تفاجأت بمحاولة النصب عليّ من خلال محاولة سحب الأموال من المحل".

دور "الفجر" في التوعية والتصدي "الفجر" بدورها تعمل على تسليط الضوء على هذه الجرائم المتزايدة، محذرة المواطنين من مشاركة معلوماتهم البنكية مع جهات غير معروفة، وداعية إلى اليقظة واتخاذ إجراءات أمان إضافية، مثل تفعيل المصادقة الثنائية والتأكد من هوية المتصلين من خلال قنوات رسمية. تواصل الجريدة حملتها التوعوية لمكافحة هذه الأساليب المبتكرة للنصب، حفاظًا على أموال وأمان المواطنين.

تُظهر هذه الحوادث الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي العام حول الأمان الإلكتروني وسبل حماية الحسابات البنكية، وسط زيادة مقلقة في هذه الحيل.


قال الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، بإن الجرائم الإلكترونية تشمل العديد من الأساليب المتجددة والمعقدة، حيث أن التصيد الاحتيالي (Phishing) والاحتيال عبر البرمجيات الخبيثة (Malware Fraud) هما من أبرز الأنماط التي يعتمد عليها النصابون لإيهام الضحايا والحصول على معلومات حساسة مثل بيانات الحسابات المصرفية.

أضاف رمضان في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن الجرائم الإلكترونية تطورت بشكل كبير مع انتشار الإنترنت في التسعينيات، حيث ظهرت أولى عمليات الاحتيال البدائية عبر البريد الإلكتروني، لتتوسع لاحقًا باستخدام تقنيات جديدة مثل الاستثمار الوهمي (Ponzi and Pyramid Schemes) والاحتيال العاطفي عبر الإنترنت (Romance Scams).

وفيما يتعلق بظاهرة "المستريح الإلكتروني"، أوضح أن هذا المصطلح يطلق على الأشخاص الذين يقومون بعمليات احتيال مدروسة عبر الإنترنت، مستغلين ثقة الضحايا لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، مشيرًا إلى أن هؤلاء النصابين يستغلون التكنولوجيا لإيهام الضحايا بطرق متنوعة، مثل إنشاء مواقع وهمية، أو استغلال الأحداث العالمية لجذب التبرعات الوهمية.

وأكد الدكتور رمضان أن الحذر هو الوسيلة الأولى لحماية الأفراد من الوقوع ضحية لمثل هذه الجرائم، مشددًا على أهمية التحقق من مصادر المعلومات والمواقع قبل تقديم أي معلومات شخصية أو مالية. وأضاف أن التوعية والتدريب حول أساليب النصب الإلكتروني أصبحت ضرورة ملحة لتجنب الوقوع في فخ هذه العمليات الاحتيالية.

واختتم  مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، حديثه بالتأكيد على أهمية تحديث برامج الحماية على الأجهزة الإلكترونية، وعدم مشاركة المعلومات الحساسة عبر قنوات غير آمنة،وقال: "باليقظة والوعي واستخدام التكنولوجيا بشكل آمن، يمكننا حماية أنفسنا من الوقوع ضحايا لهذه الجرائم الإلكترونية المتزايدة."

مقالات مشابهة

  • اتفاق بين واشنطن وبغداد حول انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من العراق بحلول نهاية 2026
  • تحذيرات من انتشار حيل "الكاش باك" للاحتيال على المواطنين: خبراء يطالبون باليقظة وتحديث إجراءات الأمان
  • الحجز غدا.. ننشر مساحات وأسعار شقق صبا في أكتوبر
  • واشنطن تتوقع حرباً شاملة بين حزب الله وإسرائيل
  • مجلة " تايم ": فرصة فريدة لـ "كامالا هاريس" لإعادة توجيه السياسة الأمريكية تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني
  • أمريكا تتحرك في الشرق الأوسط.. حاملات طائرات وآلاف الجنود و12 سفينة حربية
  • مصر تبلغ أمريكا بموقف حاسم بشأن اليمن والوحدة والمرجعيات.. وتحدد الدول التي ستكون ضمن الترتيبات القادمة في البحر الأحمر
  • انسحاب الجيش يعني الاحتلال: خيبة أمل السودانيين في السياسة الأمريكية
  • "واشنطن بوست" تكشف ثروات المرشحين لانتخابات الرئاسية الأمريكية ونوابهم
  • تعليق وزير الخارجية الأمريكي على عمليات القصف المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل