من يكون الرئيس السنغالي الجديد ؟ الأصغر في تاريخ البلاد
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
أكد المجلس الدستوري السنغالي، أمس الجمعة، انتخاب باسيرو ديوماي فاي، رئيسا للسنغال بعد نيله نسبة 54.28 بالمائة من الأصوات، وذلك حسب النتائج الرسمية النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي.
وجرى الإعلان عن فوز باسيرو ديوماي فاي (44 عاما)، من الجولة الأولى، ليصبح بذلك خامس، وأصغر رئيس للسنغال منذ استقلالها في عام 1960.
وسيخلف ابن بلدة ندياجانياو الواقعة بمقاطعة مبور (غرب البلاد) الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال الذي قضى 12 سنة في السلطة.
وتخرج السيد فاي في عام 2007 من المدرسة الوطنية للإدارة، وخطى خطواته الأولى في السياسة مع إنشاء حزب “الوطنيون الأفارقة بالسنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة” (باستيف) في 2014. وسرعان ما فرض مفتش الضرائب السابق نفسه كشخصية مركزية في الحزب الذي يقوده عثمان سونكو ليصبح أمينا عاما له.
وموازاة مع ذلك، كان الرئيس المنتخب، كاتبا عاما للنقابة المستقلة لموظفي الضرائب، واضطلع بدور رئيسي في المطالب النقابية ذات الصلة بقطاع الضرائب.
وفي أبريل 2023، ألقي القبض على باسيرو ديوماي فاي، لانتقاده القضاة الذين قرروا محاكمة المعارض عثمان سونكو في قضية التشهير التي رفعها وزير السياحة. ورغم سجنه، عينه حزب “باستيف” في نونبر 2023 مرشحا له في الانتخابات الرئاسية.
ونشر المجلس الدستوري في 20 يناير الماضي، القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية، وتمت المصادقة على ترشيح ديوماي فاي لكونه، على الرغم من سجنه، لم تتم محاكمته بعد. وتم إطلاق سراحه في 14 مارس الجاري، مستفيدا من قانون العفو العام الذي اعتمد قبل ذلك بأسبوع.
وقدم باسيرو ديوماي فاي نفسه في الانتخابات الرئاسية على أنه “مرشح التغيير”، واعدا الناخبين “باستعادة السيادة”.
وفي برنامجه المعنون بـ “مشروع سنغال ذات سيادة وعادلة ومزدهرة”، وعد، كذلك، بإعادة التفاوض على عقود التعدين، والهيدروكربونات، وإعادة تقييم اتفاقيات الصيد، خاصة مع الفاعلين الأجانب. كما تضمن البرنامج إعادة التفاوض حول اتفاقيات الدفاع وإصلاح مؤسسات البلاد.
وسيؤدي باسيرو ديوماي فاي، وهو أب لأربعة أطفال، اليمين الدستورية يوم الثلاثاء المقبل في ديامنياديو (30 كيلومترا عن داكار). ومن المرتقب أن يتم تسليم السلطة مع ماكي سال في نفس اليوم بالقصر الرئاسي في داكار.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: باسیرو دیومای فای
إقرأ أيضاً:
جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني
صراحة نيوز-بقلم المحامي وليد حياصات
في لحظة إقليمية محتقنة، يطلّ مهرجان جرش كحالة سيادية، لا مجرد فعالية فنية. فحين تُضاء المسارح في المدينة الأثرية، لا تُضاء فقط للقصائد والموسيقى، بل يُضاء معها وجه الوطن الآمن.
أيمن سماوي، المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أجاب في صالون عمّان الثقافي على سؤال من الصحفية لما شطارة: “كيف يعبّر المهرجان عن الأمن والأمان في الأردن؟” فأجاب ببساطة مذهلة: “بإقامة المهرجان نفسه.” هذه الجملة، تحمل في جوهرها فلسفة سياسية وثقافية عميقة، وتُترجم ببلاغة العلاقة العضوية بين الأمن والهوية، بين الفن والسيادة.
فالأردن لا يُقيم مهرجان جرش لأنه بلدٌ مستقرّ فحسب، بل ليُعلن بهذا الاستقرار نفسه. فكل دورة من دورات جرش، هي رسالة استراتيجية تُرسل إلى الداخل والخارج: نحن بلدٌ آمنٌ بما يكفي ، ونُعلن الحياة لا الطوارئ.
الفنانين الأردنيين يصعدون على مسارح جرش، لا يُقدّمون عرض فقط، بل يُشاركون في طقس جماعي يؤكّد معنى الانتماء. هم يُجسّدون قدرة الدولة على توفير مساحة حُرّة للتعبير، آمنة، مشرعة، ومفتوحة على الجمال لا الخوف.
وعندما أعلن سماوي عن مشاركة فرقٍ من أكثر من ثلاثين دول عربية وأجنبية، لم يكن يعلن فقط عن تنوّع البرنامج، بل عن عمق الثقة الدولية بالأردن: ثقة بأن هذا البلد، برغم ما يحيط به من حرائق، لا يزال يفتح أبوابه للفنّانين كما يفتح قلبه للضيوف. الأمن هنا ليس إجراءً، بل ثقافة.
في جرش، لا تُرفع لافتات الأمن كشعار، بل يُمارَس كحقيقة معيشة. يُمنح الفنّان كامل حريته، ويُقابل الإبداع بالتقدير، هذا هو الأمن الحقيقي: أن تؤمّن للمبدع خشبة، لا أن تحاصره بسياج.
جرش هو الأمن حين يُغنّى.