نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة  حلقة جديدة من برنامج عطر الأحباب عن السيرة الذاتية والإبداعية للشاعر والأديب الراحل "محمد الراوي".

 وتحدث  الشاعر حاتم مرعي عن الراحل  موضحا أنه كان أحد رموز جيله، وكتب عددا من الروايات والمجموعات القصصية المهمة منها "الرجل والموت، عبر الليل نحو النهار، الجد الأكبر منصور"، وكانت درة رواياته "الزهرة الصخرية" وتعد من أهم مائة رواية عربية، واختتم حياته برواية "تل القلزم" وكانت تحاكي الواقعية السحرية، وكان منفتحا فيها بخياله على واقعه، وتحكي عن نشأة السويس كمدينة بشكل فانتازي.

وأضاف "مرعي" أن الراوي كان دائما يطرح أسئلة وجودية عن الحياة والموت والحرية والوجود، وقام بدوره في إثراء المشهد الأدبي من خلال ندوة "الكلمة الجديدة" التي كان يعقدها في النادي الاجتماعي بالسويس، وهي ملتقى لأدباء وفناني ومثقفي مصر في هذا التوقيت من نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، وكان من أهم رفاقه هم الشاعر الراحل الكابتن غزالي، الشاعر كامل عيد رمضان، والشاعر عطية عليان.

واختتم حديثه موضحا أن الراحل كان راهبا في معبد، متأمل وفلسفي إلى أقصى درجة، وكان يستلهم الأدب العالمي والتراثي، ففتح لنا أبوابا مختلفة من القراءة نطمح ونسعى اليها، وقدم الشكر لهيئة قصور الثقافة وبرنامجها عطر الأحباب الذي يذكرنا بمن رحلوا عنا والحديث عنهم.

من جهته أكد الشاعر مسعود شومان أن التاريخ لن ينسى بصمات الراحل الروائية والنقدية المهمة، حيث كان جامعا للتراث والحكايات الأسطورية، وأكمل فجوات تاريخية مهمة لم يذكرها التاريخ عن السويس.

تنفذ فعاليات برنامجي واحة الشعراء وعطر الأحباب بإشراف الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع.

IMG-20240330-WA0036 IMG-20240330-WA0063

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة قصور الثقافة عطر الاحباب برنامج عطر الأحباب محمد الراوي

إقرأ أيضاً:

الشاعر عبدالعظيم أكول لـ«التغيير»: “الفنان” يجد تقييما أكثر من كاتب القصيدة

رأى الشاعر والصحفي الدكتور عبدالعظيم أكول أن واقع الساحة الشعرية الآن يتأرجح مدا وجزرا بسبب ظروف الحرب في السودان، وعرج أكول في حواره مع التغيير على تجربته العريضة في مجال الشعر، وتحدث عن تأثير الثقافة على المبدع ومنتوجه، وانفصام شخصيته بين الكاتب الصحفي والشاعر والأكاديمي، وتناول صاحب أغنية (يا روعة لو عز اللقاء) تداعيات طقوسه في كتابة القصيدة في مساحة بوح بين السطور التالية.

التغيير: أجرى المقابلة عبد الله بربر

هل يؤثر الزمن والمرحلة العمرية والزمالات الشعرية في تحديد مدرسة معينة من الشعر أو التأثر بها؟

الزمن له أحكامه بالطبع، وفيه تحدث تحولات كبيرة، ومن واقع هذه التحولات تبرز أنماط شعرية وأدبية تواكب مراحل وتطور الأزمان، ويأتي التطور من حيث المدارس الشعرية الجديدة والمفردات والظروف البيئية المحيطة بالشاعر لذلك إذا عدنا إلى الوراء قليلا نجد أن الشعر الجاهلي مرورا بشعراء المعلقات تطور إلى أن برزت مدارس شعرية جديدة مثال الشعر الحديث الذي تحرر من القافية، ولكنه احتفظ بالأوزان الشعرية ورائدته نازك الملائكة. ولكن تبقى أصالة الشعر الموزون والمقفى، والذي يحتوي علي أشكال البلاغة وثقافة وفطرة الشاعر مثال أبي الطيب المتنبي إلى عصر أبوالقاسم الشابي وأحمد شوقي والتجاني يوسف بشير وإدريس جماع والفيتوري وآخرين…

كذلك فقد تطور الشعر الغنائي العامي عبر مراحل متعددة كانت بدايتها الطنابرة ثم المدائح ثم أغنيات البنات التي يطلق عليها النقاد أغاني التراث إلى أغاني حقيبة الفن ثم مرحلة الغناء الحديث وتكوين اتحاد شعراء الأغنية السودانية برئاسة الشاعر الراحل مبارك المغربي عام  ١٩٦٤م.

إلى أي مدى ساهم الاطلاع والثقافة في صياغة مفردات ومضامين أشعارك؟

. نعم تلعب الثقافة والاطلاع دورا هاما جدا في صياغة مفردات الشاعر مثل البيئة تماما؛ لأن ثراء اللغة والمفردات عند الشاعر هو الذي ينتج إشعار باهرة تخلب الألباب، وتذهب بمجامع القلوب، وتظل خالدة علي مر السنوات، وتؤدي دوراً كبيراً ومؤثراً في تشكيل الرأي العام الإبداعي الجمعي.

كيف تفرق بين عبدالعظيم الشاعر والصحفي والأكاديمي؟

هناك خيوط رفيعة جدا وظلال غير مرئية لعامة الناس فيما يتعلق بين عبد العظيم أكول الشاعر وعبد العظيم أكول الصحفي وعبد العظيم أكول الأكاديمي فالثلاثة تؤدي إلى بوابة واحدة اسمها الإبداع بمختلف ضروبه ومشاربه وأدواته.. لذلك فهي نعمة من المولى -عز وجل- أنعم الله تعالى بها علي شخصي الضعيف، وطورتها بالاطلاع علي الثقافات الأخرى للقدماء والمحدثين، واشكر الله إنني وجدت السند من عمالقة في كل هذه المجالات هم السبب الرئيس فيما وصلت إليه في المجالات التي ذكرتها

كيف كان شعورك عند إجازة أول نص غنائي؟

عند إجازة أول نص شعري لي عبر لجنة النصوص بالإذاعة والتلفزيون عام ١٩٨٢م.. كانت لحظات مفصلية في مسيرتي في مجال الشعر الغنائي؛ إذ إن إجازة قصيدة واحدة من قبل لجنة تضم كبار شعراء السودان، إذ كانت اللجنة تضم الشعراء:

الراحل محمد بشير عتيق، شاعر الحقيبة الكبير والشاعر الراحل الدكتور محمد عبد القادر شيخ إدريس ابوهالة،والشاعر الراحل سيف الدين الدسوقي والدكتور الإذاعي عبد المطلب الفحل.. عليه الرحمة،والشاعر البروفيسور الراحل السر دوليب والشاعر الراحل حسن الزبير، إلى جانب الشاعر الراحل علي شبيكة.

إن إجازة نص من قبل هؤلاء العمالقة كان حدثا يتحدث عنه الوسط الفني، وتقوم مجلة الإذاعة والتلفزيون بنشره؛ مما يجعله في متناول أيدي كبار المطربين.. وقد أنتج هذا الواقع أغنيات خالدة شكلت وجدان الشعب السوداني جيلا بعد جيل.

هل لديك طقوس معينة عند كتابة القصيدة؟

حقيقة ليست هناك طقوس معينة للقصيدة عندي فهي تاني نتاج حالة وجدانية أمر بها حزنا كان أم فرحا.. فالمواقف المختلفة التي أمر بها والعلاقات الإنسانية والعاطفية خاصة الصد والهجران والبعد، وما يكتنف طابع الوجدان من عاطفة يكون نتاجها قصائد مؤثرة؛ لأنها تصدر من تجربة حقيقية.. وحينما تخرج للناس يجد الآلاف منهم إنها تعبر عنهم؛ لأنهم بدون شك يمرون بنفس الحالة الوجدانية التي مررت بها، وهذا ينطبق علي جل الشعراء في بلادنا وبلاد العالم المختلفة.

قول البعض إن الشعر أحيانا يصبح (أكل عيش) ما تعليقك؟

موضوع الشعر أكل عيش.. موجود في بعض الدول العربية من حولنا؛ لأنهم يقدرون الشعراء حق قدرهم، ويجلونهم وتوفر لهم دولهم كل ما يساعدهم علي الإبداع والإنتاج الشعري، وهذا أيضا في كثير من دول العالم اذ تعمل الدول علي توفير كافة المعينات وسبل الراحة للمبدع، وتوفر له السكن المناسب ووسيلة النقل الخاصة والعائد المادي الكبير ليبدع.. لكنا في السودان لا نجد كل تلك الامتيازات لذلك خرج من بيننا القول المأثور.. المعاناة تولد الإبداع.. فالشاعر في بلادي لا يعتبر الشعر أكل عيش؛ لأننا جبلنا علي تعظيم الفنان ليأتي في مرتبة أعلى كثيرا من الشاعر سواء في أجهزة الإعلام أو عبر تصنيف اجر الشاعر نظير أشعاره المُغناة، بينما يُصَنَّف المطرب المؤدي في مقام شامخ.. والمتلقي العادي عندنا حينما يستمع لأغنية ما فإنه يقول هذه أغنية المطرب فلان، ولا يقول الشاعر فلان وللأسف لا يجد الشاعر الغنائي في بلادنا التقييم الذي يستحقه من الدولة، ولكنه قد يجده من المطرب أو المطربة.. ولكن الشاعر يجد الحب والتقدير والاحتفاء والشهرة من المواطن او الجمهور أينما حل ومن الصحافة الفنية والأدبية

كيف تصف واقع الساحة الشعرية والفنية الآن؟

واقع الساحة الشعرية حاليا يتأرجح بين المد والجذر وللظرف العصيبة التي تمر بها بلادنا حاليا بسبب الحرب هناك شبه توقف من قبل الشعراء وضمور في الساحة الأدبية والشعرية.. وهو وضع طبيعي لعدم وجود الاستعداد من المطربين لتقديم الجديد.. إلا من قبل البعض عبر الأغنيات الوطنية أو الأغنيات الحماسية.. في ظل عدم وجود صحافة فنية وأدبية وأجهزة إعلامية تقوم بنشر وتقديم الجديد من الأغنيات.. لأن المبدع حاليا يعاني كغيره، ويتأثر ويؤثر ويحتاج المبدع فعلا للحافز المعنوي والمادي، حتى يواصل رحلة الإبداع السرمدية التي وطن نفسه لها ونذر حياته لها.

كلمة أخيرة أو رسالة في ختام هذا الحوار؟

أنا ألتقي علاجا مستديما مدى الحياة، ولا يتوفر حاليا في السودان بسبب الأحداث الجارية، وظللت بأم درمان لخمسة أشهر بعد الحرب، ونصحني صديقي البروفيسور أحمد عوض إبراهيم بالسفر لمصر لمواصلة العلاج.. نسأل الله أن يعم الأمن والسلام بلدنا، وتعود كل العصافير المبدعة إلى أرض الوطن سالمين بإذن الله، وأترحم علي روح صديقي العزيز المطرب الشهم أخو الأخوان حمد البابلي الذي انسرب من بيننا مالنسمة وهو في طريقه برا لجمهورية مصر العربية..وانا لدي ابنة متزوجة من مصري امتدادا للوشائج التاريخية بين مصر أرض الكنانة والسودان بلد الحضارات.

خصام

كلمات د. عبد العظيم أكول

لحن. دكتور الدرديري الشيخ

غناء. عبد الولي علي مختار

أصلي بريدك من أعماقي

وريدك ليا يزيدني سعادة

بيك يا روحي عرفت الريدة

ونار الريدة دوام وقادة

أنت بديت الريد بي كلمة

وبقت نار الشوق الحية

ولما شعرت بأني بريدك

شلت الريدة مع الحنية

رحت مشيت في دربك هاني

ما خففت عليا شوية

لما غرقت خلاص في حبك

في هجراني بقيت تتمادى

خلي الناس عن ريدنا يقولو

أوعك تسمع عني وشاية

أنت الأمل العشت عشانو

ما اتخيلتك تهوي سوايا

لما اخترتك أنت حبيبي

قلت الريد تمشيهو معايا

بكرة تقرب ليا خطايا

مهما طال باغالي بعادك

الوسومآثار الحرب في السودان الشعر الغنائي عبدالعظيم أكول

مقالات مشابهة

  • فرق قصور الثقافة تتألق في احتفالية "نور آل البيت" احتفاء بموسم الحج وعيد الأضحى
  • مهرجان فرق الأقاليم المسرحية.. الليلة "كيد البسوس" و"اللعبة" بقصر ثقافة روض الفرج والسامر
  • البرزخ ولصوص التاريخ «الأخيرة»
  • "جدو مرجان وحكاوي زمان".. عرض مسرحي للأطفال ضمن موسم قصور الثقافة
  • صوت من البعيد «8»: الشعر والتاريخ في ديوان «صقر عماني»
  • قصور الثقافة تواصل فعاليات ورشة إعادة تدوير المخلفات بالإسماعيلية
  • قصور الثقافة تصدر 6 أعمال إبداعية ضمن النشر الإقليمي بالإسكندرية
  • الشاعر عبدالعظيم أكول لـ«التغيير»: “الفنان” يجد تقييما أكثر من كاتب القصيدة
  • القديس إبرام «حبيب الفقراء».. سيرة خالدة فى ذاكرة الأقباط
  • «دوار بحر» و«الثأر ورحلة العذاب» في ثاني أيام مهرجان فرق الأقاليم المسرحية