صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@01:42:30 GMT

شخصيات إسلامية.. الحسن البصري، رحمه الله

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

 الإمام الحسن البصري، رحمه الله، كان مقبلاً على الآخرة، زاهداً في أمر الدنيا، هو الحسن بن يسار الْبَصْرِيُّ الْفَقِيه القارئ الزَّاهِد العابد سيد زمانه، وإمام أهل عَصْره، ولد بِالْمَدِينَةِ سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وكانت أمه تضعه عند أم المؤمنين أم سلمة زوجة النبي ﷺ لترضعه، ثمَّ نَشأ بوادي القرى، سمع من عُثْمَان وَهُوَ يخطب، ورأى طَلْحَة وعلياً، وروى عن أبي بكرة والنعمان بن بشير وجندب بن عبدالله وَسمرة بن جندب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وأنس بن مالك وخلق كثير من الصَّحَابَة وكبار التابعين، ومناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة، وَكَانَ رَأْساً فِي الْعلم والْحَدِيث إِمَاماً مُجْتَهداً كثير الاطلاع، عارفاً بالْقُرْآن وَتَفْسِيره، رَأْساً فِي الْوَعْظ والتذكير، والحلم والْعِبَادَة والزهد والصدق والفصاحة والبلاغة والشجاعة.


 وقَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنَ الْحَسَنِ. 
وكان الحسن البصري عاملاً بعلمه، قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: «لَمْ أَرَ أَقْرَبَ َقْولاً من فِْعل، من الحسن»، وكان غزير العلم، قال الربيع بن أنس: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلا أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ.
وأَجْرَى اللهُ عَلَى لِسَانِه الْحِكْمَة، فَلَهُ الأقوال المؤثرة، ومن ذلك: قوله: (رَحِمَ اللهُ عَبْداً وقف عِنْدَ هَمِّهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ حَتَّى يَهُم، فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَمْضَاهُ، وَإِنْ كَانَ شَرّاً كَفَّ عَنْهُ).
وقوله: (إِنَّمَا الْفَقِيه الزاهد في الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ).
وقوله: (قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَرَاءَ لِسَانِهِ، فَإِذَا هَمَّ أَحدكم بِأَمْرٍ تَدَبَّرَهُ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً تَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ سَكَتَ، وَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ، فَإِذَا هَمَّ بِشَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ وَأَبْدَاهُ).
وقوله: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ». وقوله: «اطلب العلم طلباً لا يضر بالعبادة، واطلب العبادة طلباً لا يضر بالعلم، فإن من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح». 
وقوله: (إن الرجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُوراً فِي قَلْبِهِ وَقُوةً فِي بَدَنِهِ، وإن الرّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ وَوَهْناً فِي بَدَنِهِ). 
وقال مالك بن دينار: قلت للحسن ما عقوبة العالم إذا أحب الدنيا؟ قال موت القلب، فإذا أحب الدنيا طلبها بعمل الآخرة، فعند ذلك ترحل عنه بركات العلم، ويبقى عليه رسمه. 
قال رجل لابن سيرين قبل موت الحسن البصري: رَأَيْت كَأَن طائراً أخذ أحسن حصاة بِالْمَسْجِدِ. فَقَالَ ابْن سِيرِين: إن صدقت رُؤْيَاكَ مَاتَ الحسن. فلم يكن غير قليل حَتَّى مَاتَ الحسن. 

أخبار ذات صلة لاندمارك» تدعم حملة «وقف الأم» بـ5 ملايين درهم العشر الأواخر ليالٍ معدودة وثواب عظيم

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الحسن البصري رمضان

إقرأ أيضاً:

فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح

فتاوى تشغل الأذهان
ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟.. الإفتاء تجيب
لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
أمين الإفتاء: شروط صحة الصلاة مقسمة إلى نوعين


نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين في حياتهم اليومية، نرصد أبرزها في هذا التقرير.

رسميًا.. موعد صلاة عيد الأضحى 2025 في القاهرة والمحافظات وعدد أيام الإجازةصلاة العشاء كم ركعة للفرض والسنة وسرا وجهرا؟.. كثيرون لا يعرفون

في البداية، ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟ أحيانا تقتضي الحاجة في المسجد الكلام أثناء خطبة الجمعة؛ لتنظيم حركة الناس في المسجد والأماكن التي يجلسون فيها ونحو ذلك، فهل يجوز للقائمين على المسجد الكلام وتوضيح ذلك أثناء خطبة الجمعة؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه يجوز للقائمين على أمر المسجد الكلام في أثناء الخطبة ما دام كان هناك حاجة تدعو إلى ذلك، كتنظيم حركة النَّاس وأماكن الجلوس فيه، مع التنبيه على أنَّه إن كانت الإشارة تغني عن الحركة أو الكلام، فإنَّه يقتصر عليها جلبًا للثواب وزيادة في الأجر ومحافظة على السكينة والهدوء حتى يحصل الإنصات للمصلين.

وأوجب الشرع الشريف صلاة الجمعة على المسلم الحر العاقل البالغ المقيم، الخالي من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، وأمره بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].

وحدد لنا صلى الله عليه وآله وسلم آدابًا شرعية ينبغي على المُصلِّي أن يتحلى بها، منها: الإنصات والاستماع في أثناء الخطبة؛ لكونهما سببًا في مغفرة الذنوب والآثام بينه وبين الجمعة الأخرى، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» متفق عليه -واللفظ للإمام البخاري.

واختلف الفقهاء في حكم الإنصات والاستماع لها والكلام في أثنائها:

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والإمام الشافعي في القديم، والحنابلة في رواية، إلى أنَّه يجب على المُصلِّي أن ينصت ويستمع للخطبة ويحرم عليه الكلام في أثنائها؛ لما في ذلك من إبطال لمعناها وإزالة لفائدتها، فمن تكلم عامدًا كان عاصيًا، ومن تكلم جاهلًا كان لاغيًا؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، ولنهي النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك في قوله: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ» متفق عليه.

وقالت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تُعد من أعظم أيام السنة، ولها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث اجتمع فيها من الفضل ما لم يجتمع في غيرها من الأيام.

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح: "جرت سنة الله تعالى في خلقه أن يجعل لبعض الأزمنة فضلاً على غيرها، تمامًا كما فضل أماكن وأشخاصًا، فجعل للمسجد الحرام والمسجد الأقصى شرفًا عن غيرهما، وكرم الإنسان على سائر المخلوقات، ومن ضمن هذه التفضيلات، نجد أن الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة لها منزلة عالية، فهي من أعظم أيام العام".

وتابعت: "فضل هذه الأيام يبدأ بكونها واقعة في شهر من الأشهر الحُرُم، وهو شهر ذي الحجة، وقد قال الله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، كما ورد ذكر هذه الأيام في القرآن في أكثر من موضع، ومنها قول الله تعالى: (واذكروا الله في أيامٍ معدودات)، وقد فسّر المفسرون هذه الأيام بأنها العشر الأوائل من ذي الحجة".

وأكدت أمينة الفتوى بدار الإفتاء أن السنة النبوية أظهرت كذلك فضل هذه الأيام، حيث قال النبي ﷺ: ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، والمقصود بها العشر، حتى إن الصحابة قالوا: "ولا الجهاد؟"، فقال النبي: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.

وأضافت: "في هذه الأيام يُستحب الإكثار من التسبيح، والتهليل، والتكبير، كما قال النبي ﷺ: فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد، ويكفي أن هذه الأيام تحتوي على يوم عرفة، وهو يوم العتق الأكبر من النار، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وصيامه يكفّر ذنوب سنتين، السنة الماضية والقادمة".

وأكدت على أن الله سبحانه وتعالى أقسم بهذه الأيام لعظيم قدرها، في مطلع سورة الفجر: (والفجر وليالٍ عشر)، وبعض المفسرين أكدوا أن المقصود بالليالي العشر هي العشر الأوائل من ذي الحجة، وما أقسم الله بشيء في القرآن إلا للدلالة على عظمته، فحريٌ بنا أن نغتنم هذه الأيام، ونكثر فيها من العمل الصالح والتقرب إلى الله.

وأكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة عبادة عظيمة لها أركان وشروط وسنن، لا بد من مراعاتها حتى تُقبل الصلاة وتُعتبر صحيحة شرعًا.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن الأركان هي أجزاء جوهرية في الصلاة، وبدونها لا تقوم الصلاة، مثل: تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والسجود، والاعتدال من الركوع، مشيرا إلى أن الأركان بمثابة أساس البناء، وإذا نقصت أي منها سقط البناء، وكذلك الصلاة لا تصح إلا بها.

أما الشروط، فأوضح أنها مقسمة إلى نوعين، هما شروط الوجوب، وهي تتعلق بالمكلف نفسه، وتشمل الإسلام، والبلوغ، والعقل، وخلوّ المكلف من الموانع الشرعية كالحيض والنفاس، والأخرى شروط الصحة، وهي شروط مرتبطة بالعبادة نفسها مثل دخول وقت الصلاة، الطهارة، استقبال القبلة، ستر العورة، والنية.

وأشار إلى أن وجود الأركان مع عدم تحقق شروط الصحة مثل دخول الوقت يجعل الصلاة باطلة شرعًا، مؤكدا أهمية تحقق جميع الشروط حتى تصح الصلاة.

وشدد على أن النية يجب أن تكون قبل بدء الصلاة، فلا يجوز أن يبدأ المصلي الصلاة ثم ينوي بعدها، كما ذكر خطأ شائعًا بين المسافرين الذين ينون أداء صلاة كاملة ثم يصغرونها بدون تعديل النية.

وعن السنن في الصلاة، قال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنها تنقسم إلى: سنن أبْعاض، وهي سنن تُستحب ويُثاب فاعلها، لكنها ليست من الأركان، وأيضا سنن هيئات، وهي الأحوال الظاهرة أثناء الصلاة مثل رفع اليدين عند التكبير، وتركها لا يبطل الصلاة.

طباعة شارك فتاوى تشغل الأذهان خطبة الجمعة الإفتاء العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا شروط صحة الصلاة

مقالات مشابهة

  • وقفة عرفات 2025 .. أفضل دعاء تقوله في أعظم أيام الدنيا
  • جلالة السُّلطان المعظم يُقيم مأدبة عشاء رسميّة بضيافة قصر العلم العامر تكريمًا للرئيس الإيراني
  • فضل العشر من ذي الحجة.. لماذا جعلها الله أعظم أيام الدنيا؟
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح
  • مركز الملك سلمان الاجتماعي يُكرّم الشيخ عبدالله العلي النعيم
  • آخر تقرير إسرائيليّ عن القرض الحسن.. أمرٌ خطير تم الحديث عنه!
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
  • تمصلوحت :اختتام فعاليات مهرجان التبوريدة بمناسبة ميلاد سمو الأمير ولي العهد مولاي الحسن وسط حضور وازن ونجاح باهر :
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. داعية تكشف
  • الإفتاء تحدد أول أيام ذي الحجة.. استعدوا لخير أيام الدنيا