لبنان ٢٤:
2025-05-09@08:54:23 GMT

سويف في قداس القيامة: وطننا سيتجدد بوحدة أبنائه

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

سويف في قداس القيامة: وطننا سيتجدد بوحدة أبنائه

احتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بقداس منتصف الليل، في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس، لمناسبة عيد القيامة، عاونه فيه الابوان جوزيف غبش وسيمون ديب، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى سويف عظة قال فيها: "إلى أحبائنا الكهنة والمكرسين والعلمانيين نحتفل بعيد القيامة فنرسخ إيماننا بالرب القائم الذي أنبأ عن موته وقيامته التي حددها في اليوم الثالث.

فيا لعظمة قيامة المسيح التي تشفي إنسانيتنا وتجعلنا بشرية متجددة تدخل في نعمة الحياة الأبدية فنشهد لها في عيشنا اليومي".

اضاف: "نؤمن بالرب القائم والإله الحي. القيامة هي انتصار المسيح على الموت فمعه تحوّل الموت إلى حياة جديدة، هو الذي أحيا الموتى ليهيئنا الى يوم قيامته نؤمن بمسيح إنمسح فأصبح معلماً وراعياً وكاهناً، وعلمنا بمثله وقدوته وكلامه ليُظهر لنا ملكوت الله. بقيامته ثبت رسالته كمعلم يختم ويتوج مسيرة الأنبياء التي تشير إلى شهادة الحق الذي يحرر الإنسان، ودعانا من خلال اشتراكنا بحياته وموته لأن نكون مثله معلمين. نؤمن بالرب القائم راع الخراف وقائدها، يعرفها بأسمائها وهي تعرفه (يوحنا ١٠: (۲۷)، هو الذي يحس بها فيتعاطف مع الضعيفة ويتضامن مع المشردة. فخراف المسيح هي البشرية المشتتة التي جمعها بصليبه ونفخ فيها الحياة بقيامته. هكذا تحرر الإنسان من قيود الموت بنعمة هذه الرعاية، وهكذا يدعونا المسيح لنكون رعاة تساهم في تحرير بعضنا البعض من الأنانيات والإنقسامات والنظرة الضيقة والتعاطي الفئوي الواحد تجاه الآخر. نؤمن بالرب القائم، كاهن العهد الجديد الذي يقدم ذاته ذبيحة مرضية للآب، يطيعه ويعمل مشيئته في عهد حب أبدي أعاد الإنسان إلى المعية والشركة التي سبق له وخسرها بعصيانه وكبريائه. يدعونا يسوع لنكون أيضاً كهنة العهد الجديد. فلا قيامة في حياتنا من دون موت وتقدمة دائمة للذات نُشركها بتقدمة المسيح التي تتم في كل ذبيحة إفخارستية حيث يُقَرَّب الإنسان والكون بأسره إلى الله فعل شكر وحب على عطاياه".

وتابع: "القيامة هي مسيرة شفاء، مع المسيح الذي نراه فنرى الآب وهو الطريق والحق والحياة وهو نور العالم والخبز الحي، وهو المرافق للإنسان والشافي لكل جرح، وعلة الجراح موجودة دائماً في كياننا الإنساني، والتجربة ما زالت متغلغلة في العالم، خاصةً عندما يبتعد الإنسان عن محبة الرب، فينخرط في طريق الضلال، وينجرف إلى الموت. فلقائي الشخصي بالمسيح القائم ضمن الجماعة يضمد جراح الخطيئة ويشفي من تبعياتها، ويمنح الحياة الجديدة للإنسان".

وأضاف: " القيامة على الجحيم. فلنؤمن بقوة القيامة الشافية لجرح الإنسان والمحولة كل فساد وموت إلى طهر وحياة جديدة بيسوع المسيح. نحن أصبحنا بالمسيح خليقة جديدة، وشفينا بقيامته فلا نخافن أمام الضعف البشري، ولنؤمن أننا نُشفى بقوة القائم التي تلاقي إرادة الإنسان الشفاء والتحوّل هما ثمرة اللقاء الشخصي بالمسيح حيث يتقوى ويتعزى الإنسان، ويصبح علامة محبة الله المنتصرة أمام أي شر وظلم. ويكمن لقاؤنا بالقائم في سماع الكلمة المحيية وتناول القربان الغافر بهما تشفى عندما تكون صلاتنا عميقة حيث نلتقي مع الحي ونجدد عهد الحب معه. أخشى أيها الأحباء، أن تكون احتفالاتنا بهرجات خارجية دون التزام عميق شخصي بقضية القيامة وبالمسيح الذي يعطي المعنى لوجودنا فينير دربنا لبلوغ الملكوت".

واردف: "بعد القيامة دعانا المسيح وأرسلنا كي نشهد لقيامته، يسوع القائم تراءى لآلاف البشر ولمس حياتهم وهو لا يزال معنا يلامس حياتنا ويجدّدها. نحن دعينا لنكون شهوداً دائمين للمسيح القائم من خلال عيش الحب اللامحدود والإيمان الراسخ والرجاء الثابت. فالعالم اليوم في الجماعات المسيحية وكل المجتمعات الإنسانية يحتاج إلى شهود القيامة، أولاً بمحبتهم لبعضهم البعض وبعيشهم لثمار الروح القدس وهي الأخوة والتواضع والغفران والسلام، وأيضاً بكلامهم الذي يعلن البشرى السارة أنّ المسيح قام من بين الأموات فالويل لي إن لم أبشر (1) كور ١٦:٩). وشهداء القيامة هم الذين ينشرون ملكوت الله وإنجيل المسيح في قلب العالم، هم الذين يحولون الوثنية الحديثة إلى فسحات روحية حية لعبادة الله بالروح والحق (يوحنا ٤ : ٢٢-٢٤). شهود المسيح هم الذين يتركون أثراً طيباً وإنسانياً في قلوب الناس. فهكذا انتشرت الكنيسة في كل أصقاع الدنيا بفضل الشهود الصادقين الذين عاشوا وأعلنوا أفراح القيامة في العالم. أيها الأحباء، نحن اليوم بحاجة إلى شهود قيامتين عبر المغفرة والمصالحة وبناء السلام وتحقيق العدالة وعيش الأخوة الإنسانية العالم يريد أن يتعرف على المسيح، فكيف نوصله الى الناس إن لم يكن عبر الإختبار الروحي ونشر القيم الإنسانية؟ نحن شهود للقيامة بنشر المحبة ومحو الجهل والمطالبة برفع الظلم عن النساء والأطفال وبإيقاف الإتجار بالبشر وجز الشباب في ظلمة المخدرات والمراهنات. نحن نشهد للقيامة في مساهمتنا بالحد من الفقر والجوع، حيث قلة من الناس تزيد غنى وأكثرية تنحدر نحو البؤس تبدأ شهادتنا للقيامة من وطننا الحبيب الصغير لبنان الذي سيتجدد لا محال بوحدة أبنائه وبتحلي القيمين عليه بضمير حي في إدارة الخير العام واحترام الدستور وبناء المؤسسات حتى يصل لبنان الذي يبحر بين العواصف والمخاطر الى ميناء الطمأنينة والسلام".

وختم سويف: "تعالوا نشكر الرب لأنه القائم والمنتصر على الموت وهو الشافي من جراح الكبرياء والأنانية وهو الذي يواصل رسالته في قلب العالم عبر شهدائه وقديسيه له المجد الى الأبد، آمين".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: شهدنا مؤخراً أحداثاً مأساوية وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات وشكلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل ورحب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها

2025-05-07hadeilسابق الرئيس الشرع: ندرك أن فترة ما بعد الثورة صعبة ونحاول بشكل جماعي استيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدم الطائفية والرعب سلاحاً ضد المجتمع السوري طيلة 54 عاماً انظر ايضاًالرئيس الشرع: ندرك أن فترة ما بعد الثورة صعبة ونحاول بشكل جماعي استيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدم الطائفية والرعب سلاحاً ضد المجتمع السوري طيلة 54 عاماً

آخر الأخبار 2025-05-07الرئيس الشرع: شهدنا مؤخراً أحداثاً مأساوية وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات وشكلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل ورحب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها 2025-05-07الرئيس الشرع: ندرك أن فترة ما بعد الثورة صعبة ونحاول بشكل جماعي استيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدم الطائفية والرعب سلاحاً ضد المجتمع السوري طيلة 54 عاماً 2025-05-07الرئيس الشرع: ناقشت اليوم مع الرئيس ماكرون سبل التقدم في القضايا ذات الاهتمام المشترك وإعادة الإعمار واستقرار سوريا الذي يمثل استقرار المنطقة بأكملها 2025-05-07الرئيس الشرع: فرنسا كانت صديقة للشعب السوري ووقفت بجانبه طيلة سنوات الثورة 2025-05-07الرئيس الشرع: عندما نهض الشعب السوري في 2011 ضد نظام الأسد لم نكن نتوقع أن تمر ثورتنا بمراحل عدة وتتعرض لأقصى درجات العنف لكن الشعب رفض الخضوع للاستبداد 2025-05-07الرئيس الشرع: أتوجه بالشكر الجزيل للرئيس ماكرون والشعب الفرنسي على استقبال اللاجئين السوريين في السنوات الماضية وعلى استقبالي اليوم 2025-05-07الرئيس ماكرون: سنعمل على رفع العقوبات الأوروبية تدريجيا عن سوريا 2025-05-07الرئيس ماكرون: فرنسا مستعدة للتعاون مع سوريا من أجل محاربة داعش بما فيه مصلحة البلدين 2025-05-07الرئيس ماكرون: نحيي الخطوات التي قام بها الرئيس الشرع للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية وضمان السلم الأهلي 2025-05-07الرئيس ماكرون: سوريا تواجه صعوبات كبيرة وعلى المجتمع الدولي التعاون معها ودعمها للتغلب على هذه الصعوبات

صور من سورية منوعات تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27 صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • البابا لاون الرابع عشر يترأس أول قداس له بعد انتخابه حبرًا أعظم
  • ما ظل يتعرض له وطننا الحبيب السودان منذ اندلاع هذه الحرب هو عدوان اجنبي
  • هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
  • عبد المسيح: الايمان هو الدواء الأوّل
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • الرئيس الشرع: شهدنا مؤخراً أحداثاً مأساوية وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات وشكلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل ورحب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها
  • انتخابات بابوية.. كرادلة العالم يتوافدون إلى الفاتيكان
  • البابا تواضروس لوزير خارجية صربيا: ابتعاد الإنسان عن الله سبب أزمات العالم
  • الشفاء البطيء… سرّ جروح الإنسان التي تتحدى سرعة الطبيعة!
  • حملة طلابية من غزة تناشد العالم: أنقذوا العائلات التي تعيش بين الركام