هل انضبطت العملية الانتخابية بعد إعادة الانتخابات فى الدوائر الملغاة.. وصعود وجوه جديدة؟
بالتأكيد ما حدث فى الدوائر الملغاة منذ ساعات من صعود وجوه كانت خارج المشهد فى المرحلة الاولى الملغاة وتصدرها بعد الاعادة مؤشر ايجابى حدث ذلك فى دائرة إمبابة ودائرة نجع حمادى على وجه الخصوص ..بعض هذه الوجوه عادت من السقوط الى النجاح وحسم المقعد من الجولة الاولى وهى ظاهرة تستحق الوقوف امامها وتعطى انطباعاً حقيقياً على مسارين الاولى ان الانتخابات الاولى كانت بالفعل معيبة والثانى ان انضباط حقيقى حدث وليس مجرد تجميل لقبح الصورة القديمة.
ورأينا جميعاً كيف شهدت الساحة السياسية المصرية خلال الأسابيع الماضية حالة من الترقب والجدل بعد قرار إعادة الانتخابات فى عدد من الدوائر التى شابت نتائجها خروقات أو طعون أثارت الشكوك حول نزاهة العملية. وبعد انتهاء الإعادة وصعود وجوه جديدة إلى البرلمان، عاد السؤال الأهم إلى الواجهة: هل انضبطت العملية الانتخابية بالفعل، أم أن ما حدث مجرد تصحيح محدود لا يغير الصورة الكاملة؟
قرار إعادة الانتخابات فى أكثر من دائرة اعتبره البعض رسالة حازمة من الدولة بأن التجاوزات لن تمر، وأن الرقابة صارت أكثر صرامة. بينما رأى آخرون أن هذه الإعادة كانت ضرورة قانونية فرضتها كثافة الطعون، وأنها لا تكفى وحدها لاعتبار العملية «منضبطة».
المؤكد أن الإعادة أعادت الثقة نسبيا للناخبين فى أن إرادتهم يمكن أن تحترم، وأن الأخطاء يمكن تصحيحها.
أبرز ما لفت الأنظار فى جولات الإعادة هو صعود وجوه شبابية وعودة بعض المرشحين المستقلين، فى مقابل تراجع أسماء تقليدية اعتادت حجز مقاعدها لسنوات.
ما حدث يدلل على ان البرلمان القادم قد يكون مختلفا نسبيا، وأن دخول طاقات جديدة قد ينعكس على الأداء الرقابى والتشريعى، خصوصا فى قضايا الخدمات المحلية، الاقتصاد، والتعليم.
التغيير الذى حدث يظل محدودا، وأن الوجوه الجديدة صعدت فقط فى دوائر الإعادة، بينما ظل المشهد الأوسع بتركيبته المعروفة دون تغيير كبير.
المؤشرات تقول ان هناك انضباطا حدث مثل ضبط بعض المخالفات الانتخابية، فقد شهدت جولات الإعادة تراجعا فى مشاهد الفوضى عند اللجان، واختفاءً نسبيا للمال السياسى العلني، مع تشديد رقابة قضاة اللجان والهيئة الوطنية للانتخابات.
وهناك ارتفاع نسبى فى المشاركة رغم أنها لم تصل إلى المستوى المأمول، إلا أن المشاركة فى بعض الدوائر أعطت مؤشرا على رغبة الناخبين فى «تصحيح المسار».
الصورة لم تكتمل بعد وهناك شكاوى من ضعف الدعاية المتكافئة.
واستمرار التأثير القبلى والعائلى فى بعض المناطق..مع بقاء بعض المشاكل التنظيمية مثل التكدس والبطء فى إعلان النتائج.
هذه العناصر تؤكد أن الانضباط تحقق، لكن ليس بالشكل الكامل الذى ينتظره الشارع.
إعادة الانتخابات فى حد ذاتها كانت خطوة مهمة لإعادة الهيبة للعملية الانتخابية، لكنها فتحت أيضا الباب لمطالب بمرحلة أعمق من الإصلاح، تشمل:
تعديل قانون الانتخابات لضمان تمثيل أوسع وتنافس حقيقي.
تقليص التدخلات غير الرسمية داخل بعض الدوائر.
مع توسيع الرقابة القضائية والإعلامية على مراحل العملية كافة.
ولابد من تشجيع الأحزاب على تقديم مرشحين مؤهلين بدل الاعتماد على الشعبية المحلية فقط.
الإعادة كانت خطوة تصحيحية مهمة، وصعود وجوه جديدة أعطى روحا مختلفة للمشهد، لكن الطريق ما زال طويلا للوصول إلى انتخابات ذات تنافس كامل وشفافية كاملة.
ومع دخول البرلمان الجديد، ستختبر قدرة الوجوه الصاعدة على صنع فارق، وقدرة الدولة على استكمال إصلاح العملية الانتخابية بما يتناسب مع المرحلة المقبلة.
ما حدث من تصحيح قد ينقذ هذا البرلمان من سيل الطعون وأحكام محكمة النقض ولكن باب المحكمة الدستورية مازال مفتوحاً على مصرعيه وقد يصدر حكم بعد انعقاد البرلمان بشهور وفى كل الأحوال فى ظنى ان تلك الانتخابات هى آخر انتخابات تجرى على نظام القائمة المغلقة والكوتة وتلك الدوائر المتسع وهى عيوب حقيقية أكبر حتى من كل المخالفات التى شهدتها الدوائر الفردية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ياسر شورى لفت نظر الدوائر الملغاة خارج المشهد مؤشر إيجابى ما حدث
إقرأ أيضاً:
الجدول الزمني للتصويت في الدوائر الملغاة بانتخابات النواب بعد أحكام القضاء
أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار حازم بدوي الجدول الزمني الكامل للتصويت في الدوائر التي ألغت المحكمة الإدارية العليا نتائجها، وذلك بعد صدور أحكام قضائية بإعادة الانتخابات بها.
وتشمل الخطة تحديد مواعيد التصويت في الداخل والخارج، ومواعيد إعلان النتائج، إلى جانب الجدول الخاص بالطعون وجولة الإعادة.
مواعيد التصويت في الجولة الأولى للدوائر الملغاةوفقًا لبيان الهيئة، تُجرى الجولة الأولى من التصويت في الدوائر الملغاة يومي 8 و9 ديسمبر للمصريين بالخارج، بينما يُفتح باب التصويت بالداخل يومي 10 و11 ديسمبر، على أن يتم إعلان النتيجة الرسمية للجولة يوم 18 ديسمبر.
مواعيد جولة الإعادة حال وجودهاوفي حال احتياج أي من الدوائر لجولة إعادة، تُعقد الانتخابات للمصريين بالخارج يومي 31 ديسمبر و1 يناير، بينما تجري داخل مصر يومي 3 و4 يناير، على أن تعلن النتيجة النهائية يوم 10 يناير.
استئناف الدعاية الانتخابية والطعون على النتائجوأوضحت الهيئة أن المرشحين المقرر مشاركتهم في جولة الإعادة سيستأنفون الدعاية الانتخابية اعتبارًا من 2 وحتى 14 ديسمبر.
وبحسب الجدول الزمني، تتلقى المحكمة الإدارية العليا الطعون على النتائج خلال 48 ساعة عقب إعلان النتيجة، على أن يتم الفصل في الطعون خلال فترة تمتد من 5 إلى 14 ديسمبر، لضمان استكمال العملية الانتخابية في إطار زمني منضبط.
الجدول المتبقي من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النوابوفيما يتعلق بمواعيد المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، يبدأ الصمت الانتخابي لجولة الإعادة في المرحلة الثانية يوم 14 ديسمبر، بينما تُجرى الإعادة بالخارج يومي 15 و16 ديسمبر، وتُعقد داخل مصر يومي 17 و18 ديسمبر؛ ومن المقرر إعلان نتيجة جولة الإعادة للمرحلة الثانية في 25 ديسمبر.
تصريحات الهيئة الوطنية للانتخاباتوخلال المؤتمر الصحفي، أكد المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أن الاستحقاق الدستوري لانتخابات مجلس النواب يمثل "أمانة عظيمة" تقع على عاتق جميع أطراف العملية الانتخابية، بدءًا من المواطنين الذين يدركون أهمية مشاركتهم، مرورًا بالمرشحين، ووصولًا إلى القائمين على تنظيم الانتخابات.
وشدد على أن الجميع مسئولون أمام الله عن أداء هذا الدور بأعلى درجات الدقة والنزاهة.