الفريق الإنساني الإماراتي يواصل تنفيذ برنامجه الرمضاني في تشاد
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أم جرس - وام
واصل الفريق الإنساني الإماراتي الموجود في مدينة أم جرس التشادية، تنفيذ برنامجه الرمضاني في المنطقة، الذي يتضمن توزيع المير الرمضاني على اللاجئين السودانيين والمجتمع المحلي، والقيام بزيارات ميدانية للقرى والبلدات المحيطة بالمدينة، للاطلاع على أحوال الأهالي فيها لتقديم المساعدات الإنسانية لهم، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بتلبية النداءات الإنسانية الملحة ومد يد العون إلى الفئات الأكثر حاجة.
وقام الفريق الذي يتكون من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ويعمل بالتعاون مع مكتب تنسيق المساعدات الإماراتية، ضمن حملته الرمضانية في المنطقة، بتوزيع 6000 من السلال الغذائية و500 من الحقائب الإغاثية والإمدادات المعيشية على عدد من القرى التابعة لمدينة أم جرس.
وتشمل السلال الرمضانية المواد الأساسية من الأرز والطحين والسكر والزيوت والحبوب وحليب الأطفال والتمور وغيرها من الاحتياجات الضرورية للأسر، بينما تحوي الحقائب الإغاثية أدوات المطبخ ومعدات منزلية وسجاداً وغير ذلك من المواد المعيشية التي تسهم في توفير احتياجات الأسر.
وأثنى محمد إدريس، مدير بلدية أم جرس، على الجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مبادراتها المستمرة لدعم اللاجئين السودانيين والمجتمع المحلي في تشاد، مشيراً إلى أنّ توزيع المير الرمضاني والسلال الغذائية على القرى الفقيرة سيسهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الأسر المحتاجة.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أنّ توزيع السلال الغذائية والحقائب الإغاثية والمواد المعيشية شمل العديد من القرى والبلدات المحيطة بـ أم جرس، الأمر الذي ترك أكبر الأثر في نفوس الأهالي.
وأعربت أسر مستفيدة، عن شكرها وتقديرها لدولة الإمارات العربية المتحدة، حكومةً وشعباً، على الدعم المتواصل الذي تقدمه لسكان المنطقة في جميع المجالات التنموية والخدمية والإغاثية.
بدوره، قال د. سالم العامري، مسؤول المستشفى الميداني الإماراتي في تشاد: إنّ المستشفى استقبل منذ افتتاحه في التاسع من يوليو الماضي، نحو 20 ألف حالة مرضية من الرجال والنساء والأطفال من اللاجئين السودانيين وأبناء المجتمع المحلي، بمعدل 80 مريضاً في اليوم الواحد، فضلاً عن إجرائه عمليات جراحية ما بين البسيطة والمتوسطة والكبيرة في مختلف التخصصات كالعظام والأعصاب والجراحات العامة.
ولفت إلى أنّ المستشفى الميداني يواصل عمله في استقبال المرضى خلال شهر رمضان المبارك، لتقديم الدعم الصحي للأشقاء السودانيين المتضررين من الأوضاع الحالية في بلادهم، ودعماً لجمهورية تشاد الصديقة، بغرض التخفيف من آثار الوضع الإنساني الناتج عن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين إليها.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات تشاد أم جرس
إقرأ أيضاً:
في الإبداع وتلقيه والاستخلاص الإنساني
- عد واقرأ ما قرأته من قبل.
- .......................؟
- وشاهد ما أمكنك ما شاهدته من قبل ولا تقول قد فعلت من قبل. واقرأ ما كتب عن تلك الأعمال.
- ......................؟
يبدأ اختبار الإنسان للحياة منذ ولادته، بما يحسه المولود لحظة دخول العالم، إلا أنه قد قيل بأن الجنين قبل الولادة، يحسّ، ويتأثر خاصة بالموسيقى والصوت المنغّم. إذن الأصل هو الشعور من خلال الحواس، والعقل، فهو كما يحس فهو يفكّر. وتتطور حواسه واستخداماته له، كذلك يتطور تفكيره. ورغم أنه قد يصل إلى اكتمال ما في عمر معين بالنسبة للحواس والفكر، إلا أن الإنسان يستمر في تطوير الشعور والفكر، ويمكن أن نقيس ذلك علينا وفينا، ما دامت الصحة النفسية والعقلية.
إذن الإحساس بالحياة والتفكير فيها سابق على وصف ذلك؛ ومع عملية التعلم وتعرّض الطفل لما هو مواز للحياة من معارف وفنون، فإنه يبدأ بالتلقي حسب مرحلته العمرية، وبذلك يحدث الانفعال والتفاعل والتكوين. وخلال ذلك في الوقت الذي يتعرض لما هو جديد من المعرفة والفنون، فإنه يستمر في التعرّض لما كان يتعرّض له، كأن يشاهد الطفل مثلا دراما للأطفال مع أخيه الصغير، كان قد شاهدها من قبل عام أو أعوام.
من خلال هذا المثال، نستطيع الآن أن ندخل في صلب الموضوع وجوهره، في عالم الكبار، حين نجد أنفسنا جميعا متعرضين لمعارف وثقافات وفنون قديمة وجديدة.
وسنركّز هنا على تلقي الأدب والفن، لعلنا في قادم الأيام نخصص لكل جنس أدبي ونوع فني مقالا خاصا، كأن نناقش ذلك مثلا في عالم الشعر والرواية والسينما والمسرح.
وهنا نحن إزاء المتلقي، أي الجمهور القارئ مثلا أو المستمع والمشاهد. كذلك نحن إزاء المتلقي والمبدع في آن واحد.
أما المتلقي، فهو يتلقى ما تلقاه من قبل، وما يتلقاه جديدا. وهنا فإن اختباره للحياة، في كل مرحلة عمرية، يؤثر في رؤية ما رآه من قبل (الرؤيا القلبية)؛ فقراءته للنصوص المقدمة للصغار والكبار، كذلك الفنون، تجعله في الوعي واللاوعي يعيد التلقي من جديد، بمعنى تعرفه على ظواهر ما وتفسيرها من جديد. لذلك، فإن رؤيته لما يجدّ تكون مختلفة عما قبل، حيث إنه يرى العمل الجديد من خلال خبرتين في الحياة أولا وفي تلقي الأدب والفن ثانيا.
أما المتلقي-المبدع، فهو ذلك الإنسان الذي يجد نفسه في مرحلة معينة يترك مقعده من بين مقاعد الجمهور، ويقدم إبداعه للجمهور، لكنه بالطبع يتابع القراءة والاستماع والمشاهدة.
المبدع إنسان، والأدب والفن من الحياة أولا، فهو حين ينتج الأدب والفن، ويستمر في ذلك، فإن استمراره باختبار الحياة نفسها، واختبار الفنون المختلفة، يمنحه تطويرا لما يقدم من إبداع؛ فلا يستمر بإعادة نفسه، بل يتجدد ويجدد.
وهنا ربما نصل إلى تلقي الجمهور (بمن فيهم المبدعون) للإبداع خاصة في ظل وجود جمهور مثقف ذي ذائقة فنية وأدبية ووعي على الحياة وعلى الأدب والفن. إن العمل الأدبي والفني لا يقدم لمرة واحدة، وإلا لماذا قيل بخلود الروائع!
كل عمل أدبي وفني، له تاريخ الخاص، وتاريخنا معه، من قصيدة ونص أدبي وأغنية وفيلم ومسرحية. لذلك فإن مشاهدتنا فيلم سينمائي ظهر في عقد الثمانينيات، أي قبل أربعة عقود لمخرج معين، تجعلنا ننظر إلى تجربتنا حسب أعمارنا، فإن رأيناه تحت العشرين، فإننا نراه بعينين مختلفتين حين صرنا ثلاثينيين وأربعينيين، وفي جميع الأعمار حسب سنة الأساس، أي سنة المشاهدة الأولى. وحتى المخرج نفسه، يجد نفسه معنا كمشاهدين، فيرى عمله ضمن مراحله العمرية بشكل مختلف ومتطور، بحيث يدفعه ذلك إلى تطوير الفن شكلا ومضمونا.
هنا، سنصل معا إلى أن المتلقي قارئا ومشاهدا، يستطيع الاستفادة من الوعي الجديد في فهم ما مضى من إبداع، أما ما يتراكم من خبرات حياة وتذوق ووعي، فإنه يصبح أكثر تفاعلا إيجابيا مع ما يتعرض له، مكتسبا ما نشأ لديه من فكر نقديّ.
كذلك حال المبدع، الذي يرى ما أبدعه هو والآخرون، فإنه يحرص على التطوير، وعدم الاستمرار في إنتاج مضامين تقليدية بأشكال من جنسها.
إذن الوعي هو ما سيضمن تجديد كل من المتلقي والمبدع أيضا. وهو ما يجعل أمة مستمرة بالإبداع والوجود.
وهنا، سنصل جميعا لاستخلاص مهم ونبيل، وهو أننا جميعا نمر بمراحل من الوعي في الحياة والأدب والفن. لذلك فإن إعادة النظر والتفكير بهذا كله لا تنتج معرفة فقط، بل تقترح حيوات أخرى.
إنها الحياة الجديدة، والأدب الجديد، والفن كذلك، ومن هنا فإن وعي المنظومة على نفسها كمجتمع وحكومات، تستثمر في الحياة والمعرفة، حتى لا تستمر الأمم بعيشها التقليدي، بل إنها من وقت لآخر تقوم بضخ دماء جديدة في مختلف مواقع المعرفة والفعل.
أما المنظومات التقليدية التي يستفيد من وجودها كما هي حفنة من البشر، فإنهم يحاربون الجديد مطلقا، كونه يشكل خطرا عليها وأهلها. ذلك أن الخلاص لديها خلاص فرديّ لا خلاصا عاما.
لذلك، فإن ما مضى يشكل تفسيرا جيدا لقراءة مستوى الإبداع، ونظم الحكم، دون أن ننتبه بالطبع إلى الاستثناءات الإبداعية التي وجدت طريقها في وجود نظم قامعة للإبداع والمبدعين.
وماذا بعد؟
لسنا الأوائل، فقد مرّت هنا حضارات عظيمة، واختبر ناسها الحياة، وأبدعوا، ثم كان ما كان من فلسفة ونقد. وهنا في هذه المرحلة اللاحقة، التي تلت الإبداع والحياة بالطبع، صار للنقد دور في الرأي لأجل التطوير.
الوعي شرط الاستمرار، لذلك يشكل الوعي القادم من الأدب والفن قوة للمتلقي الواعي والفاعل، لتطوير تفكيره النقدي تجاه نفسه ومنظومة الحياة والمجتمع. وهنا فإن الساسة انقسموا إلى مستويات تجاه الوعي الفني، من مستوى متقدم يشجع الفن الراقي إلى مستوى يفضّل أن يكون الفن والأدب إلهاء للشعب لتمضية الوقت. وهنا ثمة علاقة بين الثقافة الرفيعة ونظم الحكم.
يكمن الاستخلاص الإنساني النبيل والحكيم في التطوير ومواكبة الحياة، ولنا هنا في بلادنا العربية أن نتأمل موقعنا من هذا كله والعالم وما يتحرك فيه. كلنا مجال للتطور، وللتعلم، بحيث نتعلم من الآخرين قبل أنفسنا. وتلك بداية لتحرير النفس أولا والجماعة، وذلك هو بداية الخلاص.