لبنان ٢٤:
2025-12-14@11:00:06 GMT

كيف سترّد إيران؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

كيف سترّد إيران؟

تخطّت الاعتداءات الإسرائيلية على أكثر من موقع إيراني في سوريا، حتى قبل عملية "طوفان الأقصى" وبعدها بمجموعها ما يفوق الثلاثين، وكان آخرها استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. ويلاحظ أن الغارات الإسرائيلية، وبالأخص قبل 7 تشرين الأول، استهدفت مواقع الرادارات، ومرافق المراقبة والدوريات، ومراكز تطوير الأسلحة، خاصة الصواريخ الذكية، وأنظمة التوجيه الخاصة بها.

كما طالت الهجمات أنظمة دفاع جوي، وقوافل وشحنات ومخازن أسلحة بعيدة المدى، بالإضافة إلى مستودعات، ومراكز قيادة، ومعسكرات تستخدم في تطوير طائرات إيرانية من دون طيار، واستهداف عدد من القياديين في الحرس الثوري الإيراني، يتخذون من دمشق مركزًا لنشاطهم الميداني.
في المقابل يجد المراقبون أن ردة فعل طهران تجاه هذه الاعتداءات غير متطابقة مع الواقع الميداني، بحيث تكتفي بتحريك حلفائها في المنطقة لتولي مهمة الردّ، الذي يبقى دون حجم هذه الاعتداءات، بدءًا من الحوثيين في اليمن مرورًا بما تتعرّض له المواقع الأميركية في العراق وسوريا من عمليات، وصولًا إلى جنوب لبنان عبر العمليات النوعية التي تقوم بها "المقاومة الإسلامية" تحت شعار "دعم الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم في قطاع غزة ومساندته".
ولكن هذه "العمليات البديلة"، كما يراها المراقبون، لا تعفي طهران من مسؤولية الردّ، وإن كانت ظروفها التفاوضية مع واشنطن لا تسمح لها بتوسيع هامش حركتها الميدانية، إذ أن تمادي تل أبيب في اعتداءاتها الاستفزازية، وإن جاء الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق كردّ على استهداف موقع عسكري في ايلات، قد يعيد موازين القوى إلى مربعها الأول، مع ما يرافق التردّد الإيراني من مخاوف لجوء إسرائيل إلى "زر" قنابلها النووية، وهو أمر غير مستبعد في عملية الربح والخسارة، خصوصًا إذا وجدت طهران أن الأجواء الدولية غير مؤاتية لإعادة التوازن إلى ميزان القوى في ظل السكوت الدولي عمّا يرتكب من مجازر في حق الفلسطينيين، وبالأخص في حق الأطفال والشيوخ والنساء، وما تتعرض له المستشفيات من تدمير وحشي.
في قراءة أولية لتداعيات الغارة الإسرائيلية على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، ترى أوساط سياسية مراقبة أنه يمكن اعتبار ما حصل بمثابة وصل خط دمشق – طهران بخط غزة – جنوب لبنان، مع ما يشهده البحر الأحمر من عمليات متتابعة للحوثين وما يتعرضون له من هجمات في مواقعهم العسكرية في اليمن.
ولكن ما يستتبع هذه الاعتداءات، أسئلة باتت مطروحة بالنسبة إلى موقف طهران المباشر من هذه الاعتداءات المتكررة، والتي أدخلتها في موقع شديد الحرج تجاه حلفائها في المنطقة، وقد تصل إلى مرحلة متقدمة لن تستطيع معها أن تكتفي بتحريك هؤلاء الحلفاء، الذين يقومون بالأدوار المطلوبة منهم على أكمل وجه، ولكن ضمن مقاييس محدّدة الأهداف. فإن لم تتدّخل بالمباشر للردّ على ما تتعرّض له مواقعها في الداخل السوري من اعتداءات قد تدفع إسرائيل إلى الاستمرار في استفزازاتها، وهي التي تريد أن تثبت للعالم أجمع، وبالأخص للأميركيين، الذين يمارسون عليها ضغوطات غير مسبوقة لمنعها من اجتياح رفح، أنها قادرة على أن تحارب على أكثر من جبهة، وهذا ما يسقط في رأيها نظرية "حرب المساندة"، التي تنطلق من جنوب لبنان، والهادفة بحسب ما يقوله الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى الهاء جيش العدو وتكبيده خسائر فادحة تجعله يردّ أذاه المتمادي على غزة الجريحة.
وفي رأي هذه الأوساط أن الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على أكثر من موقع إيراني في سوريا يهدف في الدرجة الأولى إلى إحراج طهران بالدرجة الأولى، ومن ثم دفع "حزب الله" إلى قيامه "بعمليات بديلة" نوعية تتناسب وحجم هذه الاعتداءات، الأمر الذي يعطي تل ابيب وحكومتها الحربية ذريعة لشنّ حرب واسعة على لبنان، قد تكون مدخلًا لحرب أشمل قد تطال شظاياها أكثر من دولة إقليمية.
وتقول هذه الأوساط أن عبارة الردّ "في المكان والزمان المناسبين" لم تعد كافية في الظرف الراهن، وأمام إصرار إسرائيل على تحدّي إيران بهذا الشكل السافر غير المقبول، ولكن يبقى السؤال الأهم، الذي ربما قد تُترك الإجابة عنه للميدان، سواء في جنوب لبنان أو في البحر الأحمر، هل أن طهران جاهزة لمواجهة مفتوحة، وهل في قدرتها أن تحارب على أكثر من جبهة في وقت واحد، وهل تستطيع أن تواجه الغرب، الذي بدأ يئن نتيجة ما تتعرض له مصالحه الاقتصادية من خسائر نتيجة العمليات التي يقوم بها الحوثيون ضد سفنه التجارية في البحر الأحمر؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الاعتداءات على أکثر من جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه سيسافر إلى بيروت لإجراء محادثات بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره اللبناني، الذي كان قد رفض قبل يوم واحد زيارة طهران لإجراء محادثات مباشرة.

ونشر عراقجي على منصة إكس أنه "سيقبل الدعوة إلى بيروت بكل سرور"، لكنه اعتبر موقف رجي "محيّرا"، مشيرا إلى أن وزراء خارجية الدول ذات "العلاقات الدبلوماسية الكاملة" لا يحتاجون إلى مكان محايد لعقد محادثاتهم.

وتابع عراقجي "في ظل الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الصارخة لوقف إطلاق النار، أتفهم تماما سبب عدم استعداد نظيري اللبناني المحترم لزيارة طهران".

وكان وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي قال -الأربعاء- إن "الظروف الحالية" تمنعه من السفر إلى طهران، ولكنه أكد أن هذه الخطوة لا تعني رفض الحوار مع إيران.

ونقلت وكالة رويترز عن رجي أنه دعا عراقجي -في رسالة دبلوماسية رسمية- إلى زيارة بيروت وإجراء محادثات.

وقال رجي إن لبنان مستعد لبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع إيران تقوم على "الاحترام المتبادل والسيادة وعدم التدخل".

وفي خضم الرسالة، عاد رجي للتأكيد على الموقف اللبناني المرتبط بملف السلاح في الداخل، مشيرا إلى أن بناء دولة قوية لا يمكن أن يتحقق دون احتكار الدولة وحدها -عبر مؤسساتها الشرعية وجيشها- قرار الحرب والسلم وحق امتلاك السلاح.

وتأتي هذه التطورات في ظل ضغوط دولية -خصوصا من الولايات المتحدة وإسرائيل- لدفع الحكومة اللبنانية نحو نزع سلاح حزب الله، في حين يرفض الحزب أي نقاش خارجي حول سلاحه.

مقالات مشابهة

  • طهران: إجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد في لبنان جارية ونأمل أن تسير بشكل طبيعي
  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية لتسليح صواريخ إيران
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • عون: لا نستطيع تسليم سوريين قاتلوا الجيش اللبناني إلى دمشق
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • لبنان: الاعتداءات الإسرائيلية تهدد الاستقرار وقرار السلم والحرب بيد الحكومة
  • لبنان يواصل الخيار الدبلوماسي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وسط تزايد الضغط الدولي