فلسطـين .. مـوجـز للـفـرص الضائعة
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
بـقـلم / عـلوي شـمـلان
في منـتصف العـام 1937 م اقـتـرحت لجـنة (بيل) الملكية البريطانية تـقسـيم فـلسطين ، وبموجب هــذا المقـترح يتم السماح لليهود بإقامة كيان لهم في الجليل بفلسطين وجـزء من الساحـل الفلسطيني ، على ان تـقوم دولة عـربية عـلى اكثر من 70% من مساحة فلسطين وشرق الأردن ….
عـلى هـذا المقترح وافـقت الوكـالة اليهودية التي كان يتزعمها (وايزمان ) والتي كانت تمثـل اليهود ، بينما تم رفض الفكرة مـن قـبل الزعـيم الديني والسياسي الفلسطيني (امين الحسيني) وكان يومها يتزعــم المجلس الإسلامي ويرأس المجلس العربي الأعلى في فلسطين …
في اواخـر نوفمبر 1947م أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 181 والذي قضى بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإقامة دولتين دولة لليهود على مساحة 57% من الأرض ودولة عربية على مساحة 43% … قـبلت الوكالة اليهودية بالتـقسيم ، لكـن متطرفين يهود أمثال مناحيم بيجن رئيس منظمة الارجون الصهيونية واسحاق شامير عضو منظمة شتيرن اليهودية المتطرفة رفضو قـرار التـقسيم ، في الوقت نفسه قـوبل القرار برفض الزعماء الفلسطينيـين وبعض الزعامات العربية ….
تاريخياً عـاشت الجاليات اليهودية لـقرون طويلة في البلاد الـعربية في إندماج وانسجام كـامل ومنتج في الحضارة العربية والإسلامية ، اثرو وتأثرو بالثقافة العربية التي عاشوها وعايشوها ، وكتبو مؤلفاتهم ونتاجاتهم الفكرية بالعربية ..وكان من أشهر وابرز علماء اليهود في الحضارة العربية من المؤثرين في مختلف المجالات، مثـل الفلسفة، والعلوم، والطب، واللغة ( موسى بن ميمون، إبراهيم بن عزرا، شمعون بن كمال، وأبو منصور التيمي وغيرهم ….)
كـان تـعـداد اليهود في فلسطين عام 1947 قـرابة نصف مليون ، فيما كان تـعـداد سكان الوطن العربي قد تجاوز ال70 سبعين مليون انسان … ومـن هــذه الخـلـفية التاريخية والسكانية طـرح الدكتور(طه حسين) فـكرة احتواء اليهود في البلاد العربية وقيام دولة واحـدة للجميع في فلسطين حين كان يحـاضر في جامعة القديس يوسف العبرية في القدس سنة 1947 ويشرف على رسائل وبحوث جامعية لطلاب يهود في الجامعة المصرية …
قامت قيامة مُـتـشددي ومتطرفي الدين والقومية العرب والمسلمين في وجـه الدكتور طه حسين .. اتهــموه بالعمالة والكفر والالحاد .. تماماً مثلما اقامو القيامة في وجه الرئيس التونسي الأسبق (الحبيب بورقيبة ) واتهموه بالعمالة حين اقـترح اثناء زيارته للاردن سنة 1956 م القبول بقرار التقسيم والاعتراف بإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية ….
طـــوال اكثر من ثمانين عاماً من العام 1937م وحتى هــــذه اللحظـة ، ذهـبت وضـاعت فـرص كثيرة للتعايش والسلم في فلسطين ، حـين تـسيد المشهـد والـقرارعلى الجانبين غُـلاة التـشدد الديني والقومي ممن حكمو وعملو بعواطفهم لابعقولهم ، ومـع ضياع الفرص ضاعت أرواح ودماء كثيرة على الجانبـين …
كانت اخـر الفرص المهدورة للـسلام رفض الزعماء الفلـسطيـنـين لطلب الرئيس المصري أنور السادات منهم الانخراط في عملية السلام التي ابتدأت بزيارته لاسـرائيل في نوفمبر 1977م ، وعـلى اثرها استعاد سيناء المصرية كاملة ، ويومها لم تكن في الضفة الغربية مستوطنة واحدة ، وكانت مسارات الاحداث يومها توحي بقبول إسرائيل الانسحاب الى حدود 5 يونيو 1967م ، حــأل حصولها على اعتراف عـربي وفلسطيني ….
المصدر: موقع حيروت الإخباري
كلمات دلالية: فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء فلسطين: شعبنا يتعرض لعدوان متواصل وتدميرا ممنهجا للبنية التحتية
أكد محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان متواصل، وجرائم إبادة، وتدميرا ممنهجا للبنية التحتية.
وقال محمد مصطفى، في كلمته على خلال أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ببغداد،: "يجب وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وتولي دولة فلسطين مسؤوليتها الأمنية في قطاع غزة، والبدء فورا في إعادة إعماره".
وأضاف محمد مصطفى: "نؤكد أهمية دعم صمود الفلسطينيين وبرامج الإصلاح الحكومية التي أطلقناها، من خلال تفعيل شبكة الأمان العمالية العربية".
وواصل محمد مصطفى: "يجب دعم مشاريع الطاقة الشمسية والمياه والزراعة والأمن الغذائي والصناعة والتحول الرقمي".
ولفت محمد مصطفى: "نجدد التزامنا بالعمل مع الأشقاء من أجل التوجه نحو التنمية، وتكريس السلام العادل والشامل".