الجزيرة:
2025-12-14@08:41:19 GMT

الحرب التي تصنع شهودها بقتلهم

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

الحرب التي تصنع شهودها بقتلهم

حرب الإبادة على غزة، والتي تعكس طبيعة التوحش الإسرائيلي، هي حرب ضد أشياء كثيرة إلى جانب كونها حربًا تستهدف الفلسطينيين كجماعة وطنية. إذ يمكن وصف الحرب بأنها تستهدف الأطفال على وجه الخصوص كنتاج مرض نفسي وعقدة ديمغرافية مزمنة لدى هذا الصنف من الاحتلالات النادرة عبر التاريخ.

فعلاقة إسرائيل الزائفة بأرض فلسطين هي علاقة تتعرض لنقض ذاتي دومًا بعامل ديمغرافي كان عقدة الاحتلال منذ يومه الأول.

منذ تلك المجازر التي اقترفها بحق قرى بأكملها في عام 1948؛ لتنفيذ إستراتيجية التهجير، للتخلص من النقيض الأساسي لرواية "أرض بلا شعب".

عقد نفسية مزمنة

استمرت هذه العقدة على مرّ السنين، وبرزت ملامحها في كل محطة من محطات الاعتداء. في غزة تحديدًا واجه الاحتلال مشكلة الخصوبة العالية للغزيين خلال احتلاله لها، وكان أن أمر الحاكم العسكري للقطاع خلال فترة الاحتلال في الانتفاضة الأولى برفع حظر التجول خلال فترات ما من الانتفاضة؛ بسبب تقارير إسرائيلية تحدثت عن ارتفاع نسبة الحوامل خلال فترات الحظر والإغلاق. ولك بعد هذا أن تتخيل عقلية هذا الصنف من المستوطنين.

في هذه الحرب تجلّت متلازمة المستشفيات، وكأنها عقدة أخرى لدى "إسرائيل". دخل جيش الاحتلال وكأنه في ثأر تاريخي مع هذه الصروح التي تستحق فلسطينيًا لقب "صروح". فرغم كل حالة الحصار والتجويع والاحتلال التي مورست من أجل تجهيل الفلسطينيين، أنجبت غزة شريحة من الأطباء الفلسطينيين المهرة، الذين ينتشرون في كل بلد أوروبي وأميركي، فضلًا عن الصامدين في القطاع، أو العائدين إليه بعد رحلة دراسة أو عمل.

تميّز القطاع الطبي في غزة بالكفاءة العالية لأطبائه قبل جودة خدماته كمستشفيات ومرافق. في السيرة الذاتية لكل طبيب في غزة أضعاف ما يمكن أن يباهي به أكبر طبيب في العالم، من حيث عدد العمليات الطبية والجراحية التي أجراها في مختلف الاختصاصات. كانت الانتفاضات والحروب المتوالية بمثابة جامعات مهنية وتدريبية مستمرة في هذا المجال.

مارسَ جيش الاحتلال توحشًا فريدًا ضد المستشفيات، وكان سلوكه الإجرامي يتجلى ضد الأطباء، والطاقم الطبي مع دخول كل مستشفى، ولا يزال أطباء كبار في الأسْر بتهمة طبيب. ضمن هذا الصنف البشري الفريد للمحتلّ الإسرائيلي المسكون بالغيرة الديمغرافية، يمكن فهم استهداف المستشفيات والأطفال في سياق اجتماعي تاريخي أعمق مما تعكسه المعطيات العملياتية على الأرض خلال هذه الحرب. وهو سياق سيستحق تقييمًا علميًا أعمق في وقت لاحق؛ لاستنتاج أسباب هذه العلاقة الثأرية بين الجندي المستوطن، بمقابل الطفل والمستشفى.

سياق استهداف المستشفيات، في شقّ منه فقط، يمكن أن يعالج فهمنا لإستراتيجية قتل الشهود، التي تجلّت منذ اليوم الأول كأسلوب حربي ملازم. فالمستشفيات هي مراكز الاستقبال النهائية لنتائج المعركة البشرية، حيث ينتهي لها الجرحى للعلاج، والشهداء قبل دفنهم. والمستشفيات بهذه العملية تتحول في جانب منها إلى أبرز الشهود على الجريمة، ومركز توثيق للضحايا.

إستراتيجية مشتركة

ويمكن تخيل عدد الجرحى والشهداء الذين سقطوا من التعداد والتوثيق منذ أن أُخرجت المستشفيات عن الخدمة. رأينا الأهالي يحملون جثث ذويهم إلى الدفن مباشرة، والجرحى الذين لا يجدون مكانًا، وتستقبلهم أرضيات المستشفيات الباردة، أو خيم مراكز الإيواء.

لا يمكن الاعتقاد أن عملية التوثيق الدقيقة للجريمة تسير وفق آليات مريحة خلال هذه الحرب، فوزارة الصحة الفلسطينية في غزة هي المصدر الرسمي للأرقام، والمستشفيات بدورها هي مصدر الوزارة الوحيد. وهنا تسعى بعض المؤسسات الحقوقية للاجتهاد من أجل توثيق أوسع للإبادة التي غاب عنها الشهود.

في هذا السياق أيضًا، كان ملاحظًا كيف مُنع الصحفيون الدوليون من الدخول إلى غزة من أجل تقديم تغطياتهم الإعلامية. وسيتسع المجال لاحقًا لدراسة خاصة وفريدة من نوعها لحجم الحصار الذي فُرض على الصحفيين الدوليين.

فمن لم تنجح وسيلته الإعلامية بمنعه بحجة رفض شركات التأمين تغطيته، تمّ منعه مباشرة تحت ضغط الانحياز الفاضح لرواية لا ترغب وسائل إعلام دولية، غربية بالأخص، رؤية خلافها وتقديم بديلٍ عنها. ومن نجح بالوصول رغم كل القيود، منعته السلطات التي تحفظ الحدود من الجانبين، ومن تجاوز الحدود، كانت بانتظاره آلة قتل ذات حصانة قانونية خاصة.

ثمّ برزت حرب استهداف الأونروا كمنظمة دولية شاهدة، لديها قدرة الوصول لكل بقاع قطاع غزة؛ بحكم وجودها القديم، وعملياتها المستمرة في دعم اللاجئين وما يرافق ذلك من توفر للمرافق والبنى اللوجستية.

كانت إستراتيجية قتل شهادة الأونروا مشتركة، تشبه تلك التي كانت ضد الإعلاميين الدوليين، تشترك فيها سلطات القتل الإسرائيلية على الأرض، وتساندها مجموعة دولية، كانت منذ البداية جاهزة لدعم كل إجراءات الإبادة وتمريرها دون عقاب. فوقف التمويل بحق الأونروا من قبل الغرب، يأتي في سياق قتل الشهادة إن لم ينجح قتل الشاهد. فالإجراءات هي رسالة للأونروا بالتزام حدود معينة، ورسم لخطوط حمراء على الوكالة الدولية الالتزام بها، وإلا.

لا يمكن فصل مقتل طاقم المطبخ العالمي من الجنسيات الدولية في قصف دقيق استهدفهم في دير البلح، عن إستراتيجية قتل الشهود التي رافقت هذه الحرب. ولا يمكن الاعتقاد أن خطأ ما قد حدث في الاستهداف بحكم القواعد التي ترافق تنقل هؤلاء، وهي قواعد تعريفيّة متفق عليها من أجل تمييز هوياتهم وأدوارهم. قد يحقق الجيش الإسرائيلي شكليًا، وقد يعتذر عن الخطأ لاحقًا، لكن المهم أن يكون البريد قد وصل لكل من يريد المقامرة بحياته؛ من أجل تقديم شهادته على الإبادة القائمة في غزة.

صحوة متأخرة

سلوك الاحتلال تجاه المتضامنين الأجانب، بمن فيهم الغربيون، والمؤسسات الإنسانية الدولية يمتلك حصانة خاصة، واستمراره مفهوم بمقابل ردات الفعل التافهة التي تطلقها دول هؤلاء المتضامنين بالعادة. والسجل في هذا يطول، ليس أقلها التذكير بدهس الجرافة الإسرائيلية للمتضامنة الأميركية راشيل كوري خلال الانتفاضة الثانية في رفح عام 2003، وهي جريمة موثقة بالصور، وقد مرت دون محاسبة.

ما الذي يمنع هذا الصنف من الوحوش من قتل الشهود والأطفال وتدمير المستشفيات واغتيال طواقم الإغاثة الإنسانية، واستهداف المؤسسات الأممية، وغير ذلك من جرائم الحرب الموصوفة؟ لا شيء بالتأكيد، في ظل الحاضنة الدولية لماكينة القتل الإسرائيلي.

مع ذلك، لم يسبق لهذا الصراع، الذي تجلّت فيه سادية "إسرائيل" في كل محطة من محطاته، أن شهد مبالغة في التوحش والتجرؤ على الشرائح المدنية المحايدة بهذا الشكل. فقد حظي هذا الاحتلال بدعم دولي غربي منذ قيامه، وفي هذه الإبادة حظي بشراكة مباشرة من قبل حواضنه الغربية، التي بدأت تصحو على نفسها متأخرة جدًا، وبشكل خجول لا يلغي استمرار شراكتها، لكن بنمط مختلف فقط.

مع كل سوداوية ما سبق، إستراتيجية قتل الشهود لن تنجح في تغطية الجريمة. هذه جريمة نقلتها الكاميرا والشهادات الحية من الأفراد. جريمة نقلتها إستراتيجيات القاتل نفسه، فجدران مستشفى الشفاء ينبغي ألا تُرمم بعد هذه الحرب. بل إن جهدًا وطنيًا ينبغي أن ينصب على إعادة الإعمار بعد الحرب، تمامًا كما ينبغي أن ينصب على الحفاظ على مسارح الجريمة دون إعمار. ينبغي أن تبقى الشواهد حاضرة كمزارات إنسانية تشهد على الإبادة ومرتكبيها.

شهود الجريمة ليسوا بشرًا ومؤسسات فقط، فالسقوفُ المقصوفة، والبيوت المحروقة شهود أيضًا. الثقوب في جدران المستشفيات والمدارس شهود. وتصلح أرض غزة بحجرها وترابها لتكون شاهدة في كل شبر منها على مجرمين من طراز خاص، يشبهون القتلة المتسلسلين المدفوعين بساديات مرضيّة وأيديولوجية يقف أمامها صاغرًا كل فكر متطرف عرفته البشرية حتى اليوم. الفرق بينهم وبين القتلة المحترفين، أن هؤلاء يصنعون الشهود بقتلهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات إستراتیجیة قتل قتل الشهود هذا الصنف هذه الحرب فی هذا فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن لهذه الدولة الخليجية أن تساعد لبنان؟

ذكر موقع "Real Clear World" الأميركي أنه "يبدو أن جهود حزب الله لإعادة بناء صفوفه قد وصلت إلى منعطف حاسم. ففي واحدة من أكثر العمليات تصعيداً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان في تشرين الثاني الماضي، اغتالت إسرائيل رئيس أركان حزب الله العسكري الفعلي، هيثم علي طبطبائي، في 23 تشرين الثاني، وقد يكون حزب الله وإسرائيل أقرب إلى الحرب من أي وقت مضى خلال الاثني عشر شهراً الماضية".

وبحسب الموقع، "جولة أخرى من القتال ليست في مصلحة لبنان أو إسرائيل، كما أنها ليست في مصلحة داعمي لبنان من دول الخليج. إن عقوداً من الوعود المبالغ فيها وعدم الوفاء بها في مواجهة حزب الله، ناهيك عن الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد، أدت إلى فقدان الدعم في لبنان. وعلى نحو استثنائي، لا تزال قطر على استعداد للانخراط والتفاعل، وتقديم المساعدة للبنان، وقد زار مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى، بمن فيهم قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الدوحة طوال عام 2025 سعياً للحصول على مساعدات قطرية، بما في ذلك دعم الجيش، إلا أن أي مساعدات قطرية مستقبلية لن تؤدي إلا إلى استمرار الوضع الراهن المدمر للبنان ما لم تكن مشروطة بجهود لبنانية جادة لنزع سلاح حزب الله".

وتابع الموقع، "أضعفت حرب حزب الله مع إسرائيل، التي استمرت عامًا، الأول عسكريًا بشكل كبير. وبعد مرور ما يقرب من أربعين عامًا على اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية بإلزام كل الميليشيات الطائفية بنزع سلاحها، باتت بيروت أمام فرصة تاريخية لنزع سلاح حزب الله. لكن الأخير، حتى الآن، نجح ببراعة في التعامل مع الوضع اللبناني ما بعد الحرب، محافظاً على الدعم الساحق للشيعة اللبنانيين، ومُظهِراً هذا الدعم في العديد من المحطات الحاسمة منذ انتهاء الحرب. في الواقع، بقيت الديناميات الاجتماعية والسياسية في لبنان، التي تُعزز قوة حزب الله وتمنع الحكومات المتعاقبة من نزع سلاحه أو كبح جماحه خشية إشعال حرب أهلية، على حالها تقريباً".

وأضاف الموقع، "في الخامس من أيلول، امتنعت الحكومة، التي تعهدت سابقاً بنزع سلاح الحزب، عن تبني خطة نزع السلاح التي طرحها الجيش بشكل صريح، وأبقت مضمونها ومراحلها طي الكتمان. وأصرّ مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى على أن نزع السلاح بالقوة من جانب حزب الله لم يكن مطروحاً للنقاش. وسعت الحكومة منذ ذلك الحين إلى تغيير موقفها تدريجياً، متجاوزةً حدود الخطاب الرسمي، من سياسة "نزع سلاح" حزب الله إلى سياسة التقاعس، وتأمل أن يؤدي "احتواء" ترسانة حزب الله السلبي، مع مرور الوقت، إلى تدمير ما لم تتمكن إسرائيل من تدميره، حتى في الوقت الذي يشهد فيه الحزب نهضةً نشطة".

وبحسب الموقع، "في الوقت عينه، وبينما يحشد لبنان ردوداً رمزية على تحدي حزب الله العلني، فإنه يسعى مع ذلك إلى الحصول على فوائد ملموسة من المجتمع الدولي، بما في ذلك المساعدات القطرية، مقابل جهوده المترددة والرمزية إلى حد كبير في نزع السلاح. لقد انخرطت قطر مع لبنان عدة مرات في ظروف مماثلة في الماضي، ساعيةً إلى دعم البلاد على المدى الطويل من خلال خلق استقرار مؤقت تدريجي، لكن ذلك لم يُسفر إلا عن تعزيز التدهور المستمر الذي يشهده البلد منذ عقود. بالنظر إلى العداء المتشدد للغرب الذي تروج له منصات القوة الناعمة المختلفة لقطر، فقد تسعى الأخيرة إلى السماح للعمليات السياسية في لبنان بأن تسير في مسارها الطبيعي، مما يعزز حزب الله ويضعف النفوذ الإقليمي الأميركي في هذه العملية. ومع ذلك، وبشكل أكثر واقعية، تدرك الدوحة أن الخلل الهيكلي في لبنان لا يمكن علاجه بسهولة أو بسرعة، وأن السعي وراء تغيير أعمق ومستدام سيؤدي، على المدى القريب، على الأرجح إلى تقويض مظهر الاستقرار الظاهري للبلاد".

وتابع الموقع، "حتى لو كانت قطر مستعدة لتغيير الوضع الراهن جذرياً، فمن الصعب التنبؤ بما إذا كان لبنان سيخرج مزدهراً ومستقراً، أم أن المزيد من الفوضى سيتبع ذلك. لذا، تلجأ قطر إلى الاكتفاء بحلول مؤقتة تؤجل مواجهة العناصر المفسدة في البلاد. إلا أن هذا النهج لم يعد قابلاً للتطبيق، لا سيما مع تزايد اعتماد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الدوحة لتعزيز الاستقرار الإقليمي. وقد أوضحت الإدارة رغبتها في تحقيق تقدم حقيقي في لبنان، لا العودة إلى أنماط التدمير الذاتي أو استمرار التردد والتقاعس عن مواجهة حزب الله. في المقابل، تمتلك الدوحة الأدوات اللازمة لتكون الشريك المنتج الذي تريده الولايات المتحدة والذي يحتاجه لبنان، حتى وإن لم تستطع بمفردها حل كل مشاكل البلاد، أو أي منها على المدى القريب".

وأضاف الموقع، "تمتلك قطر صناديق خيرية مؤثرة ووسائل إعلام مملوكة للدولة تستخدمها الدوحة تقليدياً للترويج لأفكارها، لكنها يمكن أن تكون كذلك أدوات مؤثرة يمكنها، تدريجياً وربما على مدى سنوات عديدة، أن تعمل كجزء من عملية شاملة لتقوية المنافسين الشيعة ذوي الصدقية لحزب الله. إذا تحول هذا الزخم إلى معارضة شيعية لبنانية مستدامة وواسعة النطاق للحزب، فإن خطر إشعال حرب أهلية من خلال كبح جماح حزب الله سيتضاءل، وبمرور الوقت، سيمنح هذا بيروت مرونة أكبر في تجريد حزب الله من حرية تحرّكه، ثم في نهاية المطاف، من سلاحه. في غضون ذلك، يمكن لقطر أن تشترط تقديم حزم مساعدات تدريجية مقابل التزام بيروت بتطبيق سيادة القانون بشكل مستمر ضد كل الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك حزب الله، ويمكن أن يبدأ ذلك بإصدار أوامر لقوات الأمن بمنع حزب الله وكل الجهات المماثلة من مخالفة القرارات الحكومية، وإلزام القضاء اللبناني بمعاقبتهم في حال مخالفتهم".

وبحسب الموقع، "إن تراكم هذه الإجراءات وتطبيعها سيضمن، مع مرور الوقت، أن تتغلب إرادة بيروت تلقائيًا على الميليشيات الطائفية. وبذلك، تستطيع قطر ربط تقديم المزيد من المساعدات بجهود لبنانية جادة لقطع قنوات تمويل حزب الله، بما في ذلك توسيع نطاق الحظر الرمزي الذي فرضته بيروت على وصول الطائرات الإيرانية ليشمل عمليات تفتيش دقيقة وشفافة لكل الطائرات الوافدة التي يُحتمل أن تحمل أموالًا موجهة إلى أي ميليشيا. بمرور الوقت، قد يُمهد هذا الطريق أمام قطر لتمويل الجيش اللبناني، ولكن بشرط أن تُثبت بيروت باستمرار استعدادها لإصدار أوامر للجيش بالعمل ضد حزب الله. وحتى في هذه الحالة، ينبغي صرف مساعدات الدوحة على دفعات، بالتزامن مع قيام الجيش بمصادرة وتدمير أسلحة حزب الله وأصوله شمال نهر الليطاني، حيث رفض نزع سلاحه".

وختم الموقع، "لا تستطيع قطر وحدها إنقاذ لبنان، ولا يستطيع أيٌّ من شركاء بيروت الدوليين ذلك، لكن بإمكان الدوحة أن تتبوأ مكانةً ضمن منظومة من الشركاء الداعمين، مستخدمةً الأدوات الفريدة المتاحة لها لحثّ لبنان وتوجيهه نحو تصحيح مساره، بدلاً من الاستمرار في دورها كمعزز وممكّن لتجاوزات بيروت".  المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة قاسم: يمكن للدولة اللبنانية أن تأتي وتقول فلنتفاهم كيف يمكننا الرد على إسرائيل Lebanon 24 قاسم: يمكن للدولة اللبنانية أن تأتي وتقول فلنتفاهم كيف يمكننا الرد على إسرائيل 13/12/2025 10:31:27 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 كيف تُساعد إسرائيل ألمانيا في بناء "أقوى جيش" في أوروبا؟ Lebanon 24 كيف تُساعد إسرائيل ألمانيا في بناء "أقوى جيش" في أوروبا؟ 13/12/2025 10:31:27 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 بوتين: سنتخذ إجراءات ضد سفن الدول التي تساعد أوكرانيا Lebanon 24 بوتين: سنتخذ إجراءات ضد سفن الدول التي تساعد أوكرانيا 13/12/2025 10:31:27 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام من معرض الصناعات اللبنانية: فتح الاسواق الخليجية أمام لبنان بات قريبا Lebanon 24 سلام من معرض الصناعات اللبنانية: فتح الاسواق الخليجية أمام لبنان بات قريبا 13/12/2025 10:31:27 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص عربي-دولي صحافة أجنبية الولايات المتحدة دونالد ترامب قوات الأمن الإيرانية حزب الله الإيراني إسرائيل القضاء تابع قد يعجبك أيضاً طائرة استطلاع إسرائيلية تحلّق فوق هذه المناطق Lebanon 24 طائرة استطلاع إسرائيلية تحلّق فوق هذه المناطق 03:21 | 2025-12-13 13/12/2025 03:21:50 Lebanon 24 Lebanon 24 آلية استرجاع الودائع.. هكذا ستُقسم أموال المودعين Lebanon 24 آلية استرجاع الودائع.. هكذا ستُقسم أموال المودعين 03:15 | 2025-12-13 13/12/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 موسم الأعياد بين البركة البابوية وضباب الجنوب..حجوزات ترتفع وأنظار تترقّب Lebanon 24 موسم الأعياد بين البركة البابوية وضباب الجنوب..حجوزات ترتفع وأنظار تترقّب 03:00 | 2025-12-13 13/12/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 سياسيون ينعون غسان سكاف Lebanon 24 سياسيون ينعون غسان سكاف 02:48 | 2025-12-13 13/12/2025 02:48:58 Lebanon 24 Lebanon 24 خَتْم "مكتب الهادي" بالشمع الأحمر وتوقيفات مرتقبة في ملف الصفير Lebanon 24 خَتْم "مكتب الهادي" بالشمع الأحمر وتوقيفات مرتقبة في ملف الصفير 02:45 | 2025-12-13 13/12/2025 02:45:10 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة Lebanon 24 للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة 07:47 | 2025-12-12 12/12/2025 07:47:08 Lebanon 24 Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان 11:16 | 2025-12-12 12/12/2025 11:16:08 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ 08:12 | 2025-12-12 12/12/2025 08:12:28 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر 05:30 | 2025-12-12 12/12/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" 09:00 | 2025-12-12 12/12/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban أيضاً في لبنان 03:21 | 2025-12-13 طائرة استطلاع إسرائيلية تحلّق فوق هذه المناطق 03:15 | 2025-12-13 آلية استرجاع الودائع.. هكذا ستُقسم أموال المودعين 03:00 | 2025-12-13 موسم الأعياد بين البركة البابوية وضباب الجنوب..حجوزات ترتفع وأنظار تترقّب 02:48 | 2025-12-13 سياسيون ينعون غسان سكاف 02:45 | 2025-12-13 خَتْم "مكتب الهادي" بالشمع الأحمر وتوقيفات مرتقبة في ملف الصفير 02:33 | 2025-12-13 "إعلاميون من أجل الحرية" توضح كلام رئيس الجمهورية: لتوخي الدقة في نقل الاخبار فيديو في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) Lebanon 24 في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) 00:21 | 2025-12-13 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 13/12/2025 10:31:27 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • سماع الشهود في محاكمة 312 متهما بخلية النصرة.. اليوم
  • كيف يمكن لهذه الدولة الخليجية أن تساعد لبنان؟
  • المحكمة في قضية الطفل ياسين: إنكار المتهم لا ينال من ثبوت الجريمة
  • سلمان خان أمام القضاء في قضية دهس
  • في السرايا... إطلاق خطة تجهيز المستشفيات الحكومية
  • ارتفاع إصابات الإنفلونزا في إنجلترا يضغط على المستشفيات
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • تحذير صحي : “السوبرفلونزا” تهدد المستشفيات والمدارس في بريطانيا
  • مدرب المنتخب الأردني: العراق خصم قوي ولا يمكن الحكم عليه بخسارته مع الجزائر
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟