أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن فريضة السعي بين الصفا والمروة هي من شعائر الله العظيمة، التي يجب على الحاج أو المعتمر أداؤها، وقد بيّن القرآن الكريم ذلك بوضوح في قوله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم".

أدعية الحج .. لكل نُسك دعاء ردده يفتح لك أبواب الخيرات ويمحو ذنوبكهل يجوز الذهاب للحج والعمرة بثمن الُلقطة؟ .. علي جمعة يجيب

وأضاف رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، أن هذه الآية الكريمة وردت في سياق الحديث عن النسخ في القرآن، إذ سبقتها آيات تتحدث عن تبديل الأحكام وفق الحكمة الإلهية، ومنها مسألة تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، فبعد أن كانت قبلة المسلمين في بداية الإسلام إلى بيت المقدس، جاء الأمر الإلهي بتحويلها إلى الكعبة، في قوله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قِبلة ترضاها، فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام".

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن التحرّج الذي شعر به بعض المسلمين الأوائل من السعي بين الصفا والمروة كان بسبب وجود صنمين عليهما في الجاهلية (أساف ونائلة)، فظن البعض أن الطواف بهما قد يكون من مظاهر الشرك بعد الإسلام، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل الآية ليؤكد أن السعي بين الصفا والمروة شريعة ربانية باقية، لا علاقة لها بما كان في الجاهلية، فالأمر متعلق بشعيرة تعبدية لا تخضع للهوى، بل للانقياد لأمر الله.

وقال: "الحج يعلمنا الانقياد والتسليم التام، فالمسلم يرجم حجرًا (الجمرات)، ويُقبّل حجرًا (الحجر الأسود)، ويطوف بين جبال، وكل ذلك بأمر من الله، دون نظر إلى المادة أو الظاهر، بل إيمانًا وطاعةً مطلقة".

وأكد على أن الحج ليس مجرد مناسك شكلية، بل هو مدرسة عظيمة في الطاعة والانقياد والرضا، قائلاً: "إذا أمرك الله، فقل سمعنا وأطعنا، وكن عبدًا منقادًا بقلبك وعقلك، فهذه أعظم دروس الإيمان".

طباعة شارك الحج الحجاج السعي بين الصفا والمروة الأزهر رئيس جامعة الأزهر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحج الحجاج السعي بين الصفا والمروة الأزهر رئيس جامعة الأزهر السعی بین الصفا والمروة رئیس جامعة الأزهر

إقرأ أيضاً:

الهدهد: الهجرة النبوية هي أعظم حدث في تاريخ الإسلام بعد نزول الوحي

عقد الجامع الأزهر أمس الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي، تحت عنوان: "الهجرة بين الإعجاز البلاغي والعلمي"، وذلك بحضور فضيلة أ.د إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأدار الحوار الإعلامي أبو بكر عبد المعطي.

صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيهاهل الزواج في شهر محرم مكروه شرعا ؟.. دار الإفتاء توضحمفتي الجمهورية عن استهداف كنيسة مار إلياس بدمشق: جريمة إنسانية مرفوضةأذكار الصباح كاملة.. رددها الآن وحصن نفسك من كل شر

قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الهجرة النبوية هي أعظم حدث بعد نزول الوحي في تاريخ الإسلام، مشيرًا إلى دورها المحوري في تحويل مسار الدعوة الإسلامية من مرحلة التبليغ الفردي إلى تأسيس كيان دولةٍ قائمة.   

وأوضح الهدهد، أن الناظر إلى الهجرة النبوية يدرك طابعها الفارق والمفصلي في السيرة النبوية، حيث مهّدت لقيام أول مجتمع إسلامي متماسك، ووطنٍ يجمع المسلمين، وهو ما ترك آثارًا عميقةً على مسار التاريخ الإسلامي كله.  

سلّط رئيس جامعة الأزهر الأسبق الضوء على جانب الإعجاز في التخطيط الاستراتيجي المحكم الذي اتسمت به الهجرة النبوية، موضحا أن هذا التخطيط الشامل تضمن عدة عناصر حاسمة، بدءًا من اختيار رفيق الدرب بعناية وهو الصديق أبو بكر، مرورًا بتحديد الطريق والدليل الماهر عبدالله بن أريقط، وتجهيز الزاد والراحلة، وصولًا إلى إجراءات الكتمان الصارمة وتكتيكات التمويه والخداع، مثل خطة نوم سيدنا علي بن أبي طالب في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى توزيع الأدوار والمسؤوليات بدقة متناهية بين المشاركين.  

وأضاف الهدهد: "إن الناظر إلى رحلة الهجرة يجدها نموذجًا للجهد الجماعي المنظم، حيث أدى كل فرد دوره بكفاءة عالية دون تقصير، مما كان عاملاً رئيسيا في نجاح هذا الحدث العظيم"، مؤكدا أنها لم تكن مجرد انتقال مكاني، بل أسست لدولة تحقق الأمان الاجتماعي وترسخ قيم التكامل والتعايش فوق الفوارق، داعيًا إلى استلهام هذه القيم في واقع الأمة المعاصر.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة شارك ملتقى التفسير بالجامع الأزهر الإعجاز في التخطيط الاستراتيجي للهجرة الهجرة النبوية الإسلام الأزهر الجامع الأزهر وجوه الإعجاز القرآني الهجرة بين الإعجاز البلاغي والعلمي نزول الوحي الهدهد

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يهنئ رئيس الوزراء وشيخ الأزهر والشعب المصري بالعام الهجري الجديد
  • بمشاركة عياد وداود.. إنشاء جامعة سنغافورة الإسلامية بخبرات الأزهر ودار الإفتاء
  • علي جمعة: اختيار شهر محرم لبداية العام الهجري توفيقًا إلهيًا
  • البحر الأحمر تستقبل حجاج المحافظة بعد أداء فريضة الحج
  • أمير نجران يكرّم المشاركين في موسم الحج لهذا العام
  • رئيس جامعة الأزهر يزور سنغافورة ويشارك في اللجنة الاستشارية لإنشاء الجامعة الإسلامية
  • جمعية «هدية الحاج والمعتمر».. نموذج سعودي مشرف في خدمة ضيوف الرحمن
  • الهدهد: الهجرة النبوية هي أعظم حدث في تاريخ الإسلام بعد نزول الوحي
  • الشؤون الإسلامية بمكة المكرمة تنفذ 19 ألف جولة رقابية على جوامع ومساجد المنطقة
  • آداب الرجوع من الحج.. الإفتاء توضح