تحت شعار "اكتشاف المشهد".. بدء فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة بوسط البلد
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
القاهرة - الوكالات
شهدت منطقة وسط البلد بدء فعاليات الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة"، والذي تنظمه فوتوبيا تحت شعار "اكتشاف المشهد" برعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الثقافة في الفترة من 8 إلى 18 مايو، بمشاركة مجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين في أكثر من 20 معرضًا فرديًا وجماعيًا إلى جانب مؤسسات دولية مرموقة مثل World Press Photo، وVogue، وNational Geographic، وGetty Images، وذلك في 14 موقعًا مختلفا بمنطقة وسط البلد.
وفي حفل الافتتاح قالت مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا إنها تهدي الدورة الرابعة من أسبوع القاهرة للصورة إلى صمود الشعب الفلسطيني وطلبت من الحضور الوقوف دقيقة تحية لشعب فلسطين وتقديرا لنضالهم، مشيرة إلى أن صورة محمد سالم التي التقطها قبل أن تبدأ الحرب في غزة وتصور منزلا متهدما في فلسطين بينما يسير طفل يبيع الحلوى الملونة أكبر دليل على الصمود الفلسطيني والأمل في انتهاء هذه الحرب الوحشية. وأضافت أن أسبوع القاهرة للصورة صمم جدارا تذكاريا يضم أسماء 230 شهيدا من الصحفيين والمصورين ممن فقدوا حياتهم منذ بدء الحرب في غزة، وهي القائمة التي قدمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كما تعاون أسبوع القاهرة للصورة مع سامي الرميان رئيس لجنة "التصوير من أجل الإنسانية" في تنظيم معرضا لدعم المصورين الفلسطينيين.
وخلال الافتتاح عبر كريم شافعي الرئيس التنفيذي لشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري عن اعتزازه بالشراكة مع أسبوع القاهرة للصورة من بداية انطلاقه عام 2018، مشيرا إلى أنه أصبح أحد الفعاليات الثقافية الهامة التي تحتفي بفن التصوير في مصر، وأنه يعتبر حالة الزخم والإقبال على فعاليات ومعارض أسبوع القاهرة للصورة تؤكد قدرة المصريين على تنظيم معارض قوية وناجحة تلبي احتياجات المجتمع الثقافية.
وتحدث إرنستو برام، مستشار التعاون الاقتصادي في السفارة الهولندية بمصر، عن قدرة الصورة على التعبير عن المواقف بأكثر مما تقوله الكلمات، وقال "يضع المصورون عدسات بقدرات مختلفة على كاميراتهم ويلتقطون صورا بمنظور يختلف من أحدهم للآخر، هذا التنوع يعد من الأمور الهامة خاصة هذه الأيام التي تشتعل فيها التوترات بين البلدان والمجتمعات وحتى الأفراد؛ فمن خلال العدسات المختلفة يمكنك أن ترى المواقف وتنظر إلى العالم بشكل مختلف". مشيرا إلى أن المصورين في أسبوع القاهرة للصورة يقدمون لنا العالم بطرق مختلفة، ويشاركون طموحهم ورؤاهم والصورة بالنسبة لهم لا تلتقط اللحظة فحسب لكنها تعبر عن الحقيقة.
وأعرب إريك لباس الملحق الثقافي للمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، عن سعادته بالتواجد في افتتاح أسبوع القاهرة للصورة الذي أصبح منصةً نابضةً بالحياة لسرد القصص من خلال الصورة، وللتبادل الإبداعي، والحوار الهادف.
مشيرا إلى مجموعة المعاهد الثقافية الوطنية التابعة للاتحاد الأوروبي EUNIC وعددها في مصر عشرون معهدا تؤمن بقدرة الثقافة على خلق رابط بين الشعوب، والصورة هي أفضل وسيلة لذلك لأنها قادرة على التعبير بكل اللغات وتعبر الحدود وتصل لكل الأجيال؛ لذلك فهو يشعر بالفعل لدعم EUNIC لأسبوع القاهرة للصورة الذي يقدم رؤى جديدة ومفاهيم جريئة وأصوات موهوبة من مصر وأوروبا يجتمعون معً، ليس لعرض أعمالهم فحسب، بل للاستكشاف، والتساؤل، والإلهام.
وقالت ريم فؤاد، مديرة الاتصال في مجموعة المعاهد الثقافية الوطنية التابعة للاتحاد الأوروبي EUNIC إنها تتابع بشغف فعاليات أسبوع القاهرة للصورة، وهي المرة الأولى التي تدعم فيها EUNIC في مصر مهرجانا للتصوير الفوتوغرافي، من خلال سبعة أعضاء وهم: المعهد الإيطالي، والمعهد الفرنسي، والمجلس الثقافي البريطاني، والسفارة الهولندية، والسفارة الدنماركية، والسفارة السويسرية.
وفي كلمته، صرّح سامي الرميان رئيس لجنة "التصوير من أجل الإنسانية"، أن اللجنة تقدم منحة مالية لدعم المصورين في تنفيذ مشاريع ترتبط بالقضايا الإنسانية. وأوضح أن المعرض الأول ضمن هذه المنحة خصص لتوثيق الحرب والمعاناة في غزة، حيث فاز عشرة مصورين بالمشاركة، ويُعرض خلال أسبوع القاهرة للصورة أربعة من مشاريعهم. وأضاف الرميان أن هدف المبادرة نقل صور الصمود والحياة الفلسطينية اليومية إلى الشعب المصري، وليس التركيز على الحرب والمعاناة فحسب.
ومن جانبها، قالت نيرفانا بيبرس، منسقة معرض "صندوق المزيكا"، إن فكرة المعرض جاءت من إيمانها بغنى التراث الموسيقي العربي وتأثيره على الموسيقى الغربية، مما دفعهم إلى محاولة ترجمة هذا التأثير بصريًا عبر توثيق الحقب الزمنية المختلفة في تاريخ مصر الموسيقي، وأشارت إلى أن المعرض يضم صورًا نادرة من أرشيف الجامعة الأمريكية، بمشاركة أعمال المصور المصري-الأرميني الشهير "فان ليو"، أحد أوائل من التقطوا صورًا لفنانين مثل فريد الأطرش وشيريهان، ويُعد من أبرز المصورين في الخارج، وأكدت أنها تشارك للمرة الثانية في أسبوع القاهرة للصورة، وترى أن هذه الدورة مختلفة عن سابقتها من حيث الحجم والتنظيم والتنوع، وتُظهر توسعًا ملحوظًا.
وتحدثت هبة خميس، منسقة معرض "صاحبة الجلالة"، قائلة إن المعرض جاء بمبادرة من فوتوبيا، بهدف تسليط الضوء على الصورة الصحفية، وتجسيد شكل الجريدة بشكل واقعي، مستعرضًا كيف تعاملت الصحف المصرية مع الصورة منذ أول صورة نشرت في "الأهرام" عام 1888، وكيف تغيرت أساليب تقديم الصور في مختلف الصفحات.
وأضافت أن المعرض يساعد الجيل الجديد على فهم تاريخ الصورة الصحفية وتطورها، كما يسهم في خلق حالة من التبادل الثقافي والمعرفي.
أما المصور الصحفي خالد دسوقي، فأشاد بالتطور الكبير الذي يشهده "أسبوع القاهرة للصورة"، معتبرًا إياه حدثًا عالميًا يجذب المصورين من مختلف الدول. وأكد أن استضافة هؤلاء المصورين تعكس تاريخ الصورة الصحفية في مصر، وتوفر للأجيال الجديدة فرصة ثمينة للتعلم من تجارب الآخرين.
كما عبّر المصور الصحفي طارق وجيه، أحد المشاركين في معرض "صاحبة الجلالة"، عن فخره بالمشاركة في أسبوع القاهرة للصورة وسط نخبة من كبار المصورين القدامى والمعاصرين الذين تعلم منهم الكثير عبر السنين. وأشار إلى أن ما يميز الأسبوع هو انفتاحه على جميع أنواع التصوير، بما فيها التصوير السينمائي، وهو ما يثري التجربة ويُكسب المشاركين مهارات ومعارف جديدة.
جدير بالذكر أن "أسبوع القاهرة للصورة" يتضمن أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروضًا توضيحية مباشرة، بمشاركة خبراء وفنانين عالميين، وذلك بالتعاون مع عدد من السفارات، منها الهولندية، والإيطالية، والإسبانية، والفرنسية، والسويسرية، والدنماركية، إلى جانب المركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي، كما تقام فعاليات معرض ""شيء من السحر" وأولاد النيل" في كايرو ديزاين ديستريكت (CDD) بالقاهرة الجديدة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«موسم طانطان».. تعاون مستدام بين الإمارات والمغرب
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةتجسد مشاركة دولة الإمارات، على مدار 11 عاماً، في «موسم طانطان» الثقافي، عمق العلاقات الأخوية مع المملكة المغربية الشقيقة وتعد ثمرة للتعاون المشترك والمستدام بين البلدين في مجال التراث.
وتقام فعاليات الدورة الثامنة عشرة لموسم طانطان، برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، تحت عنوان: «موسم طانطان: شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل»، من 14 إلى 18 مايو الجاري.
وتتواصل المشاركة الإماراتية هذا العام، تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، ضمن برنامج ثقافي غني ومتميز يجمع بين الماضي والحاضر، في إطار الحرص على إبراز الرسالة الحضارية والإنسانية للدولة، وتسليط الضوء على غنى التراث الثقافي للإمارات وجهودها البارزة في حفظ التراث المعنوي.
وتحرص دولة الإمارات على المشاركة السنوية في «موسم طانطان»، ما يعكس التزامها بالحفاظ على التراث وتعزيز التبادل الثقافي مع المغرب، وشهدت مشاركات الدولة في الموسم تطوراً ملحوظاً في نوعية الفعاليات والأنشطة المقدمة للزوار.
ودشنت الدولة مشاركتها الأولى في موسم طانطان الثقافي عام 2014، وكانت ضيف شرف في فعاليات الدورة العاشرة التي أقيمت تحت شعار «التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب».
آلاف الزوار
استقطبت الفعاليات التراثية والثقافية والفنية التي قدمتها الدولة آلاف الزوار من مختلف أنحاء المملكة و الدول المشاركة كافة ما أسهم في الترويج لثقافة الإمارات وتراثها الغني إقليمياً وعالمياً.
وشاركت الدولة عام 2015 في فعاليات الدورة الحادية عشرة من موسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي وعامل تنموي»، بهدف إيصال رسالتها الحضارية والفكرية، وإبراز موروثها الثقافي، وعناصر التقارب في التراث بينها وبين المملكة المغربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جهودها في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الإنساني غير المادي.
وفي الدورة الثانية عشرة عام 2016، التي عقدت تحت شعار «موسم طانطان ملتقى مغرب التنوع»، هدفت مشاركة الإمارات إلى تعزيز التعاون الثقافي مع دول العالم، وتقوية الروابط التاريخية والحضارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، وإيصال رسالتها الحضارية والإنسانية الممزوجة بعبق التراث الإماراتي الأصيل.
مشاركات ثرية
أسهم موسم طانطان في تسليط الضوء على التراث المحلي الإماراتي والترويج له في المحافل الدولية، خاصة وأنه يعد تظاهرة ثقافية وفنية متميزة في شمال أفريقيا بقدرته على جمع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل، ما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة.
وسجلت الإمارات مشاركتها الرابعة في موسم طانطان الثقافي عام 2017، حيث عقدت الدورة الثالثة عشرة تحت شعار «موسم طانطان: موروث ثقافي مغربي ببعد إفريقي»، إذ جاءت هذه المشاركة في إطار الحرص على حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة.
كما شاركت الإمارات عام 2018 في الدورة الرابعة عشرة، التي عقدت تحت شعار «موسم طانطان: عامل إشعاع الثقافة الحسانية»، وجاءت مشاركتها في الدورة الخامسة عشرة عام 2019 تحت شعار «موسم طانطان: حاضن لثقافة الرحل العالمية»، تزامناً مع «عام التسامح»، تأكيداً على أهمية التنوع الثقافي والانفتاح على الحضارات الأخرى، ومد جسور التواصل والمحبة والسلام مع الشعوب كافة.
وبعد توقف مؤقت بسبب جائحة «كوفيد-19»، عاد موسم طانطان الثقافي مجدداً عام 2023، حيث شاركت الإمارات في الدورة السادسة عشرة التي عقدت تحت شعار «ترسيخ للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، بهدف تسليط الضوء على تراثها الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة والتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي بمكوناته كافة.
وشاركت الدولة العام الماضي في الدورة السابعة عشرة لموسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «20 عاماً من الصون والتنمية البشرية» واستقطب جناحها آلاف الزوار، وحظيت فعالياته التراثية والثقافية والفنية بأصداء إعلامية وشعبية واسعة في مختلف أنحاء المملكة المغربية.