الجزيرة:
2025-05-31@05:54:19 GMT

أطفال غزة.. بين نيران الحرب وخطر التهاب الكبد

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

أطفال غزة.. بين نيران الحرب وخطر التهاب الكبد

ينتاب الفلسطيني أحمد الدرملي قلق شديد على حياة طفله الصغير كرم (11 عاما) الذي أُصيب بالتهاب الكبد الوبائي من نوع "إيه" (A) جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 7 أشهر على قطاع غزة.

والتهاب الكبد الوبائي "إيه" هو إصابة شديدة العدوى تحدث في الكبد، ويسببها فيروس نتيجة تناول طعام أو شراب ملوّث، أو نتيجة للمخالطة القريبة بشخص حامل للمرض.

وحالات التهاب الكبد الوبائي انتشرت في قطاع غزة خاصة بين الأطفال، نتيجة نقص النظافة الشخصية والمياه، وتلوّث الغذاء، والاكتظاظ السكاني في مراكز النزوح، وذلك بسبب القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على كل مقومات الحياة.

وضع صحي محبط

أحمد، والد الطفل المريض محبط بسبب الظروف القاسية التي يواجهها القطاع نتيجة للحرب الإسرائيلية المدمرة، وهو ما يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية الضرورية لطفله أمرا صعبا.

جهود مضنية يبذلها الأب في البحث عن الدواء والعلاج لطفله في غزة، رغم الكارثة الصحية التي يعاني منها القطاع ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وعلى سرير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، حيث زارته الأناضول، يرقد كرم الذي كان يقيم في إحدى مدارس النازحين بعد نزوحه من منزل العائلة بمدينة غزة شمال القطاع.

ولا يتردد الأطباء في المستشفى لتقديم كل الرعاية الصحية اللازمة والمتوفرة للمرضى، رغم النقص الشديد بالمستلزمات والاحتياجات الضرورية.

ويقول الدرملي للأناضول: أصيب ابني كرم بالتهاب الكبد الوبائي نتيجة تلوث المياه والغذاء، حيث نقيم في مركز إيواء ولا تتوفر أي وسيلة للنظافة.

ويضيف: انتشر المرض بشكل كبير بين النازحين، والكثيرون يعانون منه.

ويشير الوالد إلى أن الرعاية الصحية في قطاع غزة معدومة بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية والفحوصات المخبرية.

يجب علاج أبنائنا بالخارج

وفي سرير مجاور للطفل كرم، ترقد يسرى أحمد، طفلة أخرى مصابة بمرض الكبد الوبائي وتعاني من إعياء شديد.

وبجانب والد كرم، تقف والدة يسرى والدموع تملأ عينيها خشية على حياة طفلتها، في ظل ظروف غير إنسانية نتيجة للحرب الشرسة.

تقول والدة يسرى للأناضول: ابنتي أصيبت بمرض الكبد الوبائي بسبب انتشاره في مراكز الإيواء شمال قطاع غزة.

وتضيف وقلبها يعتصر ألما على طفلتها: نحن لا ندري ماذا نفعل، فلا يوجد علاج ولا تحسن في حالتها الصحية.

وتلفت إلى أنه في قطاع غزة، لا تتوفر الإمكانيات لمعالجة المرض، حيث تم تدمير المختبرات الصحية، والأدوية نادرة.

وتطالب الأم الفلسطينية بأن يتم علاج طفلتها خارج قطاع غزة، لكي تعود صحتها كما كانت سابقا وتعيش بسلام مثل باقي أطفال العالم.

انتشار كبير بمراكز الإيواء

طبيبة الأطفال في مستشفى كمال عدوان إيمان أبو جلهوم، تقول للأناضول إن العديد من المرضى يعانون من مشاكل صحية وسوء تغذية ومرض الكبد الوبائي بسبب ما خلفته الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وتوضح بأن انتشار مرض الكبد الوبائي يعود إلى تراجع النظافة (نتيجة العدوان الإسرائيلي) وتلوث المياه والطعام، بالإضافة إلى الاكتظاظ في مراكز الإيواء، التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وتضيف: هذا المرض منتشر بشكل كبير في مراكز الإيواء في قطاع غزة، حيث نتلقى يوميا أكثر من 10 حالات جديدة من جميع الفئات العمرية.

وتؤكد الطبيبة أن مستشفيات القطاع غير قادرة على التعامل مع المصابين بسبب نقص العلاج والمستلزمات الطبية في ظل الحرب المدمرة لكل القطاعات الحياتية.

وتحذر من استمرار انتشار المرض المعدّي بين صفوف النازحين، وهو ما يشكل خطرا كبيرا غير مسبوق على صحة وسلامة الأطفال.

8 آلاف إصابة

ونزح قرابة مليوني فلسطيني من مناطق سكنهم جراء التوغل الإسرائيلي وقصف المنازل خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويواجه الفلسطينيون ظروفا إنسانية صعبة بسبب نقص العلاج والغذاء والماء، حيث يقيمون في مراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

ويعاني في قطاع غزة نحو 700 ألف شخص من أمراض معدية نتيجة النزوح، بينهم حوالي 8 آلاف حالة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.

والخميس، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من مغبة انهيار النظام الصحي بقطاع غزة المحاصر، مشيرا إلى وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36.

ومنذ بدء عدوانها على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، وهو ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الکبد الوبائی مراکز الإیواء فی قطاع غزة فی مراکز

إقرأ أيضاً:

يونيسف: 50 ألف طفل بغزة استشهدوا وأصيبوا منذ بدء الحرب

#سواليف

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “ #اليونيسف ”، إن #حرب_الإبادة الإسرائيلية على #غزة أسفرت عن #استشهاد وإصابة أكثر من 50 ألف #طفل_فلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأفاد المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوارد بيجبيدر، في تصريح نشرته المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، بأن الأسبوع الماضي شهد هجومين مروعين ارتكبهما الاحتلال الإسرائيلي بغزة، “في دليل إضافي على التكلفة الباهظة للحرب الشرسة على الأطفال”.

وأضاف: “يوم الجمعة، شاهدنا مقاطع فيديو لجثث أطفال محترقة ومقطعة الأوصال من عائلة النجار يتم انتشالها من تحت أنقاض منزلهم في خان يونس” جنوب قطاع غزة.

مقالات ذات صلة قرارات مجلس الوزراء 2025/05/28

وتابع المسؤول الأممي: “من بين 10 أشقاء دون سن 12 عاما، أفادت التقارير بنجاة طفل واحد فقط مصاب بجروح خطيرة”، موضحا أنه “في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، رأينا صورا لطفلة صغيرة محاصرة في مدرسة مشتعلة بمدينة غزة. أسفر هذا الهجوم، الذي وقع في الساعات الأولى من الصباح، عن استشهاد 31 شخصًا على الأقل، بينهم 18 طفلا”، بحسب التقارير.

وقالت اليونيسف إنه “منذ انتهاء وقف إطلاق النار في 18 مارس/ آذار الماضي، استُشهد 1309 أطفال وجُرح 3738 آخرون، وفي المجمل، استُشهد أو أُصيب أكثر من 50 ألف طفل منذ أكتوبر 2023”.

وتساءل المدير الإقليمي لليونيسف قائلا: “كم من الفتيات والفتيان الآخرين يجب أن يُقتلوا؟ ما مستوى الرعب الذي يجب بثه على الهواء مباشرةً قبل أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل كامل، ويستخدم نفوذه، ويتخذ إجراءات جريئة وحاسمة لفرض وقف هذا القتل الذي لا يرحم الأطفال؟”.

وتابع: “هؤلاء الأطفال أرواح لا ينبغي أبدًا اختزالها إلى أرقام، هم الآن جزء من قائمة طويلة ومروعة من أهوال لا يمكن تصورها؛ الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وحصار المساعدات، والتجويع، والتهجير القسري المستمر، وتدمير المستشفيات وشبكات المياه والمدارس والمنازل. باختصار، تدمير الحياة نفسها في قطاع غزة”.

وحثت اليونيسف “جميع أطراف النزاع على إنهاء #العنف، وحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، واحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، والسماح بتقديم المساعدات الإنسانية فورًا، وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

وأكدت أن “أطفال غزة بحاجة إلى الحماية والغذاء والماء والدواء، وبحاجة إلى وقف إطلاق النار”.

وأضافت: “الأهم من كل شيء، أنهم بحاجة إلى عمل جماعي فوري لوقف هذا الأمر بشكل نهائي”، في إشارة إلى الإبادة الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 600 يوم.

وعلى مدار نحو 20 شهرا من الإبادة في غزة، استهدف الاحتلال عشرات مراكز الإيواء، بينها: مدارس وجامعات وساحات مستشفيات ومناطق صنفها الجيش الإسرائيلي على أنها آمنة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات رسمية.

مقالات مشابهة

  • كومادير تدق ناقوس خطر تحديات قطاع الفلاحة بسبب أزمة المياه وصعوبات التمويل
  • مقرر أممي: ما يحدث في قطاع غزة “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية
  • مجزرة بالبريج / شاهد
  • قصف متواصل على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين
  • غزة على شفا المجاعة .. اقتحام مستودع أممي واستشهاد مدنيين وسط فوضى توزيع الغذاء
  • نوبة بكاء لمندوب فلسطين في مجلس الأمن بسبب غزة.. فيديو
  • القطاع الصحي في غزة يحتضر تحت نيران الحرب والحصار
  • دعوات أوروبية لوقف الحرب ومسؤول أممي: غزة تمحى أمام أعيننا
  • يونيسف: 50 ألف طفل بغزة استشهدوا وأصيبوا منذ بدء الحرب
  • اليونيسف: استشهاد وإصابة 50 ألف طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان