كيف تصبح من أولياء الله الصالحين؟.. مفتي الجمهورية يوضح (فيديو)
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن صفات أولياء الله، مؤكدًا أنهم قد يكونون من الناس البسطاء، مثل الفلاحين في المزارع أو عمال النظافة، وأنه لا توجد مواصفات محددة تجعل الإنسان وليًّا من أولياء الله، بل تعتمد هذه الولاية على حالة الإيمان والقرب من الله.
مفتي الجمهورية يحسم الجدل بشأن حكم زيارة الأضرحة للأولياء (فيديو) مفتي الجمهورية يوضح حكم دخول الحمام بالمصحف الإلكتروني (فيديو) صفات أولياء الله الصالحينوأوضح مفتي الجمهورية، خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق على قناة صدى البلد، أن الولاية الإلهية تأتي نتيجة للصلة القريبة التي يحافظ بها الإنسان على علاقته بربه.
وأشار إلى أن العلامات التي تظهر خلال الحياة، مثل الذكر والعلماء المتقدمين الذين يحافظون على صلتهم بالله، قد تكون مؤشرات على ولاية الإنسان.
وأضاف أن الصيام التطوعي والأعمال النافلة تقرب العبد من الله، حتى يصبح وليًا من أولياء الله أو عبدًا ربانيًا، وأشار إلى الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة، حيث قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اولياء مفتي الجمهورية حمدي رزق أولياء الله الدكتور شوقي علام الإعلامي حمدي رزق شوقى علام مفتى الجمهورية أولياء الله الصالحين الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة أولیاء الله
إقرأ أيضاً:
نزيفٌ لا يتوقّف.. حين تصبح الطريق مقبرة.. ، ، !
في مصر، لم نعد بحاجة إلى أفلام وثائقية تُدين الواقع، ولا إلى مشاهد روائية تُجسّد المعاناة. نحن نعيش، كلّ يوم، فصلاً من فصول المأساة على أرض الواقع، حيث يتحوّل الطريق إلى مقبرة، والحياة إلى نشرة أخبار سوداء، تتكرّر فيها تفاصيل الفقد كأنها أصبحت عادية لا تهزّ أحدًا.
تودّع مصر هذا الأسبوع تسع عشرة زهرة من بنات الريف، من أبناء الطبقة المُهمّشة في محافظة المنوفية. خرجن في الصباح الباكر، ليعدن بلقمة عيش لا تتجاوز 130 جنيهًا في اليوم، لكنّهن عدن في نعوش بيضاء، بعدما دهسهنّ الإهمال، واللامبالاة، وغياب العدالة. وفي الوقت نفسه، ابتلعت الأمواج على شواطئ رأس البر وجمصة ثمانية شباب آخرين، ذهبوا للاستجمام، فعادوا صامتين إلى أحضان التراب.
ما بين طرقٍ غادرة، وأمواجٍ خائنة، يضيع العمر المصري، وتُزهق الأرواح بلا أدنى حساب. السؤال الذي نطرحه - وقد أصبح مكرّرًا ومملًّا كبيانات النعي - هو: من المسؤول.. .؟
هل هو غياب البنية التحتية.. ؟
أم انعدام الرقابة.. .؟
أم تلك السياسات التي لم تعد تُقيم وزنًا للإنسان، ولا ترى في الفقراء سوى أدوات إنتاج قابلة للكسر والإهمال.. .؟
وحتى نكون منصفين، فإن الحوادث في مصر لا تفرّق بين وزير وغفير، ولا بين نائب وعامل. ففي محافظة الدقهلية، وخلال الشهرين الماضيين، فقدنا النائب ثروت فتح الباب، وابن إبراهيم شكري زعيم حزب العمل السابق، وزوجته، الأستاذ الجامعي.
الموت لا يُفرّق، والطرقات لا تسأل عن هوية الضحايا. إنها مأساة جماعية، تصيب الجميع، وإن كانت الطبقات الأكثر فقرًا تدفع الثمن الأكبر دائمًا.
لكننا لا نستطيع أن نواصل الحديث عن الضحايا دون أن ننظر إلى أنفسنا.
نحن في زمن التكنولوجيا، وعصر السرعة، في عالمٍ أصبح قرية صغيرة مكشوفة.
كل شيء يُرى، وكل صرخة تُسمع، ومع ذلك نختار الإنكار.
نعم، لدينا مشكلة أخلاقية جماعية، ولسنا أبرياء منها.
شوارعنا تعجّ بالفوضى، والطرقات تحولت إلى ساحات سباق، وصخب الموتوسيكلات والتكاتك ومكبرات الصوت يخرق الأذان ويقتل السكينة.
في قرية مجاورة، شيّعنا بالأمس شابًا آخر، ضحية سباق جنوني بالدراجات.
وفي كل أسبوع.. .حادث جديد، ومأساة أخرى، ونعي مكرر.
فلماذا لا ننتفض.. ؟
لماذا لا نُعلن العصيان على هذا الزمن المختل.. .؟
لماذا لا ننتصر للإنسان.. .؟
في قريتي الصغيرة، قبل عامين، وفي ليلة واحدة، ودّعنا خمسة من شبابها. لم تكن مصادفة. كانت علامة.
وما زلنا نصمت.
الطرقات في مصر تمتهن القتل، لا النقل.
إنها ليست حوادث.. .إنها وباء وطني.
نعم، نجحت الدولة في القضاء على فيروس الكبد الوبائي.
لكن: هل نملك الشجاعة لشنّ حرب مماثلة على فيروسات الإهمال، والضوضاء، والتراخي، وغياب الضمير.. .؟
كلنا مذنبون.
نعم، كما قال أحمد زكي في رائعته ضد الحكومة:
"أنا ماجيتش أرفع قضية ضد الحكومة.. .أنا جاي أرفع قضية على كل واحد فينا.. .على نفسنا اللي سكتت وسابت الطريق يبقى ده حاله."
ولسنا، كما قد يظن البعض، في قلب مشهد درامي من فيلم أو في رواية.
لسنا أمام "المعذّبون في الأرض" لطه حسين، ولا في حكايات "الحرام" و"التراحيل" و"الغُرباوية" ليوسف إدريس.. .
نحن أبناء هذا الغروب الحالك، هذا الغروب الذي لم نعد نعرف متى وُلدنا فيه ولا متى سنخرج منه.
نعيش واقعًا حقيقيًا، من لحم ودم، ومن موت وفقد، ومن بؤس وصمت طويل.
لقد تحوّلت شوارعنا إلى مضمار موت، وقرانا إلى مدافن جماعية للأمل، ولا أحد يُحاسب، ولا أحد يعتذر.
يستمر الخطاب الرسمي في تزيين الواجهة، بينما الخراب ينهش الداخل.
نحن أمام انهيار أخلاقي بامتياز.
ما يحدث ليس فقط غيابًا للسلامة، بل غيابٌ للعدالة، وانعدام للرحمة، وموات للإرادة السياسية.
ولأنّنا صرنا لا نبكي كما كنا، واعتدنا صوت النعوش وهي تسير ببطء في الطرقات، فإنّ المأساة لم تعد مرئية إلا لقلوب الأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى، والعائلات التي تنكسر كلّ يوم في صمت.
الرحمة لشهيدات لقمة العيش، ولمن ابتلعتهم الأمواج، ولمن دهسهم الإهمال والفوضى.
والصبر لأهاليهم،
أما العار.. .فلمن أدار ظهره، وصمت.. .. !!
--محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث في الجغرافيا السياسية والصراعات الدولية.. [email protected]