قالت الدكتورة جيهان نور الدين، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، يجب على المسلم الاستمرار على طاعة الله -تعالى- وأن يكون ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، ويعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، قال تعالى: "فاستقم كما أمرت"، فلئن انتهى صيام شهر رمضان فهناك النوافل كالستة من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة وغيرها، ولئن انتهى رمضان، فقيام الليل مشروع في كل ليلة، قال تعالى: "كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون".

ماذا بعد رمضان.. ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يحث المسلمين على دوام الطاعات ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يحث على استحضار الدار الآخرة في النفوس

وأضافت شيماء ربيع، عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المسلم في رمضان يجد له داعيًا إلى التزام الطاعة والبُعد عن المعصية، والإكثار من نوافل العبادات، أما في غيره من الشهور فقد لا يجد له مُعِينًا وداعِيًا، لذا عليه أن يتزود من رمضان لبقية أشهر العام، ويَدْعَم في نفسه ما يُواجِه به صَوارف العبادات؛ قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.

من جانبها قالت الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف، إن المؤمن الحقيقي يواجه التحديات بقلب قوي ثابت لا تزعزعه المحن، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ عز وجل مِنَ المُؤْمِن الضَّعِيف"، فالمؤمن الحقيقي ثقته في الله -عز وجل- ثم في نفسه كبيرة؛ لأن له إحدى الحسنيين أو كليهما.

"رمضانيات نسائية" بالجامع الأزهر تحث على استحضار الدار الآخرة في النفوس

وكان عقد الجامع الأزهر الخميس، فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة تحت عنوان (والآخرة خير وأبقى) بحضور الدكتورة منى صلاح، مدرس الحديث بجامعة الأزهر، والدكتورة زينب فريد،  عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر.

يريد بنا اليسر في التكاليف مع الثواب الجزيل 

قالت الدكتورة منى صلاح، مدرس الحديث بجامعة الأزهر، ان  الله تعالى يوجهنا إلى الأعمال الباقية، ويعلمنا كيف نؤثر الآخرة لأنها خير وأبقى،  فالله يريد بنا اليسر في التكاليف مع الثواب الجزيل ورفع المشقة، ليهون علينا عمل الآخرة، مبينة الدلائل والعلامات التي تدل علي إيثار الدار الآخرة، وختمت حديثها ببيان كيفية الجمع بين خيري الدنيا والآخرة مع إيثار ثواب الآخرة.


من جانبها أوضحت الدكتورة زينب فريد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مدى  الاهتمام البالغ الذي عُني به الإسلام لترسيخ معنى استحضار الآخرة بتفاصيلها في أذهان المسلمين، موضحة الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع من استحضار الآخرة، وختمت حديثها ببيان الدروس المستفادة من الآية الكريمة: ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.

ومن جانبها بيّنت الدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر. ان الدار الآخرة هي الحياة التي لا موت بعدها، والعمر الذي لا أمد له، قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾، وكون الآخرة تبقى ولا تفنى، هذا سببٌ كافٍ لتفضيلها على الدنيا، فكيف إذا كانت تبقى وهي خير منها في متاعها؟!

مضيفة أنه بدَهيٌّ أن كلامَنا عن الآخرة وتذكرها لا يتنافى مع الأمر بالسَّعي في إعمار الأرض وإصلاحها، فالإِسلامُ دِينُ العَمَلِ والسَّعيِ في خَبايَا الأَرضِ قال تعالى: ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾، وقالَ سُبحانَه: ﴿ ولا تَنسَ نَصيبكَ مِن الدُّنيَا ﴾.

 

على الجانب الآخر قال الدكتور عبد الفتاح العواري عضو مجمع البحوث الإسلامية، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، إن ليلة 25 من رمضان هي ثالث الليالي الوترية بالعشر الأواخر، وقد تكون ليلة القدر، لافتا أن ليلة القدر لا توافق إلا قلوبا صافية سلمت من الحقد، وأنفسا نقية وصدورا سليمة، وهذا الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم، فمن أراد الفوز بليلة القدر؛ عليه أن يستقيم ويستقبل هذه الليالى بقلب سليم وطاعة خالصة لوجه الله.


وأضاف فضيلته، خلال درس التراويح بالجامع الأزهر، أن على أمة الإسلام والصيام أن تكون أهلا لليلة القدر، وأن تغتنم فضلها، وتسأل الله -تعالى- في هذه الليلة المباركة مما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أكثر دعاء النبي في رمضان وغيره "ربّنا آتنا فى الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار"، بالإضافة إلى ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وقاله للسيدة عائشة: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر شهر رمضان صيام شهر رمضان المركز العالمي للفتوى الإلكترونية رمضانیات نسائیة بالجامع الأزهر الدار الآخرة لیلة القدر ى الله

إقرأ أيضاً:

حكم ترك الصلاة خلف إمام بدعوى كونه متصوفا

أجابت دار الإفتاء المصرية عن حكم إمامة الصوفي الذي يقيم حلق الذكر ويزور الأولياء، بعد انتشر على الساحة مؤخرًا من انتقادات لاذعة للصوفية بعد اتهام الشيخ صلاح التيجاني، وهو أحد مُدعين الصوفية ومُنشئ لطريقة باسم الصلاحية التيجانية بالتحرش وإبراز تصريحاته الشاذة عن الدين الإسلامي.

بعد القبض عليه.. القصة الكامة لصلاح الدين التيجاني بين التصوف والتحرش بعد اتهامه بازدراء الأديان.. شطحات صلاح التيجاني في الدين الإسلامي

قالت دار الإفتاء المصرية أن الإمام في الصلاة أنه إذا كان المتقدِّم للإمامة مؤهَّلًا لها فإمامته للناس جائزةٌ شرعًا، أما عدم الصلاة خلفه بحجة أنه متصوف يزور أضرحة آل البيت والأولياء، ويقيم حِلَقَ الذكر، وأنه بذلك قد دخل في البدعة والشرك: فهو خلطٌ لا يحبه الله ولا يرضاه بين الوسيلة المشروعة والشرك الممنوع؛ فإنَّ الله تعالى قد أمر عباده بابتغاء الوسيلة إليه في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وأثنى سبحانه على مَن يتوسَّلون إليه في دعائهم فقال: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: 57].

حكم من جعل التوسل والتبرك شركًا

مَن جعل التوسُّلَ والتبركَ بالأولياء والصالحين الذي اتفق عليه المسلمون سلفًا وخلفًا ونصَّت عليه المذاهب الإسلامية المتبوعة شركًا بالله تعالى يُدخِل صاحبَه النار مستدلِّينَ عليه جهلًا بقوله تعالى: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى﴾ [الزخرف: 3]، وجعل زيارةَ الأولياء وَصِلةَ آلِ البيت ومَبَرَّتهم التي أمر بها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم شركًا وبدعة حسب زعمه وافترائه؛ فقد خلط بذلك بين دائرة الوسيلة والشرك، وجعل التعظيم بالله كالتعظيم مع الله، والله تعالى يقول: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36]، وهذا هو منهج الخوارج الذين يقاتِلون أهل الإسلام ويَدَعون أهلَ الأوثان، ومَنشأُ ضلالتهم كما وصفهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فيما علَّقه عنه الإمام البخاري في "صحيحه" وَوَصله ابنُ جريرٍ الطبري في "تهذيب الآثار" بسندٍ صحيح أنهم انطلقوا إلى آياتٍ نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين.

خطورة الأفكار المتطرفة ولزوم تقديم النصح لهم

قد ابتُلِيَ المسلمون بضَلالتِهم في هذا العصر، وهذا الفكر الأعوج الأهوج هو أعظمُ بدعةٍ ظهرت في الأمة الإسلامية؛ لأنها تحارب التوحيد باسم التوحيد، وتتَّهمُ سلفَ الأمة وخلَفَها بالشرك تحت ستار اتِّباعِ السنة، فحسبُنا الله ونعم الوكيل! ويجب على المسلمين أن يَحْذَروا ضلالَتَهم، ويُحَذِّروا من باطِلِهم، وعليكم بنصح هؤلاء الإخوة بلزوم الجماعة وبيان الحق لهم حتى لا تتلاعب بهم الشبهات والدعوات المُضِلَّة.

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة
  • مصادر الأخبار
  • خاص| طارق النهري: محمد سامي هينافس نفسه في رمضان بـ "إش إش" و"سيد الناس"
  • حكم ترك الصلاة خلف إمام بدعوى كونه متصوفا
  • خاص| رضا إدريس: أنا على باب الله.. ميهمنيش تفاصيل العمل والمهم أشتغل.. وهبقا عدو عمرو سعد في رمضان
  • رابط نتيجة تنسيق كليات جامعة الأزهر 2024 علمي وأدبي فرع الزقازيق والعاشر من رمضان
  • زوجة تعترض على طلب الطاعة المقدم من زوجها بداعى أن المبنى غير صالح للسكن
  • الشئون الإسلامية: اجتزاء كلمة شيخ الأزهر باحتفالية المولد النبوي يعكس التربص به
  • واشنطن تؤكد ثبات موقفها بشأن التهديدات المدعومة من إيران في المنطقة
  • الأعلى للشئون الإسلامية: يوجد ثقة كبيرة بين الإمام الأكبر وبين الناس لا يمكن المساس بها