صحيفة بريطانية: إسرائيل قد تستخدم القنبلة الكهرومغناطيسية ضد إيران
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
نقلت صحيفة بريطانية عن خبير بشؤون الأمن والدفاع أن إسرائيل قد تستخدم القنبلة الكهرومغناطيسية ضد إيران، إذا قررت طهران ضرب مواقع إستراتيجية إسرائيلية ردا على هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي أدى لمقتل 7 من الحرس الثوري بينهم قائد بارز.
وقال الخبير لصحيفة "ديلي ستار" إن الورقة الوحيدة التي قد تكون في يد إسرائيل هي استخدام هذا السلاح غير التقليدي ضد إيران.
وأوضح أنه "لأول مرة في التاريخ ستستخدم القنبلة الكهرومغناطيسية، وهي نوع جديد من القنابل سيسقط على طهران ومناطق مركزية أخرى في إيران بما في ذلك المنشآت النووية الإيرانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا السلاح يعتمد على إحداث "نبضة كهرومغناطيسية" تؤدي إلى تعطيل منشآت البنية التحتية والأجهزة الإلكترونية.
من ناحية أخرى، احتفت صحيفة معاريف الإسرائيلية بتقرير "ديلي ستار"، مشيرة إلى أن هذا السلاح "يقض مضاجع الإيرانيين" و"يغير المعادلة"، وفق تعبيرها.
في السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله إن المنظومة الدفاعية أنهت الاستعدادات للرد على أي سيناريو يتطور مع من سماه العدو الإيراني.
وكان غالانت عقد اجتماعا مع كبار مساعديه لتقييم الوضع العملياتي في ظل توقعات برد من جانب إيران على استهداف قنصليتها في دمشق يوم الاثنين الماضي.
في المقابل، نشرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء صورا لتسعة صواريخ إيرانية الصنع قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل.
في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران سترد على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي تم باستخدام مقاتلات وصواريخ أميركية الصنع، حسب قوله.
وأضاف عبد اللهيان -خلال زيارته مسقط- أن طهران ستتابع الأمر في الإطار القانوني عبر المؤسسات الدولية.
من جهة أخرى، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي إن السفارات الإسرائيلية في العالم لم تعد آمنة، ولهذا السبب أغلقت تل أبيب سفاراتها في 27 دولة مما يدل على خوفها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
لماذا اعتمدت إيران على أسلحتها القديمة في هجماتها على إسرائيل؟
طهران – منذ بدء إسرائيل حربها الشاملة ضد إيران فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، أطلقت طهران مئات الصواريخ في أولى موجات ردها، لكن سرعان ما بدأ عددها يتراجع تدريجيا، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت إيران قد غيّرت إستراتيجيتها العسكرية، خاصة مع تأكيد مؤسساتها العسكرية استخدام نماذج من الجيل القديم في تلك الضربات الصاروخية.
وفي هذا السياق، كشف رئيس دائرة التوجيه العقائدي والسياسي في القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية علي سعيدي، أن بلاده اعتمدت على صواريخ قديمة في هجماتها الأخيرة على إسرائيل، مؤكدا -في تصريح نقلته وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري– أن إدخال أسلحة متطورة إلى ساحة المواجهة "سيجعل الكيان الصهيوني يدرك الحجم الحقيقي لقوة الجمهورية الإسلامية".
وفي حين تتحدث طهران عن امتلاكها مئات "المدن الصاروخية" المدفونة في أعماق الأرض، طرح تصريح سعيدي تساؤلات حول ما إذا كانت إيران تعاني بالفعل من نقص في الذخائر الحديثة بعد ضرب مستودعاتها الإستراتيجية كما تقول إسرائيل، أم إن طهران تتعمد استنزاف الدفاعات الإسرائيلية بصواريخ قديمة وتحتفظ بالأجيال الأحدث لجولات لاحقة من الصراع.
من ناحيته، فسّر المستشار السابق للوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي اعتماد بلاده على صواريخ قديمة بأنه جزء من إستراتيجية محسوبة لتقليل الكلفة واستنزاف دفاعات إسرائيل.
وفي منشور له على منصة "إكس"، كتب مرندي "معظم الصواريخ التي استخدمتها إيران عمرها بين 20 و30 عاما، لكن لاحظوا الصاروخ الحديث الذي أصاب حيفا وتسبب بانقطاع الكهرباء. انتظروا قليلا، فعندما تنفد الصواريخ القديمة ستصبح الأمور أكثر إثارة بالنسبة لهذا النظام المجرم قاتل الأطفال".
ويوحي حديث مرندي بأن إيران تتبع سياسة الرد التدريجي وتحتفظ بما هو أكثر تدميرا لجولات مقبلة من المواجهة، في إطار إدارة محسوبة للصراع، قائمة على مزيج من الإرباك والاستنزاف.
ورغم أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين توحي بأن ما جرى حتى الآن لا يمثل سوى "قمة جبل الجليد" من ترسانة إيران الصاروخية، تساءلت دوائر سياسية في طهران عن جدوى استخدام هذا الكم من الصواريخ القديمة، في حين تمتلك البلاد ترسانة حديثة ومتطورة؟
إعلانوفي تفسير لذلك، تقول الباحثة في الشؤون العسكرية إلميرا بابائي إن الاستخدام الإيراني للصواريخ لا يخضع فقط لمعياري المدى أو القدرة التفجيرية، بل يأتي في إطار "رقعة شطرنج إستراتيجية" تعتمد على خلط النماذج القديمة بالجديدة لإرباك العدو.
وفي مقال لها بموقع "ألفبا خبر"، توضح بابائي أن إيران تهدف من خلال هذا التكتيك إلى استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تعتمد أنظمة مكلفة مثل "القبة الحديدية" و"ثاد" و"آرو"، حيث يمكن أن تتراوح تكلفة كل صاروخ اعتراض بين 50 ألفا و3 ملايين دولار.
وبذلك، فإن استخدام صواريخ من المخزونات القديمة يجبر إسرائيل على استنزاف مواردها الدفاعية بمردود مالي ونفسي مرتفع لطهران.
وتشير تقديرات غربية -وفق بابائي- إلى أن قدرة إسرائيل على مقاومة كثافة الضربات الصاروخية الإيرانية قد لا تتجاوز 7 إلى 10 أيام، وقد تمتد إلى 15 يوما في حال الحصول على دعم فوري من الجيش الأميركي وقواعده في المنطقة، وتضيف أن "هذه القدرة تبدو هشة للغاية في مواجهة وابل من الصواريخ ينطلق من إيران ومجموعات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق".
وترى بابائي أن هذا النهج يخدم هدفا مزدوجا، من جهة، استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، تضليل العدو بشأن الحجم الحقيقي للترسانة الإيرانية، وبالتالي عندما تبدأ طهران باستخدام صواريخها الأحدث، تكون إسرائيل قد فقدت قدراتها الفاعلة على التصدي.
واعتمدت إيران، حسب المقال، على مبدأ "إشباع دفاعات العدو" من خلال إطلاق كميات هائلة من الصواريخ الرخيصة، لإجبار المنظومة الدفاعية على العمل بأقصى طاقتها، ما يؤدي إلى إنهاكها اقتصاديا وتشغيليا.
كما يسمح هذا التكتيك لبعض الصواريخ باختراق طبقات الدفاع وتدمير أهداف حساسة، مما يفاقم الضغط على متخذي القرار في الجانب الإسرائيلي.
وتخلص بابائي إلى أن طهران نفذت هجمات مركبة، من خلال توزيع الأجيال المختلفة من الصواريخ بشكل مدروس، لتكون بذلك قد وجّهت ضربة ذكية وغير مكلفة، تمهّد الطريق لضربات أكثر قسوة إذا تطلبت المواجهة ذلك.
حماية وتضليلوفي وقت تتسابق فيه الدول الكبرى لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات التسلح، تشير الكاتبة إلى أن إطلاق الصواريخ الحديثة قد يعرض بصماتها التقنية لخطر الرصد أو الاختراق، لذلك، فإن استخدام النماذج القديمة يوفر -وفق منظور إيراني- تغطية تكتيكية تمنع إسرائيل من فهم كامل القدرات الإيرانية.
وبالإضافة إلى تلك الحسابات، يرى مراقبون إيرانيون أن بث صور لصواريخ قديمة وهي تضرب أهدافا في عمق تل أبيب، يحمل رسائل رمزية تهدف إلى تفكيك أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، وفضح هشاشة الدفاعات الإسرائيلية، لا سيما أن تلك الصواريخ لا تكلف إيران شيئا يُذكَر، في مقابل خسائر نفسية وسياسية جسيمة "للعدو".