شيخ الأزهر يدعو لتوحيد صوت الأديان في الشرق والخروج ببيان مشترك لمواجهة الشذوذ الجنسي
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
أكد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، أننا نحن علماء الدين، مسلمين ومسيحيين، علينا واجب مضاعف في التصدي لنشر هذه الأمراض المجتمعية والسلوكيات المنحرفة، ولابد من توحيد صوت الدين في الشرق، والخروج ببيان مشترك وصوت موحد لمواجهة السلوكيات المرفوضة دينيا وأخلاقيا وفي مقدمتها الشذوذ الجنسي، بعدما ابتلينا بتيار عالمي مدعوم وممول لنشر هذه الأمراض الخبيثة وإفساد المجتمعات وطمس هوية الأجيال القادمة، تحت دعاوى الحقوق والحريات، وبيان الموقف الديني الرافض لهذه الأمراض المنافية الفطرة الإنسانية السليمة.
جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، للمطران كريكور أوغسطينوس، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، والمطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إبروشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، للتهنئة بقرب حلول عيد الفطر المبارك، متمنين لفضيلته دوام الصحة والعافية، وأن تعاد هذه المناسبات الطيبة علينا، مسلمين ومسيحيين حول العالم، بالخير والتقدم والرخاء.
وأكد شيخ الأزهر أن مظاهر الفرح بالعيد تلاشت واختفت جراء ما يحدث لإخواننا في غزة من عدوان صهيوني همجي لا يعرف معنى الإنسانية ولا يقدر قيمة النفس التي حرم الله التعدي عليها، هذا العدو الذي ارتكب أبشع الجرائم والمذابح حتى أصبح مصابا بسعار قتل الأطفال والأبرياء وسفك الدماء وهدم بنيان الله، واستهداف النازحين العزل في كل مكان، يشجعه على ذلك دعم لا محدود من بعض القوى العالمية التي أصيبت بما يمكن أن نسميه بظاهرة «الانفصام العالمي» فنراهم يعلنون عن مشاركتهم في قوافل الإغاثة المتوجهة إلى غزة وفي الوقت ذاته يقدمون الدعم المالي اللامحدود والدعم بالسلاح والطائرات والدبابات والقذائف للصهاينة المجرمين ليقتلوا المزيد من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن ظاهرة «الانفصام العالمي» التي أصابت هذه الدول هي ظاهرة غير مفهومة وغير مبررة، ولكنها تعكس الفجوة والاختلاف بين تعامل بعض الدول تعاملا سياسيا داعما للصهاينة، وبين الموقف المشرف لشعوب هذه الدول التي خرجت للتعبير عن رفضها لما يقوم به قادة دولها في دعم الكيان الصهيوني، ورفضا لمجازر هذا الكيان المنحل من كل القيم الأخلاقية والمواثيق الإنسانية.
وأعرب المطران كريكور أوغسطينوس، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، والمطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إبروشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر وتقديرهم لما يقوم به فضيلته من جهود كبيرة لنشر قيم التسامح والتعايش بين الجميع، واتفاقهم مع رؤية فضيلته في ضرورة الخروج ببيان موحد لمواجهة السلوكيات المرفوضة والمتعارضة مع قيم الدين وتقاليد مجتمعاتنا الشرقية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر بيان مشترك شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
الأزهر يختتم برنامج «إعداد الداعية المعاصر» ويؤهل سفراء الدعوة لمواجهة تحديات العصر
اختتمت أكاديمية الأزهر العالمية فعاليات البرنامج التدريبي المتخصص «إعداد الداعية المعاصر»، والذي عُقد خلال الفترة من 11 أكتوبر حتى 10 ديسمبر 2025.
وكان بمشاركة نخبة من الأئمة والدعاة الوافدين من ست دول عربية وآسيوية وأفريقية، هي: الجزائر، الهند، كازاخستان، نيجيريا، غينيا كوناكري، وغينيا بيساو، في إطار الدور العالمي الذي يضطلع به الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي وترسيخ قيم الاعتدال والحوار.
توجيهات الإمام الأكبر ودعم مستمر للدعاة الوافدين
وخلال كلمته في الحفل الختامي، أكد فضيلة الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، أن تنظيم هذا البرنامج يأتي تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وحرصه الدائم على دعم الدعاة الوافدين وتأهيلهم علميًّا ومهاريًّا، بما يمكنهم من أداء رسالتهم الدعوية بوعي ومسؤولية في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية المعاصرة.
وأوضح رئيس الأكاديمية أن الأزهر يضع في مقدمة أولوياته إعداد داعية يمتلك أدوات الفهم العميق للواقع، وقادرًا على مخاطبة المجتمعات المختلفة بلغة رشيدة تجمع بين الثوابت الشرعية ومتطلبات العصر.
تطوير البرامج التدريبية ومواكبة التحولات المعاصرة
وأشار الدكتور حسن الصغير إلى أن البرامج التدريبية التي تقدمها الأكاديمية تشهد تطويرًا مستمرًا، يراعي التحولات الفكرية والاجتماعية المتسارعة في العالم، من خلال محتوى علمي رصين يجمع بين أصالة التراث الشرعي والانفتاح الواعي على الواقع، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للبيئات التي يعمل فيها الدعاة.
وأكد أن هذا النهج يعزز قدرة الداعية على تقديم خطاب ديني متزن، يواجه الأفكار المتطرفة، ويعالج القضايا المستجدة بروح علمية ومنهجية راسخة.
منهجية متكاملة تجمع بين العلم والمهارة
وشهد البرنامج التدريبي منظومة متكاملة شملت محورين رئيسيين:
أولًا: الجوانب العلمية والمعرفية
وتضمنت مقررات في العقيدة، والفقه وأصوله، وقضايا الدعوة والشريعة، إلى جانب مواد في العلوم الإنسانية التي تساعد الداعية على فهم الواقع وتحليل تحدياته. وأسهم هذا المحور في بناء قاعدة معرفية راسخة، تمكّن المشاركين من معالجة القضايا الشرعية والفكرية برؤية واعية ومنهجية دقيقة.
ثانيًا: الجوانب المهارية والسلوكية
وشملت تدريبات عملية حول مهارات التواصل، وفنون الإقناع، وأساليب إدارة المواقف الدعوية، إلى جانب إرشادات تهدف إلى تعزيز شخصية الداعية وترسيخ السلوك القويم في الأداء الدعوي، بما يمكنه من التواصل الفعّال مع مختلف فئات المجتمع على اختلاف ثقافاتهم واحتياجاتهم.
إشادة بانضباط المتدربين وتفاعلهم
وأشاد رئيس الأكاديمية بما أبداه الأئمة والدعاة المشاركون من انضباط وجدية وتفاعل إيجابي طوال فترة التدريب، مؤكدًا أن المستوى المتميز الذي ظهروا به يعكس رغبتهم الصادقة في الاستفادة، ويجسد النموذج الأزهري الواعي القادر على الإقناع بالحجة، ومخاطبة العقول والقلوب بالحكمة والموعظة الحسنة.
المشاركون: سنحمل رسالة الأزهر إلى أوطاننا
من جانبهم، أعرب المشاركون عن بالغ تقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر على رعايته الكريمة لهذا البرنامج، مثمنين ما حصلوا عليه من علوم شرعية رصينة وتدريبات عملية أسهمت في تطوير قدراتهم الدعوية وتعزيز مهاراتهم التواصلية.
وأكدوا التزامهم بنقل رسالة الأزهر القائمة على الوسطية والاعتدال والحوار البنّاء إلى مجتمعاتهم، وأن يكونوا سفراء أمناء لقيم الأزهر ومبادئه في أوطانهم.
تسليم الشهادات ورسالة ممتدة
وفي ختام الحفل، قام فضيلة الدكتور حسن الصغير بتسليم شهادات اجتياز البرنامج للمشاركين، موجّهًا لهم التحية على التزامهم وجهودهم طوال فترة التدريب، ومتمنيًا لهم دوام التوفيق والسداد في أداء رسالتهم الدعوية، وترسيخ الصورة المشرقة للإسلام وقيمه السمحة في مختلف المجتمعات.