مفتي الجمهورية: رؤية الهلال تكون عن طريق 6 لجان شرعية
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن المتتبع لتاريخ المسلمين يجد أن المسلمين قد برعوا في علم الفلك ومع ذلك لم يستغنوا عن الرؤية الشرعية للأهلَّة على مدار العصور ليقينهم بالأهمية الشرعية للأهلة، فالأهلة الشرعية يترتب عليها أحكام الحج والعمرة وعِدد النساء وغيرها من الأحكام.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا: لا تعارض مطلقًا بين علم الفلك وبين الشرع المتمثل في الرؤية الشرعية فالعلمان متكاملان وليسا متعارضين، ولا عجب في ذلك فنحن أمة اقرأ المأمورة بالأخذ بأسباب العلم المادي الدنيوي المفيد للبشرية بمختلف تخصصاته، والمأمورة بالصيام والفطر لرؤيته.
وأشار المفتي إلى أن الحساب الفلكي القطعي لا يمكن أن يعارض الرؤية الصحيحة، فلكل منهما مجاله حيث يهتم الحساب الفلكي بولادة الهلال ومكثه في الأفق بعد غروب الشمس، وكذلك الرؤية تستأنس بالحساب الفلكي في الرد على الشاهد الذي يزعم رؤيته وهو لم يولد أصلًا بمعنى أن الحساب ينفي ولا يثبت.
وأوضح أن الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك والمساحة، وعددها ست لجان، مبثوثة في أنحاء جمهورية مصر العربية في طولها وعرضها، في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصريَّة ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه وبتعاون كامل من السادة المحافظين لهذه الأماكن التي تتوافر فيها شروط تيسر رصد الهلال.
أمَّا عن إثارة بعض الناس للجدل بخصوص توحيد الرؤية أو اختلاف المطالع بين الدول الإسلامية فقد حسم فضيلته الجدل قائلًا: الفقه الإسلامي واسع وفيه سَعة فلا داعي للنزاع، والأفضل تقيُّد المسلم والتزامه برؤية بلده؛ تجنُّبًا للبلبلة والنزاع.
وردًّا على سؤال عن ماذا بعد رمضان من طاعات وهل ينبغي الاستمرار في كل طاعات رمضان، قال فضيلة المفتي: إن بمقدور المسلم أن يفعل في غير رمضان ما فعل فيه من الخير والعبادة كذلك، كما أمسك المسلم في رمضان عن المفطرات، واجتنب كل ما يفسد الصوم من الأقوال والأفعال، وابتعد عن الوقوع في مواطن الإثم، وراقب الله تعالى في السر والعلانية، فخرج من مدرسة الصيام طيِّبَ النفس، حسنَ الخُلُق، ومِن ثَمَّ يمكنه أن يمسك ويجتنب ويبتعد في غير رمضان ما أمكنه فيه، وكذلك استوى عنده السر والعلن في رمضان، فيمكنه الثبات على ذلك بعده؛ بدليل حصوله في رمضان، ولا يخفى أن ترسيخ هذه المعاني يحقِّقُ صلاح الأمة والمجتمع، وهي من مقاصد عبادة الصوم التي تقوم بغرس هذه الأخلاق النبيلة في أفراد الأمة فردًا فردًا.
وأضاف المفتي: وينبغي للمسلم أن يتَّخذَ من هذه المناسباتِ المباركة، والمواسم الكريمة منطلقًا لقوَّة يقينه، ورسوخ إيمانه، والمداومة على التَّزكية لنفسه، وتهذيب حاجاته، وضبط رغباته وشهواته، وإعلاء شأن الأخلاق والقيم؛ لأنَّ ذلك كما هو مطلوبٌ في شهر رمضان مطلوبٌ أيضًا في غيره من الشهور، وعلى مَرِّ الأوقاتِ عبرَ العُمُر، حتى يتحقَّقَ المقصد الأعلى بتقوى ومراقبة الله تعالى، وهجر ما نهى الله عنه، فضلًا عن أن الأعمال الصالحات مطلوبة على الدوام ولن ينتهي ثوابها بعد انقضاء رمضان، فالجزاء على غالب الحسنات مضاعف بعشرة أضعاف؛ كما في قوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160].
كما أشار إلى أن انقطاع الهمة في مراعاة محاسن القيم ومكارم الأخلاق، هو أمر ليس غريبًا على طبيعة الإنسان وأحواله؛ لأنها لا تسير على نمط واحد؛ فتارة يكون الإنسان في همة ونشاط، وتارة أخرى يكون في ركود وتكاسل؛ ولهذا فمن منن الله تعالى أنه وَالَى بين مواسم البركة والخير؛ فهي متعاقبة ومتكررة مع اختصاص كلٍّ منها بفضل خاص ومزية، فبعد رمضان يأتي شهر شوال وفيه يستحب للمسلم أن يصوم ستة أيام منه، ثم يأتي بعده موسم الحج وهو موسم مبارك تنشر فيه الرحمة والمغفرة على الحجاج وأهل الموقف، ثم تتوالى مواسم الطاعة التي لا تنقطع أبدًا.
وردًّا على سؤال يقول: هل هناك دعاء مخصوص لختم رمضان؟ قال: لا توجد صيغة معينة، والدعاء أفضله ما جاء بالقرآن والسنة، ولكن إذا تعذر ذلك فيمكن للمرء الدعاء بما شاء أو بما يحفظ ما لم يكن في دعائه مخالفة شرعية، فيمكن للإنسان الدعاء لنفسه ولأهله وجيرانه، ولكن ينبغي للإنسان أن يوقن بإجابة الله عز وجل لدعوته لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ادعوا اللهَ وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن اللهَ لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ»، ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وأنتم موقنون بالإجابة»؛ أي: وأنتم على يقين بأن الله لا يردكم خائبين؛ لكرمه الواسع، وعلمه المحيط، وقدرته التامة، وذلك يتحقق بصدق رجاء الداعي وخلوص نيَّته.
واختتم المفتي حواره بدعوة وتذكير المسلمين بإخراج زكاة الفطر لمن لم يُخْرِجْها وذلك حتى قبل موعد صلاة العيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الرؤية الشرعية علم الفلك الحساب الفلكي الهلال
إقرأ أيضاً:
موعد شهر رمضان 2026 وعدد ساعات الصوم
شهر رمضان… أيام قليلة تفصلنا عن بدء شهر رجب، وهو الشهر السابع في التقويم الهجري، ويأتي قبل حلول شهر شعبان الذي يسبق بداية شهر رمضان المبارك، ومع اقتراب هذه الأشهر الفضيلة تتزايد التساؤلات حول موعد شهر رمضان وأول أيامه فلكيًا لعام 1447 هجريًا.
وأوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن هلال شهر رجب يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الثالثة والدقيقة 45 قبل الفجر بتوقيت القاهرة يوم السبت 29 من جمادى الآخرة 1447هـ، الموافق 20 ديسمبر 2025 ميلاديًا، وهو يوم الرؤية الشرعية المعتمدة لتحديد بداية الشهر الجديد.
وأكد المعهد أن هلال شهر رجب سيبقى في سماء مكة المكرمة لمدة 14 دقيقة، وفي سماء القاهرة لمدة 10 دقائق بعد غروب شمس يوم الرؤية، كما سيبقى الهلال الجديد ظاهرًا في باقي محافظات الجمهورية لفترات تتراوح بين 8 و14 دقيقة.
وعلى مستوى العواصم والمدن العربية والإسلامية تتراوح مدة بقاء الهلال بعد الغروب بين دقيقة واحدة وحتى 26 دقيقة، باستثناء أنقرة في تركيا حيث يغرب الهلال مع غروب الشمس تمامًا، مما يجعل رؤيته في تلك المنطقة غير ممكنة.
غرة رجب فلكيًا
وبناءً على هذه الحسابات الفلكية الدقيقة، أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن غرة شهر رجب لعام 1447 هجريًا ستكون فلكيًا يوم الأحد الموافق 21 ديسمبر 2025، لتبدأ معه العد التنازلي لدخول شهر شعبان ومن بعده شهر رمضان المبارك الذي يترقبه المسلمون حول العالم.
رمضان 2026 والعيد
وفي سياق متصل، كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في منشور سابق عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك» أن أول أيام شهر رمضان لعام 2026 سيكون يوم الأربعاء 18 فبراير، بينما يكون عيد الفطر يوم 19 مارس 2026.
وأشار إبراهيم جروان، رئيس جمعية الإمارات للفلك، إلى أن هلال شهر رمضان لعام 1447 هـ يولد يوم الثلاثاء 17 فبراير الساعة 14:01 بتوقيت مصر، موضحًا أن الهلال يختفي بعد غروب الشمس بدقيقة واحدة فقط، ويكون عمره عند الغروب نحو ساعتين و12 دقيقة، مما يجعل رؤيته بالعين المجردة شبه متعذرة.
وأضاف جروان أن الخميس 19 فبراير قد يكون غرة شهر رمضان المبارك، بينما يكون الجمعة 20 مارس هو غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر، وذلك وفقًا للحسابات الفلكية التي قد تختلف عن الرؤية الشرعية التي تعتمدها الدول في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان من كل عام.
ويظل التأكيد النهائي لموعد بداية رمضان مرهونًا بثبوت رؤية الهلال عبر اللجان الشرعية المختصة.
وبحسب الحسابات الفلكية للعام الهجري الجديد 1447، فإن 70 يومًا فقط تفصل العالم الإسلامي عن دخول شهر رمضان لعام 2026، حيث تشير نتائج الدليل الهجري إلى أن بداية الشهر الفضيل ستكون يوم الخميس 19 فبراير 2026.
عدد ساعات الصيام
بحسب إمساكية رمضان 2026 في القاهرة، فإن أول يوم من الشهر الكريم سيشهد صياماً يمتد لمدة 12 ساعة و41 دقيقة، يبدأ الإمساك عن الطعام والشراب في الساعة 5:05 صباحاً، فيما يكون موعد الإفطار عند 5:46 مساءً.
مواعيد الصلاة في أول أيام رمضان
- الفجر (الإمساك): 5:05 صباحاً
- الشروق: 6:32 صباحاً
- الظهر: 12:09 ظهراً
- العصر: 3:21 مساءً
- المغرب (الإفطار): 5:46 مساءً
- العشاء: 7:04 مساءً