خطيب الأقصى: نرفض حرق الكتب المقدسة وأفعال بن غفير إعلان حرب
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن المسلمين يرفضون حرق أي كتاب مقدس، ويعتبرون أن تبرير ذلك بحرية الرأي من دول غربية، مثل السويد والدانمارك، مرفوض وغير مقنع.
وقال الشيخ صبري -في مقابلة مع وكالة الأناضول من داخل المسجد الأقصى- إن الغرب له تبرير تافه وغير مقنع، وهو أن "ما يقوم به البعض من حرق للمصحف يدخل ضمن دائرة حرية الرأي أو حرية الحركة، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا".
وأكد أن "حرية الرأي لها حدود وضوابط، فلا يجوز أن يكون هناك أي عمل يؤدي إلى استفزاز مشاعر المسلمين أو مشاعر الديانات الأخرى". ودعا الدول الغربية إلى أن تلتزم بالقرار الأخير الذي صدر عن الأمم المتحدة، والذي يجرم كل من يمس بالمقدسات وأي أمر مقدس.
وأضاف الشيخ صبري "مع الألم والأسف، إن القرآن الكريم قد حرق مرارا، وهذا تحد كبير لملياري مسلم في العالم دون حراك، فأين نخوة المعتصم في العصر العباسي عندما أدّب الروم حينما استنجدت به امرأة واحدة؟ فكيف الآن بحرق القرآن الكريم دستور المسلمين؟".
وحمل الدول العربية والإسلامية مسؤولية الحفاظ على القرآن الكريم "لتأديب الغرب وكل من تسول له نفسه التجرؤ على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أو القرآن الكريم".
إعلان حرب
وفي موضوع آخر، دان الشيخ صبري إقدام وزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى، واعتبر أن تصريحاته خلال الاقتحام إعلان حرب.
وأمس الخميس، اقتحم بن غفير الأقصى في حراسة مشددة من الشرطة من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، وتجول في باحاته برفقة مستوطنين.
وتزامن اقتحام بن غفير للأقصى مع اقتحام مستوطنين له بمناسبة ما تُسمى ذكرى خراب الهيكل، الذي تقول الجماعات الإسرائيلية المتشددة إنه كان قائما مكان المسجد، وهو ما ينفيه المسلمون.
وقال بن غفير -في مقطع مسجل خلال اقتحامه- إن "هذا هو المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل، حيث يتعين علينا العودة وإظهار حكمنا".
وأردف الشيخ صبري: "بلا شك، إن ما يقوم به بن غفير هو إعلان عن الحرب الدينية، هو يعلنها حربا دينية، ونحن نقول إن تصريحات بن غفير مرفوضة ومستنكرة".
وأضاف "لن نقر ولن نوافق على ما ادعاه (بن غفير) بهذا التبجح، وإننا نؤكد أن الأقصى هو للمسلمين وحدهم". وتابع "نحن لا نقر بأي إجراء احتلالي، ونعتبر أن المسجد إسلامي بقرار رباني، ولا تنازل عنه ولا تفاوض بشأنه".
وقال خطيب المسجد الأقصى "وجودنا في المسجد هو بقرار الله سبحانه وتعالى، وحقنا حق إسلامي واضح، وما يقوم به الإسرائيليون من اقتحامات (للمسجد) هي اقتحامات عدوانية لن تكسبهم أي حق في المسجد الأقصى المبارك".
ودانت الدول العربية والإسلامية الاقتحامات، في حين حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المسجد الأقصى القرآن الکریم الشیخ صبری بن غفیر
إقرأ أيضاً:
60 ألفًا يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
القدس المحتلة - صفا أدى عشرات آلاف الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، وسط عراقيل وتشديدات فرضتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على المصلين الوافدين إلى المسجد. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، إن 60 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى، والغائب على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية. وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في شوارع مدينة القدس ومحيط البلدة القديمة والأقصى، وأوقفت العشرات من المصلين الوافدين إلى المسجد وفحصت هوياتهم. ونصبت القوات العشرات من السواتر الحديدية في محيط البلدة القديمة والأقصى لعرقلة وصول المصلين إلى المسجد، ومنعت عددًا من الشبان من الوصول إليه. وأدى العشرات من الشبان صلاة الجمعة، في ساحة الغزالي أمام باب الإسباط، بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الدخول إلى المسجد الأقصى. وأشاد خطيب الأقصى الشيخ خالد أبو جمعة، بتاريخ الأمة الاسلامية، قائلًا: إن "المتتبع لتاريخ أمتنا الاسلامية المشرق، والصفحات الذهبية في سجلها الحافل، لا تأخذه الدهشة والاستغراب، يقرأ أمجادها الزاهية التي تثري مواقفها المضيئة في صفحات تاريخها المجيد، تمثلا بالاسلام وتخلقًا بالقرآن وتعلقا بالآخرة، وتفلتا من الدنيا ونشر لدين الله". وانتقد واقع الأمة الاسلامية الحالي، مضيفًا "نعجب أشد العجب لهذا الانقطاع والتغيير الذي طرأ على واقعها، فبعد أن كانت أمة أمجاد، أضحت أمة أخلاد، كانت القائدة فأصبحت المقودة، وبعد أن كانت رمزا للعزة والغلبة وللظفر والهيبة، إنقلب بها الحال للذلة والمهانة، فانحدرت من القوة إلى الضعف، ومن القيادة والريادة إلى التبعية والهوان". وأضاف "أمة أمست لقمة سائغة في فم كل آكل، ونهبا يقتسم في يد كل طامع، أمة تعيش في ظروف صعبة وأحوال مريرة، إنتشر بها الوهن، وحطمت الثوابت، وأقتلعت الأسس، وقوبل تشدد المتشددين بتفريط المنحلين". وتابع "أمتنا اليوم تعيش أصعب مراحل أيامها، تعيش وسط معترك من السياسات المتغايرة، تعرض عليها أطروحات غريبة، وتدعى لمناهج مريبة، في وقت أصيبت بضعف في دينها وتدينها، وغياب عن الارتقاء والتقدم، وإنهيار في التربية والتعليم والتعلم، وتخبط في الفكر الاقتصادي والفكري، وتفكك في العلاقات الاجتماعية والأسرية، وتناحر بين أفراد المجتمع، وقتل على أتفه الأسباب، وأختلال في المنظومة الاصلاحية والقيم التربوية". وأكد أن الأمة الواحدة هي الجسد والبنيان الواحد، عقيدتها وشريعتها واحدة، الأمة الواحدة لها شعور وفرح وألم واحد، وقضيتها واحدة وأقصاها واحد، همها هم واحد، لا يفرقها لون ولا لغة ولا تفصلها الحدود ولا أي جنس.