لبنان ٢٤:
2025-05-31@03:03:58 GMT

الفتيات وترندات المكياج: تسليع للطفولة في العلن!

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

الفتيات وترندات المكياج: تسليع للطفولة في العلن!

من منكم لم تستوقفه مقاطع صورتها فتيات ومراهقات وهنّ يتبرّجن كمحترفات؟ نساء ورجال، توقفتم أمام هذه المشاهد التي أصبحت تتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي. قد تكون طريقة التبرّج والثقة التي بدت فيها الفتيات ما لفتكم أو حتى جمالهنّ بالرغم من صغر سنّهن.. مهما كان السبب، تمكّنّ من جذب انتباهكم وحصلن على مشاهدات عالية وهو الأمر المهم بنظر العديد.

لكنّ الأهمّ والأخطر هو تأثير هذه الظاهرة على فتيات صغيرات انجرفن الى عالم الكبار السيبراني وتحوّلن، عمداً أو جهلاً، الى محتوى.. دمى جميلة تسلّع الطفولة!
 
بحماسة كبيرة وسذاجة، بين المرآة وشاشة الهاتف، نجد مراهقات لم تتجاوزن الثانية عشرة من عمرهنّ يقلّدن مشهورات مواقع التواصل الاجتماعي بحركاتهنّ، طريقة وضعهنّ لمستحضرات التجميل وحتى بتعابير وجههنّ. صغيرات يلهون بمستحضرات لم تخصص لبشرتهنّ، يضعنها على وجوههن الصغيرة ويعطين رأيهنّ بجودتها.. لعبة جميلة بتكاليف لن يرغب الأهل بتحميلها لبناتهن.
 
مستحضرات التجميل غير آمنة لبشرة الأطفال
قبل الحديث عن البعد النفسي للهوس بالماكياج، لابدّ من التطرق الى مكونات هذه المستحضرات الجمالية التي تضعها الفتيات على بشرتهنّ. الكلّ يدرك انها مصنّعة من مواد كيميائية تلحق الضرر بالبشرة الهشة والحساسة ويؤدي استخدامها الى احداث التهابات جلدية، ذلك لأنها تتسبب في غلق وانسداد المسامات في بشرة الاطفال.
 
والأخطر هو ملامسة هذه المستحضرات لمحيط العينين لدى الأطفال أو استخدام الفتيات للكحل أو اي مواد أخرى توضع على العين، لأن هذه المواد تعتبر الأكثر تسبباً بالضرر لعيني الطفل وفقاً للخبراء، بحيث ان هذا الجزء من الوجه بحاجة إلى عناية خاصة.
 
أمّا في ما يخصّ أحمر الشفاه الذي تسارع الفتيات لوضعه على شفافهنّ، فيقول الخبراء إنه يتسبب بتشقق الشفاه وجفافها، كما قد يؤدي الى التهاب حول الفم نتيجة ترسّب مكوناته الى طبقات الجلد الداخلية.
 
غير أن معظم مستحضرات الأمهات تستهدف تقليل الخطوط الدقيقة والهالات السوداء تحت العين وتفاوت لون البشرة، الأمر الذي لا تعاني منه الصغيرات والذي قد يتسبب بمشاكل جلدية لهن ان لامست المكونات النشطة فيه بشرتهن. كما أن هناك منتجات مثل المقشرات، إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تمزق جلد الأطفال لأنه حساس جداً.
 
ما تأثير "هوس الجمال" على الطفولة؟
الأفظع مما سبق، هو الأثر النفسي لهذا الهوس والذي قد يكون بتشجيع الاهل، خاصة عندما تقوم "أمّهات تيك توك" بوضع هذه المستحضرات على بشرة بناتهن لإبراز جمالهن والمشاركة بـ"الترند"، معرّضة اياهنّ لمخاطر هذه المنتجات إضافة الى مخاطر العالم الافتراضي.
وتقول الاختصاصية في علم النفس، كاندي أبو سرحال، إن "الأهل غالباً ما يريدون إظهار اطفالهم بأفضل صورة ممكنة، فهم امتداد لهم"، مضيفة: "قد يسعى البعض للمنافسة بالصغار وتحقيق ما لم يتمكنوا أنفسهم من القيام به من خلال حث اطفالهم على تنفيذه".
 
وتوضح أن "عالم السوشيال ميديا خلق مساحة جديدة أمام الأهل للمنافسة، فباتوا ينشرون صور أطفالهم منذ الولادة بأبهى الملابس والزينة ليتطوّر الامر الى دسّ الصغيرات في عالم "سيفورا". قد يكون هذا التصرف النرجسي نابع عن حبّ لكنّه مضر بالأطفال لأنه تسليع لهم".
 
تحوّل الفتيات الى دمى أمر ببالغ الخطورة بالنسبة لأبو سرحال، التي تشير في حديثها الى "لبنان 24" الى أن ابراز "مفاتن" الصغيرات في عالم غريب مليء بالوحوش هو جرم بحقّ الطفولة التي تنتهك بموافقة الأهل ومباركتهم. وتفسّر: "الجميلات الصغيرات بشكلهنّ سيصبحن في مهب الانتقاد والتنمّر والتسليع الجنسي. فور نشر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل ستأتي التعليقات وبعضها لن يكون بريئاً".
 
وتضيف أبو سرحال: "يحمّل الأهل أطفالهم ضغوطاً نفسية كبيرة، فالطفل والمراهق يتأثر بمن حوله وبما يقال له".
 
وتكمل متسائلة: "أي صورة عن النفس تمنحونها للصغيرات؟ أنتم تحطمون ثقتهن بأنفسهن وبجمالهن الطبيعي. فبرأي هذه الصغيرات، الجمال ناتج عن مستحضرات التجميل وعدم استخدامها سيجعلهنّ قبيحات أو أقل جمالاً من صديقاتهن".
 
الأفضل هو احتواء "هوس الفتيات بالمكياج"، هذا ما تنصح أبو سرحال الأمهات القيام به. وتقول: "الفتيات تقلدن أمهاتهنّ أولا، فلنبدأ من هنا. لتكن الأم قدوة ولتقضي وقتاً جيداً مفيداً مع طفلتها"، مضيفة: "لنقلل الوقت الذي تمضيه الفتيات بمشاهدة الفيديوهات عبر الهاتف باستبداله بالألعاب التربوية المفيدة والمسليّة، بنزهة صغيرة أو حتى جربي الاستفادة من سعي طفلتك لتقليدك وبدل تصوير فيديو لوضع مستحضرات التجميل، اصنعي بمساعدتها محتوى آخر قد يكون عن الطهي مثلاً".
 
وتؤكد أبو سرحال أن "عالم الأطفال لم يكن يوماً عالم سيفورا أو غيرها. الهوس الحاصل يعود الى محتوى مواقع التواصل الاجتماعي والرغبة بتقليد المشاهدات". وتلفت الى ان "الفتيات الصغيرات تحبّ تقليد أمهاتهنّ أولا لهذا ترغبن بوضع مستحضرات التجميل، لذا على الأم اخبار طفلتها بخطورة هذه المستحضرات على بشرتها. كما يجب اخراج الفتيات في عالم صيحات السوشيال ميديا والعودة بهن الى عالم الطفولة، الى اللعب بالدمى واللهو مع الاصدقاء".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مستحضرات التجمیل هذه المستحضرات مواقع التواصل

إقرأ أيضاً:

كيف تتشكل هوياتنا في عالم متسارع؟

 

 

في خضم التغيرات الهائلة التي يشهدها عالمنا المعاصر، من ثورة المعلومات إلى العولمة المتزايدة، يجد الإنسان نفسه أمام سيل جارف من المؤثرات التي تسعى لتشكيل هويته؛ لم يعد الانتماء إلى مكان محدد أو ثقافة واحدة هو المحدد الوحيد لذات الفرد، بل أصبحت الهوية كيانًا مرنًا ومتعدد الأوجه، يتأثر بتفاعلاتنا الرقمية، وخياراتنا الاستهلاكية، وتجاربنا المتنوعة.
في الماضي، كانت الهوية غالبًا ما تُورث وتُكتسب من البيئة المحيطة: العائلة، القبيلة، الوطن. كانت القيم والمعتقدات تنتقل عبر الأجيال بشكل أكثر استقرارًا.
أما اليوم، فقد فتحت التكنولوجيا آفاقًا واسعة للتواصل والتفاعل مع ثقافات مختلفة، مما أدى إلى تداخل الهويات وظهور أشكال جديدة من الانتماء.
فضاء الإنترنت، على سبيل المثال، يوفر بيئات افتراضية يمكن للأفراد فيها تبني شخصيات مختلفة وتجربة هويات متنوعة؛ يمكن لشاب نشأ في بيئة محافظة أن يجد مجتمعات افتراضية تشاركه اهتماماته المختلفة، وأن يعبر عن جوانب من شخصيته قد لا يجد لها صدى في محيطه الواقعي.
هذا الانفتاح يمكن أن يكون قوة إيجابية تدفع نحو التسامح وتقبل الآخر، ولكنه يحمل أيضًا تحديات تتعلق بالانفصال عن الجذور الثقافية الأصلية والشعور بالضياع في بحر من الاحتمالات.
من جانب آخر، يلعب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في تشكيل تصوراتنا عن الذات والآخر. الصور النمطية التي تُعرض، والقيم التي تُروج، والقصص التي تُروى، كلها تساهم في بناء هوياتنا الفردية والجماعية. قد نجد أنفسنا، بشكل غير واعٍ، نتبنى أنماط سلوك أو قيمًا دخيلة لم نكن لنعتبرها جزءًا من هويتنا في سياق مختلف؛
كما أن الهجرة والتنقل بين الثقافات يمثلان عاملًا حاسمًا في إعادة تعريف الهوية؛ عندما ينتقل فرد أو جماعة إلى بيئة ثقافية جديدة، فإنهم يواجهون تحديًا يتمثل في التوفيق بين الحفاظ على هويتهم الأصلية والانخراط في المجتمع الجديد؛ هذه العملية قد تؤدي إلى ظهور هويات هجينة تجمع بين عناصر من الثقافتين، وهو ما يثري التنوع الإنساني ولكنه قد يثير أيضًا صراعات داخلية وخارجية.
في هذا العالم المتسارع، يصبح الوعي النقدي تجاه المؤثرات المختلفة أمرًا بالغ الأهمية؛ يجب على الأفراد أن يكونوا قادرين على التفكير بشكل مستقل، وتقييم المعلومات الواردة إليهم، وتحديد القيم والمبادئ التي يرغبون في تبنيها كجزء من هويتهم.
إن بناء هوية قوية ومتماسكة في هذا العصر يتطلب رحلة استكشاف ذاتي مستمرة، وفهمًا عميقًا للعالم من حولنا، وقدرة على التكيف مع التغيرات دون فقدان جوهرنا.
في نهاية المطاف، لا توجد هوية ثابتة ومطلقة؛ هوياتنا في حالة سيولة مستمرة، تتشكل وتتطور بتأثير تجاربنا وعلاقاتنا وتفاعلاتنا مع العالم.
التحدي يكمن في أن نكون فاعلين في هذه العملية، وأن نصوغ هوياتنا بوعي وإدراك لقيمنا وطموحاتنا، بدلًا من أن نكون مجرد متلقين سلبيين للمؤثرات الخارجية.
إن فهم كيف تتشكل هوياتنا هو الخطوة الأولى نحو امتلاك زمام هذه العملية وتوجيهها نحو بناء ذوات أكثر تكاملًا وانسجامًا مع العالم المتغير من حولنا.

مقالات مشابهة

  • ميرنا جميل تكشف سر جمالها بعيدا عن مستحضرات التجميل ..فيديو
  • شرفي: اعداد المخطط الوطني للطفولة بلغ مرحلته الأخيرة
  • سفير مصر الأسبق بإسرائيل: ظهور نتنياهو في نفق أسفل الأقصى ليس صدفة
  • سفير مصر الأسبق بإسرائيل: نتنياهو يحاول فرض سيطرة فوق وتحت المسجد الأقصى لإعلان الانتصار
  • مصطفى منصور وهايدي رفعت يحتفلان بخطوبتهما وسط حضور الأهل
  • خالد عبدالغفار يدعو لإدماج الذكاء الاصطناعي من البكالوريوس للطفولة المبكرة
  • كيف تتشكل هوياتنا في عالم متسارع؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. أطلقت على نفسها لقب (شيخة ست الكل).. الفنانة السودانية مروة الدولية تحشد عدد من الفتيات للترويج لأغنيتها الجديدة بطريقة مثيرة
  • القومي للطفولة والأمومة: نعمل على رفع وعي الفتيات بأهمية صحتهن الجسدية
  • الفتيات تنازلوا.. تأييد حكم السجن على طبيب نساء متهم بالتعدي على بناته الـ 3 بالتجمع