مع اول يوم عيد الفطر المبارك، يزدهر الحديث حول تحضيرات الاحتفال والاستعدادات لاستقبال هذه المناسبة السعيدة. ومن بين العادات والتقاليد التي تميز هذه الفترة هو تناول الأطعمة اللذيذة والشهية، ومن بين هذه الأطعمة تأتي أسماك الفسيخ التي تعد من الأطعمة الرئيسية في عيد الفطر في العديد من البلدان العربية، لكن مع هذه الفرحة والاحتفالات تتعالى أصوات التحذير من التسمم الغذائي نتيجة تناول الفسيخ الفاسد.

 

في هذا السياق، يأتي دورنا في تسليط الضوء على طرق التمييز بين الفسيخ السليم والفاسد، وتوضيح أسباب التسمم الغذائي وأعراضه، بهدف رفع الوعي والحد من حوادث التسمم المحتملة في هذه الفترة المباركة.

يوجه مختصو التغذية، بـ 7 فروق يمكن ملاحظتها للتفرقة بين الفسيخ السليم والفاسد. وقد ذكرت هذه الفروق للتثقيف حول الطرق الصحيحة لتمييز الفسيخ الصالح للأكل من الفاسد، والتي تشمل ما يلي:

1- لون جلد سمكة الفسيخ السليم يكون لامعًا، والجلد مشدود وغير مرتخي. بينما في الفسيخ الفاسد، يكون الجلد غير لامع وعليه طبقة من المخاط.

2- رائحة سمكة الفسيخ السليم طيبة، بينما في الفسيخ الفاسد تكون رائحته "نتنة".

3- قوام سمكة الفسيخ السليم متماسك ولا يمكن فصل الرقبة عن الجسم بسهولة، بينما في الفسيخ الفاسد يكون القوام غير متماسك.

4- خياشيم سمكة الفسيخ السليم حمراء اللون ووردية، بينما في الفسيخ الفاسد تميل إلى اللون البني أو الأسود.

5- عين سمكة الفسيخ السليم ذات بريق ولامعة، بينما في الفسيخ الفاسد تكون عكرة في عدسة العين وغير لامعة.

6- القشور في الفسيخ السليم غير سهلة النزع، بينما في الفسيخ الفاسد تكون القشور سهلة النزع.

7- سمكة الفسيخ السليم لا تكون منتفخة، بينما في الفسيخ الفاسد قد تكون منتفخة.

وأوضحت الدكتورة أن التسمم من أكل الفسيخ يحدث بسبب مرض "البتيوليزم" وهو عبارة عن مرض بكتيري نتيجة تراكم البكتيريا في عضلات الأسماك، مما يسبب تراكم السموم. وتزيد تركيز السموم في رؤوس وعظام وأحشاء الأسماك المملحة.

وأشارت إلى أعراض التسمم، مثل جفاف الحلق، وصعوبة في البلع، وازدواج الرؤية، وضيق التنفس، وارتفاع درجة الحرارة، والإسهال والقيء. وختمت قائلة: ولذلك، عند حدوث هذه الأعراض لا قدر الله، يُرجى التوجه بأقصى سرعة إلى أقرب مستشفى أو مركز سموم لأخذ المصل المضاد.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الوظيفة المستدامة والزواج الصالح.. وطن بلا مخدرات

 

 

علي بن سالم كفيتان

 

لا شك أنَّ آفة المخدرات والمؤثرات العقلية أصبحت جائحة خطيرة تلتهم شباب الوطن وتُرديهم في مهاوي الردى والانحراف، ومثلما تعاملنا مع الجوائح الأخرى كجائحة كورونا وتعاضدنا في كوارث الأنواء المناخية حتى مرَّت بسلام، يتوجب على الجميع التعامل مع هذا الملف الخطير بنفس الأهمية؛ فالعواقب وخيمة، وهناك الآلاف من الشباب في مقتبل العمر أصبحت تُوظِّفهُم مافيات المخدرات والمؤثرات العقلية لزعزعة أمن البلاد ونشر الفوضى وإشاعة الرذيلة في المجتمع.

لا يمكننا في هذا المقام أن نُصدر خطبًا منبرية أو إعلانات بلغة خشبية ومقالات خالية الدسم، تحث في مجملها الشباب على عدم الانخراط في هذا السلوك؛ فالمؤكد أن ذلك لن يجد آذانًا صاغية؛ بل سيُوطِّن المشكلة عبر الاعتراف بها شكليًا دون معالجتها ضمنيًا، وستظل الحقيقة الوحيدة الباقية هي أن هؤلاء الشباب لم يجدوا وظائف توفر لهم الحياة الكريمة، فانزلقوا إلى هذا المنزلق تحت ضغط العوز والحاجة إلى المال في المرتبة الأولى، ولن تجدي زيادة عناصر قوة وجاهزية إدارات مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ولن تردع الأحكام العالية والمتشددة، في ظل وجود عشرات الآلاف من الشباب على أرصفة البطالة في مقتبل العمر.

في الحقيقة، نحن بذلك نتجاهل السبب الرئيس ونعالج الأعراض الجانبية التي تُكلِّفنا الكثير من المال والوقت، والتي لو وظفناهما لتشغيل الشباب لكان أجدى من الملاحقة والمحاكم والسجون؛ فالإنسان العُماني مُتصالح مع نفسه؛ مما يعني أن مدركات الصلاح عالية في عُمان، وتفوق بكثير مدركات الفساد والميل للسلوك المنحرف. وهذا ما أثبته عدد من الدراسات الاجتماعية المُعمَّقة لمجتمعات دول الخليج العربي؛ فالشعب العُماني في صدارة التصالح مع الذات، والتعايش مع النفس، والصبر على المِحَن، فكيف بكذا مجتمع يُنتج المنحرفين ويصبح أبناؤه وبناته تجَّارًا ومُروِّجين ومُتعاطين للمخدرات والمؤثرات العقلية؟

هذا سؤال عميق تجب الإجابة عليه بكل شفافية ومصداقية، ولا شك أن الإجابة لن تكون مُستعصية؛ فالمتابع لسياسات التشغيل يرى مدى سطحيتها وتواضع نتائجها؛ فهي في الغالب أشباه فرص، وليست فرصًا؛ فالوظائف المُولَّدة مؤقتة وغير مُستدامة، ولا تمنح الاستقرار المعيشي للشباب؛ مما دفع بالآلاف لتجربة تجارة الشارع في بيع المنتجات المتواضعة على الأرصفة وداخل المولات، وخلال المواسم السياحية. والمافيات العالمية للفساد وترويج الرذيلة في المجتمعات، تجد في هؤلاء المنزوين على الأرصفة طلبًا للعيش، صيدًا سهلًا لغاياتهم الخبيثة، وهم يُروِّجون لبضاعتهم عبر كلمات الثراء السريع وحل كل المشكلات المالية بعملية واحدة.

لا شك أن التكلفة المالية لعمليات المكافحة والعلاج والتأهيل الصحي والنفسي ستكون باهظة الثمن، ناهيك عن الشرخ الاجتماعي والإجهاد النفسي للمُجتمع، الذي لا يمكن تقديره ماليًا، ولو حسبناها بشكل تقديري قد تُوازي تكاليف التوظيف.

وعند العودة للتساؤل: لماذا هذه الظاهرة لم تكن مستشرية قبل سنوات؟ بالتأكيد الإجابة ستكون حاضرة، وهي أنه نتيجة للفرص التي كانت متوفرة وبشكل مُستدام للعيش الكريم. وهنا نحن لا نصنع المُبرِّرات للانحراف؛ بل نحاول أن نكون واقعيين في البحث عن الحلول، بعيدًا عن فلسفات التوعية المُمَنهَجة عبر الخطب ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي نرى أنها مُهمة، لكنها لا تلامس أسباب المشكلة الحقيقية؛ بل تضع أصبع الاتهام على التقصير في التربية وحضانة المجتمع لأفراده بالشكل السوي، في ظل انفتاح غير مسبوق على العالم الخارجي، وانتشار الحروب والصراعات والتدافعات العالمية، بينما الأجدى أن نكون على قدر من المسؤولية الوطنية عبر تحصين أبناء مجتمعنا وسد احتياجهم المادي بتوليد وظائف قابلة للحياة تمنح الاستقرار.

ومحافظة ظفار يوجد بها 20 ألف باحث عن عمل حسب إحصائيات المديرية العامة للعمل بالمحافظة، وباتت تشكل بؤرة خطيرة لتفشِّي هذه الآفة المُدمِّرة؛ فالحاضر لجلسات المحاكم يستنتج أن غالبية المُنخرِطين في هذه الأنشطة غير السويَّة هم من فئة الشباب الباحثين عن عمل، ومن مختلف أطياف المجتمع، في ظل تراجع دور المجتمع القبلي بعد إلغاء دور الكثير من النيابات والمراكز الإدارية في الجبال والبوادي، بحجة عدم الجدوى المالية، فلا تكاد تسمع اليوم عن اجتماعات تضم المشايخ مع الولاة بشكل دوري؛ بل حتى الكثير من الشيوخ والوجهاء الذين قابلناهم يتذمرون من احتجاب المحافظين على الخطط والاستراتيجيات واعتكاف الولاة في مكاتبهم فوق اللجان وفرق العمل ومؤشرات قياس الأداء.

وحفظ الله بلادي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مواصفات خروف الأضحية السليم.. 10 علامات انتبه لها
  • الوظيفة المستدامة والزواج الصالح.. وطن بلا مخدرات
  • السريري: الحكومة المقبلة يجب أن تكون مصغّرة وتشرف فقط على الانتخابات
  • تحذيرات من البطيخ على السكين…خطر التسمم يلاحق الشراء العشوائي
  • عاجل | ستارمر: تهديد روسيا لا يمكن تجاهله والمملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة
  • الشرطة الفرنسية تقف متفرجة بينما يتجه زورق مهاجرين إلى بريطانيا
  • موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في مدن ومحافظات مصر
  • ناقدة فنية:أفلام عيد الأضحى لا تختلف كثيرًا عما كان معروضا في عيد الفطر
  • وزارة الصحة تكشف أعراض التسمم الغذائي.. تعرف عليها
  • باستخدام منظار الشُعب الهوائيه الجراحي.. استخراج شوكة سمكة من القصبة الهوائية لطفل بـ سوهاج الجامعي