شبكة اخبار العراق:
2025-06-27@09:34:47 GMT

عِراق عليّ الشَّرقيّ.. «فصلٌ ملحقٌ»!

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

عِراق عليّ الشَّرقيّ.. «فصلٌ ملحقٌ»!

آخر تحديث: 11 أبريل 2024 - 10:19 صبقلم:رشيد الخيّون مرت أمس الذِّكرى الحادية والعشرون (9/4/2003)، لما عُبر عنه بـ «تحرير العراق»، وكان قراراً اتخذه الأميركان (1998)، وما أنّ سقط التّمثال، بساحة الفردوس وسط بغداد، بعد تغطية رأسه بالعلم الأميركي، تردد على ألسن الغانمين، تعبير «سقوط الصَّنم»، على أنَّ عهد الدّيمقراطيَّة قد بدأ، و«كلُّ النَّاسِ حسَّن واستجادَا».

كان في كلّ التحولات الكبرى للشعراء اعتبارٌ وحضورٌ، وقصائدُ يصغى لها، جمعها الأديب والأكاديمي يوسف عزّ الدِّين السّامرائيّ (ت: 2013) في أطروحته «الشّعر العِراقي الحديث والتَّيارات السّياسيّة والاجتماعيّة»، والسّامرائي لم يقصد بالحديث، الشّعر المعروف بـ «الحر»، فهو لا يقرّ به، إنما قصد القصائد التي واكبت حوادث العراق الكبرى، في مطلع القرن الماضي، من احتلال ونزاعات اجتماعيَّة، بين القديم والجديد، خلت مِن النّزعة المذهبيَّة أو الطَّائفيّة، مثل التي بين نشبت السُّفوريين والحِجابيين، إنما كان حراكاً ثقافيَّاً ناهضاً. بيد أنَّ مِن الغرابة، لم يظهر للشعراء صوتٌ في الحدث الأكبر مِن نوعه (2003)، منذ الاحتلال البريطاني للبصرة (1914) ثم بغداد (1917). ليس لهم صوتٌ، لا بالسلب ولا الإيجاب، فهل صح عليهم مطلع صاحب المعلقة: «هل غادر الشُّعراءُ مِن مُتَرَدَّمٍ/ وهل عَرفت الدَّار بعد توهمِ». نعم صح ذلك، إذا علمنا أن معنى «مُتَرَدَّم» المكان الذي اعتراه الوهن والوهي، ويراد استصلاحه (الزّوزونيّ، شرح المعلقات السَّبع)، وهذا تماماً كان، وما آل إليه حال بلادهم، يوحشها الأمل. هذا ما كان يعيشه العراقيون، بعد الحصار والحملة الإيمانيّة الكبرى، وما كانوا ينتظرونه مِن «تحرير العراق»، بإسقاط «الصّنم»، مع أنّ تكسير الأصنام لم يحصل بيد غير المسلم، فكيف رددتها القوى الدّينيَّة؟ ربّما أرادت بالعبارة إلغاء الذَّاكرة، واعتبار سقوط الصّنم بمعولها، وهو لم يكن كذلك، إنما دخلت بعد سقوطه، وصورة الصَّنم والجندي الذي تسلقه والعلم شواهد. هل خلا العِراق مِن الشّعراء؟ ولا تحسبوا الأحَاجي والألغاز شعراً! لا أقول انقرض الشُّعراء المطبوعون مِن على هذه الأرض، بل ظهرت لهم قصائد لم ترحم العبث الجاري، لكننا نقصد تلك اللحظة، ولشهور، لم تظهر قصيدة منهم، لا حقّاً ولا باطلاً، فهل أسكتتهم دهشةُ الحدث، وتلاشي الأمل الذي راودهم لعقودٍ، بما قُدم لهم بعبارة «تحرير العراق»؟ نعم، علا صوت الشّعر الشّعبيّ، وكان منذ ظهوره باسم «الكان وكان»، في العصر العباسيّ، مرفوضاً مِن الفصحاء، إلا أنه شد الجمهور، بعد تخلي السُّلطة (1976) عنه، فمنعت نشره وتداوله، ثم استدعته في أمهات المعارك والحواسم، لأنه يعبر عن مستوى مرحلة التّهييج الثّوريّ. مع ذلك كان مِن الشَّعبيين ضحايا قصائدهم، قبل «التّحرير» وبعده، منهم مَن تمت تصفيته بعد مغادرته القاعة، ومن شعرائه، وهم كُثرُ، ما زالوا يُقدمون الشّعر الملوث بالطَّائفيّة والكراهيّة، دون استنكار، مِن حماة الدستور ومراجع الدّين، حتَّى إنَّ بعض الشّعراء صاروا أصواتاً للتَّصفيات. مما اختاره عزّ الدّين، قصيدةً للشيخ عليّ الشَّرقيّ (ت: 1964)، أراه سد بها الفراغ الذي تركه الشّعراء، بعد مائة عام. قالها خلال الاحتلال البريطانيَ، الرَّحيم نسبةً لاحتلال (2003)، الذي تولد منه الاحتلال الأغرب في التاريخ، احتلال بالولاية، الجنود والأموال مِن البلد نفسه، يحارب بهما حيث يشاء، وأراه الأشد وطأةً، إنْ جازت المفاضلة بين احتلال وآخر. إذا أنتج الاحتلال البريطاني دولةً ونظاماً، وهامشاً للديمقراطيّة، فالأخير (احتلال 2003) هدّ الدّولة وسلمها بصفقةٍ لاحتلال آخر، وسفه الدّيمقراطيَّة بفرض الميليشيات، وينوي العودة بالعراقيين إلى ما سمي بالعصر الحجري، تكثير المقدسات في مشاهد لم تطرأ على بال. قال الشَّرقيّ: «نطقتْ بحاجتها الشّعوبُ وأفصحتْ/وأرى عراقي واجماً لا ينطقُ/ وكأن هذا الشّرق سِفر غرائبَ/ أضفى عليه الدَّارجون وعلقوا/ ختمت صحائفُه وجئنا بعدها/ حتّى كأنا فيه فصلٌ ملحقُ». هذا، ولكم تفسير وتأويل «الفصل الملحق».

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

السباك الوحيد الذي لن يهدده الذكاء الاصطناعي؟

المناطق_متابعات

كشف العالم البارز والمعروف بـ«عرّاب الذكاء الاصطناعي»، جيفري هينتون، عن وظيفة واحدة فقط تبدو بمنأى عن خطر الأتمتة، على الرغم من تسارع الثورة التكنولوجية، وهي مهنة السباكة اليدوية.

هينتون، الحائز على جائزة تورينج وأحد رواد تقنيات الشبكات العصبية، أوضح خلال مقابلة مع بودكاست «Diary of a CEO»، أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق في المهمات العقلية والتحليلية، لكنه لا يستطيع مجابهة التحديات التي تتطلب تنسيقاً حركياً دقيقاً وتحكماً فيزيائياً، مثل الأعمال التي تؤديها الأيدي البشرية المتخصصة.

أخبار قد تهمك اكتشاف أقدم الصخور البركانية على وجه الأرض‎ 27 يونيو 2025 - 10:56 صباحًا إندونيسيا.. وفاة 4 وإصابة 5 آخرين في احتراق ناقلة 27 يونيو 2025 - 9:21 صباحًا

وأشار إلى أن تطور المهارات الحركية الدقيقة لدى الإنسان -مثل تركيب الأنابيب، وضبط الصمامات، وتركيب التركيبات البلاستيكية والمعادن تحت ظروف بيئية متفاوتة- لا تزال خارج نطاق مهارات الآلات الحالية، لذا، سيظل السباكون في مأمن من الاستبدال الآلي على المدى المنظور.

وترسّخ هذه الرؤية أن أفضل خيار اليوم هو أن تبتعد عن الأعمال الروتينية النمطية، وتتموضع في الوظائف التي تتطلب مهارات عملية بشرية دقيقة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 27 يونيو 2025 - 10:57 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد25 يونيو 2025 - 3:12 مساءًسبع مراحل لصناعة كسوة الكعبة المشرفة بأيادٍ سعودية محترفة أبرز المواد25 يونيو 2025 - 11:23 صباحًامصرع 10 أشخاص في انهيار طيني بكولومبيا منوعات25 يونيو 2025 - 11:20 صباحًا“ريف السعودية”: عدد مستفيدي البرنامج يتجاوز 87 ألف مستفيد تعزيزًا لاستقرار المجتمع الريفي منوعات23 يونيو 2025 - 1:38 مساءً“أيوفي” تعقد جلسة استماع حول “متطلبات التدقيق لتقييم الالتزام بمبادئ الشريعة وأحكامها” منوعات22 يونيو 2025 - 12:40 مساءًبين صلابة الصخور وامتداد النخيل يتجلّى جمال العُلا25 يونيو 2025 - 3:12 مساءًسبع مراحل لصناعة كسوة الكعبة المشرفة بأيادٍ سعودية محترفة25 يونيو 2025 - 11:23 صباحًامصرع 10 أشخاص في انهيار طيني بكولومبيا25 يونيو 2025 - 11:20 صباحًا“ريف السعودية”: عدد مستفيدي البرنامج يتجاوز 87 ألف مستفيد تعزيزًا لاستقرار المجتمع الريفي23 يونيو 2025 - 1:38 مساءً“أيوفي” تعقد جلسة استماع حول “متطلبات التدقيق لتقييم الالتزام بمبادئ الشريعة وأحكامها”22 يونيو 2025 - 12:40 مساءًبين صلابة الصخور وامتداد النخيل يتجلّى جمال العُلا اكتشاف أقدم الصخور البركانية على وجه الأرض‎ اكتشاف أقدم الصخور البركانية على وجه الأرض‎ تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • السباك الوحيد الذي لن يهدده الذكاء الاصطناعي؟
  • ما الذي يميّز أسبوع الموضة الرجالي في باريس هذا العام؟
  • النائب أحمد عثمان: احتلال مصر المركز التاسع عالميا في جذب الاستثمارات الأجنبية دفعة قوية للاقتصاد الوطني
  • الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني
  • قصة الممثل المصري المسيحي الذي ألقى خطبة الجمعة على زملائه
  • قراءة في خطاب حميدتي
  • روته يشيد بـ"دادي" ترامب الذي أوقف حرب إسرائيل وإيران
  • مؤمن الجندي يكتب: أشرف محمود.. الذي علق فأنطق الهوية
  • بيان ملتقى مشايخ ووجهاء اليمن بشأن القصف الإيراني الذي طال دولة قطر
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني