الجزيرة:
2025-05-20@15:39:56 GMT

الخرائط الإلكترونية صديق لا يخلو من العيوب!

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

الخرائط الإلكترونية صديق لا يخلو من العيوب!

في الحقبة الإلكترونية السابقة، منذ بداية الألفية الجديدة، كانت التكنولوجيا تُلقي بظلالها على الحياة اليومية بشكل متباين، حيث كان البعض يعتبرها مجرّدَ رفاهية أو كماليات يمكن الاستغناء عنها.

قد يكون ذلك واضحًا في تصديق أو رفض البعض كثيرًا من مظاهر التكنولوجيا. لكن مع دخول الحقبة الجديدة ابتداءً من عام 2020، تغيّر كل شيء تقريبًا وشهد العالم تحولًا جذريًا في نظرته للتكنولوجيا.

فظهور فيروس كورونا كان بمثابة نقطة تحول كبيرة، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية. فتحوّلت من كونها مجرد رفاهية إلى أداة ضرورية للبقاء والتواصل في ظل القيود والتحديات التي فرضها الوباء.

أحدثت التكنولوجيا ثورة في مختلف المجالات، وسهلت العديد من العمليات التي كانت تستغرق وقتًا طويلًا في الماضي. ومن بين هذه المجالات التنقل والسفر. وإحدى أبرز الأدوات التكنولوجية التي ساهمت في هذا التغيير بشكل كبير، هي "الخرائط الإلكترونية" التي توفر معلومات دقيقة حول المواقع والمسارات والمسافات بشكل فوري، مما يساعد في توجيه الأفراد بدقة إلى وجهتهم المطلوبة، دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين الذين قد يتسببون في تضليل الكثيرين، فالبعض منهم قد يعرف الطريق والبعض الآخر لا يعرفه.

رفيق السفر الذكي

بفضل هذه التقنية، أصبح بإمكاننا التنقل بكل سهولة ويسر، سواء كنا في مدينة جديدة أم في بلد غريب. تُمكننا الخرائط الإلكترونية من العثور على الطرق الصحيح، مما يوفر لنا الوقت والجهد في التنقل. كما تساعدنا هذه التقنية في اكتشاف المواقع السياحية والمطاعم والأماكن الترفيهية بسهولة، والتعرف على تقييمات المستخدمين لها قبل الذهاب.

بهذه الطريقة، تُعتبر التكنولوجيا، بما في ذلك تطبيق خرائط غوغل، شريكًا مهمًا في رحلاتنا وتنقلاتنا، فمنذ إطلاقه في عام 2005، أضاف بُعدًا جديدًا لتجربتنا في التنقل والتجول حول العالم، من خلال تزويد المستخدمين بالمساعدة التي يحتاجونها للتنقل بكل سهولة وراحة، سواء كانوا يقودون سياراتهم، أم يستخدمون وسائل النقل العام، أو سيرًا على الأقدام، من خلال توجيههم بدقة، عبر تحديد أفضل الطرق والمسارات الأسرع، والأكثر ملاءمة للوصول إلى الوجهة المحددة.

ومع تطورها المستمر، أصبحت خرائط غوغل تزود المستخدمين بالعديد من المميزات والخدمات المفيدة، مثل: الكشف عن حركة المرور، وتحديد أوقات الذروة؛ لتجنب الازدحام، من خلال معرفة حالة حركة المرور في الوقت الفعلي، وإيجاد طرق بديلة للوصول إلى الوجهات والاستمتاع بتجربة التنقل واكتشاف العالم بأريحية.

مشكلات التحديث

على الرغم من المزايا العديدة التي يقدمها تطبيق خرائط غوغل، فإن المستخدمين يواجهون تحديًا رئيسيًا، وهو اعتماد التطبيق بشكل كامل على اتّصال شبكة الهاتف المحمول بالإنترنت، وهذا يعني أنه في حالة فقدان الشبكة في منطقة معينة، يصبح من الصعب استخدام خرائط غوغل، مما قد يؤدي إلى عدم الوصول إلى وجهتك في الوقت المحدد.

كما يواجهون أحيانًا مشكلات تتعلق بعدم تحديث البرنامج بشكل كافٍ، خاصة فيما يتعلق بتحديث أسماء الشوارع والمعلومات الخرائطية. وهذه نقطة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها؛ لتعزيز تجربة المستخدم وتحسين استخدام البرنامج. لأنها قد تؤدي إلى توجيه المستخدمين إلى طرق غير صحيحة، بدلًا من طرق مختصرة، ما قد يعرضهم لمخاطر السلامةعلى الطرق.

وقد تمّ رصدُ عدد من الحوادث المأساوية التي تمّ إلقاء اللوم فيها على توجيهات خرائط غوغل. من بينها حادثة سقوط سائق سيارة أجرة في نهر سيبارينجكوك بجاوة الغربية- إندونيسيا، بعد ظهر الأربعاء 3 أبريل/نيسان 2024، وذلك بعد اتباعه توجيهات خرائط غوغل. ولحسن الحظ، تم إنقاذ السائق من قبل السكان المحليين.

وحادثة أخرى، في عام 2022 حيث ألقت امرأة من ولاية كارولينا الشمالية باللوم على خرائط غوغل في وفاة زوجها الذي غرق بعد أن قاد سيارته نحو جسر منهار، وفقًا لإرشادات خرائط غوغل.

وبناء على ذلك، قامت الأسرة بتوجيه تهمة "الإهمال" للشركة الكبيرة، وبأنها لم تقم بتحديث نظام الملاحة الخاص بها.

تثير هذه الحوادث وغيرها تساؤلات حول دقة وموثوقية تطبيق خرائط غوغل، وتسلط الضوء على أهمية التحديث المستمر لبيانات الطرق والمسارات، في بعض الأحيان، قد لا تكون المعلومات الموجودة في التطبيق محدثة بدرجة كافية.

وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص أفادوا بشأن انهيار الجسر في السنوات التي سبقت وفاة باكسون، وطلبوا من الشركة تحديث معلومات الطريق، لكنها لم تستجب، لذلك ينبغي على المستخدمين توخي الحذر وعدم الاعتماد والثقة المطلقة في مصدر إلكتروني واحد فقط، أيًا كان اسمه، والاعتماد على مصادر متعددة للمعلومات والإرشادات، خاصة في المناطق غير المألوفة، أو التي تشهد تغييرات مرورية مفاجئة.

على الرغم من هذه العيوب، فإن تطبيق خرائط غوغل لا يزال يُعتبر أداة قيمة ومفيدة للملايين حول العالم في تسهيل التنقل واستكشاف العالم بسهولة وراحة. ولا أدري لماذا تذكرني تلك الخرائط بالعربي القديم الذي كان يهتدي بالنجوم أثناء سيره في الصحراء؟.. لا تندهش فنحن قدمنا الكثير من المعرفة للعالم دون أن ندري.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

لإنقاذ قراهن من تغير المناخ.. نساء من السكان الأصليين في الهند يرسمن "خرائط الأحلام"

قامت نساء القبائل بمسح الموارد ورسم خرائط لها لإظهار ما يتضاءل منها وما يحتاج إلى إعادة هيكلتها. اعلان

في ولاية أوديشا شرق الهند، وفي قرية نائية يسكنها أفراد من قبيلة الباراجا، تحتفل المجتمعات المحلية بموسم الحصاد. وعلى ضفاف مجرى مائي صغير، يصطاد القرويون الثعابين والأسماك لتحضير وجبة تقليدية، إيذانًا ببداية موسم جديد.

لكن خلف مظاهر الفرح، تتلاشى الموارد الطبيعية، والأسماك باتت أقل، والمطر لم يعد يأتي في موعده، وحبوب الذرة التي تُزرع على أراضٍ واسعة تنتظر موسمًا مطريًا يزداد غموضًا عامًا بعد عام.

تقول سونيتا مودولي، وهي مزارعة من السكان الأصليين: "تتأخر الأمطار الآن، وهذا يضرب زراعتنا مباشرة، ويقلّل الإنتاج. الوضع أصبح مقلقًا".

الهوية تحت تهديد المناخ

عاش السكان الأصليون في هذه القرى لآلاف السنين، معتمدين على نظم حياتية بسيطة: زراعة الذرة والأرز، جمع الفاكهة والأوراق من الغابات، وصناعة الأطعمة والمشروبات المحلية. ومع ذلك، أصبح هذا النمط من العيش مهددًا بسبب تغير المناخ الذي يضرب قلب أنظمتهم البيئية والاجتماعية.

في محاولة لمواجهة هذا التحدي، بادرت نساء من عشر قرى، بقيادة مودولي، إلى مشروع فريد من نوعه: رسم "خرائط الأحلام"، وهو تصور بصري يعكس ما ينبغي أن تكون عليه قراهن من حيث الموارد، المساحات الخضراء، والغطاء النباتي.

خريطة الأحلام التي أعدتها النساء في الهندAP Photo/Rafiq Maqbool

وبدعم من منظمة غير حكومية محلية، أجرت النساء مسحًا بيئيًا شاملاً لموارد قراهن، وقارنّ النتائج مع بيانات حكومية تعود لستينيات القرن الماضي، ليتبين أن المناطق المشتركة تقلصت بنسبة تصل إلى 25%.

الخرائط الملونة التي أنجزنها، والتي يُطغى عليها اللون الأخضر، ليست مجرد رسومات بل أداة ضغط تهدف إلى إقناع السلطات بمنحهن تمويلًا قدره مليوني دولار، للمساعدة في ترميم الغابات، واستعادة الأراضي المشتركة، وتطوير البنية البيئية المحلية.

قيادة نسائية للمرة الأولى

للمرة الأولى، تتصدر النساء هذا النوع من الجهد المجتمعي المنظم، مما منحهن ثقة أكبر للتحدث باسم مجتمعاتهن أمام المسؤولين.

تقول مودولي: "نريد أن نحافظ على الموارد من أجل أطفالنا. هذه الأرض والغابة مصدر حياتنا، وإذا حصلنا على حقوقنا، ستكون أولويتنا هي إحياء الغابة وازدهارها من جديد".

يسعى السكان إلى اعتراف قانوني بحقوقهم في الأراضي المشتركة، بما يمنع أي جهة، بما فيها الحكومة، من تنفيذ تغييرات دون موافقتهم.

ويرى بيديوت موهانتي، مدير منظمة تنموية محلية، أن السكان الأصليين لم يساهموا في أزمة المناخ لكنهم يدفعون الثمن الأكبر، مضيفًا: "الغابة ليست فقط رئة بيئية، بل هي مطبخ خفي ومصدر حياة لمجتمعات بأكملها".

النساء أثناء عملهن على صيد الأسماكAP Photo/Rafiq Maqbool

تعد الهند من أكثر دول العالم تأثرًا بتغير المناخ. وبحسب مؤشر مخاطر المناخ لعام 2025، تعرضت البلاد لأكثر من 400 حدث مناخي شديد بين عامي 1993 و2022، ما أسفر عن وفاة 80 ألف شخص وخسائر تقدر بـ180 مليار دولار.

وفي ولاية أوديشا وحدها، أظهرت دراسة حديثة انخفاض إنتاج الغذاء بنسبة 40% خلال العقود الخمسة الماضية. معظم مزارعي الهند يعتمدون على الزراعة البعلية، ومع تزايد عدم انتظام الأمطار الموسمية، باتت سبل العيش على المحك.

اعلاننموذج يحتذى به عالميًا

بحسب خبراء، فإن مشروع "خرائط الأحلام" في أوديشا قد يشكل نموذجًا يُحتذى به في مناطق أخرى داخل الهند وخارجها. وتقول نيها سايغال، خبيرة السياسات المناخية والجندرية: "80% من التنوع البيولوجي العالمي يقع ضمن أراضي الشعوب الأصلية. هؤلاء النساء لا يتحدثن فقط عن الحلول، بل يقمن بقيادتها بالفعل".

وتضيف: "عملهن يمكن أن يكون حاسمًا في صياغة خطة التكيّف الوطنية للهند مع المناخ، خاصة وأنهن يملكن معرفة متجذّرة بالطبيعة".

في قرية باداكيتشاب، تُلخص بورنيما سيسا، إحدى المشاركات في المشروع، العلاقة العميقة بين الإنسان والطبيعة، قائلة: "الغابة هي حياتنا. نحن وُلدنا فيها، وسنموت فيها. إنها ليست فقط الأرض التي نعيش عليها، بل مصدر وجودنا كله".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • بين الجَغِم والبلّ: خرائط الموت التي ترسمها الجبهة الإسلامية على أجسادنا
  • لإنقاذ قراهن من تغير المناخ.. نساء من السكان الأصليين في الهند يرسمن "خرائط الأحلام"
  • “تيك توك” يطلق خاصية لمساعدة المستخدمين على النوم
  • عاجل | مراسل الجزيرة: آليات الاحتلال تطلق النار بشكل مباشر على المستشفى الإندونيسي وتتمركز بالقرب من بوابته الشمالية
  • ما هي العيوب التي لا تجوز في الأضحية؟
  • ما العيوب التي تمنع صحة الأضحية؟ الأزهر للفتوى يجيب
  • خاصية جديدة من "تيك توك" لمساعدة المستخدمين على النوم
  • أعز صديق وحبيب.. نجيب ساويرس يهنئ عادل إمام بعيد ميلاده
  • ريال مدريد يستهدف صديق رونالدو من باريس سان جيرمان قبل مونديال الأندية
  • المشاريع نصف المنجزة: الخرائط على الورق.. والواقع ينتظر