مشهد يكاد يكون يوميا.. موظفون من مكتب التجنيد العسكري الأوكراني قرب إحدى محطات مترو الأنفاق في كييف يفحصون وثائق الرجال ثم يقتادون عددا منهم إلى حافلة ما يشي بوجود "إجراءات تعبئة".

هذا المشهد يتكرر في مختلف وسائل المواصلات وفي الأسواق والمقاهي والشوارع والأماكن العامة في كافة المدن الأوكرانية، حيث تسعى السلطات لسد النقص الهائل في القوى البشرية على جبهات القتال في دونباس مع توجه نظام كييف إلى خفض سن التجنيد الإجباري وفق القانون الجديد من 27 إلى 25 عاما.

إقرأ المزيد مسؤول أوكراني: 40 ألف متهرب من الخدمة العسكرية في مقاطعة واحدة فقط

وسائل إعلام أوكرانية كانت أفادت نهاية عام 2023، بأن سيارات الإسعاف استخدمت في مداهمات وحملات لجمع المجندين من الأماكن العامة، حيث تزايدت حالات إصدار مذكرات الاستدعاء في الأماكن العامة، فيما ذكرت وسائل إعلام أن الأوكرانيين أصبحوا يتجنبون العمل الرسمي خوفا من تعقبهم وتلقى استدعاءات في مكان العمل.

ووفقا لنائبة البرلمان الأوكراني يفغينيا كرافتشوك فمن المتوقع أن يدخل قانون التعبئة العسكرية المثير للجدل في أوكرانيا حيز التنفيذ في النصف الثاني من شهر مايو، حيث قالت: "أعتقد أن القانون سيدخل حيز التنفيذ في النصف الثاني من شهر مايو، وسيوقعه الرئيس، ويتم نشره".

وكان البرلمان الأوكراني قد اعتمد مشروع القانون في 11 أبريل، والذي يلزم جميع الأشخاص المكلفين بالخدمة العسكرية بتحديث بياناتهم في مكتب التجنيد العسكري خلال 60 يوما من تاريخ دخوله حيز التنفيذ، ولذلك الحضور شخصيا إلى المكتب أو التسجيل من خلال "التجنيد الإلكتروني".

وينص القانون على أن المكلفين بالخدمة العسكرية يتعين عليهم حمل بطاقات هوية عسكرية في جميع الأوقات لتقديمها حين الطلب وقد يحرم المتخلفون من حق استخراج رخص قيادة السيارات.

الأحكام العرفية في أوكرانيا كانت دخلت حيز التنفيذ منذ 24 فبراير 2022، وفي اليوم التالي، وقع فلاديمير زيلينسكي مرسوما بشأن التعبئة العامة، يحظر بموجبه مغادرة أوكرانيا للرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-60 عاما خلال فترة الأحكام العرفية.

وفي أكتوبر الماضي، ذكرت مجلة "تايم"، نقلا عن أحد مساعدي زيلينسكي، أن صفوف القوات الأوكرانية أصبحت ضئيلة للغاية لدرجة أن مكاتب التجنيد العسكري اضطرت إلى تجنيد أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 43 عاما.

بدورها، ذكرت "نيويورك تايمز" أن أوكرانيا تسعى لجذب مزيد من النساء إلى الجيش ما يشير إلى خسائر فادحة في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية.

ويشير استطلاع رأي قامت به وكالة Info Sapiens للأبحاث في الفترة من 2-3 أبريل الجاري عبر الإنترنت، وشارك به 800 شخص إلى أن 50% من المشاركين في الاستطلاع رأوا أن عملية التعبئة تسير في اتجاه خاطئ، كما وصف 60% من المشاركين عمل مكاتب التجنيد العسكري بشكل سلبي، فيما قال 25% فقط من المشاركين إن التعبئة تسير في الاتجاه الصحيح.

وقالت عضو البرلمان الأوكراني رادا بيزوغلايا إنه، بالنظر إلى الحقائق على الجبهة فإن أوكرانيا، بدون تعبئة النساء "سوف تدمر"، حيث أشارت إلى ضرورة تبني سياسة تجنيد النساء في الخدمة العسكرية على غرار النموذج الإسرائيلي، ويجب على البلاد الاستعداد لحقيقة أنه في السنوات المقبلة ينبغي أيضا إدراج النساء في التعبئة بأوكرانيا.

وقد وصفت "نيويورك تايمز" القانون الجديد بـ"الخطير سياسيا" برغم أنه محاولة لزيادة عدد القوات الأوكرانية مع تجنب ردود الفعل العامة.

إقرأ المزيد جنرال أمريكي يحث زيلينسكي على تجنيد المزيد من شعبه بعد أن شاخ جيشه

وذكرت "بوليتيكو" أن الوثيقة "لا تمنح الجيش الكثير من الراحة، حيث تقرر عدم إدراج بند بشأن التسريح من الخدمة بعد 3 سنوات".

"واشنطن بوست" نشرت عددا من قواعد التعبئة الجديدة في أوكرانيا:

يجب على الأشخاص المكلفين بالتجنيد حمل وثائق التسجيل العسكري معهم في جميع الأوقات، ويمكن فحصهم من جانب الشرطة العسكرية وتسجيلهم بالكاميرات.لن يكون هناك استدعاء إلكتروني، ولن يكون هناك تسجيل إلكتروني إلزامي، ولن يتم حظر الحسابات.يخضع المواطنون للتعبئة في سن 25 وليس في سن 27 كمان كان في السابق.في غضون 60 يوما من دخول القانون حيز التنفيذ، يتعين على المكلفين الذهاب إلى مكاتب التسجيل لتحديد العنوان وطرق الاتصال.على المواطنين المقيمين في الخارج التسجيل للخدمة العسكرية بأوكرانيا.لا يمكن استصدار جوازات السفر المحلية أو الدولية إلا بوثائق التسجيل العسكرية.يجوز استدعاء المحكوم عليهم بالسجن مع وقف التنفيذ للخدمة العسكرية.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو فلاديمير زيلينسكي وزارة الدفاع الروسية التجنید العسکری حیز التنفیذ

إقرأ أيضاً:

الحوثيون وشعارات الحرب.. أدوات خادعة لتعزيز التجنيد وجمع الأموال

لم تفوّت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، أي فرصة لاستخدام الشعارات الزائفة كوسيلة لتمكين مشروعها العسكري وتحقيق مكاسب على الأرض. فمنذ بداية التصعيد في المنطقة، لم تتوقف الجماعة عن التلويح بشعارات "نصرة فسلطين" و"تحرير القدس" و"مواجهة العدو المشترك".

وتستغل الميليشيات في حملاتها مشاعر الغضب الشعبي في اليمن حيال الأحداث في غزة وفلسطين، لتكثيف الجبايات والإتاوات في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، إلى جانب تصعيد حملات التجنيد الإجباري وإقحام المزيد من المدنيين – وخصوصًا من الفئات الأكثر فقرًا – في أتون صراع لا يخدم سوى أجندتها.

ومنذ اندلاع حرب غزة في اكتوبر 2023، شرعت الميليشيات في استغلال الحرب الغاشمة لصالحها عبر إطلاق موجات منظمة من التعبئة، تحت لافتات مثل "نصرة غزة" و"الطريق إلى القدس". حيث قامت القيادات الحوثية بفتح معسكرات جديدة في عدة محافظات قابعة تحت سيطرتها، واستقبلت آلاف المجندين، غالبيتهم من المراهقين والأطفال وتحت شعارات لم تؤدِ إلى مساعدة الفلسطينيين فعليًا، لكنها زوّدت الحوثيين بطاقة بشرية لتثبيت سيطرتهم وتعزيز حضورهم العسكري.

ولم تكتفِ الجماعة بهذا الحد، بل عمدت لاحقًا إلى رفع سقف شعاراتها إلى مستوى أكثر إثارة، بإعلانها "الحرب على أمريكا وإسرائيل". وتحت هذا العنوان العريض، كثّفت حملات التعبئة والتحشيد، لكن ليس باتجاه حدود فلسطين، وإنما نحو جبهات القتال داخل اليمن. مصادر عسكرية يمنية إكدت أن الميليشيات قامت بإرسال المجندين الجدد ممن تم التغرير بهم تحت شعاراتها الزائفة– وبعضهم غير مدرّب – وإيصالهم إلى خطوط المواجهة في تعز ومأرب والساحل الغربي، وهذا الأمر رافقه تضليل إعلامي يوهمهم بأنهم يواجهون "العدو الصهيوني والأمريكي" مباشرة.

ومع تطورات الحرب الإسرائيلية–الإيرانية، أطلقت جماعة الحوثي موجة تجنيد جديدة تحت شعار "نصرة إيران في معركتها ضد إسرائيل"، مُستبدِلة سردية "التحرير" بسردية "الولاء لمحور المقاومة". وشهدت المحافظات الخاضعة للسيطرة الحوثية توزيع منشورات وخطب تحث الشباب على "الالتحاق بالجهاد" و"الوقوف مع إيران"، كما تم تنظيم فعاليات ميدانية ومهرجانات تعبئة لدفع المزيد من الضحايا إلى خطوط النار، بينما ظلت إيران غائبة عن تقديم أي دعم ملموس للشعب اليمني.

ووفقًا لمدير مكتب وزارة الإعلام في محافظة الحديدة، علي حميد الأهدل، أن لجنة مكلفة من زعيم ميليشيا الحوثي الإرهابية عقدت اجتماعًا سريًا في مبنى سكني بحي الميناء في مدينة الحديدة، مع عدد من مسؤولي التحشيد الطائفي والعسكري في المحافظة بهدف تنفيذ خطة إجبارية لحشد مزيدًا من المقاتلين.

وأضاف الأهدل، أن منتحل صفة محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، حضر الاجتماع ومعه: أحمد البشري منتحل صفة وكيل أول المحافظة، ومطهر الهادي منتحل صفة وكيل المديريات الجنوبية، وعلي كباري منتحل صفة وكيل الشؤون الأمنية، وعامر مثنى منتحل صفة وكيل شؤون المديريات الشرقية والمسؤول عن التعبئة العسكرية، وغالب حمزة منتحل صفة وكيل المديريات الشمالية. وناقشت القيادات الحوثية خطة إجبار كافة المشايخ والوجاهات الاجتماعية والمسؤولين المحللين في مديريات الحديدة على تنفيذ عمليات تحشيد إجباري لأبناء المحافظة، بهدف الدفع بهم إلى جبهات القتال.

وأكد الأهدل نقلًا عن مصادر وصفها بـ"الموثوقة"، أن توجيهات الحوثي تقول؛ إن معركة الانتصار لإيران ومواجهة ما وصفوه بالاستكبار الأمريكي والإسرائيلي تبدأ من الحديدة، ويجب أن يكون شباب المحافظة في مقدمة صفوف القتال، من كافة مدن وأرياف تهامة، ومن يتخلف عن تنفيذ هذه الأوامر سيواجه السجن والمساءلة المباشرة.

وفي سياق متصل، سخّرت ميليشيا الحوثي منابر المساجد والمنصات الدينية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها للدفع بخطاب جديد يدعو إلى "الاستعداد للمعركة الكبرى"، بزعم أن إيران تمثل رأس الحربة في الدفاع عن الأمة. وشهدت مناطق عدة – منها صنعاء وذمار – دعوات مفتوحة للتبرع المالي والعيني دعماً للمجهود الحربي، وسط تصاعد حالة السخط الشعبي من استغلال الدين والوعظ الديني لخدمة مشروع عسكري لا يُفضي إلا إلى المزيد من الدماء والفقر.

وتؤكد مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي مستمرة في توظيف الأزمات والأحداث الإقليمية، ليس لرفع الظلم عن الآخرين، بل لتكريس ظلمها الداخلي على الشعب اليمني، عبر خلط الشعارات بالمصالح، والدين بالدعاية، والقضية بالمصلحة الذاتية. موضحة أن المواطنين أجبروا على دفع جبايات بالقوة تحت مسمى "تبرعات خيرية" لصالح نصرة إيران وغزة وفلسطين وحزب الله، إلا أن تلك الأموال تحولت إلى حسابات بنكية تابعة لتلك القيادات التي أصبحت تعيش في ثراء فاحش.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. الحرس الوطني يعلن استقبال طلبات التجنيد من 23 وحتى 27 يونيو
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن تعطيل الدراسة وحظر الأنشطة التعليمية والتجمعات وأماكن العمل
  • الخميسي: قرار سحب فئة الـ20 دينارًا قد يؤدي لنتائج عكسية إذا فشل التنفيذ
  • بن قرينة: التعبئة الاجتماعية درعنا في وجه المؤامرات
  • زينب العسكري تتألق بإطلالة مستوحاة من السبعينات وتخطف الأنظار .. فيديو
  • لحظة ضبط ركاب حافلة لصاً حاول سرقتهم في الإكوادور.. فيديو
  • كين يرعب خصوم بايرن ميونخ بهذا التصريح
  • الحوثيون وشعارات الحرب.. أدوات خادعة لتعزيز التجنيد وجمع الأموال
  • الماجستير العسكرية للعميد الركن خالد الجماعي من كلية القيادة والأركان الملكية بالأردن
  • أمريكا السبب.. استدعاء 260 ألف سيارة هوندا لعيب خطير في الفرامل