بوابة الوفد:
2025-07-04@11:40:38 GMT

الكل سعيد فى الصعيد.. والمزارعون حزانى!

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

 

رغم أن السكر أزمة «مرّرت» حياة المصريين طوال الشهور العشرة الأخيرة، إلا أن القصب المصدر الرئيسى للسكر، قص شريط السعادة فى طول صعيد مصر، حيث انطلق موسم «كسر القصب» وهو موسم البهجة والسعادة فى الصعيد من المنيا شمالا وحتى أسوان جنوبا، فخير القصب فى الصعيد للجميع لمن يملك أرضا ويزرع قصبا، ومن لا يملكون أرضا لكنهم ينتظرون موسم كسر القصب للعمل فى الكسر وتحميل القصب.

حتى مخلفات القصب التى تمتلئ بها الشوارع طوال موسم الكسر يسعد بها الفقراء كثيرا حيث يقومون بجمعها واستخدامها فى التدفئة فى شهور الشتاء.

وفوق ذلك يعد كسر القصب موسما رائجا لعمل عربات النقل والجرارات الزراعية التى تنقل المحصول إلى مصانع السكر المنتشرة فى أرمنت وقوص ونجع حمادى وإدفو وكوم أمبو وغيرها من مدن الصعيد، بجانب عمال شحن عربات «الديكوفيل» التى تجرها القطارات على سكك حديدية تخترق القرى والزراعات لنقل المحصول من المناطق القريبة من المصانع.

ويأتى موسم كسر القصب هذا العام، وسط أزمة طاحنة فى أسعار جنونية للسكر فى الأسواق، حيث وصل سعر كيلو السكر لستين جنيها، وتنتج مصر نحو 2.7 مليون طن، فى حين يبلغ متوسط الاحتياجات السنوية 3.5 مليون طن.

وتصل المساحات الكلية المزروعة بقصب السكر إلى 340 ألف فدان، حيث يتم استخدام 250 ألف فدان فى صناعة السكر، وباقى المساحة أى حوالى 90 ألف فدان تدخل فى الاستخدام الطازج لتحويلها إلى عصير أو تقاوى أو صناعة العسل الأسود، كما أن هناك 630 ألف فدان يتم زراعتها بمحصول بنجر السكر وتنتج ما يقارب من 12.5 مليون طن بنجر سكر، حيث ينتج تلك المحصول حوالى 1.8 مليون طن سكر.

فى استجابة منها للمزارعين رفعت الحكومة أسعار توريد القصب هذا العام، من 1100 إلى 1500 جنيه، مع إضافة حافز 300 لكل طن فى حالة إنتاج الفدان 30 طن قصب.

وتتجه مصر فى الوقت الحالى إلى زراعة محصول قصب السكر بطريقة الشتلات نظرا لتميزها فى خفض استهلاك مياه الرى وتكاليف السماد وزيادة إنتاج من المحصول، وخلال الفترة القادمة سيتم العمل على تعميم هذه التجربة لزيادة معدلات إنتاجية فدان القصب، خاصة أن إنتاجية الفدان الواحد من محصول قصب السكر المزروع بنظام الشتلات يبلغ من 70 إلى 80 طنا.

وقال صدام أبوحسين، نقيب الفلاحيين، إن المساحات المزروعة من قصب السكر فى مصر تصل إلى 375 ألف فدان، جميعها فى وجه قبلى بداية من المنيا حتى أسوان مرورا من أسيوط وسوهاج والأقصر وقنا، لافتا إلى أن تلك المحافظات هى المصرح لها بزراعة القصب، نظرا لكون القصب متهم بأنه يشرب مياها كثيرة، والحكومة تحد من زراعته بكل الوسائل، ولا تسمح بزراعة مساحات قصب جديدة، مؤكدا أن تلك المساحة ثابتة منذ عشر سنوات لا تزيد ولا تنقص برغم زيادة عدد السكان، مؤكدا أن هناك 250 ألف طن قصب يذهب لمصانع السكر، والباقى يذهب لعصارات القصب.

وأوضح أن الحكومة تتجه فى الوقت الحالى لزراعة القصب بالشتلات لتوفير المياه، موضحا أن ارتفاع أسعار السكر فى الفترات الأخيرة، دفعت الفلاحين برفع قيمة توريدات القصب، لافتا إلى أن السعر الجديد الذى حددته الحكومة بـ1500 جنيه لطن القصب به هامش ربح مقبول، ولكنه لم يرض مزارعى القصب الذين كانوا يريدون توريد الطن بسعر 2000 جنيه، موضحا أن المزارعين فى العادة لم يطالبوا برفع أسعار التوريد بقدر مطالبتهم بخفض أسعار المستلزمات الزراعية مثل توفير الأسمدة والمبيدات والآلات الزراعية وآلات الحصاد.

وقال: القصب سلعة أساسية واستيراتيجية، ولكن ليس هناك ما يحفز على زراعته، ففدان القصب ينتج ما بين 35 طنا إلى 50 طنا، مؤكدا أن القصب زراعة مستديمة يستمر خمس سنوات فى الأرض، والدولة تعوض زراعات القصب، بزراعات البنجر، مؤكدا أن زراعات البنجر وصلت إلى 635 ألف فدان، موضحا أن زراعة البنجر لا يلتهم مياها كثيرة مثل القصب، ومن ناحية أخرى إنتاج السكر من البنجر أعلى من إنتاج السكر من القصب، وتشجع الدولة على زراعة بنجر السكر، للوصول للاكتفاء الذاتى من السكر.

وأضاف: زيادة أسعار السكر فى الآونة الأخيرة غير مبررة، خاصة أن الفلاحين كانوا قد ورد طن القصب بسعر ألف ومائة جنيه، بما يعادل عشرة جنيه لكيلو السكر، لأن كل طن قصب يستخرج منه مائة وعشرين كيلو سكر، بخلاف أنه يدخل فى صناعة اثنين وعشرين سلعة أخرى مثل صناعة الورق والخشب والعسل الأسود.

وتابع: يجب أن يحصل مزارعو القصب -على وجه الخصوص- على حصة من إنتاج السكر تكفيهم عام كامل، خاصة أن المزارع يورد السكر بسعر معقول، كما أنه يجب أن توفر الدولة فطريات تكافح الساقطات فى القصب، متوقعا تقلص زراعة القصب فى الفترات القادمة، خاصة أن الحكومة تسعى لتقليل مساحات القصب، والمزارعون لا ترضيهم أسعار التوريدات التى تحددها الحكومة، ولكن من المتوقع زيادة مساحات زراعة البنجر، خاصة أنه لا يحتاج مياها كثيرة للرى، كما أنه يمكن زراعته فى الصحراء.

وقال الدكتور ممدوح عمر، أستاذ بكلية الزراعة بجامعة الأزهر، إن هناك اتجاهاً من الدولة للتوسع الأفقى لزراعة محصول القصب فى الصعيد وخاصة فى الصحراء الغربية، مؤكدا أن الدولة بدأت فى زراعة القصب بمساحات كبيرة فى الصحراء بنظام الميكنة الزراعية، التى تقلل نسب المياه المستخدمة فى الرى، حيث يتم الرى بالتنقيط، كما تسهل عملية جمع المحصول بطريقة سريعة، وأيضاً تترك جزءا من المحصول يتكاثر وينمو مرة أخرى، ويستمر لمدة عشرة سنوات.

وأضاف: زيادة أسعار السكر نتيجة لاستيراد كميات منه لتغطية الاستهلاك المحلى، مؤكدا أن وضع البدائل للتنمية المستدامة لكل محصول سوف يزيد من إنتاج المحاصيل، وليس من الضرورى مزاحمة الأرض الزراعية بزراعة المحاصيل التى يمكن زراعتها فى الأراضى الصحراوية.

وتابع: يجب على الحكومة تقديم الدعم للمزارعين، بتوعيتهم بالسلالات الجديدة، عن طريق المرشد الزراعى، مع دعم الجمعيات الزراعية بمزيد من المرشدين الزراعيين، خاصة أن هناك نقصا كبيرا فى المرشدين الزراعيين بالجمعيات الزراعية.

وطالب الحكومة بضرورة مد المزارع بالسلالات المقاومة للملوحة والآفات الزراعية، كما يجب التوسع الوفقى فى الزراعات الحديثة والتى تنتج منتجات يمكن تصديرها مثل الكنوة والجيوبة وزراعة جوز الهند، مطالبا بأن يكون فى تعاون فى الارشادات الزراعية بين المزارع والجمعية الزراعية ووزارة الزراعة، بحيث يكون هناك تواصل مستمر وعلى وزارة الزراعة عقد ندوات وورش عمل فى القرى والنجوع لإيصال كل جديدة وتعليمات مستحدثة.

وأكد أنه على الحكومة زيادة سعر التوريد لمحصول القصب، مع زيادة دعم المزارع عبر الأسمدة والكماويات، مضيفا أن مصر دولة زراعية، وإذا وجد المزارع الاهتمام الكافى فى التنوير والتحديث، سوف يكون لدينا اكتفاء ذاتى فى كل المحاصيل الزراعية، موضحا أن الدولة بدأت بالفعل فى استحداث وسائل الزراعة فى الآونة الأخيرة منها زراعة القصب بطرق جديدة مثل زراعته عن طريق الشتلات، كما أن هناك محاصيل أخرى بدأت فى زراعتها بالطرق الجديدة بهدف زيادة الإنتاج وتوفير مياه الرى وخفض تكاليف الأسمدة وزيادة إنتاج المحاصيل، مؤكدا أن القطاع الزراعى يشهد طفرة حقيقية من حيث التنمية الأفقية والرأسية، فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية.

حقيقة ما جرى فى مصنع أبوقرقاص

وكانت قد ترددت شائعات فى الفترات الأخيرة عن غلق مصنع أبوقرقاص لإنتاج السكر، ولكن اللواء عصام البديوى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، إحدى شركات القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أكد فى تصريحات إعلامية، أن ما يتردد عن توقف المصنع عن التشغيل غير صحيح، وقال «داخل المصنع مجمع عبارة عن 4 مصانع إحداها لإنتاج السكر من القصب، والثانى لإنتاج السكر من البنجر، وثالث لإنتاج الكحول، والرابع لتجفيف الباجاس والذى يدخل ضمن صناعة الأسمدة ونظراً لانخفاض كمية القصب المتعاقد عليها مع مصنع سكر أبوقرقاص لموسم الحالى وهى 10 آلاف طن عن الكمية اللازمة لتشغيل المصنع بكامل طاقته والتزاماً من الشركة مع المزارعين المتعاقدين لهذا الموسم يتم استقبال أى كمية من القصب وإنتاجها فى مصنع جرجا، حيث تتحمل الشركة نفقات النقل دون توقف مصنع أبوقرقاص عن التشغيل وإنتاج الكحول أو تجفيف الباجاس وأيضاً إنتاج السكر من البنجر خلال الموسم، كما قامت الشركة بزيادة كميات بنجر السكر المتعاقد عليها فى أبوقرقاص من 750 ألف طن بنجر إلى مليون و100 ألف طن بنجر لزيادة معدلات إنتاج السكر المحلى وتعويض انخفاض توريد القصب بمصنع أبوقرقاص».

وأكد على استمرار توريد القصب لمصانع إنتاج السكر مع تيسير كافة إجراءات توريد قصب وصرف مستحقات المزارعين أولا بأول، حيث يتم إنتاج السكر من القصب داخل 7 مصانع حتى الآن، موضحا أن استمرار المفاوضات مع إحدى الشركات العالمية للدخول فى شراكة لإنشاء مصنع لإنتاج كافة أنواع الورق من مصاصة الباجاس، حيث من المقرر أن يقام المصنع على مساحة 60 فدانا فى منطقة نجع حمادى بمحافظة قنا.

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

تزامنا مع زيادة إنتاج «أوبك+».. تذبذب في أسعار النفط العالمية وتوقعات بانخفاض سعري عالمي

ما زالت أسعار النفط العالمية تتأرجح بين صعود وهبوط لحظي على إثر ظروف الحرب الماضية بين إيران وإسرائيل، وتشير التوقعات السوقية عالميا إلى حدوث انخفاض سعري بسبب زيادة حجم الإنتاجية من 22 دولة في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك +».

ومن المتوقع أن تؤثر حجم الإنتاجية من أوبك+ خلال النصف المتبقي من عام 2025، على أسعار النفط العالمية بالتراجع.

كما يعتبر الغموض الجيوسياسي العالمي بعد حرب إيران وإسرائيل، وعدم وضوح في السياسات الاقتصادية الكلية.

سعر النفط عالميا

سجل سعر خام برنت صعودا بمقدار سنتين فقط إلى 67.13 دولار للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سنت واحد إلى 65.44 دولار للبرميل.

وتحرك خام برنت منذ 25 يونيو الماضي ضمن نطاق محدود بين 69.05 دولار كحد أقصى و66.34 دولار كحد أدنى، مع تراجع المخاوف من تعطل الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط بعد التوصل لوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

وفيما يشكل ضغطا إضافيا على الأسعار، أفادت مصادر بأن بيانات معهد البترول الأمريكي أظهرت، مساء أمس الثلاثاء، ارتفاع المخزونات الأمريكية من النفط الخام بمقدار 680 ألف برميل الأسبوع الماضي، في وقت يتوقع فيه عادة تراجع المخزون خلال موسم الطلب الصيفي.

وكان أربعة مصادر في أوبك+ قد صرحوا الأسبوع الماضي بأن التحالف يعتزم زيادة إنتاجه بنحو 411 ألف برميل يوميا خلال أغسطس، وهي زيادة مماثلة لتلك التي تم الاتفاق عليها لأشهر مايو ويونيو ويوليو.

اقرأ أيضاًبعد هبوطه لـ 6%.. سعر النفط عالميا يسجل ارتفاعا في أول يوم لوقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية

روسيا تصدم العالم: سعر برميل النفط قد يتجاوز 100 دولار عالميا

الرابع في 2025.. «الفيدرالي الأمريكي» يحسم سعر الفائدة على الدولار اليوم

مقالات مشابهة

  • بدعم رئاسي ومشروع المليون نخلة| مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا
  • مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا.. وتتوسع في زراعة الأصناف التصديرية | ونقيب الفلاحين يكشف التفاصيل
  • بدعم رئاسي ومشروع المليون نخلة| مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا.. نقيب الفلاحين يوضح
  • تزامنا مع زيادة إنتاج «أوبك+».. تراجع في أسعار النفط العالمية
  • "لهذا السبب" زيارة مفاجئة لوكيل زراعة أسيوط للإدارة الزراعية بمركز الفتح اليوم
  • الحكومة: رؤية شاملة لتحقيق الإكتفاء الذاتي من السكر وتقليل الفجوة الاستيرادية
  • 3 وزارات وجهاز «مستقبل مصر» يناقشون تعظيم إنتاجية السكر وتقليل الفجوة الاستيرادية
  • 3 وزراء يناقشون سُبل تطوير زراعة محصولي قصب وبنجر السكر
  • تزامنا مع زيادة إنتاج «أوبك+».. تذبذب في أسعار النفط العالمية وتوقعات بانخفاض سعري عالمي
  • الزراعة: إنتاج السكر المحلي يصل إلى 3.3 مليون طن.. ومصانع جديدة تخطط لزيادة الإنتاج والتصدير