أفريقيا.. دور كبير لـ«القاهرة» فى تسوية الأزمات والصراعات ودعم التنمية والاستقرار ومواجهة التحديات
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
شهد الدور المصرى فى القارة الأفريقية تعاظماً كبيراً، خلال الفترة الماضية، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية الحكم، فقد استطاع إقامة العديد من الشراكات بين مصر والعديد من الدول الأفريقية، ولعبت مصر دوراً كبيراً فى حل المشاكل التقليدية والمسائل المستحدثة، كأزمة الطاقة والغذاء، والتى كانت نتيجة عدة عوامل، منها التغيرات المناخية، وجائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، كما تنوعت العلاقات المصرية الأفريقية ما بين الإطار الثنائى والمتعدد، وتشمل الخطوط الرئيسية كافة المجالات الإقليمية.
منذ تولى الرئيس السيسى السلطة، وضع فى أولويات دوائر حكمه التحرك السياسى المصرى العربى، مع التركيز أيضاً على منطقة البحر الأحمر، باعتبارها حلقة الوصل بين المنطقتين العربية والأفريقية، فالقارة الأفريقية هى امتداد للمنطقة العربية الأفريقية، وبالتالى هناك رؤية مشتركة فيما يتعلق بالدائرتين العربية والأفريقية، كما حرص الرئيس السيسى على تعزيز دور مصر الريادى والاستراتيجى فى القارة الأفريقية، وعمل على تسوية الأزمات والصراعات التى تعيق التنمية والاستقرار فى دول المنطقة.
وركزت مصر فى سياستها الخارجية مع القارة السمراء، فى المحور الأمنى، وذلك فى مجالات مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكان هناك تعاون ثنائى وثيق بين مصر والعديد من الدول الأفريقية، وفى إطار الاتحاد الأفريقى، لمواجهة الأمور المتعلقة بالمجال الأمنى.
«حليمة»: الرئيس السيسى لعب دوراً حيوياً فى تطوير العلاقات المصرية الأفريقية على كافة المحاور نحو مسار مستقبلى يستند إلى التاريخ والجغرافياويقول السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الوطن»، إن «مصر لها دور مهم جداً فى توسيع العلاقات السياسية بينها وبين العديد من الدول الأفريقية، وخاصةً مع إقامة شراكات استراتيجية، ودور كبير فى حل القضايا الإقليمية والأفريقية»، فعلى سبيل المثال، مشاكل السودان وجنوب السودان والكونغو ومنطقة غرب أفريقيا وفى دول القرن الأفريقى ومنطقة البحر الأحمر، مشيراً إلى أن مصر نجحت، تحت قيادة الرئيس السيسى، فى تحسين وتوجيه علاقاتها مع دول القارة الأفريقية نحو مسار مستقبلى يستند إلى التاريخ والجغرافيا، وتمثل هذه العلاقات بوصلة قوية ودقيقة.
وأضاف: «تلعب مصر دوراً كبيراً فى العلاقات الاقتصادية، فعند توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى فى عام 2019، كانت تركز على الجانب الاقتصادى بدرجة كبيرة جداً، فتم إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، والتى تعد خطوة كبيرة من أجل التعاون الاقتصادى، وتحقيق التكامل بين الدول الأفريقية، فضلاً عن إزالة الحواجز الجمركية وإلغاء التعريفة الجمركية تدريجياً بين دول القارة، وإنشاء سوق أفريقية موحدة للسلع والخدمات، وقامت مصر بتعزيز التعاون الاقتصادى مع دول القارة الأفريقية عبر إنشاء صندوق لضمان مخاطر الاستثمار فى القارة، وتشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار داخل القارة السمراء، مع دعم البنية التحتية، سواء فى الطرق البرية أو البحرية، مما ينعكس على القطاعات الإنتاجية المختلفة، وعلى منطقة التجارة الحرة، فى تنشيط الوحدات التجارية ما بين الدول الأفريقية ومع الأسواق الخارجية، إلى جانب العديد من المؤتمرات التى عُقدت مع الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا، بالإضافة إلى مجموعة العشرين، وانضمام مصر، بجانب جنوب أفريقيا وإثيوبيا، إلى مجموعة «البريكس».
وتابع «حليمة» أن مصر لها دور رائد فى التصدى للقضايا المتعلقة بأزمتى الطاقة ونقص الغذاء فى القارة السمراء، حيث تسعى القاهرة جاهدةً لتعزيز آلية الاستثمار مع دول القارة الأفريقية، من خلال إطلاق مشاريع استثمارية تهدف إلى التنمية، بالتعاون مع القطاع الخاص، تشمل هذه المشاريع بناء السدود ومحطات توليد الكهرباء والطاقة الشمسية، والتى تقوم شركات مصرية بتنفيذها، بما يتيح للقارة الأفريقية العديد من الفرص الاستثمارية، نظراً للموارد الهائلة المتاحة فى مجالات مثل الطاقة والزراعة والثروة السمكية.
ولفت «حليمة» إلى أنه فى إطار استجابة الدبلوماسية المصرية لتداعيات جائحة كورونا على الصعيد الدولى، قامت بعثة مصر لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، بالتعاون مع بعثات كندا وإيطاليا والبرازيل، بتنظيم اجتماع لتحقيق الأمن الغذائى فى أفريقيا، فى ظل تحديات الجائحة، التى أثرت على تحقيق الأمن الغذائى على مستوى العالم، خاصةً فى أفريقيا، وواجهت القارة، فى ظل تلك الأزمة، توقف حركة التجارة والنقل، والتأثر الشديد لسلاسل إمداد الغذاء العالمية، مما تطلب العمل الدولى على دعم قطاع الزراعة فى القارة السمراء، وتوفير الغذاء للفئات الأشد احتياجاً بمختلف الدول الأفريقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الأشقاء العرب الأفارقة الشرق الأوسط القارة الأفریقیة الدول الأفریقیة القارة السمراء الرئیس السیسى دول القارة فى القارة العدید من
إقرأ أيضاً:
الرئيس العراقي السابق يتولى منصب المفوض السامي لشئون اللاجئين
أعلنت الأمم المتحدة تعيين الرئيس العراقي السابق، برهم صالح، في منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين، خلفاً للإيطالي فيليبو غراندي، الذي شغل المنصب منذ عام 2016.
ويبدأ صالح مهامه رسميًا في الأول من يناير 2026، في ولاية مدتها خمس سنوات، بعد موافقة أولية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على أن يتم تأكيد التعيين لاحقًا من قبل اللجنة التنفيذية للمفوضية.
ويأتي هذا التعيين في مرحلة حرجة على صعيد اللجوء والنزوح العالمي، حيث بلغت أعداد اللاجئين والنازحين مستويات قياسية غير مسبوقة. وتشير التقديرات إلى أن أعداد الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد والكوارث تضاعفت تقريباً مقارنة بعام 2016، مع تصاعد النزاعات المزمنة وآثار التغير المناخي، ما يزيد من تعقيد الأزمات ويضع ضغوطاً كبيرة على أنظمة الاستجابة الإنسانية.
تنوع سياسيويمثل اختيار صالح تحولًا عن النمط السائد منذ عقود، إذ اعتاد المنصب أن يشغله مسؤولون من الدول الغربية الكبرى الممولة الرئيسة للمفوضية. ويعد هذا التعيين إشارة إلى تعزيز التنوع الجغرافي والسياسي في قيادة المؤسسات الأممية، مع تسليط الضوء على خبرة صالح السياسية والأكاديمية وقدرته على التعامل مع ملفات إنسانية معقدة تتقاطع فيها الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية.
ويتمتع برهم صالح بخلفية سياسية رفيعة، فقد شغل مناصب عدة في العراق أبرزها رئاسة الجمهورية، وهو من كردستان العراق وحاصل على تعليم هندسي في بريطانيا، ما يمنحه رؤية شاملة لإدارة الأزمات وتنسيق الجهود الدولية.
تحديات غير مسبوقةوتواجه المفوضية السامية لشئون اللاجئين تحديات غير مسبوقة، ليس فقط من حيث حجم الأزمات وعدد اللاجئين، بل أيضًا بسبب ضغوط التمويل، إذ شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في مساهمات بعض الدول الكبرى، بينما حولت أخرى جزءاً من إنفاقها إلى مجالات الدفاع والأمن. هذا الواقع يفرض على صالح منذ بداية ولايته التعامل مع معادلة صعبة بين تزايد الاحتياجات الإنسانية ونقص الموارد المالية.
ويمثل التعيين فرصة لصالح لتعزيز الجهود الدولية في حماية اللاجئين، وتطوير سياسات دعم فعالة، والعمل على حشد التمويل والدعم السياسي الضروري لتخفيف معاناة الملايين من الأشخاص المتضررين حول العالم.