محمد حجازي يكتب: صناعة الرقائق الإلكترونية والفرص المتاحة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تتطلب صناعة الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات تكنولوجيا متقدمة واستثمارات ضخمة، وعادة ما يستغرق الأمر وقتاً لبناء البنية التحتية اللازمة وتطوير القدرات التكنولوجية اللازمة لها. وتلعب دوراً مهماً فى مختلف الصناعات نظراً للتطور التكنولوجى المتسارع وزيادة الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، ومن المعروف أن صناعة الرقائق تعد مهمة جداً للنمو الاقتصادى وتعزيز التكنولوجيا، خاصة مع تمتع مصر بقاعدة قوية من المهندسين والفنيين الماهرين فى مجال التكنولوجيا والهندسة، مما يعد بتوفير قاعدة متينة لتطوير وتصنيع الرقائق الإلكترونية.
وعلى الرغم من اتجاه مصر فى السنوات الأخيرة إلى تركيز جهودها على بناء المناطق الصناعية المتخصصة ومحاولة توفير البنية التحتية المناسبة، وتشجيع الاستثمارات فى هذا المجال للعمل على زيادة تنافسيتها فى صناعة الرقائق الإلكترونية عبر استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع التعاون التكنولوجى مع الشركات العالمية، والتركيز على تطوير البحث العلمى والتعليم العالى فى مجالات ذات صلة، والعمل على توفير بيئة مشجعة للابتكار وتطوير الشركات الناشئة فى هذا القطاع خاصة فى ضوء وجود سوق داخلية كبيرة فى مصر، فإنه يعد فرصة كبيرة لاستهلاك الرقائق سواء فى الأجهزة الاستهلاكية أو فى التطبيقات الصناعية بالنسبة للمستثمرين.
ويمكن أيضاً لمصر تحقيق نجاح كبير فى صناعة الرقائق الإلكترونية إذا ما واجهت التحديات التى تواجه هذه الصناعة المهمة وأهمها ضرورة زيادة الدعم الحكومى الموجه لتعزيز الصناعات التكنولوجية المبنية على الابتكارات، وتوفير برامج الدعم والحوافز للمصممين والشركات والمصانع التى تعمل فى هذا المجال. كما يجب الاهتمام بزيادة الاهتمام بحماية حقوق الملكية الفكرية فى مجال التصميمات التخطيطية، حيث تعتمد صناعة أشباه الموصلات أو الرقائق الإلكترونية بشكل كبير على براءات الاختراع، وخاصة فيما يتعلق بالتصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة، حيث تعتبر التكنولوجيا والابتكار جزءاً حاسماً فى هذا المجال، حيث توفر هذه الحقوق حماية قانونية للشركات والأفراد الذين يستثمرون فى البحث والتطوير والابتكار فى هذا المجال، وتعزز الثقة بين الشركات وتمكنها من استغلال القيمة التجارية لتكنولوجياتها ومنتجاتها. بالإضافة إلى ذلك، تسهم حقوق الملكية الفكرية فى تعزيز التنافسية وتحفيز الابتكار وتوفير الحوافز للشركات للاستثمار فى البحث والتطوير وتطوير تقنيات جديدة فى صناعة أشباه الموصلات.
وأرى أنه مع التنافس الكبير سواء على المستوى الإقليمى أو العالمى، فإنه يجب بذل المزيد من الجهود والعمل على تحسين البيئة الاستثمارية الجاذبة للشركات العالمية فى صناعة أشباه الموصلات، وأيضاً من خلال بعض التشريعات التى توفر التسهيلات والحوافز المالية والضريبية للشركات الراغبة فى الاستثمار فى مصر، وعلى الأخص الشركات الناشئة المصرية. وتسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية وتقليل التكاليف والعقبات التشريعية والتنظيمية للشركات الراغبة فى الاستثمار فى صناعة الرقائق، ويشمل ذلك تسهيل إجراءات التراخيص والموافقات.
باختصار، فإن صناعة الرقائق الإلكترونية توفر فرصاً كبيرة لمصر للتطور التكنولوجى وزيادة النمو الاقتصادى. ومع التغلب على التحديات المذكورة، من الممكن أن يكون لمصر دور بارز فى هذا القطاع الحيوى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرقائق الإلكترونية التطور التكنولوجي الإلكترونيات الشرائح الإلكترونية أمريكا الصين صناعة الرقائق الإلکترونیة أشباه الموصلات فى صناعة
إقرأ أيضاً:
صفقة تاريخية بـ 16.5 مليار دولار.. شراكة استراتيجية بين سامسونغ وتسلا
أعلنت شركة سامسونغ إلكترونيكس الكورية الجنوبية عن توقيع اتفاقية ضخمة مع شركة تسلا الأمريكية لتصنيع رقائق ذكاء اصطناعي من الجيل السادس، في صفقة تبلغ قيمتها 22.8 تريليون وون كوري (16.5 مليار دولار أمريكي)، تمتد حتى نهاية عام 2033.
وتُعدّ هذه الصفقة بمثابة دفعة قوية لوحدة تصنيع الرقائق المتعثرة لدى سامسونغ، التي تكافح منذ فترة لتعزيز قدرتها التنافسية في سوق أشباه الموصلات العالمية.
وأكد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أن مصنع الشركة الجديد في تايلور بولاية تكساس سيكون مقراً لإنتاج شريحة الذكاء الاصطناعي “AI6″، مشدداً على أن هذه الاتفاقية تمثل “أهمية استراتيجية لا توصف”، مضيفاً عبر منصة “إكس” أنه سيشرف بنفسه على خط الإنتاج بالتعاون مع سامسونغ لتحسين الكفاءة التشغيلية.
وارتفعت أسهم سامسونغ في بورصة سيؤول بنسبة 5% عقب الإعلان، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر، وسط تفاؤل واسع بأن هذه الصفقة ستعزز من مكانة الشركة في سوق تصنيع الرقائق المتقدمة، لاسيما مع تراجع حصتها السوقية إلى 7.7% في الربع الأول من العام، مقارنة بـ8.1% في الربع السابق، بحسب بيانات شركة “ترند فورس”.
وقال فيي-سيرن لينغ، المدير التنفيذي في “Union Bancaire Privee” بسنغافورة: “سامسونغ تواجه صعوبات كبيرة في استغلال طاقتها الإنتاجية بالكامل، وهذا العقد مع تسلا قد يمثل نقطة تحول تساعدها على جذب مزيد من العملاء”.
من جهته، يرى محللو “بلومبرغ إنتليجنس” أن العقد يعكس تعافياً في إنتاج رقائق 2 نانومتر لدى سامسونغ، ويُتوقع أن يساهم في زيادة مبيعات وحدة تصنيع الرقائق بنحو 10% سنوياً بين عامي 2025 و2033.
يأتي ذلك في وقت تتسابق فيه سامسونغ مع منافستها الكبرى TSMC لإطلاق الجيل القادم من الرقائق المتقدمة، في ظل ازدياد الطلب العالمي على حلول الذكاء الاصطناعي، وخاصة في قطاع السيارات الكهربائية والتقنيات المتقدمة.
آخر تحديث: 28 يوليو 2025 - 20:29