تحت رعاية نهيان بن زايد.. بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد 2024 تعقد فعالياتها
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، تقام بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد 2024 في الفترة من 19 إلى 21 إبريل المقبل، بتنظيم مجلس أبوظبي الرياضي، ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، وذلك ضمن أهداف تعزيز الحفاظ على المسابقات التقليدية التراثية التي تعبر عن تراث الإمارات البحري.
وكُشف عن هذا الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة في مؤتمر صحفي عُقد في مجلس محمد خلف بمنطقة الكرامة في أبوظبي، بحضور سعادة سهيل العريفي مدير تنفيذي قطاع التطوير الرياضي في مجلس أبوظبي الرياضي ، وماجد عتيق المهيري رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، وأيوب الخاجة ممثل شركة دلما مارين، ومحمد درويش المرر ممثل هيئة البيئة أبوظبي، وعدد من ممثلي الوسائل الإعلامية ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعد بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد من أهم الأحداث الرياضية البحرية التي تحافظ على الموروث الشعبي لأبناء الإمارات في صيد الكنعد، ولتشجيع المجتمع على ممارسة رياضة الصيد، إلى جانب تعزيز مفهوم إحياء التراث البحري المحلي، وخلق فرص أمام الهواة لممارسة صيد الأسماك، وتنشيط تلك الهواية، فضلاً عن إحياء روح التنافس بين هواة رياضة الصيد البحري.
وخصصت اللجنة المنظمة إجمالي جوائز مالية للبطولة تبلغ مليون درهم إماراتي، وتمنح الجوائز للمراكز من الأول وحتى المركز الـ 60 تشجيعاً للجميع على المشاركة في الحدث البحري التراثي، إذ يتحدد الفائز بناء على أعلى وزن لسمكة الكنعد خلال أيام البطولة، ويحصل صاحب المركز الأول على جائزة نقدية تبلغ 200 ألف درهم إماراتي من اجمالي جوائز البطولة.
وقررت اللجنة المنظمة فتح باب التسجيل للمشاركة في البطولة اعتباراً من يوم 5 أبريل ويستمر التسجيل حتى يوم الأحد 15 من الشهر نفسه، حيث أتاحت اللجنة التسجيل للراغبين عن طريق الموقع الإلكتروني الرسمي لمجلس أبوظبي الرياضي ADSC.AE لجميع الجنسيات وللمواطنين والمقيمين وكافة المشاركين من داخل الدولة وخارجها.
ومن المتوقع أن يشارك في البطولة عدد كبير من المتخصصين من عشاق وهواة رياضة الصيد، إذ تشير التوقعات إلى مشاركة المئات في المسابقة على مدار أيامها الثلاث.
من جانبه ثمّن سعادة سهيل العريفي مدير تنفيذي قطاع التطوير الرياضي في مجلس أبوظبي الرياضي الرعاية الكريمة لسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أبوظبي الرياضي للبطولة، وأشاد العريفي بدعم سمو الشيخ نهيان وتوجيهاته المستمرة للرياضات التراثية التي من شأنها أن تعزز الهوية الإماراتية بين الشباب والأجيال الجديدة، ونقل العريفي تحيات سعادة عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي للحاضرين في المؤتمر، مبيناً أن بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد ستكون واحدة من أهم وأبرز وأكبر الأحداث في عالم الرياضات التراثية التي تُعنى برياضة الصيد البحري”.
من جانبه، أشاد ماجد عتيق المهيري رئيس اللجنة المنظمة لبطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد، بدعم مجلس أبوظبي الرياضي برئاسة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان والذي أسهم في مكتسبات عظيمة للرياضات البحرية والتراثية على حد سواء في العاصمة أبوظبي، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة ستعلن عن جميع اللوائح والقوانين التي سيتم تطبيقها خلال المنافسات والشروط المحددة للمشاركة، ومشيراُ إلى أن باب التسجيل سيفتح يوم الجمعة 5 أبريل ويستمر حتى 15 من الشهر نفسه.
ويتوجب على المشاركين دفع رسوم التسجيل البالغة 200 درهم إماراتي، علماً بأن الاجتماع التنويري سيعقد يوم 16 أبريل الساعة السابعة مساءً في مجلس محمد خلف في منطقة الكرامة، وسيتم تسليم المشاركين الملصق الخارجي للقارب خلال الفترة من 16 – 18 أبريل، وتتجمع القوارب صباح يوم البطولة 19 أبريل على الشاطئ مقابل نادي أبوظبي للرياضات البحرية لاستلام الملصق الداخلي للقارب، ويرفع قارب التحضير العلم الأصفر في تمام الساعة 11 صباحاً للتجمع، ومن ثم العلم الأخضر إيذاناً ببدء المنافسات التي تمتد لثلاثة أيام.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: بطولة أبوظبی الکبرى لصید الکنعد مجلس أبوظبی الریاضی اللجنة المنظمة نهیان بن زاید الشیخ نهیان فی مجلس
إقرأ أيضاً:
اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.
إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.
وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.
أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.
وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.
خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.