الجامع الأزهر يواصل ترسيخ القِيم الأخلاقية لدى النشء السبت المقبل
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
يواصل الجامع الأزهر الشريف السبت المقبل، عقد حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبمتابعة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر الشريف.
يأتي ملتقى الطفل الذي يعقد السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين.
ويحاضر في الملتقى الدكتور جمال عثمان، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، مبيناً "فضل صيام ستة أيام من شوال"، بينما يستعرض الشيخ أحمد عبد العزيز، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف شرح "كتابة الهمزة".
عودة: ملتقى الطفل يواصل الانعقاد بعد توقف دام شهراً لتنفيذ الخطة الدعوية لشهر رمضانوأكدَّ الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح"، يواصل الإنعقاد بعد توقف دام شهراً لتنفيذ الخطة الدعوية لشهر رمضان المبارك.
وأوضح أن الملتقي يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، مشيراً إلى أن الهدف منه تعليم وتربية وتوعية الأجيال القادمة بالأخلاق والآداب الإسلامية، وشرحها بطريقة سهلة وميسرة بمنهج الأزهر الوسطي المعتدل، لافتاً إلى أنه من المقرر أن يتم تنفيذه في بعض المحافظات، وذلك ليعم النفع بجميع أنحاء الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الطفل شيخ الأزهر وكيل الأزهر عبدالمنعم فؤاد الرواق الأزهري توعية النشء بالجامع الأزهر الأزهر الشریف الجامع الأزهر ملتقى الطفل
إقرأ أيضاً:
خطر التلوث الإشعاعي.. والمسؤولية الأخلاقية العالمية
لا يهدد العدوان الإسرائيلي على إيران البعد الوجودي للدولة، فقط، كما يروج الغرب، لكن الأمر يتجاوزه إلى تهديد إشعاعي طويل الأمد، وكارثة بيئية وصحية قد تُصيب المنطقة بأسرها، وتُخلخل توازنها لعقود طويلة قادمة.
وليست هذه المرة الأولى التي تفكر فيها إسرائيل في قصف منشآت نووية لدولة بينها وبينها نزاع عسكري؛ ففي عام1981، نفذت إسرائيل عملية «أوبرا» لتدمير مفاعل تموز النووي العراقي في بغداد. وقد استُقبل الهجوم حينها بإدانة دولية واسعة، رغم أنه لم يؤدِّ إلى تسرب إشعاعي. أما اليوم، فإن التفكير في تكرار هذا النموذج في سياق مختلف تماما، وبمنشآت أكبر وأكثر حساسية، ينذر بكارثة شاملة تتجاوز الحسابات العسكرية إلى فناء جغرافي وصحي مشترك.
والهجوم على منشآت كـ «نطنز» أو «بوشهر» الإيرانية لا يشبه قصف قاعدة جوية أو مركز قيادة، فهذه المنشآت تحتوي على مواد مشعة يكفي تسرب جزء ضئيل منها لتحويل مناطق واسعة إلى أراض غير صالحة للحياة لعشرات السنين. وإذا قررت إيران بدورها الرد بضرب منشآت نووية أو بيولوجية إسرائيلية، مثل مفاعل «ديمونا»، فإن الكارثة لن تبقى داخل حدود إسرائيل، بل ستتجاوزها إلى دول الخليج وبلاد الشام والأناضول.
وهذا الخوف ليس نظريا، فالعالم لا يزال يعاني من آثار كارثة تشيرنوبل عام 1986، والتي حولت جزءا كبيرا من أوكرانيا وبيلاروسيا إلى مناطق عزل إشعاعي. وقد أدت إلى إصابة آلاف الأشخاص بالسرطان، وفرضت تهجيرا طويل الأمد لعشرات الآلاف. أما في كارثة فوكوشيما باليابان عام 2011، فقد تسبّب زلزال وأمواج تسونامي بتعطيل نظام التبريد في المفاعل، وأدى تسرب الإشعاع إلى تلوث مساحات واسعة، وخسائر اقتصادية وبيئية بمليارات الدولارات.
لكن هذه الكوارث لم تحدث في سياق قصف عسكري، بل في ظروف «سلمية» نسبيا.. فماذا لو كان الانفجار ناجما عن صاروخ، والموقع جزءا من ساحة حرب، والمفاعل محاطا بأسلحة وصواريخ ووقود؟ الكارثة هنا ستكون مضاعفة، والقدرة على التدخل أو السيطرة معدومة. ورغم فداحة هذا التهديد، من الملاحظ الغياب المقلق لأي رد فعل حاسم من المجتمع الدولي، فمجلس الأمن صامت، والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تبدو في حجم الخطر الحقيقي للكارثة المتوقعة، بل إن البعض يعتقد أنها جزء أساسي من المشكلة. ولا يمكن تفسير هذا الصمت إلا باعتباره تواطؤا ضمنيا، أو على الأقل إفلاسا أخلاقيا في لحظة كان يفترض أن تُرفع فيها أقصى درجات التحذير.
والنتيجة أن إسرائيل تشعر بأنها طليقة اليد، في لحظة يعيش فيها العالم بعيدا عن أي نظام يحكم تحركاته أو يديرها. والخليج، الذي يبعد عن بوشهر بضع مئات من الكيلومترات فقط، قد يكون أول المتضررين من أي تسرب إشعاعي.
إن ما يجب إدراكه أن هذه الحرب خرجت من نطاق «ردع الردع» إلى احتمالات «ضرب البنية الوجودية». وفي حالة حدوث أي تسرب إشعاعي فإن سؤال من يربح الحرب ليس مهما ولكن المهم في تلك اللحظة هو من ينجو بيئيا، ومن يبقى قادرا على الحياة بعد أن يهدأ صوت القذائف. فالهواء لن يكون نظيفا، والماء قد يصبح ساما، والتربة لن تنبت. ومثل هذا الواقع يهدد حق الإنسان في الحياة، وحق الأجيال القادمة في البقاء.
ولهذا من المهم أن يتحرك المجتمع الدولي، من موقعه الأخلاقي قبل كل شيء ليضغط على جميع القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إعلان المنشآت النووية، المدنية والعسكرية، مناطق حظر مطلق في أي نزاع عسكري.. ووقف الحرب من الطرفين بضمانات دولية حقيقية.
فالحروب قد تنتهي، لكن الإشعاع لا يعرف النهايات. والعواصم قد يُعاد بناؤها، لكن الهواء إذا تسمم، لا يمكن لأي دبلوماسية في العالم أن تطهره وتنقيه.