خبير يكشف عن عرض 4 تحف يمنية نادرة في مزاد فرنسي
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
كشف خبير الآثارعبدالله محسن عن أربع قطع أثرية يمنية نادرة تعرض للبيع في مزاد "الفن القديم" بدار "بلاكاس" الفرنسية المقرر إقامته في التاسع من يوليو المقبل، وسط غموض حول مصدرها وغياب معلومات موثقة بشأن كيفية خروجها من اليمن.
وقال محسن -في منشور بصفحته على فيسبوك- إن القطع الأربع اليمنية تنسب -حسب المزاد- إلى جامع آثار أوروبي اقتناها في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تنتقل بالوراثة إلى مالكها الحالي.
وحسب محسن فإن القطع تشمل تمثالاً من المرمر يُعتقد أنه التوأم لتمثال شهير عُثر عليه في وادي بيحان بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، ويشابه تمثالاً محفوظاً حالياً في المتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن.
ويفتقر التمثال إلى بيانات واضحة عن مكان الاكتشاف وتاريخ الخروج من اليمن، وفق محسن.
كما يعرض المزاد تمثالاً أنثوياً من المرمر مزوداً بقرط من الذهب، يُعتقد أنه يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويتميز بوجود نقش بخط المسند على القاعدة، إضافة إلى تفصيلات دقيقة للشكل والملامح وفق وصف المزاد.
وأورد الخبير محسن تفاصيل بشأن تلك القطع
1 - التمثال التؤام لأشهر تماثيل وادي بيحان
هذا التمثال تؤام تمثال من آثار اليمن اكتشف في وادي بيحان، وأهدته المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان (مجموعة ويندل وميريلين فيليبس) إلى المتحف الوطني للفن الآسيوي (سميثسونيان). إن هذا التمثال التؤام غير المعروف مكان اكتشافه وكيف وصل لجامع الآثار الأوروبي في ثمانينيات القرن الماضي، يعد من أهم التماثيل ويحتمل أن يكون مصدره وادي بيحان وقد يكون من مقتنيات ويندل فيليبس، الأمر الذي يستدعي التوضيح من إدارة المؤسسة الأمريكية، كما يستدعي الشفافية من قبل الإدارة التي تنظم دورياً الملتقى السبئي للآثار اليمنية.
وبحسب وصف كتالوج المزاد "هذا الرأس الأنثوي المنحوت من المرمر الشفاف، يتميز بشكله الهندسي الأنيق وسطحه الكريمي الشاحب مع ترقق خفيف باللونين البيج والعسلي. الشعر مصفف بشرائط متوازية منقوشة بعمق، تتدلى على شكل شيفرون، وتمتد على الكتفين ككتلة تشبه الستارة، مؤطرة الرأس بانتظام إيقاعي. الأذنان بارزتان بتفاصيل دائرية لولبية، تبرزان من أسفل الشعر ذي الملمس الخشن. يتميز العنق الأسطواني بلمسة نهائية ناعمة، ويتناقص تدريجياً إلى قاعدة مسطحة، مع عروق طبيعية ولمعان ناعم مصقول. أما الشكل العام، فهو متماسك ومنتصب، بنسب متناغمة وتفاصيل بسيطة، تُجسّد تقاليد النحت في اليمن القديم".
2- تمثال أنثى مع قرط من الذهب
قليلة هي التماثيل التي تحتفظ بالزينة والحلي المضافة إليها، وهذا واحد منها. تمثال شخصية أنثوية جميلة من المرمر مع قرط من #الذهب اليمني القديم، من القرن الثالث قبل الميلاد. "تقف هذه الشخصية الأنثوية المنمقة منتصبة على قاعدة مستطيلة متكاملة منقوشة بخط المسند. يتميز سطحها بدرجات لونية بيج وعسلية ناعمة مع عروق طبيعية ومناطق ذات شفافية خفيفة. صُوّرت الشخصية في وضعية أمامية جامدة، وذراعان مثنيتان عند المرفقين ويداها مشدودتان إلى الأمام. ترتدي ثوبا مستقيما يصل إلى الركبتين، ورقبتها مزينة بأشرطة محفورة. يُعلق قرط ذهبي واحد على الأذن اليسرى، مما يضفي لمسة جمالية لافتة. يُظهر الجزء الخلفي أكتاف التمثال وظهره المربعين، مع شعر مقسَّم بسلسلة من الشقوق القصيرة المتوازية. رُسمت القدمان بدقة أعلى القاعدة، والنسب العامة مُتراصة ومتناسقة، وهي سمة من سمات تقاليد النحت في اليمن القديم" بحسب وصف المزاد.
3- لوحة تذكارية (شاهد قبر)
من القطع المميزة في مزاد بلاكاس شاهد قبر استثنائي من الحجر الجيري بطول 37 سنتيمتراً وعرض 27 سنتيمتراً، وهو مقاس مثالي لهذا النوع من الشواهد. ورغم أنه لا يحمل اسم المتوفي إلا إنه يقدم صورة واضحة له مع مجموعة من التصاميم الفنية المعبرة عن معتقدات المتوفي.
وبحسب وصف كتالوج المزاد "تتميز هذه اللوحة بشكلها شبه المنحرف المدبب قليلاً، وسطحها ذو اللون الكريمي المتآكل. تعبر عن شخصية مركزية ترتدي سترة قصيرة بحزام، تقف داخل تجويف غائر، ويداها متشابكتان عند الصدر. يحيط بالشخصية من كلا الجانبين صفوف عمودية من الوعول المستلقية، كل حيوان مصور بقرون حلزونية بارزة وعضلات منمقة. الحافة العلوية مزينة بإفريز من الزخارف الهندسية والحيوانية، بينما يظهر في الصف السفلي زوجاً من الأسود المتقابلة السائرة. يعتبر التكوين متماثلًا للغاية، مع تفاصيل واضحة محفورة بعمق وترتيب متناغم من الزخارف التصويرية والحيوانية المميزة".
4- رأس من المرمر الشفاف والجميل
بارتفاع 29 سنتيمتراً من المرمر الشفاف نحت هذا الرأس الأثري لرجل من اليمن القديم من القرن الأول قبل الميلاد. وبحسب وصف كتالوج المزاد "هذا الرأس المنحوت من المرمر الشفاف الباهت، يتميز بشكله المستطيلي المتين وسطحه الناعم المتآكل. يُبرز الحجر درجات اللون الكريمي والبيج المرقشة مع عروق طبيعية، بينما تتميز الجبهة والخدان بلمسة مصقولة بسلاسة، تتباين مع ملمس حبيبي خشن في الجزء الأسفل. صُممت الأذنين بشكل حلزوني بارز، مما يضفي لمسة هندسية مميزة على التركيبة المحدودة. تعكس الملامح الأنيقة والخطوط المجرّدة الجمالية البسيطة للنحت في اليمن القديم. الصورة الظلية العامة مُتراصة ومنتصبة، مع إحساس بالضخامة رغم تواضع حجمها. يتميز الرأس بتناسق أبعاده وتداخل الضوء الدقيق على سطح المرمر".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اثار مزاد عالمي فرنسا تهريب الیمن القدیم
إقرأ أيضاً:
علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
استعاد علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق تفاصيل حرب عام 1972 التي اندلعت بين جنوب وشمال اليمن حين كان رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع، قائلًا إن الجامعة العربية تدخلت عبر أمينها العام آنذاك محمود رياض، الذي أرسل وفدًا إلى صنعاء وعدن للوساطة، وبعد زيارة الوفد لصنعاء تلقى تأكيدًا منهم بأن الشمال مستعد لوقف الحرب إذا وافق الجنوب، وعند وصول الوفد إلى عدن في أكتوبر 1972، أعلن موافقته على وقف إطلاق النار.
وأضاف خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج "الجلسة سرية"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": "طلبوا مني الاتصال برئيس وزراء صنعاء محسن العيني، فاتصلت ووصلوني بالرئاسة، قلت له إن وفد الجامعة يقول إنكم موافقون على وقف إطلاق النار، فإذا كنتم موافقين نحن موافقين من الغد، واقترحت أن يكون اللقاء في صنعاء أو عدن، سألتُهم إن كان الوفد سيغادر أم ينتظر فقالوا ينتظر، ثم عادوا بعد ساعة ليبلغونا بالموافقة، وأن اللقاء سيكون في القاهرة، أوقفنا الحرب بالتليفون.. كنا أصحاب قرار".
وتابع أن الحرب توقفت بالفعل، ثم سافرت الوفود إلى القاهرة حيث تم توقيع اتفاقية القاهرة، أول اتفاقية للوحدة بين الشطرين، لكن الاتفاق لم يلقَ قبولًا لدى بعض الأطراف، ما أدى إلى خلافات واستقالة محسن العيني، كما واجه هو نفسه معارضة من داخل الجنوب، وقال: "كان هناك من يهتف ضدي، والجماهير تحمل البنادق، ولهذا لم تتحقق الوحدة في 1972".