تناولت في الحلقتين السابقتين موقف الرئيس التشادي محمد كاكا من قضايا الفساد في بلاده ثم موقفه من والده والحرس القديم الذي كان على سدة الحكم في تشاد زهاء الثلاثين عاما.

في هذه الحلقة وربما القادمة سنتناول وجهة نظر وموقف كاكا أو الذين كتبوا له الكتاب من السودان (يشاع أن وزير الخارجية محمد صالح النضيف هو من كتب الكتاب والله أعلم)، الموقف عموماً يتسم بالغباء حشد له الكاتب سلسلة من الأكاذيب والمعلومات المضللة لأجل تبرير الموقف العدواني مدفوع الثمن الذي وقفه الرئيس التشادي محمد كاكا.

أنكر الرئيس كاكا في الكتاب كل مواقفه إن لم نقل جرائمه تجاه السودان، وخصص حيزاً واسعاً لذلك وبلغت حالات الإنكار والهروب إلى الأمام أكثر من عشر نقاط سنتناولها بالتفصيل هنا.

2
في البداية أنكر الرئيس التشادي وقوف نظامه مع قوات الدعم السريع المتمردة حين ذكر أن موقف تشاد الثابت من الأزمة السودانية هو الحياد وأنه خط يعتزم الحفاظ عليه دون فشل.
ترى كيف يدعي الرئيس التشادي الحياد ومطارات بلاده مفتوحة لتجنيد الجنجويد والمرتزقة من دول القارة كلها والدفع بهم للسودان، وكيف ينكر والعالم يرى ويسمع ويقرأ عن أراضيها المفتوحة لنقل السلاح والعتاد للمتمردين.!!.

كل التقارير الأفريقية والدولية وآخرها تقرير لجنة الخبراء الدولية التي زارت تشاد وقدمت تقريراً مفصلاً للأمم المتحدة أثبت فيه أن تشاد ضالعة في دعم المتمردين عبر فتح أراضيها لمرور الغذاء والسلاح للمتمردين. فتحت تشاد مطاراتها لدعم قوات الدعم السريع، خاصة مطار أم (جرس)، ومطار (أبشي)، ومطار (انجامينا). يحدث ذلك علناً رغم قرارات الأمم المتحدة بحظر السلاح.

كل الصحافة العالمية أصدرت تقارير مفصلة عن الدعم التشادي للجنجويد.. فهل كل تلك المنظمات الإقليمية تكذب وتفبرك التقارير ووحده الصادق هو كاكا.!!. هل يصدق كاكا نفسه وهو يخوض في حالة الإنكار المكشوفة تلك.
3
يعرف الجميع أن السيد يوسف بوي، مدير مكتب الرئيس محمد إدريس ديبي، صاحب نفوذ قوي مرتبط بعدد من قيادات الجيش ورموز قبلية في دوائر الحكم وبين القبائل هو الذي يتولى ملف دعم الدعم السريع ويعمل علناً مع الإمارات وهذا ما تضج به المواقع التشادية نفسها. وليس سراً أن قيادات الدعم السريع تتخذ من انجمينا مركزها الأساسي للتحرك وكل قادة الجنجويد ينطلقون من أراضيها، وسبق للقيادة التشادية أن نسقت اجتماعات الحركات المسلحة في انجمينا للتحالف مع المتمردين واجتمع كل قادة تلك الحركات مع عبد الرحيم دقلو هناك واستطاعت بالضغط على الحركات المسلحة أن تحدث انشقاقات في حركة العدل والمساواة وحركة مناوي.

سهلت تشاد انضمام عناصر المعارضة التشادية وقادتها إلى قوات الدعم السريع بهدف التخلص منهم لأنها تعلم خطورتهم ولكن ترغب في التخلص منهم مع ضمانات من حميدتي بالتخلص من عناصر المعارضة متى انتصر في الحرب بالسودان.

ولا يخفى على المتابعين والمراقبين الاستثمارات الضخمة التي أسستها شركات الدعم السريع في مجالي النفط والذهب والشركات التي تم تأسيسها للعمل في حقل دوبا النفطي.
لم يقصر كاكا في تحسين صورة الجنجويد إعلامياً إذ ظلت بلاده تدعو وتستضيف الوفود الإعلامية لغسل جرائم الجنجويد وتأليف القصص حول الدعم الإنساني والخدمات التي تقدمها تشاد للاجئين السودانيين!!.

يظن كاكا والذين يخططون له ويدعمونه أنه بمثل تلك الألاعيب الصغيرة بإمكانه خداع السودانيين والمجتمع الدولي والصحافة العالمية وأنه سيخدع أيضاً عشيرته من الزغاوة الذين يدعمون نظامه الذين يبادون الآن في أطراف قرى الفاشر ويشردون بالآلاف. القيادة السودانية تملك كل المعلومات عن دعمه للجنجويد وتحركاته وتحالفاته والأموال التي يقبضها من الإماراتيين والدعم السريع هو وسكرتيره الفاسد يوسف بوي ولكن يوم تصفية الحسابات لم يأت بعد ولابد أنه آتٍ في وقت أقرب مما يظن كاكا والجنجويد. نواصل.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس التشادی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تداعيات مقتل ( اللواء على يعقوب) بالفاشر

بقلم: محمد بدوي

(١)لأول مرة منذ بدء الحرب في ابريل ١٥، ٢٠٢٣ تصدر قوات الدعم السريع بيانا بتأكيد مقتل احد قادتها في دارفور وهو اللواء على يعقوب جبريل موسي، قائد قطاع وسط دارفور، ورئيس لجنة المصالحات بالدعم السريع.
(٢) انحدرت اصوله المهرية بوسط دارفور ، قرية حلة أحمر، في ٢٠٠٤ كان عضو اللجنة الرباعية للمصالحات بين العرب وحركة تحرير السودان قيادة الأستاذ/ عبدالواحدنور، التي ضمت ممثلين من كل طرف ومن جانب الحركة كان من القائد ذو النون والعمدة خضر ( عمدة طور )، بحكم عمله في اللجنة اكتسب علاقات مع الادارات الأهلية للمجموعات المختلفة .
(٣) انضم إلي قوات حرس الحدود و وفقا لمصادر موثوقة أنه سرعان ما نشب خلاف بينه وبين موسي هلال قائد القوات انذاك فعاد إلي منطقته لاحقا وعقب تكوين الدعم السريع في ٢٠١٤ تم تسكينه فيها برتبة المقدم من قبل الفريق اول البرهان بحكم العلاقة السابقة التي ربطته به أثناء عمل البرهان كمحافظ لزالنجي في ٢٠٠٣ ظل بها حتي أصبح قائد لقطاع وسط دارفور اكتسب لاحقا صفة وكيل الامير( وظيفة الامير ادخلت في سياق الادارة الاهلية في ١٩٩٤ ) ثم أصبح في ٢٠٢١ رئيسا للجنة المصالحات بالدعم السريع بعد ترقيته إلي رتبة اللواء خلفا لنائب رئيس قطاع غرب دارفور العقيد موسي امبيلو آنذاك.
(٤) بالرغم من تسمية اللواء عصام صالح فضيل قائد لقطاع دارفور قبل نقله إلي القضاء العسكري وحقوق الإنسان ظل على يعقوب محوريا في الدعم السريع كرجل ثالث، يحظي بعلاقة خاصة مع قائد ثان الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دلقو، لأسباب تتعلق بشخصيتة التي وظف فيها علاقاته وخبرته مع الإدارة الأهلية والدعم السريع، بحكم علاقته السابقة بالفريق البرهان وتبعيته اللاحقة للدعم السريع ظهر في الخرطوم( في توقيت بدء الجيش تعزيز القيادة العامة باسوار خارجية) مجتمعا مع الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي و قائد القوات المسلحة لبحث حل للتوترات بينه والفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.
(٥) عقب أحداث معسكر كريندنق ٢ بغرب دارفور في يناير ٢٠٢١ عاد بقواته من منتصف الطريق لحضور اجتماع لجنة أمن الولاية التي بموجبها تم اعتماد تحرك قواته إلي الجنينة والتي كانت مهمتها حراسة السوق، ظهر في النيل الأزرق كرئيس للجنة المصالحات بالدعم السريع في اللقاءات التي جمعت الفونج والهوسا عقب أحداث ٢٠٢١، وشكل هذا الحضور مدخلا للدعم السريع بشكل أوسع نحو النيل الأزرق عبر بوابة الإدارة الأهلية.
(٦) ظل يحرص على علاقات مع الإدارة الأهلية بوسط دارفور سواء عن طريق سلطته او الترغيب ففي ٢٠٢٢ تمكن من عقد إتفاق مع بعض قادة الإدارة الأهلية الذين احتجوا لدي الوالي المكلف انذاك سعد آدم بابكر بظهور شركات للتعدين في أراضيهم التاريخية، فتمكن عن طريق سلطة القوة والترغيب من الوصول إلي اتفاق باعتماد ١٠% للإدارة الأهلية المحتجين، ١٠% خصصها للقوات التي تقوم بالحراسة للمواقع ( وهي قوات من الدعم السريع)، سجله في قطاع التعدين ممتد منذ ٢٠١٩ حيث يمتلك موقعا بمنطقة سرف عمره يشرف عليه مهندسين من دولة عربية، كما حاز على اراضي بستانية واسعة في وسط دارفور بعضها بالشراء عبر الادارات الأهلية والجزء الاخر بوضع اليد فقد اشتهرت عنه مقولة ( مافي زول اشتكاني في المحكمة) كرد على سؤال سند الملكية، وأشهر هذه البساتين وحدة ابطا الادارية، قرية أيور في مساحة تقدر ب٢٠٠ فدان مصممة بشكل حديث ومزودة بخدمات الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية قام بشراء جزء منها عبر وسيط من الإدارة الأهلية والجزء الاخر كان يتبع لمجموعة حجار لاغراض زراعة التباكووالجزء الثالث عبارة عن أرض تتبع للسكان المحليين تعرف ( بحرم الرقبة) وهي منطقة لاستراحة الأبقار خارج القرية.
(٧) في ديسمبر ٢٠٢٣ نشر على الوسائط فيديو لطفل يبدو في سن السابعة من العمر، مرتديا ذي الدعم السريع، خلف مدفع طلب منه تعريف اسمه فذكر انه موسي على يعقوب موسى، هذا الفيديو تزامن مع التسريبات بنقل على يعقوب إلي الخرطوم وهو التمر الذي لم يروق له بل اعتبره في سياق الاستبعاد من وسط دارفور حيث مصالحه الاقتصادية، فشكل الفيديو رسالة بأن نقله لن يقطع صلته بوسط دارفور، وفقا للتسريبات قادت علاقته بعبدالرحيم دقلو إلي تحويل الأمر إلي ذهابه إلي جنوب دارفور نيالا لفترة موقته، حيث نجا من القتل حينما اظهرت الوسائط القصف الذي استهدف المنزل الذي كان يقيم به بنيالا حيث غادرت انذاك، ثم عاد إلي وسط دارفور مره اخري.
(٨) في فبراير ٢٠٢٤ ظهر ضمن وفد الدعم السريع الذي ذهب إلي منطقة مستريحه للقاء موسي هلال لحمله على الحياد في الحرب الراهنة وسحب تأييده السياسي والعسكري من الجيش، بذات نسق الحركة النشطة ظهر في ديسمبر ٢٠٢١ بمنطقة شرق نيالا عقب الأحداث التي تم فيها الاعتداء على السكان المحليين، ويبدو انه كان ظهورا لتهيئة الحال لزيارة الجنرال حميدتي، لكنه عاد مسرعات إلي وسط دارفور عقب ان تحرك قوات المعارض من أفريقيا الوسطي على دراسة من منطقة تلس بجنوب دارفور نحو وسط دارفور لعبور الحدود عبر منطقة ام دخن إلي أفريقيا الوسطي، لم يمكن من اللحاق بها او اعتراضها لتزامن ذلك مع الأحداث التي شهدتها زالنجي في ذات التوقيت ( على دراسة تنحدر اصوله من الفولاني دخل السودان لمناصرة الفولاني بتلس في الصراع مع الزريقات وظل بها لفترة طويلة عقب رحلة للخرطوم نتج عنها كسبه تسليحا ومركبات ) .
(٩) ظل يعمل على ملف حركة عبدالواحد بدعم المجموعات المنشقة والتجنيد في مناطق مختلفة لصالح الدعم السريع، من جانب اخر لم يياس من محاولات التقارب مع الحركة رغم اصطدامها بالفشل قبل انقلاب اكتوبر٢٠٢١ يري ان منطقة جبل مره محصنة عسكريا تمثل مكسبا، أضف إلي ذلك نمو مصالحه الاقتصادية جعلته حريصا على التهدئة في النازعات التي نشات بسبب سيطرة حركة عبدالواحد على حامية نيترتتي وقولو اللتان انسحب منهما الجيش في نوفمبر ٢٠١٢١، قبل مقتله في الفاشر قاد الدعم السريع للسيطرة على مدينة مليط شمالي الفاشر، ويثور السؤال حول تكليفه بالأمر هنا برزت حالة شمال دارفور كحالة خاصة ففي بداية الحرب اصيب قائد الدعم السريع اللواء جدو ابوشوك ثم اوكل الأمر إلي النور القبه كقائد ثان، ثم ظهر على زرق الله ( السافنا) كقائد مع بداية الهجوم على الفاشر ممطرح سؤال القيادة والطموح والقدرة لحالة بحجم الفاشر .
(١٠) ما حدث سيكون له ما بعده فقدان الدعم لعلي يعقوب كشف عن الاعتماد على قادة بقدرات مرتبطة بطبيعتها وتجربتها، فعلي يعقوب وظف خبرته الأهلية وتجربته الخاصة المرتبطة بعلاقات الترغيب والترهيب لصالح الدعم السريع، واعتمد على نسق السرعة والتحرك في كل الظروف كنسق اكثر التصاقا بقادة الصراعات الأهلية اكتر منها الجيوش المنظمة والمنضبطة، سيفتح غيابه ملف من يحل محله في وسط دارفور بشكل خاص ودارفور بشكل عام لان الحرب الراهنة يظهر فيها قادة اهليون يلعبون أدوار مختلفة ومؤثرة في مختلف السودان وفي دارفور بشكل واسع مثل سلطان المساليت سعد بحرالدين، موسي هلال ناظر المحاميد، وصوصل أمير المهرية.
(١١) اخيرا: الهجوم على الفاشر وعلى المناطق التي تمثل مراكز للايواء للمدنيين جنوبي المدينة، لا يجدي معه تبرير خروج الحركات المسلحة من الحياد، لأن الدعم السريع هو من بادر بالهجوم لاكمال السيطرة على دارفور بعد أن حاصرها بعدة طرق منها التمهيد لذلك بالسيطرة على مدينة مليط المنفذ البري الذي أصبح طريقا للحصول على الغذاء من ليبيا غير ابه بحماية المدنيين، يطرح سؤال المواجهة مع المجتمع الدولي وفي الاعتبار ان ضحايا القصف الذي يصيب المدنيين لا يستنشي منها طرف ، فهل ستكون الفاشر بداية لاعادة النظر نحو حماية المدنيين

badawi0050@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • رسالة من”البرهان” إلى”موسيفيني” بشأن قوات الدعم السريع
  • والي كسلا: الدعم السريع بدأ يترنّح ونهايته باتت قريبة
  • تداعيات مقتل «اللواء علي يعقوب» بالفاشر
  • تداعيات مقتل ( اللواء على يعقوب) بالفاشر
  • عادل الباز: الخائن المحتال كريم خان .!!
  • هل يواجه محمد شياع السوداني مصير عادل عبدالمهدي
  • قوات «الدعم السريع» تعتقل رئيس الاتحاد السوداني لألعاب القوى من منزله
  • تبيان توفيق: عظم الجيش وعزمه!!
  • د. عنتر حسن: حاجة تحير العقول!!
  • حرب على النيل تدفع السودان نحو الهاوية