دون ألم الكيماوي.. علاج بأياد سورية لأكثر السرطانات فتكاً
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
المناطق_متابعات
بعد أكثر من ١٠ أيام من المحاولات، استطاعت “العربية.نت” التوصل أخيرا للدكتورة بيسان اللاذقاني التي كانت بانتظار موافقة جامعتها للتحدث مع الإعلام.
الاكتشاف الأهم بعد فقدان مؤلمفابنة سوريا التي تركتها بعمر الـ ٤ سنوات متنقلة بين الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، غدت حديث مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الطبية والعلمية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بسبب ابتكارها وفريقها علاجا لواحد من أكثر ٤ أنواع سرطانات انتشارا وفتكا حول العالم وفقا لـ “العربية”.
فقد توصلت عالمة البيانات ومكتشفة الأدوية السورية إلى اكتشاف مبتكر في مجال علاج سرطان الرحم، وكشفت في حوار مع “العربية.نت”، التفاصيل.
وأوضحت عن بداياتها، أنها غادرت سوريا في عمر الـ4 سنوات إلى الإمارات حيث عاشت طفولتها هناك، ثم انتقلت إلى بريطانيا في الـ14، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء دراستها الجامعية، فحصلت على الـدكتوراه من جامعة كامبريدج في نيويورك.
كما أضافت أنها عملت لأكثر من 12 عاماً في مراكز الأبحاث بين أميركا وبريطانيا، فوجدت أن نصف العالم تقريباً أصيب أو سيصاب بمرض السرطان في مرحلة ما، في حين أن النصف الآخر المعافى جسدياً، سيعاني من شخص مصاب قريب له.
ولهذا وهي التي فقدت والدتها بعمر صغير بسبب سرطان الثدي، قررت تحدي المرض الأخبث.
“العلاج الآمن”أفادت لاذقاني بأن أمراض السرطان تعرف منذ زمن بعيد، بأنها أحد الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعاً للوفيات حول العالم، مشيرة إلى أن التوقعات تتحدث عن احتمال ارتفاع حالات التشخيص بنسبة 50% بحلول العام 2040.
لهذا قررت أن تساعد الإنسانية عبر علمها وخبرتها، وذلك بجعل هذا المرض أمراً طبيعيا.
وقالت: “كل ما أتمناه أن تصبح ردات الفعل عند المصابين بالمرض حال معرفتهم بالحقيقة ردات فعل طبيعية، وأن يتعاملوا مع الأمر على أنه زكام أو أي مرض آخر بسيط وعلاجه سهل”.
كما تابعت أن علاج السرطان عادة يكون باستعمال الكيماوي، الذي بدوره يقضي على الخلايا الخبيثة والحميدة في آن واحد، وهو ما يؤثر بطريقة أو بأخرى على الحالة النفسية للمريض خصوصا مع فقدان الشعر وتضرر الجلد والأظافر وما إلى ذلك.
إلا أن فكرة علاجها قائمة على “العلاج الآمن”، بمعنى أن يحدد العلاج الخلايا الخبيثة فقط ويعمل على استهدافها دون أن يؤثر على الخلايا الحميدة، بالتالي يتفادى آثار الكيماوي الصعبة.
وذكرت الطبيبة السورية أن هناك تحسناً كبيراً في نسب البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان في المملكة المتحدة، لهذا فهي متفائلة جداً من خطتها، مشيرة إلى أن نسبة البقاء على قيد الحياة للمرضى لمدة 10 سنوات أو أكثر في السبعينيات تبلغ 1 من كل 4 أشخاص، بينما تبلغ النسبة حالياً نحو نصف مرضى السرطان.
الطب والذكاء الاصطناعيعن هذا كشفت الطبيبة الرائدة أيضاً أن ولعها بالبرمجيات منذ صغرها ساعدها إلى حد كبير في تطوير أبحاثها، مشددة على أن علاقة الذكاء الاصطناعي بالطب اليوم علاقة هامة جداً يجب تسليط الضوء عليها والاستفادة منها.
ولفتت إلى أنها كانت تحدثت عن تلك النقطة في بحث نُشر عام 2013، لافتة إلى أن تلك العلاقة ساعدت باكتشاف أكثر من 46 نوعاً مختلفة من السرطانات لم تعرف قبل ذاك التاريخ.
كما أشارت إلى أن تلك العلاقة غيرت كثيراً بعالم الطب، ورأت أن المستقبل سيكون للذكاء الاصطناعي بمساعدة الأبحاث للقضاء على الأمراض.
طموحات بعد الألموعن طموحاتها، أكدت الطبيبة أن وفاة الدتها بالمرض ترك في نفسها تصميماً لدخول الطب، مشيرة إلى أن هدفها اليوم يكمن بمساعدة الإنسانية أجمع بالتخلص من هذا المرض الذي وصفته بالأسوأ.
لقاح سرطان عنق الرحمكذلك أوضحت أن كل ما تتمناه أن يصبح السرطان بأنواع مع علاجاته أحد الأمراض السهلة التي لا تستدعي الذعر منه، وهذا يتحقق بتقليل نسبة الوفيات من المرض.
وشددت على أن هذا الطموح يمكن أن يتحقق خلال الـ50 سنة قادمة، خصوصا مع التطور العلمي.
سوريا.. الإنسانية أهموعن بلدها الأم، ذكرت الطبيبة السورية، وهي ابنة المعارض محيي الدين اللاذقاني، أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، مؤكدة أنها سورية المولد قضت طفولتها في الإمارات التي لها مكانة لا تنسى في حياتها، ثم انتقلت إلى بريطانيا التي قدمت لها كل الدعم وما زالت كذلك، ثم تنقلت بينها وبين أميركا التي نجحت فيها، لهذا لفتت إلى أن الحروب أغبى ما يحدث على هذا الكوكب، وقد تعالى عنها العلم.
كما شددت على أن كل ما تريده هو مساعدة الناس في أي مكان لكسر حاجز الخوف من المرض متخطية الحدود حتى إلى سوريا.
لتختم حديثها قائلة: “أنا إنسان.. أحمل مسؤولية تجاه البشرية أجمع وأعمل بتركيز لمساعدة الإنسانية فقط، وعلى الجميع فهم هذه النقطة جيداً”.
أكبر قاعدة بيانات عامة للسرطان في العالميشار إلى أن الطبيبة بيسان اللاذقاني كانت حظيت طوال حياتها المهنية بدعم اكتشافاتها من قبل مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وهي أكبر مؤسسة خيرية في العالم في هذا المجال.
كما تعتبر من الرواد الأهم حيث صممت قاعدة بيانات، هي أكبر قاعدة بيانات عامة للسرطان في العالم.
كذلك أكدت على ثقتها في إمكانية تغيير مجرى علاج سرطان الرحم خلال الـ15 سنة المقبلة، وتدعو إلى التفاؤل والاستثمار الجاد في البحث العلمي.
أما سرطان الرحم، فهو السرطان الأكثر شيوعاً من أنواع السرطان التي تصيب الأعضاء التناسلية للإناث، ويعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء عموماً، بعد سرطان الثدي، وسرطان الرئة، وسرطان القولون والمستقيم.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: السرطان سرطان الرحم علاج مرض السرطان مرض السرطان إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
جدل الكيماوي وسرديات العهد المباد
جدل الكيماوي وسرديات العهد المباد
خالد فضل
عشية صدور قرار مجلس الأمن الدولي بإحالة تقرير لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي الإيطالي كاسيوس حول الجرائم التي ارتكبت في حرب دارفور خلال عامي2003__2004م، استضافني الزميل الإعلامي في إذاعة ولاية الخرطوم محمد الأمين عبر الهاتف و على الهواء مباشرة في تعليق على صدور ذلك القرار رفقة الدكتور عبدالملك النعيم . كنت أعلم أنّ اللقاء مباشر لذلك لا يمكن سنسرته ومونتاجه، هذه واحدة، الثانية كنت على يقين بأنّ قرارا أمنيا سيصدر بحجب أي تعليق أو مقال رأي في الصحف أو أي نوع من القوالب الصحفية التي تتناول القرار ولا تتفق مع سردية النظام المهيمن . وقد صدق توقعي بالفعل . مما أذكره في تعليقي أنني أبديت موقفي العاطفي، وشعوري الوطني الذي لا يريد أن يحاكم رئيس بلادي أو أي مواطن من بلدي في محكمة دولية . بيد أنّ طلب الإنصاف والعدالة ومراعاة شعور الضحايا الذين هم من أبناء وطني كذلك، تبقى أقوى من مشاعري الخاصة . كما أنّ هذا القرار جاء بعد تقصي دقيق وتحقيق دولي حقوقي مرموق، كنت مطلعا على بعض إجراءاته من خلال أصدقاء حقوقيين وإعلاميين على صلة وثيقة بمجرياته، فلا سبيل للتعامل معه إلا بذات المستوى من الجدية .
مع الأسف وكما هي طبيعة من يعرف الحقائق ويريد طمسها ؛ يستخدم كل الوسائل التي تبعد عن الحقيقة . وبدأت حملات التعبئة الخطابية من زميلي على الطرف الآخر بسردية الوطنية والكرامة مقابل الإستعمار والمؤامرة … إلخ . ثمّ تبع ذلك إشاعة جو من التخويف والإرهاب الفكري والمعنوي بغرض لجم أي صوت عاقل يدعو للتعامل بحكمة مع تداعيات القرار ، سارت المناهضة على خطى دعائية محضة، وصلت درجة استجداء الحماية من الرئيس الروسي بوتين على أواخرعهد المخلوع البشير الذي ما يزال يحمل صفة المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية رفقة أحمد هرون رئيس حزبه المحلول، وعبدالرحيم محمد حسين وزير دفاعه ؛ كنتيجة موضوعية لعمل حقوقي باذخ نزيه ومهني فيما لم تصمد سرديات التضليل والأكاذيب التي بثها النظام المباد، وما تزال عناصره تمارسها وتجد لها سوقا رائجة في أتون هذه الحرب الكريهة .
اليوم تعود وزارة الخارجية الأمريكية لإصدار قرار عقوبات على سلطة الجيش السوداني بإتهامات استخدام السلاح الكيماوي في الحرب الراهنة، كالعادة الموروثة من العهد المباد بدأت ردود الفعل . فقد وصفه الناطق باسم سلطة الجيش بالإبتزاز السياسي، ووصفها ناطق الجيش بالخطيرة ومضى لإنكارها . وسار كبار الإعلاميين التابعين لهم على الدرب . ولكن هل يجدي استخدام نفس المنهج كل مرّة ؟ وهل ستكون النتائج على ممارسة الهروب للأمام ذات فائدة في كل الأحوال ؟ أم لابد من افتراع طريق مغاير للتعامل مع هذه الإتهامات .
الفهلوة الخطابية وإثارة الغبار الكثيف ذات مردود مؤقت، سيتولى الحاج حماد السرديات الجديدة القديمة بعد عودته من الأراضي المقدسة ويسجلها لتنتشر عبر الوسائط كتريند، بينما فعالية العقوبات تقصم ظهره وأمثاله من غمار المواطنين . تلك هي الحقيقة التي ستواجه الشعب بينما عناصر العهد المباد يقودونه كالسائمة وهم يستعيدون سيطرتهم على السلطة والثروة بغطاء حرب الكرامة .
صحيح من حق السودانيين المطالبة بإجراء تحقيق دولي موثوق بوساطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هذا مطلب عادل ومشروع بالمثل يترتب على ذلك المطلب مشروعية المطالبة بإجراء تحقيقات دولية موثوقة في كثير من الإنتهاكات التي مورست في هذه الحرب مثل القتل والتصفيات خارج نطاق القانون، وتدمير المرافق المدنية بما في ذلك الإتهامات بتسميم مصادر المياه في منطقة صالحة بأم درمان، الإغتصاب ، الإبادات الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وكذلك التحقيق الأساسي حول مسؤولية إشعال الحرب أساسا، وقبلا التحقيق الدولي حول مجزرة فض الإعتصام، وجرائم قتل المتظاهرين السلميين أثناء الثورة وبعد ها وعقب إنقلاب 25أكتوبر2021م فكل هذه الجرائم المشهودة بوقائعها المريرة لم يتم التحقيق الشفاف حولها ولم تنشر نتائجها ولم تتخذ أي إجراءات ضد المشتبه في تورطهم فيها ؛ مما يستوجب المناداة بالتحقيق الدولي حولها إسوة بمطلب الدعوة للتحقيق حول مزاعم وزارة الخارجية الأمريكية ضد الجيش السوداني . كذلك الإتهامات بالفساد وتهريب الموارد واستغلال النفوذ وغيرها من شبهات تعكّر الفضاء السوداني .
إنّ خطاب الكراهية والتحريض على العنف بما في ذلك الدعوات المتبادلة لتدمير واستئصال قبائل ومجموعات بعينها، وملاحقة وتصفية المدنيين، والعزل من المقاتلين والمحتجزين التي تفوح روائحها النتنة من خلال الوسائط الإعلامية المختلفة، وتوثقها الفيديوهات المنتشرة ، مع التعنت ورفض التفاوض السلمي لوقف الحرب وغيرها من الممارسات الفظيعة . بإختصار الحالة السودانية الراهنة تستوجب الدعوة الصريحة لوضعها تحت الإشراف الدولي المباشر، فما من مجال من مجالات الحياة إلا تعتوره الشبهات، تلك هي الحقيقة التي يتحاشاها خطاب التضليل السائد، قوة ومع انهيار مشروعية الحكومة منذ إنقلاب أكتويبر 2021م وهيمنة عناصر المليشيات الإرهابية تبقى فرضية استخدام الاسلحة المحرمة دوليا قائمة ما لم يتم دحضها بتحقيقات دولية أخرى .فما العمل يا ترى !!.
الوسومالمحكمة الجنائية النظام البائد جدل الكيماوي خالد فضل