مع بدء اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث، اشتعلت من جديد نار شكاوى أولياء الأمور من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية بشكلٍ جنوني، مستغلين حاجة الطلاب وأسرهم في هذه الفترة، فيما أكد مختصون بانها تمثل تحدي مالي للعائلات وقد يصعب على البعض تحمل هذه التكاليف الإضافية
ورصدت "اليوم" حالة من الاستياء بين أوساط أولياء الامور، حيث عبّر العديد منهم عن استيائهم من هذه الظاهرة التي تُثقل كاهل العائلات وتُشكل عبئًا ماديًا كبيرًا، مشيرين إلى ان بعض المدرسين الخصوصيين يستغلون هذه الفترة لرفع أسعارهم بشكل جنوني، مستغلين حاجة الطلاب وأولياء الأمور ورغبتهم في تحقيق النجاح الدراسي.


أخبار متعلقة "الأمن والحماية" تضبط 3 مقيمين مخالفين لنظام البيئة باستغلال الرواسب"الأرصاد": أمطار خفيفة على جازان وأتربة على تبوكتجارة "الدروسية الخصوصية"أعرب عبدالله القحطاني - ولي أمر - عن استيائه من الارتفاع الكبير في أسعار الدروس الخصوصية، والتي وصفها بـ ”الجنونية“، مشيرًا إلى "أن المدرسين الخصوصيين باتوا تجارًا يستغلون ظروف المواطنين“.
وقال محمد السادة - ولي أمر - أن الدروس الخصوصية تُشكل عبئًا ماديًا كبيرًا على الأسر، خاصة خلال فترة الاختبارات التي ترتفع بها أسعار هذا النوع من الدروس.
وأكد على وجود استغلال واضح من قبل المدرسين الخصوصيين لحاجة الطلاب وأولياء الأمور الذين يريدون أن يجتاز أبناؤهم المرحلة الدراسية بنجاح، مضيفًا أن بعض المدرسين يرفعون أسعارهم بشكل مبالغ فيه، دون أي مبرر، مستغلين حاجة الناس ورغبتهم في مساعدة أبنائهم.
وطالب محمد الغامدي - ولي أمر - بضرورة وضع حد لظاهرة ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، داعيًا إلى تفعيل برامج الدعم المدرسي في المدارس، وتوفير مصادر تعليمية إضافية للطلاب، لكي لا يضطرون إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية.
تحدي مالي لأولياء الأمور
من جهتها قالت أستاذة المناهج وطرق التدريس د. أميرة الزهراني، إن بعض الأهالي يضطرون لتوفير المدرس الخصوصي ما قد يؤثر على ميزانية الأسرة، فقد يزيد بعض المدرسين من تكاليف الجلسات التدريسية وخصوصًا في فترات قرب الاختبارات الفصلية والنهائية، حيث يحتاج الطلبة إلى مزيد من الدروس التكرارية والاستعداد المكثف.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د. اميرة الزهراني
وأضافت: "بالتأكيد يمكن أن تمثل الدروس الخصوصية تحدي مالي للعائلات، وقد يصعب على البعض تحمل هذه التكاليف، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الاعتماد الشديد على المدرس الخصوصي على استقلالية المتعلم وقدرته على مواجهة التحديات التعليمية بدون مساعدة، فعندما يعتمد الطالب بشكل كبير على المدرس الخصوصي، قد يفتقد الثقة في قدرته على تحقيق النجاح الاكاديمي دون الدعم الخارجي.
وأكدت "الزهراني" أن الطالب يستطيع الاستغناء عن المدرس الخصوصي، وخاصة في هذا العصر الذي يتسم بالانفجار المعرفي، حيث يمكن للطلبة استغلال التكنولوجيا والاستفادة بشكل كبير من المواقع التعليمية والموارد الرقمية المتاحة عبر الانترنت، فيتعلم الطالب كيفية استخدام محركات البحث للعثور على المعلومات التي يحتاجها مع التدقيق في تلك المعلومات للتأكد من صحتها وموثوقيتها، وهذا بدوره يعزز الاستقلالية والمسؤولية في التعلم.
إعلانات مضللة
وقال التربوي د.عبدالعزيز آل حسن: "الكل يبحث عن النجاح والتفوق الدراسي ولا سيما مع فترة اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث، وقرب الامتحانات النهائية، ويلجأ العديد من الطلاب والطالبات للاستعانة بالدروس الخصوصية التي يقدمها مجموعة من الباحثين عن المال بغض النظر عن النتيجة المتوقعة.
وأضاف: "انتشرت الدعايات والإعلانات على الخاص والعام للمدرسين الخصوصيين، وكأنهم (المنقذ) الذي يبحث عنه الطالب والطالبة والمفاجأة أن نتائجهم بعد تلك الدروس لم تؤتي بثمارها، وهنا يجب التحذير من هؤلاء الذين يدعون المعرفة وأن باستطاعتهم رفع مستوى الطالب خلال أيام من ضعيف إلى ممتاز".
عمالة غير نظامية
وأكد "آل حسن" أن هذه الطفرة الدراسية المفاجئة شيء صعب تحقيقه في أيام معدودات، بالإضافة إلى أن بعض من يقدم تلك الدروس هم من العمالة غير النظامية الذي يشكل وجودهم خطرًا اجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وعندما يتم التعاقد معهم لتقديم تلك الدروس فهذا بمثابة مساعدتهم على الاستمرار في مخالفة النظام والتواجد بلا صفة نظامية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } د عبدالعزيز آل حسن
وأكد أن من الأفضل لكل طالب وطالبة أن يكون لديه إدارة لوقته ولمذاكرته مند بداية العام والاستعانة بالمعلمين والمعلمات داخل المدارس، حيث يبذلون جهدًا مميزًا ورائعًا ويحرصون على كل طالب وطالبة ولا يتوانون في تقديم أي مساعدة أو شرح أو توضيح لمعلومة أو مسألة صعبة تحتاج للتوضيح، كما يجب على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم وحثهم على المذاكرة وعدم الانشغال بما لا ينفعهم والتركيز على طرق المذاكرة الجيدة، ولعل الأمر بشكل كبير معني به الطلاب والطالبات في استخدام استراتيجيات المذاكرة من خلال خمسة طرق (إقرأ، افهم، اكتب، كرر، اخبر بها غيرك)، حيث تساهم هذه الطريقة الخماسية في رفع مستوى الذكاء والاستذكار واستحضار المعلومة ، بالإضافة الى الاهتمام بالوقت والغذاء والراحة ، فرحلة العلم تبدأ منك وتنتهي إليك.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري جدة أولياء أمور الدروس الخصوصية الدروس الخصوصیة أولیاء الأمور article img ratio

إقرأ أيضاً:

لماذا أصبحت مصر وجهة مفضلة للطلاب العرب في السنوات الأخيرة؟

 

تشهد مصر في السنوات الأخيرة طفرة واضحة في الإقبال على التعليم الجامعي من قبل الطلاب العرب، خاصة من دول الخليج مثل السعودية والإمارات والكويت. لم يعد الأمر مجرد تقارب ثقافي أو لغوي، بل أصبح خيارًا مدروسًا يعتمد على جودة التعليم وتنوع التخصصات وتكلفة الدراسة المعقولة مقارنة بدول أخرى. هذا التوجه يعكس ثقة متزايدة في المنظومة التعليمية المصرية التي تشهد تطورًا متسارعًا على مستوى المناهج والبنية التحتية والخدمات الطلابية.

تشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم العالي المصرية إلى أن أعداد الطلاب الوافدين تجاوزت حاجز 100 ألف طالب من أكثر من 70 دولة، وهو رقم يعكس مدى الجاذبية التعليمية لمصر في المنطقة العربية. وتأتي كليات الطب، الصيدلة، الهندسة، وإدارة الأعمال على رأس قائمة التخصصات الأكثر طلبًا، تليها برامج الدراسات العليا التي أصبحت بدورها تحظى باهتمام واسع من خريجي الجامعات العربية.

من أهم الأسباب التي تدفع الطلاب لاختيار مصر هي السمعة الأكاديمية العريقة لجامعاتها، مثل جامعة القاهرة وعين شمس والمنصورة وبدر، إلى جانب الجامعات الخاصة الحديثة التي توفر بيئة تعليمية متقدمة ومعتمدة دوليًا. كما تلعب تكاليف المعيشة المنخفضة نسبيًا دورًا محوريًا في اتخاذ القرار، حيث يستطيع الطالب الحصول على تجربة تعليمية متميزة بتكلفة أقل من نصف ما قد ينفقه في دول أخرى ذات مستوى أكاديمي مماثل.

جانب آخر لا يقل أهمية هو التنوع الثقافي والبيئة الآمنة التي تحتضن الطلاب الوافدين. فمصر تقدم تجربة معيشية متكاملة تجمع بين الدراسة، والانفتاح على ثقافة عربية أصيلة، وحياة اجتماعية غنية بالأنشطة الأكاديمية والثقافية. هذه العوامل تجعل الطالب يشعر بالانتماء منذ الأيام الأولى، مما يسهل عليه الاندماج والتأقلم.

ويؤكد عدد من الأكاديميين أن الدراسة في مصر باتت تمثل محورًا تعليميًا متطورًا في المنطقة، بفضل سياسات التحديث المستمرة في الجامعات وبرامج الاعتماد والجودة التي تتبناها وزارة التعليم العالي. وفي هذا السياق، يقول أحد المختصين في شؤون الطلاب الوافدين:

“منصة مثل ادرس في مصر تساعد الطلاب السعوديين والإماراتيين في اختيار الجامعة المناسبة واستكمال إجراءات التقديم بسهولة وشفافية، مما يسهم في زيادة أعداد الطلاب الوافدين عامًا بعد عام.”

كما لعبت التحول الرقمي في الخدمات التعليمية دورًا كبيرًا في جذب المزيد من الطلاب. فاليوم يمكن لأي طالب الاطلاع على تفاصيل البرامج الجامعية، ومتطلبات القبول، ونماذج السكن الجامعي، وخدمات ما بعد القبول من خلال المنصات الإلكترونية الرسمية أو المكاتب المعتمدة لتقديم خدمات الدراسة بالخارج في مصر. هذه المنظومة الرقمية وفرت تجربة سلسة وسريعة، ما جعل العملية أكثر احترافية وموثوقية.

ولا يمكن إغفال دور مكاتب القبول الجامعي في مصر للطلاب الوافدين، التي أصبحت الجسر الرئيسي بين الطالب العربي والجامعة المصرية. فهي تقدم خدمات استشارية مجانية، وتساعد في تجهيز الأوراق، وتوفير السكن، وحتى متابعة الطالب بعد التحاقه بالدراسة. هذا الدعم المستمر خلق بيئة مشجعة تسهّل خطوات الدراسة في مصر وتزيل العقبات الإدارية التي كانت تواجه الطلاب في الماضي.

ختامًا، يمكن القول إن تجربة الدراسة في مصر أصبحت نموذجًا عربيًا ناجحًا يجمع بين الجودة الأكاديمية، والتكلفة المناسبة، والبيئة الآمنة. ومع استمرار الإصلاحات وتطوير الجامعات، يبدو المستقبل واعدًا لمزيد من الانفتاح التعليمي واستقطاب الطلاب من مختلف أنحاء العالم العربي والإفريقي.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أردوغان ساهم بشكل كبير في وقف إطلاق النار بغزة
  • لماذا أصبحت مصر وجهة مفضلة للطلاب العرب في السنوات الأخيرة؟
  • مستثمرو جنوب سيناء: قمة شرم الشيخ للسلام تدعم السياحة الوافدة لمصر بشكل كبير
  • برج السرطان.. حظك اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025: احترم الخصوصية
  • إن لروحك عليك حقًا في أمور كثيرة ..
  • حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟
  • تفعيل دور أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية بالعوابي
  • ”التربية الرقمية“.. أولياء أمور يتفقون على ضوابط لحماية الأبناء من مخاطر الشاشات
  • نصف مليون فلسطيني يعودون لشمال غزة.. الذكـــــريات أصبــحـت غبــــــاراً
  • هل مال الرجل لزوجته أم لأمه؟.. الإفتاء تحسم الجدل بـ5 أمور