باسيل يتموضع إستعداداً للإنتخابات المقبلة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن":من بعيد يُرصد حراك سياسي انتخابي هادئ يجري خلف الكواليس. علاقة مستجدّة بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ونائب رئيس الحكومة السابق الياس المر يعمل على تعزيزها وسطاء مقربون من الطرفين. أتى ذلك في وقت ابتعد فيه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن «التيار» ورئيسه عقب توقيع قرار فصله وسط ترجيحات عن بحث انتخابي له مع آخرين في «التيار» ممن قد يشملهم قرار الفصل في المراحل المقبلة.
تقارب باسيل والمر يعزز احتمال تحالف قد ينشئ تحالفات أخرى بين تياريين سابقين ومحازبين آخرين يفكرون في خوض الانتخابات خارج نطاق أحزابهم. لا شيء محسوم بعد، و»لكن المؤكد أنّ باسيل حرّك أحجار «الدومينو» وأوجد دينامية في المشهد السياسي في اللعبة الداخلية، كما أنّ موقفه بالإبتعاد عن «وحدة الساحات» قد يفتح له أبواباً على حوار مع الغرب، وهذا كله من منطق حماية المقاومة».
يستعد «التيار» لدورة 2026 الانتخابية و»خوضها بطريقة مختلفة مع انفتاح أكبر على الكتل السياسية بعدما بدأت المواجهة ضده تخف تدريجياً»، وتقول مصادر باسيل إن «جزءاً من الثوار فتح حواراً معه. وليس تفصيلاً أن تعتبره يمنى الجميل شريكاً محتملاً في المقاربة السياسية للبنان».
وتضيف مصادره أنّه «بدأ صياغة مقاربة جديدة للمرحلة السياسية المقبلة تقوم على الثبات في الموقف والانفتاح على الحوار أي التوازن بين المبادئ والواقعية». أضف الى ذلك أنّه «لا رئيس جمهورية من دونه، ومعه الرئيس الجامع للبنانيين خيار قابل للتحقيق انطلاقاً من مشهد جزين وكلام الياس المر وزيارته قبل أقل من شهر الى زحلة وهو ما يقدم صورة عن الأيام المقبلة». أما على مستوى العلاقة مع «حزب الله» فهو اختلف مع حليفه السابق «خارج الحدود في وحدة الساحات، ولكنه ثبّت حق المقاومة في الداخل المسيحي، ويكفي أنّه تصدى للخطاب الذي ساد عقب اغتيال باسكال سليمان».
من وجهة «التيار»، فإن «إعادة التموضع التي يقوم بها باسيل تشبه اللحظة التي تمكّن فيها الرئيس ميشال عون من التموضع بعد انتخابات عام 2005 والتي أسست لمرحلة جديدة، مع فارق أنّه خضع لإختبارات صعبة لتياره انتهت الى فرض عقوبات عليه». يعيد باسيل ترميم تحالفاته ونسج الجديد منها مستعداً للمرحلة المقبلة، فيما لا يزال تفاهمه مع «حزب الله» في تراجع مستمر، وقد انخفض مستوى العلاقة بينهما وصار «على القطعة»، وكان آخرها انتخابات نقابة المهندسين التي لا يعتبرها «حزب الله» مؤشراً على جديد يسود العلاقة التي أرادها باسيل «على القطعة»، ويقبل «حزب الله» بذلك وهو يرى أنّ صيغة كهذه تضرّ بصاحبها خاصة في الاستحقاق الإنتخابي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تداعيات استقالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا على استقلالية القضاء العراقي
بغداد- شهد المشهد القضائي والسياسي في العراق تطورا لافتا بقبول مجلس القضاء الأعلى، يوم 29 يونيو/حزيران الحالي، استقالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا القاضي جاسم محمد عبود العميري.
هذه الخطوة، التي جاءت في سياق حساس ومعقد، تثير تساؤلات جدية حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها، وتداعياتها المحتملة على استقلالية القضاء العراقي ودوره في حفظ التوازن الدستوري، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها البلاد.
من جهته، أكد رائد المالكي، عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، للجزيرة نت، أن "إزاحة" العميري عن رئاسة المحكمة الاتحادية العليا تأتي تمهيدا لإصدار قرار بالعدول عن الحكم في قضية خور عبد الله.
دور الاتفاقيةوأصدرت المحكمة في الرابع من سبتمبر/أيلول 2023 قرارها بعدم دستورية قانون تصديق اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في ممر خور عبد الله مع الكويت، التي تم توقيعها بين البلدين عام 2012.
وقسمت الاتفاقية ميناء خور عبد الله بين العراق والكويت، ويقع الميناء في أقصى شمال الخليج العربي بين كل من جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد إلى داخل الأراضي العراقية مشكلا خور الزبير الذي يقع فيه ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي العراق.
لكن المحكمة الاتحادية العليا في العراق قضت، في الرابع من سبتمبر/أيلول 2023، بعدم دستورية القانون 42 لسنة 2013 الذي صادق عليه البرلمان، مستندة في حكمها إلى أن التصديق على الاتفاقية لم يحصل على أغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان، كما تنص المادة 61 من الدستور العراقي.
ويوم 15 أبريل/نيسان الماضي، قدم كل من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد طعنا في قرار المحكمة بشأن الاتفاقية. وأجلت المحكمة يوم 30 من الشهر نفسه النظر في هذا الطعن إلى وقت لاحق، من دون تعيين موعد محدد.
إعلانوقال المالكي، للجزيرة نت، "لسنا مقتنعين بالسبب المعلن لاستقالة رئيس المحكمة الاتحادية القاضي جاسم العميري. نعتبر هذا العذر شكليا وغير حقيقي، فهو يتمتع بصحة جيدة". وأكد أن مواقف المحكمة في الآونة الأخيرة "خلقت لها خصوما من الكرد والسنة والشيعة، وآخرها قضية خور عبد الله".
وشدد على دعم البرلمان للقضاء، قائلا "سنبقى كما كنا داعمين للقضاء وللمحكمة الاتحادية كمؤسسة مهمة وعليا في البلد. وسنعمل على الدفاع عن استقلاليتها ومهنيتها، يكفينا ما فعلته التوافقية السياسية في المؤسسات الأخرى من فشل وفساد فاضح".
ضغوط سياسيةمن جانبه، أوضح الخبير بالشأن الدستوري، مصدق عادل، آلية تشكيل المحكمة الاتحادية الجديدة في ظل استقالة رئيسها وعدد من أعضائها الحاليين، مشيرا إلى احتمال وجود ضغوط سياسية وراء هذه الاستقالات.
وقال، للجزيرة نت، إنه بموجب قانون التعديل الأول لقانون المحكمة رقم 25 لسنة 2021، تجتمع لجنة رباعية برئاسة رؤساء مجلس القضاء والمحكمة الاتحادية وجهازي الإشراف والادعاء العام، وتقوم بانتخاب رئيس للمحكمة وأعضاء آخرين، وترسل الأسماء إلى رئاسة الجمهورية للمصادقة عليها خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما.
ووفقا له، تزامن تقديم رئيس المحكمة لطلب الإحالة إلى التقاعد مع موعد النظر في قضية خور عبد الله، بعد أن قامت المحكمة بسحب الموعد ليوم الخميس الماضي، وأضاف "فوجئنا بتقديم 6 من قضاة المحكمة، تبعهم رئيسها، استقالاتهم. بالتالي، فإن هذه الخطوة لا تخلو من الضغوطات السياسية في ما يتعلق بملف خور عبد الله".
وتابع الخبير عادل أنه تم إعطاء هذه الاستقالات الجانب القانوني، باعتبار أن حق التقاعد مكفول لكل قاضٍ، لكن تبقى الاعتبارات السياسية كامنة وراء تقديم طلب إحالة القاضي إلى التقاعد.
وفي ما يتعلق باستقلال القضاء، أكد أن "رئيس مجلس القضاء فائق زيدان حريص على عدم تدخل أي جهة سياسية، سواء كانت البرلمان أو رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، في عمل المجلس القضاء. وأعرب عن أمله أن تمتد هذه الاستقلالية إلى المحكمة الاتحادية بعد تشكيلها مجددا، لتكون "حصنا ضد التدخلات السياسية في أعمالها وقراراتها".
فراغ دستوريمن ناحيته، حذر الباحث في الشأن السياسي أثير الشرع من خطورة الوضع الراهن في المحكمة الاتحادية العليا، مؤكدا أن استقالة رئيسها وعدد من أعضائها تمثل "مسألة خطيرة جدا" قد تؤدي إلى فراغ دستوري، وتؤثر على العملية السياسية برمتها، بما في ذلك الانتخابات.
وقال للجزيرة نت إن هناك "مشكلات كبيرة وخطيرة بين السلطات والرئاسات قد تكون استوجبت استقالة رئيس المحكمة إضافة إلى 9 قضاة (6 أساسيين و3 احتياطيين)".
وحسب الباحث الشرع، فإن استقالة القاضي العميري جاءت في توقيت حرج، وقبيل عقد المحكمة الاتحادية جلستها للبت في أمرين مهمين للغاية، وهما انقطاع رواتب موظفي إقليم كردستان العراق وملف خور عبد الله الحدودي مع الكويت. وافترض أن هذين الملفين قد يكونان الدافع وراء استقالة القضاة.
وأضاف "كما توقعنا، هناك حل متفق عليه بين كل السلطات والرئاسات والكتل السياسية لتفادي حصول فراغ دستوري من خلال تكليف قاضٍ ورئيس جديد للمحكمة، وهو السيد منذر إبراهيم حسين"، وتوقع أن الرئيس الجديد قد يطلب من باقي القضاة تقديم استقالاتهم ليتم تعويضهم بآخرين.
إعلان