كتب ابراهيم بيرم في" النهار":سرى في أوساط سياسية وإعلامية في بيروت وسواها سيل من المعلومات والتكهنات أوحى بأن قيادة حركة"حماس" المقيمة في الدوحة منذ أكثر من عشرين عاماً وتؤدي دور قيادة الخارج بدأت جدّياً رحلة البحث عن عاصمة أخرى عربية أو غير عربية يمكن أن تستقبلها وتؤمّن لها الرعاية والحماية، لأن السطات القطرية لم يعد بإمكانها جبه حملة الضغوط الغربية عليها، التي تلح عليها لطرد قيادة "حماس" وفي مقدمها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وسلفه خالد مشعل إضافة الى خليل الحيّة وعزت الرشق وسواهم من الصف القيادي القديم والجديد.


وبناءً على ذلك توجّهت الأنظار بشكل رئيسي الى ثلاث عواصم عربية وهي بيروت ودمشق وبغداد لاعتبارات عدّة. وفيما سرت معلومات تفيد أن بغداد بضغط من الدوحة وطهران قد قبلت بتوفير مساحة من الأرض في محيطها تصلح لأن تكون مجمّعاً يؤوي قيادة الحركة، لكن الأمر لم يتخطّ حدود التكهّن، فيما سرى أن دمشق أبلغت من يعنيهم الأمر وفي مقدمهم "#حزب الله" أنها غير مستعدّة إطلاقاً لأن تعود لتحتضن قيادة "حماس" كالسابق، لأنها تكتفي بالمصالحة التي جرت بينهما أخيراً وأنها رغم ذلك ليست راغبة في إعادة التجربة السابقة. أما مسالة الانتقال الكلّي لقيادة الحركة الى بيروت فأمر دونه عقبات وصعوبات أمنية وسياسية خصوصاً في ظلّ الاعتراض الذي بان إثر الظهور العسكري المحدود لمقاتلين من الحركة في الميدان الجنوبي ما عزّز مظاهر الانقسام بما يعيد إحياء تجربة الوجود الفلسطيني الذي كان قبل عام 1982.
لا تنفي حركة "حماس" وجود ضغوط تمارس على الدوحة في إطار الضغط على الحركة نفسها لمعاقبتها على ثباتها على مواقفها، لكنها تنفي نفياً قاطعاً أن تكون السلطات القطرية فاتحت قيادة الحركة في أمر مغادرة الدوحة والبحث عن ملاذ آخر. وقال القيادي في قيادة الحركة في لبنان وليد كيلاني لـ"النهار" إن الحركة تضع كلّ ما يقال بخصوص عزم قيادتها الموجودة في الدوحة على الانتقال منها الى عاصمة أخرى "في إطار الشائعات، والهدف ممارسة الضغوط على الحركة بعد ثباتها على مواقفها ورفضها التنازل أو التراجع عن مطالبها وشروطها المعروفة لتهدئة الوضع في غزة وفي مقدمها وقف العدوان بشكل دائم وانسحاب قوات العدو وإعادة النازحين من شمال غزة قبل البحث في ملف الأسرى".

وأضاف: "الأكيد أن هذا الموقف الراسخ لم يعجب العدو الصهيوني ولا الإدارة الأميركية، لذا شرعا في رحلة الضغط السياسي والإعلامي على قيادة الحركة وإظهارها بمظهر المعزول. ونحن نؤكد أن هذا الضغط المستجد لن يجدي كما لم تنجح الحملات الضارية علينا في الميدان".

ورداً على سؤال قال كيلاني: "إن الإدارة الأميركية شريكة في عملية الضغوط علينا لدفعنا الى التخلي عن مواقفنا المبدئية والقبول بعرضها الذي هو عرض إسرائيلي ولكن بورقة أميركية، وهي بعد ذلك انتقلت الى ممارسة الضغوط على القيادة القطرية لكي تبادر الى ممارسة الضغوط علينا. لذا نؤكد أن الأنباء التي ضُخّت أخيراً عن قرب خروج قيادتنا من الدوحة والبحث عن مكان آخر يستقبلنا هي أنباء غير صحيحة، ونؤكد أن قيادة الحركة ليست في وارد البحث عن عاصمة أخرى تنتقل إليها لأن الدوحة لحدّ الآن لم توح لنا أننا بتنا غير مرغوب فينا عندها، وكلّ ما سرى هو من باب الضغوط ليس إلا. أما إن كان هناك من يستند الى موقف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الذي تحدث فيه عن أن بلاده بصدد إعادة تقييم موقفها من ملف الوساطة والتفاوض الذي تؤدّي فيه دوراً رئيسياً فهذا لا يعني إطلاقاً أن القيادة القطرية تعتزم إبعاد قيادة حماس". واعتبر "أن كل ما يُسرّب هو أخبار كاذبة نسجها العقل الإعلامي الصهيوني والأميركي خدمةً للكيان المغتصب".

وقال "ثمة من التبس عليه الأمر فأدرج زيارة وزير الخارجية التركي للدوحة ولقاءه مع الأخ إسماعيل هنيّة في خانة البحث عن مكان آخر تنتقل إليه قيادة حماس، والصحيح أن الزيارة كانت لمساندة قطر في مواقفها إضافة الى دعم الحركة وموقفها خصوصاً أن الرئيس التركي رفض اعتبار الحركة تنظيماً إرهابياً".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قیادة الحرکة البحث عن

إقرأ أيضاً:

المال والصحة النفسية

احتفل العالم في العاشر من أكتوبر باليوم العالمي للصحة النفسية في وقت يشهد تناميًا ملحوظًا في معدلات الاضطرابات النفسية حول العالم. ومما لا شك فيه أن الصعوبات المالية التي يواجهها الأفراد تترك أثرًا كبيرًا على صحتهم النفسية؛ إذ أنّ الضغوط الناتجة عن الديون، وفقدان الوظيفة، أو عدم الاستقرار المالي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق، والاكتئاب، والتوتر النفسي.

ولا يمكن إغفال أن الحالة النفسية تتأثر أيضًا بعوامل أخرى تشمل البيئة الاجتماعية، والتجارب الشخصية، والعوامل الوراثية ما يجعل لكل فرد تجربة فريدة في مواجهة الضغط المالي، إلا أن الأزمات المالية تبقى من أبرز المحفزات التي قد تفاقم الاضطرابات النفسية، خاصةً لدى من يفتقرون إلى الدعم النفسي، أو المهارات المالية الكافية لإدارة أزماتهم. فتشير الدراسات إلى أن التوتر والاكتئاب يؤثران مباشرة على طريقة تفكيرنا، واتخاذنا للقرارات المالية؛ فحين يشعر الإنسان بالضغط المالي يهيمن عليه ما يُعرف باستجابة «النجاة» ما يدفعه للتركيز على النجاة الفورية بدل التخطيط طويل المدى. هذا قد يؤدي إلى الإنفاق العاطفي، أو تأجيل التعامل مع الالتزامات المالية، أو اتخاذ قرارات استثمارية متسرعة، وهكذا تتحول الضغوط النفسية إلى عبء مالي إضافي، وتشكل حلقة مغلقة تحتاج إلى وعي، وانضباط لكسرها.

تختلف ردود الفعل تجاه الأزمات المالية بين الأفراد كما ذكرنا؛ فبعض الأشخاص يواجهون الضغوط المالية كتحدٍّ يمكن تجاوزه بينما يشعر آخرون بالعجز، والضغط النفسي العميق. وفي بعض المجتمعات يُنظر إلى الاستعانة بالمختصين النفسيين أنها ضعف أو عار ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بصمت. ومن هنا يؤكد خبراء علم النفس والاقتصاد السلوكي أن تحسين الصحة النفسية هو استثمار مالي ناجح؛ فالشخص المتوازن نفسيًا يكون أكثر قدرة على إدارة ميزانيته، والتخطيط لمستقبله، واتخاذ قرارات عقلانية في ظل تقلبات السوق. وفي المقابل يسهم الاستقرار المالي في تقليل التوتر، وتعزيز الشعور بالسيطرة على الحياة؛ لتتضح العلاقة التبادلية بين الصحة النفسية والرفاه المالي. فيمكن للأفراد كسر دائرة الضغط المالي والنفسي عبر الوعي بهذه العلاقة المعقدة، وطلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة، وممارسة التأمل والوعي الذاتي، والتثقيف المالي المبكر، وإعادة تعريف مفهوم النجاح المالي بحيث يرتبط بالسلام الداخلي، وليس فقط برصيد البنك.

ذلك أنه بين رصيد البنك والحالة النفسية خيط خفيّ لا يراه الكثيرون، لكنه يؤثر في تفاصيل حياتنا اليومية. وحين نصالح المال مع النفس نستعيد توازننا، ونكتشف أن الثراء الحقيقي يبدأ من الداخل.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • المال والصحة النفسية
  • ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
  • حماس: الحركة لن تحكم غزة بعد الحرب
  • عاجل.. مصدر بحماس: الحركة لن تحكم غزة فى المرحلة الانتقالية بعد انتهاء الحرب
  • من هو المسؤول القطري الذي لعب دورا بارزا في إبرام اتفاق غزة؟
  • قيادي في حماس: الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل
  • العجوز وقيسي من بيروت: سيدة العواصم لن تكون رهينة لأحد
  • المياسة الأنصاري: مؤتمر قيادة بالدوحة غيّر رؤيتي للهوية والقيادة
  • هل حدثت مفاوضات مباشرة بين حماس والاحتلال؟..الحركة تحسم الجدل
  • قيادي “بحماس”: الاتفاق بين الحركة والكيان المحتل تم عبر وسطاء وليس بلقاء مباشر