شبكة اخبار العراق:
2025-06-27@01:40:40 GMT

محمود فهمي.. السكنى في الزمن المفقود

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

محمود فهمي.. السكنى في الزمن المفقود

آخر تحديث: 25 أبريل 2024 - 1:33 م محمد طهمازي

” بعد أنْ قتل قابيل أخاه هابيل، التقى الأخوان من جديد، في أرضٍ خلاء. مِن بعيدٍ عرف كلٌّ منهما الآخر، فكلاهما كان مديد القامة. جلس الأخوان أرضًا وأشعلا نارًا وأعدّا طعامًا. كانا صامتين كما يصمت الأشخاص المتعبون في آخر النهار. وفي السماء التمعت نجومٌ لم تكن لها أسماء في ذلك الزمن البعيد.

على ضوء اللهب، رأى قابيل أثر ضربةِ الحجَر على جبهة أخيه، فسقطت قطعة الخبز من يده، قبل أن يحملها إلى فمه، وطلب الصفح عن جريمته. قال له هابيل: “أأنتَ الذي قتلتني، أم أنا الذي قتلتُك؟ إنّي ما عدتُ أتذكر. وعلى أية حال، فها نحنُ معا، كما كنا في الزمن القديم.” قال قابيل: “الآن أيقنتُ أنك صفحتَ عني، لأنّ النسيان هو الصفح. أنا أيضا، سأحاول أن أنسى”. أجاب هابيل بصوت هادئ: “نعم، هو ذاك، فالخطيئة تَبقىٰ ما بَقِي الندم”، خورخي لويس بورخيس. يأخذنا محمود فهمي إلى العالم البكر، عالم من تراث مشاعرنا التي تسكن ذلك الماضي الآمن الهادئ حيث يسكن أهلنا بحياتهم الوادعة قبل أن يأتي ذلك الهمجي ليقتلها ويضع محلها حياة القلق المزروعة بالخوف، ويعرض أمامنا كل يوم على شاشات كبيرة جدًا كيف يقتل بدم بارد كل تراثنا وتاريخنا ويلوث مشاعرنا وأحلامنا وآمالنا وحتى انتماءنا لكل ما هو جميل وصادق ومحبب. ويضعنا محمود في صورة إنسان هذا العصر الذي يعيش في نزاع داخلي في جانبه الخاص بالمشاعر في زخم التحولات المستمرة التي تعمل بهوس على إنهاء دور هذا الجانب في حياة المجتمعات البشرية مغلبة الحياة العملية واللهاث خلف المطامع. لقد رأينا كيف تآكل جرف الكلاسيكيات العاطفية للنتاج الفني والثقافي بشكل جائر كانعكاس للانقلابات السياسية التي ضربت مجتمعاتنا بقسوة وجربنا ذلك الدهليز المرعب من الحروب والدماء الذي حشرنا فيه حشرًا من دون أي تبرير سوى الجنون الذي تحمله تلك الثقافات المريضة القادمة من مجاهل التاريخ لتفرض همجيتها في كل مفاصل المجتمع والحياة اليومية للفرد.يذهب انتماء فهمي إلى زمن يتمظهر في حيوات وهويات ثقافية وانماط اجتماعية قبل الهوية الفنية.. زمن لم يأخذ حقه في ثقافة وهوية البلد وربما في الحياة برغم كونه يمثل أول انفتاح على العالم بعد قرون من السبات داخل الشرنقة التركية العثمانية، انفتاح ظنَّ علينا به الكثيرون من الداخل والخارج فاستأصلوه من بلادنا ثم عملوا على استئصالنا من الثقافة والهوية التي بذل ذلك العهد جهدًا عظيمًا لزرعها ونجح في حالات وفشل في أخرى وهذا أمر طبيعي لكيان سياسي وثقافي وليد لدولة تتكون تحت شمس العالم من الصفر بعد طول انكفاء. كان لا بد لمحمود فهمي من تأسيس أو تأكيد انتمائه للأرض لأنها تشكل البنية التحتية التي تتشكل عليها معمارية اللوحة وفي ذات الوقت تحتوي معمارية الهوية المجتمعية عبر ما ينبت فوقها من بناء هو حاضنة الوجود المادي للإنسان ومعبر عن صورة الحياة أو المهم منها ليعززه الانسان بمنظومته التراثية المتزاوجة مع مفردات حياته اليومية.فكرة حقن المشهد الواقعي بحركة فنطازية ليست بالجديدة وخصوصًا الطريقة التي استخدمها محمود لكنها فكرة جديدة من حيث توظيفها في المشهد الواقعي التراثي والمجتمعي العراقي والشرق أوسطي بالعموم، حيث نقلت العمل الفني البصري الواقعي أولا نحو واقعية سحرية استعادية لذاكرة تبعد عنا حوالي القرن من السنين والتي يحن إليها وعي جزء مؤثر ثقافيًّا من مجتمعنا العراقي.. وثانيًا منحته بعدًا عالميًّا حينما حررته من قالب محليته الواقعي الجامد المشتغل على عملية اجترار عمياء لا نهاية لها للتراث والتاريخ عملية من تبلد الابتكار والتحرر، وهذا وجه إيجابي ومهم لاغتراب الفن أو الفنان العراقي حين يهضم التجارب والرؤى الفنية العالمية معايشة لا عن بعد فتتكون لديه مقدرة على التعاطي مع رؤاه الفنية والفكرية ومرونة كبيرة وجرأة على توظيفها في صياغاته وتشكيلاته الإبداعية واضعًا بصمة أسلوبية خاصة تحجز لمحمود فهمي مكانة فنية مرموقة على المستويين المحلي والعالمي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: محمود فهمی

إقرأ أيضاً:

النائب عمرو فهمي: 30 يونيو سيظل شاهدا على لحظة فاصلة في تاريخ الوطن

قال النائب عمرو فهمي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، إن يوم 30 يونيو سيظل شاهدا على لحظة فاصلة في تاريخ الوطن، عندما أدرك المصريين أن بقاء الدولة لم يعد مضمونا، فقرروا التحرك دفاعاً عن الهوية الوطنية، ووضعوا نهاية حاسمة لمحاولات اختطاف الوطن لصالح مشروع لا يعترف بالدولة ولا يؤمن بالتنوع.


وأكد فهمي في بيان له اليوم، أن 30 يونيو لم تكن مجرد مظاهرة، بل كانت انتفاضة وعي أعادت تصحيح المسار، واستعادت روح الدولة المصرية التي كادت تذوب في مشروع فوضوي يُقصي الجميع ولا يرى إلا نفسه، مشيرًا إلى أن تلك اللحظة التاريخية مثّلت إجماعًا شعبيًا على رفض الفوضى واستدعاء مؤسسات الدولة لتقوم بدورها في حماية الوطن.

بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو .. الداخلية تقرر مد مبادرة كلنا واحد شهرًابرلماني: 30 يونيو أنقذت الدولة من الفوضى .. وأعادت تصحيح المسارجامعة الإسكندرية تهنئ الرئيس بثورة 30 يونيو وتعتمد خريطة العام الجديدثورة 30 يونيو.. كلمة وطن وترابط شعب ندوة بدمياط


وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن ما تحقق بعد 30 يونيو لم يكن ليتحقق لولا استناد الدولة إلى قاعدة شعبية صلبة، وثقة متبادلة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وهو ما مهد لانطلاق الجمهورية الجديدة، التي لا تقوم فقط على التنمية والبناء، بل أيضًا على إعلاء قيم الانتماء والمواطنة والعدالة.


وأوضح فهمي أن الدولة المصرية خاضت منذ 30 يونيو معركة مزدوجة ، ما بين معركة ضد الإرهاب والتخريب، ومعركة من أجل التنمية وإصلاح الاقتصاد، وهو ما تجسّد في المشروعات القومية الكبرى، وإعادة الاعتبار للقرى والمناطق المهمشة، ومبادرات غير مسبوقة في الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.


واختتم النائب عمرو فهمي بيانه بالتأكيد على أن الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو تفرض على الجميع مسؤولية الاستمرار في حماية الدولة، وعدم التهاون في مواجهة أي دعوات للتشكيك أو الهدم، مشددًا على أن وعي المصريين هو الدرع الحقيقي لاستكمال ما بدأوه في هذه اللحظة الوطنية الفارقة.

طباعة شارك يوم 30 يونيو النائب عمرو فهمي مجلس الشيوخ الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن تاريخ الوطن أدرك المصريين

مقالات مشابهة

  • مسلسلات صيف 2025.. موعد طرح «220 يوم» لـ كريم فهمي
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • تجاعيدُ النصِّ المسرحيّ
  • قيمة المكافأة التي حصل عليها الترجي التونسي من مشاركته في مونديال الأندية
  • مؤمن الجندي يكتب: أشرف محمود.. الذي علق فأنطق الهوية
  • هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟
  • النائب عمرو فهمي: 30 يونيو سيظل شاهدا على لحظة فاصلة في تاريخ الوطن
  • شقيق مروان المفقود يعتصم أمام ميناء الحسيمة تزامناً مع رسو أول سفينة أرماس هذا الصيف
  • كارين فهمي تعود للأضواء بصورة مع محمد صلاح في الساحل الشمالي
  • أشرف محمود عن مباراة الأهلي : إيه التهريج ده