«الحوجة وقطيعة الأسرة».. أزمات عانت منها سناء جميل
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
ذهب الإعلامي الراحل مفيد فوزي ذات يوم لزيارة منزل الروائي الكبير إحسان عبد القدوس، كان يتحدث وقتها مع زوجة الكاتب «لولا»، فوجد «مفرشا» على السفرة لفت انتباهه فسألها عليه، فأخبرته أنها اشترته منذ فترة من سناء جميل، فظن أن الفنانة أعطته «هدية» لـ«لولا»، لكن كانت الحقيقة عكس ذلك، وهو الأمر الذي لم يتوقعه مفيد.
يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة سناء جميل، التي ولدت يوم 27 أبريل عام 1930، وتوفت في 22 ديسمبر 2002 بعد مسيرة ناجحة خلال مشوار حياتها لتصل إلى هذا الاسم الكبير في عالم الفن.
«قلم» شقيقها وطردها من المنزلتبدأ القصة حينما علمت الأسرة المُنحدرة من وسط الصعيد، أسرة ثريا الطالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، دخول ابنتهم عالم التمثيل، بل وعودتها إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، بسبب عملها في المسرح الحديث، وقتها ضربها شقيقها الأكبر وطردها خارج المنزل، بعد تعنتها في استمرارها في مجال التمثيل، وعدم الرجوع عن القرار.
لم تتمالك سناء جميل نفسها في أحد اللقاءات مع الإعلامي مفيد فوزي، حين سألها عن هذا الموقف، وجلست صامتة بعض الوقت كأنها تستحضر الأحداث التي مرت عليها أكثر من نصف عقد من الزمان وقتها، وحكت بدموعها: «أخويا أول ما عرف أني بمثل ضربني بالقلم وطردني بره البيت، وأول مرة ساعتها كنت اتضرب بالقلم».
«الحوجة» هنا كانت بداية رحلتها مع هذا المُصطلح، في تِلك الليلة تحديدًا لم تجد مأوى، فذهبت لأستاذها في المعهد الفنان سعيد أبو بكر، واستقبلها هو وزوجته في منزله، وفي اليوم الثاني أخبر أبو بكر الفنان زكي طليمات مؤسس معهد الفنون المسرحية وعميده وقتها بالأمر، فقرر «طليمات» مساندتها وأسكنها في بيت الطالبات، وأخذ لها إذنًا بالتأخير نظرًا لعملها بعد الدراسة بالمسرح.
لم تنته قصة سناء مع «الحوجة» والفقر هُنا، لكنها كانت بداية الاعتماد على النفس، ولك أن تتخيل في مُجتمعنا الشرقي في نهاية الأربعينيات والخمسينيات، حينما تقرر فتاة صغيرة الاعتماد على نفسها، فكانت لا تأكل في يومها إلا الجبن الأبيض، مع العيش فقط، كان مرتبها وقتها عبارة عن 6 قروش صاغ من المعهد و6 قروش صاغ من المسرح الحديث.
لكن وخلال نفس اللقاء أكدت سناء أنها لم تكن تشعر وقتها بالألم لأن كان لديها حلم أكبر من هذا، وكانت تطمح لتكون ممثلة كبيرة، فكانت تعلم جيدًا أن تِلك المُعاناة ستنتهي: «هي دي الحاجات اللي عملت سناء جميل».
العمل في تفصيل الملابسوبعد انتهاء فترة دراستها في المعهد، وخروجها من بيت الطالبات، أرادت سناء أن تجد دخلًا آخر، فذهبت لشراء أدوات التفصيل والتطريز، وعملت في مجال تفصيل الملابس والمفارش، وجمعت بعض المال من هذه المهنة، بجانب التمثيل، وكانت تبيع هذه المُنتجات للأصدقاء وبعض المحلات بمنطقة وسط البلد.
واستطاعت ادخار بعض الأموال، فذهبت لتأجير إحدى الشقق بمنطقة أرض شريف بالعتبة، بعدما أبلغتها الفنانة نعيمة وصفي بأن هناك شقة في الدور الأرضي إيجارها شهريًا 3 جنيهات، وبالفعل ذهبت وأخذتها، لكن كانت الشقة على البلاط، فذهبت لشراء بعض الأشياء للمعيشة، فجاءت بـ«باجور جاز وحلة وكنكة وسرير وملل»، وصُدمت بأن أموالها قد انتهت، فاستخدمت ملابسها بدل المرتبة لتنام عليها، ما سبب لها انزلاقا غضروفيا فيما بعد.
لكن المؤلم في تِلك القصة، أن سناء جميل، والتي صارت واحدة من أهم النجمات في الوسط الفني، ظلت تعاني من قطيعة أسرتها لنهاية عمرها، الأمر الذي قالت عنه وهي تبكي أيضًا: «علشان كده طول عمري بعاني من الخوف وعدم الأمان».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سناء جميل سناء جمیل
إقرأ أيضاً:
رهف سامي جميل عبدالله تحرز لقب بطلة تحدي القراءة العربي في اليمن
فازت الطالبة رهف سامي جميل عبدالله بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اليمنية، بعد تصفيات شهدت منافسة كبيرة بين الطلاب والطالبات المشاركين للظفر بالمركز الأول وتمثيل اليمن في المرحلة النهائية التي تجري في دبي لتتويج بطل تحدي القراءة العربي 2025.
شارك في التصفيات 996 مدرسة تحت إشراف 100 مشرف ومشرفة في تصفيات الدورة التاسعة.
وجاء الإعلان عن فوز الطالبة رهف سامي جميل عبدالله من الصف السابع في مدرسة دار القرآن الكريم الأهلية التابعة لمحافظة تعز، خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي الذي جرى في مدينة عدن بحضور معالي طارق سالم العكبري وزير التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية، ومشاركة عدد من القيادات التربوية والكوادر التعليمية وأولياء أمور الطلاب والطالبات المشاركين في التصفيات على مستوى الجمهورية اليمنية.
وفي فئة أصحاب الهمم، توج تحدي القراءة العربي الطالبة أنهار عبدالكريم عبدالرحمن من الصف الحادي عشر في مدرسة أروى للبنات التابعة لمنطقة تعز التعليمية بلقب هذه الفئة.
وتأهل إلى التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية اليمنية عشر طلاب وطالبات، وضمت القائمة إضافة إلى الطالبة رهف سامي جميل عبدالله صاحبة المركز الأول، كلاً من: آيات عمر محمد سلام من الصف الحادي عشر في مدرسة النورس كابوتا التابعة لمنطقة عدن التعليمية، وعبدالقادر حسين حسن العيدروس من الصف الحادي عشر في مدرسة ثانوية سيئون النموذجية (حضرموت الوادي)، ومريم علي عبدالرب ردمان من الصف العاشر في مدرسة الشهيد زيد الموشكي (تعز)، ورزان رامز عبدالملك من الصف الثامن في مدرسة دار القرآن الكريم الأهلية (تعز)، وعبدالكريم عبدالله عوض مسلم من الصف الثاني عشر في مدرسة النجاح الأهلية (حضرموت الوادي)، وهناء عفان علي بن علي أحمد الظاهري من الصف الخامس في مدرسة النورس كابوتا (عدن)، وفرح سامي صالح الأشولي من الصف العاشر في مدرسة ثانوية باحسن للبنات (حضرموت الساحل)، ومنى محمد سعيد باشماخ من الصف الحادي عشر في مدرسة ثانوية المكلا النموذجية (حضرموت الساحل)، وندى عارف محمد الدبعي من الصف الحادي عشر في مدرسة التفوق (الجوف).
وحققت الدورة التاسعة من مبادرة تحدي القراءة العربي، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، مشاركة قياسية وصلت إلى 32 مليوناً و231 ألف طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 132112 مدرسة، وبإشراف 161004 مشرفين ومشرفات.
وتوجه معالي طارق سالم العكبري بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، لحرصه الدائم على إطلاق مبادرات معرفية وثقافية ملهمة، حيث تجسد مبادرة تحدي القراءة العربي سعي دولة الإمارات ومؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، لتوفير بيئة نموذجية للتنافس المعرفي بين الطلبة العرب، وتوفير كافة الإمكانات من أجل الكشف عن مواهب عربية واعدة، وإعداد جيل جديد وفق منهجية عمل واضحة، قادر على مواكبة المستجدات في مختلف نواحي المعارف والعلوم، بما يسهم في تحقيق تطلعات المجتمعات العربية في التنمية والازدهار".
وأضاف معاليه: "كشفت تصفيات الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي عن قدرات كبيرة لطلابنا وطالباتنا من حيث عدد الكتب المقروءة وسرعة الاستيعاب والتمكن باللغة العربية، والمثابرة والتعاون مع إدارات المدارس والمشرفين والمشرفات، ونتطلع إلى رفع معدلات المشاركة في الدورات المقبلة وفق آليات عمل محددة وبتنسيق كامل مع مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية)".
وقدم معالي طارق سالم العكبري التهنئة إلى الطالبة رهف سامي جميل عبدالله، بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى الجمهورية اليمنية، وإلى جميع المشاركين في المنافسات، كما هنأ المشرفين والمشرفات، وأولياء أمور الطلبة الذين قدموا الدعم والتشجيع لأبنائهم طوال تصفيات الدورة التاسعة.
من جانبه، أكد الدكتور فوزان الخالدي مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" أن تحدي القراءة العربي سجل عبر دورته التاسعة صفحة جديدة في مسيرة النجاح التي بدأها منذ انطلاق دورته الأولى في العام 2015، وذلك من خلال التعاون الوثيق بين المؤسسة والوزارات المعنية بالتربية والتعليم في الوطن العربي.
وقال إن طلاب وطالبات الجمهورية اليمنية الشقيقة المشاركين في تصفيات الدورة التاسعة، أظهروا وعياً عميقاً بأهمية القراءة والاجتهاد واكتساب المعارف والتمكن باللغة العربية، ما ميز مشاركتهم طوال تصفيات الدورة التاسعة، حيث خاضوا المنافسات بجدية بالغة والتزام كبير بمتطلبات تحدي القراءة العربي، وحرصوا على التفاعل مع توجيهات وإرشادات المشرفين والمشرفات، الذين سخّروا طاقتهم ووقتهم من أجل مساعدة المشاركين على استكمال مراحل التصفيات.
وهنأ الدكتور فوزان الخالدي بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اليمنية، وأوائل المتنافسين وجميع المشاركين في تصفيات التحدي وذويهم، كما قدم الشكر إلى وزارة التربية والتعليم اليمنية التي قدمت كل ما يلزم لإجراء التصفيات.
ويهدف تحدي القراءة العربي، الذي أطلق في العام الدراسي 2015 – 2016 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، إلى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، وترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية بوصفها لغة قادرة على مواكبة كل أشكال الآداب والعلوم والمعارف، وتشجيع الأجيال الصاعدة على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي.
ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.