هيمنت التطورات في صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار على اهتمامات جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، مع تصاعد المطالبات بالتوصل لهذه الصفقة، وتأجيل اجتياح رفح في ضوء تصاعد جهود الوساطة المصرية بهذا الخصوص.

وحضرت -أيضا- قضية تخوف الاحتلال من إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال دولية بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب أميركي يتساءل: ماذا يدرس طلاب الجامعات في الولايات المتحدة؟list 2 of 4لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونرواlist 3 of 4نيويورك تايمز: الجواسيس الصينيون يظهرون فجأة في جميع أنحاء أوروباlist 4 of 4المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهورend of list

من ناحية ثانية، لم تغب قضية انتشار الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية -للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة- عن تغطية الصحافة الإسرائيلية.

وفي مقال افتتاحي في صحيفة يديعوت أحرنوت، وفي عنوان لافت "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب" أكد الكاتب شمعون شيفر أنه "بعد أكثر من 200 يوم من القتال يعدنا نتنياهو وغانتس بأن المعركة في رفح ستهزم حماس" مشيرا إلى  أنه "لا يوجد احتمال لذلك، الحرب في غزة وصلت نقطة نهايتها. لا يوجد أي تعليل منطقي يبرر السحب فوق رؤوسنا والتي جعلتنا منبوذين في نظر الاسرة الدولية".

ويقول أيضا "يصعب عليّ أن أجد الكلمات، وبالتالي أقول فقط: كفى. نحن الشعب، وحانت اللحظة التي نغير فيها هذه الحكومة السيئة التي يقف على رأسها نتنياهو، والذي برفضه أخذ المسؤولية عن دوره في كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول يواصل التدهور بنا إلى الهوة".

ويختتم الكاتب مقاله بالقول "باختصار، الآن علينا أن ندفع الثمن المطلوب منا ونستعيد أعزاءنا المخطوفين والمخطوفات، بكل ثمن. وهكذا، ننهي هذه الحرب التي لم نشهد لها مثيلا منذ قيام الدولة، ولم نقل بعد شيئا عن نحو 100 ألف إسرائيلي أصبحوا لاجئين" في إسرائيل.

ويوافقه بهذا التوجه رونين بيرغمان المحلل السياسي والعسكري في نفس الصحيفة، ليخلص في مقال بعنوان "الطريق إلى لحظة الصحوة" إلى أن "إسرائيل ستوافق غالب الظن على كل المطالب (مطالب حماس). كان يمكنهم أن يوقعوا على الاتفاق منذ زمن بعيد، وعندها كان سيكون عدد أكبر من المخطوفين على قيد الحياة وحتى من نجوا كانوا سيعانون أقل".

وبعد أن استعرض نكتة عن افتقاد الحاخامات للحكمة، يروي عن مصدر مطلع على المفاوضات قال:

"أنا عن قصد لا أسمي هذه مفاوضات لإعادة المخطوفين، فلو كان هذا هو هدف المفاوضات ولو كانت دولة إسرائيل فعلت كل شيء، لكانوا هنا منذ زمن بعيد".

وتابع "في البداية قالوا إن المناورة البرية فقط ستجلب المخطوفين، رغم أننا نعرف أن حماس وضعت على الطاولة اقتراحا مشابها تقريبا، بل وحتى أفضل لإسرائيل حتى قبل أن يتقرر الدخول إلى غزة.. بعد أن تفجرت الصفقة الأولى، قبل 5 أشهر، قالوا فقط احتلال خان يونس، وإذا ما ضربنا بالجرافات من فوق رأس السنوار، فقط عندها سيجبر على أن يحرر المخطوفين، فتبين أنه شدد شروطه فقط"!

ويضيف نقلا عن نفس المصدر "والآن يقولون إنه إذا تم احتلال رفح فقط، فسيحقق لنا النصر المطلق وتحرير المخطوفين ورأس السنوار" ليؤكد بعد ذلك أنه "بعد رفح لن يبقى مخطوفون على قيد الحياة كي نجري عليهم مفاوضات".

ويوضح الكاتب وجهة نظره بالقول "محظور التشوش، فأمام إسرائيل يوجد خياران فقط، ولا ثالث بينهما. إما صفقة تعيد المخطوفين كلهم، نساء، أطفالا، شيوخا، مجندات وجنودا، أو أن تضغط على الزناد وتستمر بالحرب وتجتاح رفح لتحقيق الأهداف العسكرية للحرب، تفكيك البنى العسكرية، التنظيمية والسياسية لحركة حماس".

ويختم الكاتب بالتأكيد أنه لا يمكن تحقيق هذين الهدفين معا، مستشهدا بما قاله المصدر بأن دمج الهدفين "جنون مطلق".

مصر واجتياح رفح

وعن قضية اجتياح رفح، كتب د.تسفي برئيل الخبير في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس مقالا بعنوان "سيناريو الرعب في رفح دفع مصر لأخذ الوساطة على عاتقها" وقال فيه إن "مصر تستعد في الحقيقة لاحتلال رفح، لكن حتى الآن هي تقدر أن مكانة المدينة تتراوح بين الهدف العسكري بالنسبة للجيش الاسرائيلي، الذي بدونه كما تدعي إسرائيل لا يوجد ما يمكن التحدث عنه حول تدمير حماس، وبين ورقة مساومة سياسية وإنسانية، يتعلق بها مصير المخطوفين الإسرائيليين، لا يقل عن ذلك مصير العلاقات بين إسرائيل ومصر، واحتمال التطبيع بين اسرائيل والسعودية".

ويذَكر الكاتب بما نشر بأن الولايات المتحدة عرضت صفقة على إسرائيل، تقوم فيها برد محدود على إيران يمنع التدهور لحرب شاملة مقابل حصول إسرائيل على الإذن باحتلال رفح، ليؤكد أنه "إذا كانت مثل هذه الصفقة حقيقية فإنها كانت جيدة في حينه واستهدفت منع سيناريو دولي عبثي، ولكن رفح ما زالت ليست ساحة لعب حرة للجيش الاسرائيلي. المدينة يمكن أن تحمي مصالح إقليمية وأميركية، تتجاوز بكثير الهدف التكتيكي لتصفية حماس، الذي هو في الأصل لا يحظى بثقة كبيرة من قبل واشنطن".

الجنائية الدولية

وعالج الخبر الرئيسي لصحيفة معاريف تخوف الاحتلال من أوامر الاعتقال الدولية التي قد تصدر ضد نتنياهو وغالانت وهاليفي.

وورد في الخبر أن هذه الأوامر إن صدرت، فستركز على نتنياهو، ووزير الدفاع غالانت ورئيس الأركان هاليفي وليس ضد ضباط صغار، موردا تعقيب نتنياهو الذي قال فيه "تحت قيادتي، إسرائيل لن تقبل أبدا محاولة من المحكمة الجنائية في لاهاي للتشكيك بالحق الأساسي في الدفاع عن نفسها. التهديد ضد جنود الجيش الإسرائيلي وشخصيات عامة في إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والدولة اليهودية الوحيدة في العالم هو تهديد فضائحي، ولن نستسلم له".

ونقلت عنه أيضا قوله "بينما لن تؤثر قرارات المحكمة في لاهاي على أعمال إسرائيل، فإنها ستشكل سابقة خطيرة تهدد الجنود والشخصيات العامة لكل ديمقراطية تقاتل ضد إرهاب مجرم وعدوان خطير".

وأكدت الصحيفة أن نتنياهو أجرى الأيام الأخيرة جولة محادثات مع نظرائه في العالم لممارسة ضغط شديد على الإدارة الأميركية وبمشاركة السفير في واشنطن مايك هرتسوغ.

وأشارت إلى أن إصدار هذه الأوامر "حدث غير مسبوق، سيؤثر على قدرة إسرائيل على إدارة الحرب في قطاع غزة ومن شأنه أن يمس بمكانة إسرائيل الدولية".

أما المحلل في الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس فكتب مقالا عالج فيه الأزمات المتعددة التي تواجه الكيان، واعتبر أن أزمة المحكمة الجنائية تضغط على نتنياهو أكثر من أي شيء.

وقال "في الوقت الحالي من غير الواضح إذا كان المدعي العام للمحكمة خان (المواطن البريطاني) سيقرر اتخاذ هذا الإجراء، إذا كان ذلك سيحدث بالتأكيد هذا الأسبوع. ولكن المشكلات من ناحية إسرائيل في الساحة الدولية بعيدة عن أن تقتصر على ذلك".

وتابع أن الصحفي توماس فريدمان نشر أول أمس في نيويورك تايمز أن الإدارة الأميركية تدرس فرض قيود على التعاون الأمني وتصدير الأسلحة لإسرائيل إذا شنت عملية واسعة في رفح، التي ستنطوي على قتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين رغم معارضة الإدارة الأميركية. في المقابل، في الوقت الحالي يبدو أن هذه الإدارة تراجعت عن نية فرض عقوبات على الكتيبة الحريدية (المتدينة في جيش الاحتلال).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

قناة إسرائيلية: الأجهزة الأمنية ترى فرصة مناسبة لصفقة مع حماس

قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن هناك إجماعا داخل الأجهزة الأمنية في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة، في حين قال عضو كنيست إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقتل كل حل.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة لم تسمها أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قال في مناقشات مغلقة إن الضغط العسكري خلق ظروفا مناسبة لإعادة المختطفين، وعلى إسرائيل استغلال نافذة الفرص التي نشأت من أجل المضي قدما نحو صفقة.

وأوضحت القناة أن تصريحات زامير جاءت في أعقاب قرار نتنياهو إعادة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، وبالتوازي مع تشديده لمواقفه العلنية.

وأضافت أنه مع ذلك، هناك إجماع داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إمكانية التوصل إلى صفقة في الوقت الراهن.

والخميس، قرر نتنياهو إعادة جميع أعضاء وفد التفاوض الإسرائيلي من العاصمة الدوحة، وذلك بسبب "إصرار القيادي في حركة حماس خليل الحية على الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب كجزء من الصفقة"، وفق المصدر ذاته.

وقالت القناة إنه بسبب انهيار المحادثات، تستعد إسرائيل لتوسيع القتال في قطاع غزة.

إعلان

وفي السياق ذاته، قال عضو الكنيست عوفر كسيف إن هناك صفقة تبادل مطروحة قد تؤدي إلى تحرير جميع الأسرى دفعة واحدة.

وأكد كسيف أن نتنياهو يقتل كل حل، وأن "علينا مقاومة حكومة الموت والرفض ولن نكون أداة في يد الطاغية"، حسب تعبيره.

أسباب سياسية

من جهتها، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن الوسيط الإسرائيلي السابق غرشون باسكين أن نتنياهو يعرقل عمدا التوصل إلى اتفاق مع حماس لأسباب سياسية وليست أمنية.

وأبلغ باسكين، الذي شارك في مفاوضات صفقة جلعاد شاليط عام 2011، صحيفة معاريف أن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل ضمانات كان من الممكن أن تسمح بإنهاء مرحلة القتال لكن نتنياهو رفضها.

والثلاثاء، أوعز نتنياهو بعودة كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي المتواجد في الدوحة منذ نحو أسبوع، والإبقاء على الطواقم الفنية فقط، قبل أن يوجه الخميس بإعادة بقية أعضاء الوفد.

وكان الوفد الإسرائيلي في الدوحة يضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب نتنياهو.

والأربعاء، شدد نتنياهو في مؤتمر صحفي هو الأول له منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي على رغبة بلاده في التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت مع حماس، محددا شروطا تعجيزية للحركة الفلسطينية نحو إنهاء الحرب تنتهي بتهجير فلسطينيي القطاع إلى الخارج.

وقال نتنياهو "إذا سنحت فرصة لوقف إطلاق نار مؤقت من أجل إعادة مزيد من المختطفين، وأؤكد وقف إطلاق نار مؤقت، فنحن مستعدون لذلك".

وأردف مدعيا "حققنا الكثير (من أهداف الحرب) بالفعل، لكن المهمة لم تنتهِ بعد، قضينا على عشرات آلاف المسلحين وصفّينا كبار (القادة بحماس)، وعلى الأرجح أيضا (القيادي) محمد السنوار".

واستطرد "قبل 3 أيام، أصدرتُ تعليمات، بالتنسيق مع وزير الدفاع (يسرائيل) كاتس، ببدء مرحلة جديدة من الحرب، في إشارة إلى عملية "عربات جدعون" البرية واسعة النطاق بشمال وجنوب غزة.

إعلان

وأضاف "في نهاية هذه المرحلة، ستكون جميع مناطق قطاع غزة تحت سيطرة أمنية إسرائيلية، وسيتم القضاء على حماس بالكامل"، حسب ادعائه.

وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967، ثم انسحبت منه في 2005، وفككت مستوطنات أقامتها فيه.

شروط نتنياهو

وعدّد نتنياهو شروطه لإنهاء الحرب قائلا "مستعد لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: إعادة جميع المختطفين، ونفي قيادة حماس من غزة، ونزع سلاح حماس".

وترفض الفصائل الفلسطينية نزع سلاح المقاومة، ما دام احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية مستمرا.

وأضاف نتنياهو أنه بعد إنهاء الحرب بهذه الشروط "نبدأ تنفيذ خطة ترامب" بشأن التهجير.

وفي مارس/آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات الآلاف من النازحين.

مقالات مشابهة

  • قناة إسرائيلية: الأجهزة الأمنية ترى فرصة مناسبة لصفقة مع حماس
  • اجتماع أمني إسرائيلي لبحث صفقة تبادل أسرى مع حماس رغم تشديد نتنياهو
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «10» الجدار الواقي ومفهوم نتنياهو
  • الأسرى ورقة ابتزاز.. منسق صفقة شاليط: نتنياهو يتعمد إفشال أي اتفاق
  • مأساة مفجعة .. قصة طبيبة أطفال فقدت 9 أبناء تحت أنقاض منزلها في غزة
  • السجن 20 يوماً لضابط احتياط إسرائيلي رفض المشاركة في العدوان على غزة
  • عاجل|حماس ترحب ببيان دولي يدين كارثة غزة: دعوة لتحرك عالمي لإنهاء الإبادة والحصار
  • نزع السلاح وتفكيكها مقابل الحكم .. مقترح فرنسي سعودي لإنهاء الحرب في غزة
  • نتنياهو يتمسك بالاحتلال والتهجير ويطرح 3 شروط لإنهاء حرب غزة
  • ماهي شروط نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة