صحيفة الجزيرة:
2024-06-01@05:19:31 GMT

رئيسة جامعة كولومبيا في مرمى سهام النقد

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

تواجه رئيسة جامعة كولومبيا، مينوش شفيق، ضغوطا شديدة بينما يقع حرم جامعتها في قلب حركة المظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة. وهو ما يعد اختبارا حقيقيا لهذه السيدة التي لا تشوب مسيرتها المهنية أية شائبة حتى الآن. وعلى مدار أسبوعين، اتسعت رقعة الحركة الاحتجاجية الطلابية التي اندلعت بعد اعتقال أكثر من 100 شخص في الجامعة الأمريكية المرموقة.


بهجوم من جميع الجهات، واجه الطلاب والمعلمون والسياسيون مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، وسط احتجاجات متكررة في حرمها الجامعي كرد فعل على الحرب بين إسرائيل وحماس.

واجتمع مجلس جامعة كولومبيا، وهو هيئة استشارية تمثل ما يقرب من 36 ألف طالب ومعلم في المؤسسة الخاصة الشهيرة للتعليم العالي في نيويورك، يوم الجمعة 26 أبريل/نيسان لدراسة موضوع توجيه اللوم للمديرة وعزلها. وبعد الاجتماع أصدر المجلس قرارا خلص إلى أن إدارة الجامعة قوضت الحرية الأكاديمية وتجاهلت الخصوصية وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال استدعاء الشرطة وإنهاء الاحتجاج. ولم يذكر المجلس اسم شفيق في قراره وتجنب استخدام اللغة الأكثر قسوة المتمثلة في توجيه اللوم.

                                                                               دعوات للاستقالة
وتواجه شعبية مينوش (اسمها الحقيقي نعمت) شفيق تحديا خطيرا في أوساط الطلاب في الحرم الجامعي. فهي متهمة بعدم الدفاع بشكل كاف عن “قيم الجامعة” خلال جلسة استماع عقدت مؤخرا أمام الكونغرس، وبالتضحية بحرية التعبير من خلال مناشدة الشرطة يوم الخميس 18 أبريل/نيسان التدخل في الحرم الجامعي لتفريق تجمع مؤيد للفلسطينيين.
حتى لو نجت من قرار مجلس الجامعة، فإنه يجب عليها أيضا الوقوف بحزم في مواجهة الضغط السياسي الذي يأتي بشكل رئيسي من دوائر محافظة للغاية في الكونغرس الأمريكي. وهكذا، دعا مايك جونسون، الرئيس الجمهوري اليميني لمجلس النواب، إلى استقالتها يوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان، لاعتقاده أن مينوش شفيق لم تكن حازمة بالقدر الكافي في مواجهة “الأعمال المعادية للسامية” في الحرم الجامعي. كما هدد جونسون خلال زيارته إلى الجامعة في اليوم التالي بأن يطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني من “فيروس معاداة السامية”، على حد تعبيره.

قبل ذلك بأيام معدودة، أرسل لها العديد من النواب الجمهوريين المنتخبين رسالة مفتوحة يشجبون فيها افتقارها للسلطة في مواجهة “الفوضى التي تسود الحرم الجامعي”.

وتظهر جامعة كولومبيا بالفعل على أنها “المربع الصفر” والحاضنة لموجة جديدة من المظاهرات ضد الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة. حركة امتد تأثيرها وانتشرت بالفعل في 67 حرما جامعيا في الولايات المتحدة في غضون أسبوع واحد. وعلى هذا النحو، تعد مينوش شفيق حاليا أحد أكثر الأشخاص تعرضا للنقد في بلد منقسم بشدة في مواجهة رد الدولة العبرية على الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشوين الأول 2023.

ويعترف تيد ميتشل، رئيس المجلس الأمريكي للتعليم (اتحاد معلمي التعليم العالي)، الذي قابلته صحيفة واشنطن بوست بأن: “وضعها يمكن مقارنته بشخص يحاول الرقص على لوح التزلج بينما يواجه أمواجا عاتية”.
قد تندم مينوش شفيق على ما صرحت به يوما لصحيفة “ليزيكو” الفرنسية في عام 2022. في ذلك الوقت، كانت على رأس كلية لندن للاقتصاد المرموقة، وأكدت بحماس أن “الشيء الأكثر استثنائية في إدارة أي جامعة هو أنه يمكن التعبير عن جميع القضايا العالمية في الحرم الجامعي”.

ثم اضطرت بعدها إلى التعامل مع احتجاجات الطلاب الصينيين والفلسطينيين ضد عمل فني تم تنصيبه في حرم كلية الاقتصاد. وهو عمل على شكل كرة أرضية مقلوبة محيت من عليها الأراضي الفلسطينية وأظهرت تايوان كدولة مستقلة. لكن عنف الانتقادات لم يكن شيئا مقارنة بالعاصفة الأكاديمية التي أطلقتها الحرب بين إسرائيل وحماس في الولايات المتحدة.

في يوليو/تموز 2023، عندما تم انتخاب مينوش شفيق من بين 600 مرشح لتصبح رئيسة لجامعة كولومبيا، كان هذا المنصب رمزا لمسيرة مهنية ناجحة. وأصبحت أول امرأة تترأس إحدى جامعات “رابطة اللبلاب” (Ivy League) (ناد رياضي يجمع أفضل الجامعات الخاصة في شمال شرق الولايات المتحدة).

وقال جوناثان لافين، رئيس مجلس إدارة الجامعة آنذاك: “إنها المرشحة المثالية”. ولدت شفيق لأبوين مصريين فرا من قرارات تأميم الممتلكات التي أصدرها الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1960، وهكذا وصلت إلى الولايات المتحدة في سن الرابعة. بعد قيامها بدراسات مرموقة في كل من الولايات المتحدة وإنكلترا، بدأت في الصعود السريع في الدائرة المغلقة للغاية داخل المؤسسات الدولية الكبرى.

في سن 36 عاما، أصبحت أصغر نائب لرئيس البنك الدولي. بعد فترة قضتها في الإدارة البريطانية كمستشارة مساعدات التنمية، أصبحت أيضا نائبة مدير صندوق النقد الدولي بين عامي 2011 و2014.
عادت بعد ذلك إلى المملكة المتحدة لتشغل منصب نائب محافظ بنك إنكلترا حتى عام 2016. بعد عام، تولت هذه السيدة التي تحمل الجنسيات البريطانية والمصرية والأمريكية رئاسة كلية لندن للاقتصاد. في عام 2020، قررت ملكة إنكلترا تكريمها للخدمات المقدمة للتاج وتعيينها “بارونة كامدن والإسكندرية في جمهورية مصر العربية”.

بعد مسيرتها المهنية البريطانية، سمح لها فوزها بمنصب رئيسة جامعة كولومبيا بإضافة مكانة مرموقة مؤكدة في الولايات المتحدة إلى سيرتها الذاتية.

اقرأ أيضاًتقاريرعلاج جيني “واعد” لفاقدي البصر

ولكن بعد أربعة أشهر فقط من تعيينها، اندلعت الحرب في الشرق الأوسط. وبسرعة كبيرة، اندلعت المظاهرات الأولى للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قلب الحرم النيويوركي. لكن مصير مينوش شفيق كان أفضل من نظرائها في جامعات هارفارد وبنسلفانيا الذين اضطروا إلى الاستقالة نهاية عام 2023 ومطلع عام 2024.

ويرجع السبب في ذلك إلى رفض مينوش شفيق الذهاب إلى جلسات الاستماع في الكونغرس حول معاداة السامية في الحرم الجامعي، والتي تحولت إلى غرفة اتهام لرؤساء الجامعات.

لكن في 17 أبريل/نيسان الجاري، قبلت أخيرا دعوة ثانية من الكونغرس. وفي جلسة الاستماع، تجنبت أخطاء زملائها وكانت تصالحية للغاية مع أكثر النواب تحفظا، واعتذرت عدة مرات لعدم قيامها بالمزيد لمكافحة معاداة السامية.

من ناحية أخرى، فإن الصورة الدفاعية التي ظهرت بها أثارت حفيظة الطلاب والمعلمين وانتقاداتهم القوية. فقد صرح أحد الطلاب لصحيفة واشنطن بوست بالقول: “لا أعتقد أن هناك العديد من الأشخاص المؤيدين لمينوش في الحرم الجامعي الآن”. وأضاف كريستوفر براون، أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا: “لقد فقدت امتياز قيادة واحدة من أعظم الجامعات في العالم، من خلال عدم الدفاع عن قيمنا”.

وما زاد الطين بلة وفاقم من صعوبة موقفها في أوساط الطلاب اتخاذها قرارا، بعد يوم واحد، بطلب حضور الشرطة لتفريق تجمع مؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي. واعتقل أكثر من 100 شخص في ذلك اليوم.

صور تدخل الشرطة أعادت إلى الأذهان ذكريات قمع المظاهرات ضد حرب فيتنام في عام 1968 داخل حرم جامعة كولومبيا. “إن استدعاء الشرطة في الحرم الجامعي يشكل انتهاكا صارخا لثقافة ’حرية التعبير‘ للجامعات الأمريكية”، هكذا قالت دونا ليبرمان، مديرة اتحاد الحريات المدنية في نيويورك، في مقابلة نشرها موقع ڤوكس على الإنترنت. وفي دفاعها عن قرارها، قالت مينوش شفيق في بيان إن “الظروف الاستثنائية استلزمت اتخاذ إجراءات استثنائية”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية رئیسة جامعة کولومبیا الولایات المتحدة فی الحرم الجامعی أبریل نیسان مینوش شفیق فی مواجهة فی عام

إقرأ أيضاً:

نائب رئيسة وزراء إيطاليا يشبه محاكمة ترامب بمحاكمة برلسكوني

وصف نائب رئيسة وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني، محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بأنها سياسية وشبهها بالملاحقة القضائية لرئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني.

وقال سالفيني: "أراقب بكل احترام ما يحدث في بلدان أخرى مقارنة بإيطاليا ولا أصدر أحكاما. ومما قرأته، فهذه عملية سياسية، مثل العديد من العمليات الأخرى التي حدثت في إيطاليا في السنوات الأخيرة: على سبيل المثال عملية ملاحقة برلسكوني قضائيا قبل عقود".

إقرأ المزيد استمرار مداولات هيئة المحلفين الأمريكية في قضية دفع ترامب مبالغ كبيرة لممثلة إباحية

ويشار إلى أنه تم رفع عدد كبير من القضايا الجنائية ضد برلسكوني، بتهم الفساد والتمويل السري للأحزاب السياسية وتزوير المستندات المالية المتعلقة بشركاته العديدة. وكانت المحاكمات الأكثر شهرة هي قضايا رشوة الشهود بعد الفضيحة التي أحاطت بالحفلات الماجنة في فيلته.

في وقت سابق، أدانت هيئة محلفين في نيويورك، الرئيس السابق ترامب بكل التهم الـ34 الموجهة إليه في قضية دفع أموال خلافا للقانون لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية. وحدد القاضي يوم 11 يوليو موعدا للنطق بالعقوبة بحق ترامب.

وبذلك يصبح ترامب أول رئيس أمريكي سابق يدان جنائيا، على الرغم من أن هذا الحكم لا يمنعه من مواصلة حملته الانتخابية.

المصدر: نوفوستي

 

 

 

مقالات مشابهة

  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأمريكية.. تعرف على أبرزها
  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأميركية.. تعرف على أبرزها
  • سلوفينيا وفنزويلا... أول دولتين تفقدان آخر أنهارهما الجليدية
  • نائب رئيسة وزراء إيطاليا يشبه محاكمة ترامب بمحاكمة برلسكوني
  • هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟
  • جائزة التقديرية.. سامي سليمان: تعطي مساحات من الأمل
  • بعد فشل التفاوض مع المناصرين لفلسطين.. "واين ستيت" الأمريكية تعلق الدراسة
  • رئيس جامعة بني سويف يشيد بدور المشاركة المجتمعية في تجهيز المستشفى الجامعي
  • بعد فشل التفاوض مع المناصرين لفلسطين.. واين ستيت الأمريكية تعلق الدراسة
  • مجلس جامعة دمنهور يناقش استكمال المستشفى الجامعي