موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
حذر مسؤول رفيع في الخارجية الروسية من احتمال عودة التصعيد بين إيران وإسرائيل بسبب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أن موسكو تدعو الطرفين إلى الابتعاد عن شفا جولة جديدة من العنف.
وقال ألكسندر كينشاك، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية في حديث لوكالة "نوفوستي": "في الواقع، أكدت (الأحداث الأخيرة) مرة أخرى صحة القول بأن المشاكل العالقة بلا حل بين الإسرائيليين والفلسطينيين تؤثر سلبا على الاستقرار والأمن الإقليميين وتمهد لعودة التصعيد الخطير للتوتر.
وأشار كينشاك إلى أن موسكو تحاول استخدام قدراتها لتشجيع إسرائيل وإيران على إظهار أقصى درجات ضبط النفس و"التراجع عن الخط الخطير من أجل منع حدوث جولة جديدة من العنف محفوفة بعواقب لا يمكن التنبؤ بها".
وأضاف الدبلوماسي أن طهران تطلق إشارات علنية واضحة للتأكيد بأنها غير مهتمة بمزيد من التصعيد العسكري. وأشار الدبلوماسي إلى أن هناك حوارا مع إسرائيل حول مجموعة واسعة من ملفات الأجندة الإقليمية والدولية، وهناك اتصالات عن طريق وزارتي الخارجية ومجلسي الأمن وأجهزة إنفاذ القانون في البلدين.
وكانت إيران شنت في 14 أبريل ضربة مكثفة على إسرائيل ردا على استهداف الجيش الإسرائيلي مقر القنصلية الإيرانية في دمشق. من جانبها ردت إسرائيل بضربة محدودة قالت إنها استهدفت موقعا عسكريا قرب مدينة أصفهان الإيرانية في 19 أبريل.
المصدر: "نوفوستي"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الهجوم الإسرائيلي على إيران الهجوم الإيراني على إسرائيل تل أبيب طهران وزارة الخارجية الروسية
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على صفيح ساخن| واشنطن تحذر من الحرب.. وخامنئي يتوعد بعواقب وخيمة
في خضمّ تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، تبرز الولايات المتحدة كلاعب رئيسي يتوخّى الحذر في خطواته العسكرية، رافضًا الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران. تصريحات رسمية صدرت عن البيت الأبيض والبنتاغون تؤكد أن واشنطن لا تسعى للحرب، فيما ترد طهران بلغة تهديدية تعكس إصرارًا على الرد على أي تدخل عسكري. المشهد معقّد، والسيناريوهات مفتوحة، ولكن الجميع متفقون على خطورة التصعيد وأبعاده الإقليمية والدولية.
موقف أمريكي ثابت.. لا نية للهجومفي تصريح رسمي، أعلن مساعد في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تعتزم مهاجمة إيران، وأن القوات الأمريكية في المنطقة لا تزال في وضع دفاعي دون تغيير. المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أكد أن البوصلة العسكرية الأمريكية تتركز على حماية الجنود والمصالح الأمريكية، وليس على خوض مواجهات هجومية جديدة في الشرق الأوسط.
ودعمت واشنطن هذا الموقف بنشر وسائل دفاعية إضافية، من بينها طائرات تزود بالوقود جويًا، وحاملة الطائرات USS Nimitz، وذلك لتعزيز الردع في مواجهة أي تهديدات قد تتطور على الأرض.
خامنئي: تهديدات أمريكا "سخيفة" والتدخل العسكري سيدمّرهمفي المقابل، وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي خطابًا ناريًا حمل في طياته رسالة تحذيرية إلى واشنطن. اعتبر أن أي تدخل عسكري أمريكي "سيقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها". خامنئي حيّا الشعب الإيراني على "ثباته وحكمته" في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني"، مؤكدًا أن الإيرانيين لن يقبلوا بأي فرض أو إملاءات من الخارج، سواء في الحرب أو في السلام.
وشنّ خامنئي هجومًا على تصريحات الرئيس الأمريكي، واصفًا إياها بـ"التهديد السخيف"، مؤكدًا أن من يعرفون تاريخ إيران لا يخاطبونها بلغة القوة، لأن الشعب الإيراني لا يُخضعه التهديد.
انقسام داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي
من جانبه، كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي عُقد بالأمس لم يخرج بأي قرار حاسم، مشيرًا إلى وجود انقسام داخل المجلس بين فريقين؛ الأول يدفع باتجاه تدخل عسكري ويتزعمه الرئيس دونالد ترامب، وفريق آخر يرفض هذا الخيار إدراكًا منه لتبعاته الخطيرة.
وأكد فرج أن أي تدخل أمريكي مباشر قد يقود إلى ضربات إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى استهداف المنشآت البترولية ومضيق هرمز، وهو ما يشكل تهديدًا بالغًا لأمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي.
استبعاد الخيار النووي
وفيما يخص الحديث عن احتمالية استخدام الأسلحة النووية، استبعد اللواء سمير فرج بشكل قاطع هذا السيناريو، مؤكدًا أن الضربة النووية "مستحيلة ولن تحدث على الإطلاق". ولفت إلى أن إسرائيل، رغم تصعيدها الأخير، لا تملك الجرأة على تنفيذ هجوم نووي على إيران، لا سيما في ظل امتلاك إيران منشآت عسكرية محصنة تحت الجبال لا يمكن استهدافها بسهولة حتى بأقوى القنابل.
سيناريوهات الرد الإيراني
وحذر فرج من أن أي هجوم عسكري أمريكي على إيران سيقابل بإجراءات انتقامية من طهران، تشمل إغلاق مضيق هرمز وشن هجمات على القواعد الأمريكية والمنشآت البترولية في الخليج العربي، مما قد يفضي إلى أزمة إقليمية شاملة تؤثر على الملاحة العالمية وإمدادات النفط.
في ظل التصعيد المتواصل، يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تجنب الانزلاق إلى حرب مباشرة مع إيران، رغم الضغوط الداخلية والتحديات الأمنية المتزايدة. وبينما يستبعد الخبراء استخدام السلاح النووي، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط تحذيرات من أن أي خطوة خاطئة قد تفجر صراعًا واسع النطاق تتجاوز تداعياته الحدود الإقليمية.