خبراء دوليون بالصويرة يسلطون الضوء على رهانات الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن السيبراني
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
تناقش النسخة الثالثة للقمة الدولية للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني التي انطلقت أشغالها السبت بالصويرة، رهانات الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن السيبراني، وذلك بحضور ثلة من الخبراء الدوليين والباحثين والمهتمين.
وتهدف هذه القمة المنظمة من قبل المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش بشراكة مع المدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة، على مدى ثلاثة أيام، إلى تعميق الفهم حول التهديدات في مجال الأمن المعلوماتي، وتحفيز التبادل بين الجامعات والمقاولات وأصحاب القرار والباحثين المغاربة.
ويروم هذا الحدث العلمي الدولي الذي تميز بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادو، أندري أزولاي، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة طارق العثماني، ورئيس جامعة القاضي عياض بمراكش بلعيد بوكادير، إلى جانب شخصيات أخرى من عوالم مختلفة، أيضا خلق فضاء ملائم للتعاون والابتكار في مجال الأمن السيبراني، وتحفيز تطوير حلول تكنولوجية متقدمة للتصدي للتهديدات الرقمية المتنامية.
وفي كلمة بالمناسبة، نوه أزولاي، بالتقدم الملحوظ للمغرب في مجال الأمن السيبراني، مبرزا انخراط المملكة الدائم في تعزيز قدراتها في هذا المجال الإستراتيجي.
وقال “نحن شاهدون على الانتقال الرقمي العالمي الذي يتوسع، والمغرب القوي بكفاءاته وبعزمه، يلعب دورا رائدا في العديد من قطاعات التكنولوجيات الحديثة، سواء على مستوى القارة الإفريقية أو الساحة الدولية”، مؤكدا أهمية التطرق بكل جدية ومهنية للتحديات التي تطرحها الثورة الرقمية.
وتابع أزولاي “أنا على يقين تام بأن تقنين وتأطير هذه التكنولوجيا يعد أمرا ملحا للحفاظ على توازناتنا الاجتماعية وضمان أمننا وحماية سيادتنا”.
وبعد أن ذكر بأن مدينة الصويرة ستحتضن طيلة هذا الأسبوع سلسلة من اللقاءات الدولية المتميزة، وكذا أحداث كبرى أخرى، سلط السيد أزولاي الضوء على انخراط مدينة الرياح في النهوض بالبحث العلمي والابتكار.
من جهته، أبرز بوكادير، التزام جامعة القاضي عياض بالتموقع كرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال تكويناتها وأبحاثها من أجل تكوين رواد مستقبليين قادرين على ضمان هذا التحول الرقمي ورفع التحديات التكنولوجية الحالية والمستقبلية.
وسجل أن “الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في حماية المعطيات الحساسة والوقاية من الهجمات السيبرانية وصون السيادة الوطنية في الفضاء السيبراني”، داعيا أيضا إلى تعزيز مبادرات البحث والتكوين في هذه المجالات عبر كافة مناطق المملكة”.
وفي تصريح للصحافة، دعا بوكادير من جهة أخرى، إلى إرساء تعاون وثيق بين الجامعات المغربية والقطاع الخاص والمنتظم الدولي بغية النهوض بالابتكار وتشجيع البحث التعاوني وتحفيز نقل المعارف والتكنولوجيا.
من جانبه، أبرز مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالنيابة، حسن عياد، أن الهدف الرئيسي من هذا اللقاء العلمي هو التفكير العميق للخروج بتوصيات تروم تعزيز صمود البنيات التحتية الرقمية وحماية وحدة المعطيات من الهجمات السيبرانية.
وأكد أن “حماية أمننا السيبراني يشكل رهانا ذو أهمية قصوى بالنسبة للمغرب. لذا فنحن منخرطون بشكل تام في تصميم حلول مبتكرة مستمدة من الخبرة والإبداع المغربيين، بهدف تعزيز حمايتنا على الأنترنت”.
وتابع الحضور لقاءات وموائد مستديرة أقيمت على مدار اليوم، وتناولت مجموعة من المواضيع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وميادين أخرى ذات صلة.
من جهة أخرى، عرف اللقاء توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة بين مختلف الفاعلين تهدف إلى إرساء مختبرات تقنية ومشاريع بحثية مشتركة، وذلك لتسهيل تنقل الطلبة على المستوى العالمي.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العلمية التي تقام بالصويرة ومراكش إلى غاية 6 ماي الجاري، لقاءات، وموائد مستديرة، وورشات وأنشطة تفاعلية مختلفة، تتيح إطارا ملائما لتبادل الأفكار والتعاون بين المختصين، بهدف الخروج بتوصيات تحفز على تقدم المعارف في المجالات التي يتم يتطرق إليها.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: الأمن السیبرانی فی مجال
إقرأ أيضاً:
دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ
كشفت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في مهام الكتابة يؤدي إلى تراجع ملحوظ في نشاط الدماغ والوظائف المعرفية، مقارنةً بمن يستخدمون محركات البحث أو يعتمدون على مهاراتهم الذاتية في الكتابة.
تفاصيل دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجياأجرى باحثون من مختبر Media Lab التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دراسة استمرت لمدة تبلغ أربعة أشهر، قارنوا فيها بين ثلاث مجموعات من المشاركين في أثناء إنجاز مهام كتابية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT أتموا مهامهم الكتابية بسرعة تجاوزت غيرهم بنسبة قدرها 60%، لكن جاء ذلك على حساب الجهد العقلي المرتبط بفهم المعلومات وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.فقد سجلوا انخفاضًا بنسبة قدرها 32% فيما يُعرف بـ (Germane Cognitive Load)، وهو مؤشر على مدى استيعاب الدماغ للمعلومات بنحو عميق وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.
وأظهرت الدراسة أيضًا، أن المقالات التي كتبتها المجموعة التي استخدمت ChatGPT كانت متشابهة بنحو ملحوظ وافتقرت إلى الأصالة، كما عبّر المشاركون عن شعور ضعيف بالانتماء أو «الملكية» تجاه ما كتبوه.
ومع تكرار استخدام الأداة، لاحظ الباحثون تدهورًا تدريجيًا في الأداء، فقد أصبح المستخدمون يكتفون بنسخ النصوص المولدة دون مراجعة أو تفكير نقدي. واستمرت هذه التأثيرات السلبية حتى بعد التوقف عن استخدام الأداة، مما يشير إلى احتمالية حدوث تغيّرات دائمة في طريقة عمل الدماغ.
ومن المُتوقع أن تكون أدمغة الشباب، التي ما تزال في طور النمو، أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يثير القلق من الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية.
تغيّرات في الأنشطة العصبية في الدماغاعتمدت الدراسة على فحوصات التخطيط الكهربائي للدماغ «EEG» لرصد الأنشطة العصبية. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كتبوا بالاعتماد على قدراتهم الذاتية كان لديهم اتصالات عصبية أكثر ترابطًا من غيرهم، إذ سُجل لديهم 79 اتصالًا عصبيًا في نطاق موجات ألفا المرتبطة بالتركيز والتفكير الإبداعي. وأما الذين استخدموا محركات البحث فحققوا مستوى أداء متوسط، وسجل مستخدمو ChatGPT أضعف أداء بلغ 42 اتصالًا فقط.
كما رُصد انخفاض مماثل في نطاق موجات «ثيتا» Theta، المرتبط بالذاكرة والتحكم التنفيذي، إذ بلغ عدد الاتصالات العصبية لدى المجموعة التي اعتمدت على مهاراتها الذاتية في الكتابة 65 اتصالًا، مقابل 29 اتصالًا عصبيًا فقط لدى مستخدمي ChatGPT. وتُشير هذه الفروقات إلى وجود علاقة عكسية بين الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي وبين انخراط الدماغ في معالجة المعلومات.
خلل في الذاكرة وتراجع القدرة على التذكرمن أكثر النتائج إثارة للقلق، أن ما نسبته 83% من مستخدمي ChatGPT لم يتمكنوا من تذكّر اقتباسات من مقالات كتبوها قبل دقائق فقط، وبلغت النسبة 11.1% فقط لدى من استخدموا محركات البحث أو كتبوا دون مساعدة. وعند مطالبتهم بإعادة كتابة المقال دون استخدام الذكاء الاصطناعي، عجزوا عن تذكر معظم المحتوى، مما يشير إلى ضعف معالجة المعلومات في الذاكرة الطويلة الأمد.
تأثيرات مستقبلية في التعليمتثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات جوهرية عن الخطر المرتبط بالاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية، خاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة التي ما تزال في طور تطوير قدراتها العقلية. وقد حذّرت الباحثة الرئيسية في الدراسة، Nataliya Kosmyna من أن الطلاب الذين يعتمدون على أدوات مثل ChatGPT قد يطوّرون أنماطًا معرفية مختلفة تؤثر في مهاراتهم الذهنية المستقبلية.
وتتوافق هذه النتائج مع دراسات أخرى تشير إلى أن الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي قد يُساهم في زيادة الشعور بالوحدة وانخفاض الإبداع، حتى مع مساهمته في تحسين الإنتاجية.
اقرأ أيضاًالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم
«ميتا» تستثمر 14.3 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي «سكيل»
الذكاء الاصطناعي يزف بشرى سارة لـ الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي