تتواصل العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 مما أدى إلى استشهاد نحو 35 ألف فلسطيني وإصابة نحو 78 ألفا آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى كارثة إنسانية جعلت حياة سكان القطاع على حافة المجاعة.

ولقد أدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى نزوح حوالي 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.

3 مليون نسمة عن منازلهم وتسببت في دمار واسع النطاق في العديد من البلدات والمدن. 

العالم أصبح رهينة لحكومة متطرفة

أصدر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بيانا، الأحد، قال فيه إن "حركة حماس لا تزال حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط ينهي العدوان، ويضمن انسحاب (الجيش الإسرائيلي من غزة)، ويحقق صفقة تبادل أسرى جادة".

وجاء بيان إسماعيل هنية في الوقت الذي استمرت فيه المفاوضات المتعددة الأطراف في القاهرة.

وأضاف إسماعيل هنية أنه تأكيدا على جدية الحركة وإيجابيتها قبل الجولة الحالية من المفاوضات، "أجرت (حماس) سلسلة اتصالات مع الإخوة الوسطاء ومع فصائل المقاومة"، و"أجرت اجتماعات ومشاورات مكثفة" في الداخل والخارج قبل إرسال وفدها إلى القاهرة.

وقال هنية إن الوفد حمل "مواقف إيجابية ومرنة" تهدف إلى وقف "العدوان على شعبنا، وهو موقف جوهري ومنطقي ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا".

وتساءل رئيس المكتب السياسي لحماس قائلا: "ما مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أول نتائجه؟".

وفي إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية، قال إسماعيل هنية إن "العالم أصبح رهينة لحكومة متطرفة، لديها كم هائل من المشاكل السياسية والجرائم التي اُرتكبت في غزة"، حسب وصفه، واتهم هنية قيادتها بالسعي إلى "تخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة".

وكان قد شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد رفضه مطالب حماس أو إنهاء الحرب على غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يبقي الحركة الفلسطينية في السلطة، ويشكل تهديداً لإسرائيل.

وأضاف :  "الاستسلام لمطالب حماس سيكون بمثابة هزيمة فظيعة لدولة إسرائيل، وسيكون انتصارا كبيرا لحماس وإيران ومحور الشر برمته".

وأكد  أن إسرائيل "لن توافق على مطالب حماس التي تعني الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق أهدافها كافة".

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن حماس حصلت على ضمانات من الولايات المتحدة بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وأن القوات الإسرائيلية لن تواصل القتال بمجرد إطلاق سراح الرهائن.

وأفادت هآرتس أيضاً أن مسؤولاً إسرائيلياً قال لها إن "إسرائيل لن توافق، تحت أي ظرف من الظروف، على إنهاء الحرب ضمن صفقة، وهناك تصميم على دخول رفح".

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مُخاطباً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب "سيكون كارثة، وينبغي بدء عملية رفح الآن".

وكتب بن غفير على منصة إكس "لا لصفقة غير مسؤولة نعم لاجتياح رفح".

وحذر بن غفير في منشوره نتنياهو من مغبة "عدم الوفاء بالالتزامات التي قطعها معي الأسبوع الماضي وهو يدرك جيدا ثمن عدم الوفاء بها".

غارات جوية على رفح

تنفذ إسرائيل بانتظام غارات جوية على رفح منذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر، وهددت بإرسال قوات برية، قائلة إن رفح هي آخر معقل رئيسي لحماس في القطاع الساحلي. وحثت الولايات المتحدة وآخرون إسرائيل على عدم الغزو خشية حدوث كارثة إنسانية.

وقالت وكالة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن مئات الآلاف من الأشخاص سيكونون "في خطر الموت الوشيك" إذا شنت إسرائيل هجوما عسكريا على مدينة رفح جنوب قطاع غزة ، حيث كان قد تعهد نتنياهو يوم الثلاثاء 30 أبريل بشن عملية توغل في مدينة رفح بجنوب غزة ، حيث يتواجد مئات الآلاف من الفلسطينيين يلوذون بالفرار من الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر تقريبًا، في الوقت الذي يبدو فيه أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تكتسب زخمًا. 

وتعد المدينة الحدودية نقطة دخول مهمة للمساعدات الإنسانية وهي مليئة بالفلسطينيين النازحين، والعديد منهم يقيمون في مخيمات مكتظة بالسكان.

وأدت غارة جوية إسرائيلية على رفح ليلة الجمعة إلى مقتل سبعة أشخاص، معظمهم من الأطفال.

ويعاني شمال غزة من "مجاعة شاملة"، بحسب رئيسة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين. وتذهب تعليقات رئيس الوكالة التي توزع المساعدات الغذائية إلى أبعد من غيرها، حيث قالت الأمم المتحدة وآخرون إن الأراضي الفلسطينية على شفا المجاعة.

ويلعب معبر رفح دورًا محوريًا في توفير الغذاء والمياه والصحة والصرف الصحي والنظافة وغيرها من أشكال الدعم المهمة للسكان هناك، بما في ذلك مئات الآلاف من سكان غزة الذين فروا من القتال في أماكن أخرى.

وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إنهم يعدون خطط طوارئ لهجوم محتمل على رفح. وفي الوقت نفسه، أشاروا إلى أن المزيد من الغذاء وصل إلى الفلسطينيين المحاصرين في الأسابيع الأخيرة، ولكن خطر المجاعة لا يزال قائما.

وكانت الأمم المتحدة قد أبلغت في وقت سابق عن انهيار في خدمات الصرف الصحي في غزة، ويقدر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن هناك الآن 270 ألف طن من النفايات الصلبة المتراكمة في القطاع.

وقال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في المناطق الفلسطينية المحتلة، في مؤتمر عبر الفيديو، إن خطر المجاعة "لم يتراجع على الإطلاق". وقال الدكتور أحمد ضاهر، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة، إن الوضع الغذائي هش، وأن "خطر المجاعة لم ينته بعد".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة حماس هنية إسماعيل هنية نتنياهو إطلاق سراح الرهائن رفح إسماعیل هنیة على رفح

إقرأ أيضاً:

هنية يشدد على وقف العدوان وإسرائيل تؤكد أنه لا هدنة دون الأسرى

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إنه لا تنازل عن وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بديلا عن المقاومة، في حين أكد مسؤول إسرائيلي كبير أنه لا هدنة دون الأسرى.

وأضاف هنية -في كلمة بالمؤتمر القومي العربي المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت- أنه "حول ما يقال عن موقف صهيوني جديد من صفقة التبادل ووقف النار، فإن المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أن القواعد الراسخة لموقف فصائل المقاومة لا تنازل عنها"، وفق بيان للحركة.

وأوضح هنية أن القواعد هي وقف دائم للعدوان، وانسحاب الاحتلال من غزة، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وصفقة مشرفة للتبادل.

وأكد أنه يجب استثمار التضحيات والمتغيرات الكبيرة لصالح القضية الفلسطينية والمضي قدما نحو إنجاز مشروع التحرير والعودة، وفق تعبيره.

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن مشروع التحرير يقوم على تشكيل قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة وفاق وطني بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وتابع أن مشروع التحرير يقوم أيضا على إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية وتشكيل مجلس وطني فلسطيني.

ودعا هنية إلى الخروج بخطة عمل متكاملة مرتكزة على مفهوم أن مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر تختلف عما قبله، مشيرا إلى أن طوفان الأقصى رفع القضية الفلسطينية لمستوى غير مسبوق عالميا، وفتح الباب لتجسيد الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

لا هدنة دون الأسرى

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي كبير إنه "إذا كانت حماس تعتقد أن بوسعها إملاء الشروط أو التوصل عبر الابتزاز لوقف إطلاق النار فهي مخطئة".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي -لم تسمه- قوله إنه لن تكون هناك هدنة أو أي وقف للقتال في غزة ما لم يكن ضمن اتفاق بشأن تحرير المحتجزين.

وأشار المسؤول إلى أن هناك اقتراحا مطروحا يتضمن ترتيبات لهدنة، وأنه في حالة عدم الرد على هذا العرض "ستمضي إسرائيل في حرب مكثفة في غزة، وفي تفكيك البنى التحتية الإرهابية"، على حد قوله.

وأمس الخميس، أعلنت حركة حماس -في بيان- أنها أبلغت الوسطاء استعدادها للتوصل إلى اتفاق كامل يتضمن صفقة تبادل شاملة "في حال أوقف الاحتلال حربه وعدوانه ضد شعبنا في غزة".

ويأتي هذا البيان في أول تعليق للحركة على إعلان هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، أن تل أبيب سلمت الوسطاء المصريين والقطريين اقتراحها لتجديد مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، ووقف إطلاق النار في غزة.

وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، تجري حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في السادس من مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن الدولي يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

مقالات مشابهة

  • لن يكون هناك يوما تاليا لإسرائيل دون خطة لليوم التالي!
  • إسرائيل قبلت مناقشة إنهاء حرب غزة وبن غفير وسموتريتش يهددان
  • حركة السودان الاخضر تطالب قيادة الجيش بالتنحي وتسليم الحُكم لحكومة (جسر) من خُبراء مستقلين
  • هنية: لن نتنازل عن مطلب وقف الحرب
  • هنية يشدد على وقف العدوان وإسرائيل تؤكد أنه لا هدنة دون الأسرى
  • هنية: من يتحدث عن اليوم التالي للحرب سيختنق بحبل أوهامه
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في معارك غزة
  • إسرائيل تقول إنها قضت على 300 مقاتل من حماس في رفح
  • منذ اجتياح رفح.. المساعدات الإنسانية لغزة تنخفض بنسبة الثلثين بحسب الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة: انخفاض المساعدات إلى غزة بمقدار الثلثين منذ بدء اجتياح رفح