قد أجني على نفسي وأخرب بيتي بعد وفاة والدتي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
سيدتي، أحييك على منبر “قلوب حائرة” الذي هو فعلا إسم على مسمى، فما من قلب تائه إلا ويجد حضنا دافئا يشعر فيه بالسكينة والألفة.
وهذا ما جعلني اليوم أقرر وأنا القارئة الوفية لهذا الموقع أن أتشجع لأبوح بما يقطع حبال تفكيري.
سيدتي، أنا امرأة متزوجة منذ مدة ليست بالطويلة، والحمد لله فقد من الله عليّ بزوج صالح متفهم ومتعقل.
لكن سيدتي ما حدث مؤخرا قلب استقراري، حيث توفيت والدتي فجأة ودون سابق إنذار. وقد خلّف موتها صدمة كبيرة لدى والدي الذي انتكس ودخل في حالة من العزلة والأسى.
هذا الأمر جعلني اطلب من زوجي ان يمنحني فرصة لأبقى في بيت أهلي لرعاية والدي. هذا الأخير لم تتحسن حالته قط، حيث بقي على حالة كبيرة من الحزن. لا يأكل ولا يتناول دواءه ما جعلني اقلق على حالته كثيرا.
وقد راودتني فكرة ان اطلب من زوجي ان اطيل مدة بقائي في بيت اهلي، لكنني لمست منه امتعاضه كما انه تغير حيالي مؤخرا.
أنا حامل وسأرزق بطفل عما قريب، والسفر المتكرر يؤثر بالسلب عليّ، أنا في حيرة من امري. فهل اترك بيتي لابقى مع والدي؟ ماذا عساي افعل سيدتي؟
أختكم خ.ربيعة من جنوبنا الكبير
الرد:عظَّم الله أجرَكم، وأحْسَنَ عَزاءكم في الوالدة، وغفَر الله لها ورحمها، ورزقكم الصبر والسلوان كان الله في عونكم، وجبَر مُصابكم.
ولكن أختاه اعلمي أنَّ ما حدَث هو قدَر الله، ولا يملك العبد أمام ذلك إلا الرضا والتسليم. فعليك بالصبر حتى لوكان مرًّا، ولكن عواقبه إلى خيرٍ بإذن الله.
الجزاءَ يعظم على قدر عِظَم البلاء، وذلك علامة على محبة الله تعالى للعبد. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رَضِيَ فله الرضا، ومَن سخط فله السخط).
من خلال رسالتك لمست حيرتك وألمك أختاه، لكن عليك أن تتأكدي من أن الصبر هو سبيلك للخروج من هذه المحنة. إلى جانب التعقل والتحامل وتظافر الجهود.
عليك في البدء ان تتقاسمين المسؤولية مع إخوتك لرعاية والدك الذي لا يجب ان تهملوه او ان تتنصلو من مسؤولياتكم تجاهه. لكن ليس على حساب بيتك واستقرار زواجك.
ولتحمدي الله ان زوجك تفهم الامر في بداية المحنة ما يدفعك لعدم التمادي في طلب المزيد من الاشياء و الامور.
كذلك عليك واخوتك ان تفكروا في تزويج والدك حتى يستقر مع من ترعاه وتسهر على راحته وتعوضه على مصابه.
فكري مليا في الخطوة التي تعقدين القيام بها، لأنه ليس من السهل على اي زوجة أن تترك زوجها وبيتها بهذه الطريقة.
كما ان والدك لن يكون بمقدوره تقبل ان يتشتت شملك بهذه الطريقة وبسببه، وكان الله في عونك.
ردت:”ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الشيخ المنشاوي
تحيي الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف اليوم ذكرى وفاة الشيخ الجليل محمد صديق المنشاوي -رحمه الله- الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في 20 من يونيو عام 1969م، عن عمر ناهز 49 عامًا، بعد مسيرة مباركة في خدمة كتاب الله -عز وجل-، شكّلت مدرسة خاشعة في التلاوة، ومثالًا نادرًا في الخشوع والتأثر بكلام الله.
وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي في 20 من يناير عام 1920م، بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، ونشأ في بيت علم وقرآن؛ فوالده الشيخ صديق المنشاوي من أعلام قرّاء عصره، وقد أتمَّ الشيخ محمد حفظ القرآن الكريم في سنٍّ مبكرة، ثم تلقّى علوم التلاوة والقراءات على يد كبار المشايخ، فنبغ فيها حتى أصبح من أشهر قرّاء الإذاعة المصرية والعالم الإسلامي.
سجّل الشيخ المنشاوي المصحف المرتل كاملًا بصوته، كما سجّل ختمةً مجودةً لا تزال تُبث في إذاعة القرآن الكريم، وقد لقّبه جمهوره بـ "الصوت الباكي" لما تميز به من أداء خاشعٍ صادقٍ يلامس القلوب. وشارك الشيخ في بعثات قرآنية إلى دول عدة، منها: فلسطين، وسوريا، والسعودية، وليبيا، وإندونيسيا، وغيرها، ممثلًا لمصر والأزهر الشريف، حيث لقي التكريم والتقدير في كل مكان حلّ به.
ورغم أن عمره كان قصيرًا، فإن أثره العلمي والروحي باقٍ وممتد؛ إذ خلّف تراثًا صوتيًّا لا يزال مصدر إلهام للقراء والمتعلمين، ومدرسة قائمة بذاتها في الخشوع وحُسن الأداء. وقد عُرف -رحمه الله- بتواضعه الشديد وابتعاده عن مظاهر الأضواء، مفضّلًا أن يبقى خادمًا لكتاب الله في السر والعلانية.
وإننا في وزارة الأوقاف، إذ نُحيي هذه الذكرى العطرة، لنتضرع إلى الله تعالى أن يتغمد الشيخ محمد صديق المنشاوي بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدمه من تلاوة وتعليم ونشر لكتاب الله في ميزان حسناته، وندعو أبناءنا وبناتنا إلى التأسي بنموذجه في الإخلاص، وإتقان التلاوة، والارتباط بالقرآن الكريم سلوكًا وأسلوبَ حياة.
رحم الله الشيخ محمد صديق المنشاوي، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء.