شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
في أحد اللقاءات مع الأصدقاء وسط أجواء مقهى نابض بالحياة، جمعتني الأقدار بعدد من رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين المخضرمين من قطاعات متعددة. وكان محور نقاشنا هو الفلسفة الإدارية الشهيرة “أحضر لي حلولاً لا مشاكل”. وعلى الرغم من ترويج هذه الفلسفة كباعث للإبداع والإنتاجية ،برزت تجارب حقيقية كشفت واقعاً مغايراً تماماً لما تروج له هذه الفلسفة.
فقد روى أحدهم تجربة صادمة مع مدير تبنى أساليب ترهيب ضد موظفيه الذين تجرأوا على إثارة المشكلات دون تقديم الحلول الجاهزة. كان الهدف الظاهر تعزيز الشعور الإلحاح وتحفيز الابتكار، لكن النتيجة كانت بثّ الخوف وتقييد الإبداع في بيئة عمل خانقة. فأصبح من الطبيعي أن يتحاشى الموظفون الإفصاح عن الصعوبات خشية العقاب، مفضّلين تقديم تقارير متفائلة زائفة لتجنُّب أي عقاب.
وهكذا تترك المشكلات دون رصد أو معالجة حتى تتفاقم ،وتنفجر كوارث لا يمكن السيطرة عليها ولا معالجتها ، لأنها لم يتم اتخاذ إجراء عاجل فور ظهورها. فقد أدى نهج “الحلول فقط” دون قصد إلى ترسيخ ثقافة التكتم، ضارباً عرض الحائط بالشفافية في سبيل الحفاظ على الذات.
يدعي مؤيدو هذا الشعار أنه يُمكِّن الأفراد ويُبسّط العمليات. لكن الصعوبات تكمن تحت السطح: فليس لكل مشكلة حل فوري، وتوقع حلول منفصلة يعيق الإبداع ويحبط النقاشات البناءة.
وقد يشجع هذا النهج بطريقة غير مقصودة على توجيه الاتهامات بدلًا من التحليل البنّاء، ما يُخنق وجهات النظر المتنوعة، ويحُول دون الحل التعاوني للمشكلات. كما أنه يخاطر بخلق بيئة من الرعب حيث يخشى الموظفون الحديث الصريح عن المشاكل التي يواجهونها.
إن مجرد رفض الشعار ليس الحل. فإيجادِ توازنٍ بين حل المشكلات بشكل استباقي وبين توفير بيئة عمل آمنة نفسيًا أمرٌ بالغ الأهمية. وعلى المدراء أن يشجعوا الحوار الإيجابي البناء بدلاً من خنق النقاشات الهادفة إلى كشف المشاكل.
كما أن التمييز بين الشكاوى وتحليل المشكلات ضروري، فالشكاوى توجه اللوم وتزيد انقسام الرؤى، بينما يحفز طرح المشكلات بشكل موضوعي على التعاون وإيجاد الحلول. وعلى المدراء أن يَمدّوا العون ويقدموا التوجيه عند الحاجة، بدلاً من توقع قدرة الأفراد على معالجة جميع المشاكل بأنفسهم.
وباستطاعة المدراء تعزيز التعاون والتمكين عن طريق تعديل عبارة “لا تحضر لي المشاكل” وجعلها “أَطْلِعْني على المشاكل، ولنتعاون معًا في إيجاد الحلول”. فهذا الأسلوب يُشجع على الإبلاغ المبكر عن المشكلات، ويحفز الإبداع، ويساهم في بناء فريق عمل قوي.
إن حل المشكلات بفعالية لا يعني بأي حال كبت المخاوف وتعلق كل الآمال على حلول فردية، بل يتعلق بتهيئة بيئة يشعر فيها الموظفون بالارتياح لطرح الصعوبات، والعمل الجماعي على إيجاد الحلول، والنمو معًا. فبالتعاون نستطيع إبراز إمكانات القوة العاملة، ما يسمح للشركات بالازدهار وسط الظروف المتغيرة.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محلل الأهلي السابق: ريبيرو مختلف عن كولر.. والاعبون يفقدون الحلول عند بناء الهجمة
قال سعيد النحاس، محلل الأداء السابق بالنادي الأهلي، إن المدير الفني الإسباني خوسيه ريبيرو يعتمد على أسلوب مختلف تمامًا عن سلفه السويسري مارسيل كولر، موضحًا أن ريبيرو يفضل الاستحواذ وتدوير الكرة بكثرة، بينما كان كولر يفضل الوصول السريع لمرمى الخصم بأقل عدد ممكن من التمريرات.
وقال النحاس، في تصريحات مع الإعلامي مدحت شلبي ببرنامج "يا مساء الأنوار" عبر قناة MBC مصر 2: "عملت في الأهلي مع كولر، واستمررت مع الكابتن عماد النحاس بعد رحيله، وكنت حاضرًا في المباريات الست الأخيرة التي حسم خلالها الفريق لقب الدوري".
وأضاف: "الفارق بين فترة كولر وعماد النحاس هو أن اللاعبين تحرروا بعض الشيء، وكانت لديهم رغبة في مصالحة الجماهير بعد الخروج من دوري أبطال إفريقيا، ونجحوا في التركيز على بطولة الدوري".
وأوضح النحاس أن "الأهلي حاليًا يعاني من فقدان الحلول عند بناء الهجمة إذا تعرض للضغط العالي من المنافسين، وهو ما قد يواجهه أمام بورتو البرتغالي، الذي يتبع أسلوب الضغط القوي، مما يخلق مساحات خلف المدافعين يمكن استغلالها، خاصة أن خط دفاع بورتو يعاني من البطء".
وعن مواجهة الأهلي المقبلة، قال النحاس: "بالميراس ترك الاستحواذ للأهلي مع تأمين دفاعي، لكن بورتو سيهاجم بقوة؛ لأن مدربه يواجه شبح الإقالة، وسيبحث عن الفوز بأي وسيلة".
وتحدث النحاس عن طريقة لعب بورتو، قائلاً: "يعتمدون على بناء الهجمة من الخط الخلفي بثلاثي دفاعي ولاعبي وسط أمامهم، مع ثنائي هجومي لتدوير الكرة، وظهر ذلك بوضوح أمام إنتر ميامي حيث نجحوا في تشكيل خطورة كبيرة وتسجيل هدف".
وفيما يتعلق بـ علي معلول وإمكانية مشاركته مع الأهلي في كأس العالم للأندية، أوضح: "علي كان يتدرب بشكل منتظم، لكن قدراته في الالتحامات والأدوار التكتيكية المطلوبة قد تؤثر على مردوده في لقاءات قوية كمواجهات كأس العالم للأندية".