لجريدة عمان:
2025-05-10@05:31:32 GMT

يُتم الروائيين العرب «2»

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

لم يكن محمّد شكري يتيمًا تعهّدا نقديّا ورعايةَ متابعةٍ، بل وجد في صحْبٍ من النُقّاد والناشرين والقائمين على الأدب رفقةً ومساعدةً ووعيا بأديب فذٍّ يتحقّق، من ذلك ما كان يفعله محمّد برّادة من إبداءٍ للرأي الحقّ في ما يكتب شكري، ومن أمثلة ذلك ما ورد في رسالة من رسائله تقويما ونقدا لمسوّدة الجزء الثاني من سيرة شكري التي اتّخذ لها عنوانا «الشُطّار»، يقول برّادة في قراءة واعية للعنوان، وفي صراحة لا تجدها إلّا مع قارئ مخلص: «الملاحظة التي أشرت إليها في الهاتف حول كتابتك للجزء الثاني من السيرة (أنا لا أحبّ الشطار، فهي عنوان لا يخلو من تمحّل وإسقاط) هو أن تعمل على تكسير ذلك «التطابق» بين ضمير المتكلّم السارد، وبين «واقع» انقضى، وبينك الآن في 1980، إنّني أذكّرك بعبارة رامبو الشهيرة «أنا هي واحد آخر، وقد اتّخذ منه فيليب لوجون عنوانا لكتابه الأخير، وفيه يدرس الإمكانات المتعدّدة لكتابة السيرة الذاتية (.

..) وحبذا أن تكتب ذلك (أعني الإضافات) بنوع من السخريّة الحادّة تمزجها ببعض المشاهد الراهنة»، ولعلّنا نُلاحظ من هذا الرأي عمقا ووعيا وإدراكا ومتابعةً للكاتب من جهة وللأرضيّة النقديّة من جهة ثانية ولأثر الزمن الذي يحمل معه تبدّل الذائقة من جهة ثالثة. ما أردت قوله من هذا المدخل أنّ يُتما يعيشه الروائيّ العربيّ اليوم في غياب أو نُدرة هذا التعهّد الحقّ بكتابة الرواية، في غياب آراء صاخبة تُلامسُ من أعمال الرواية عُمقها الحقّ، وتُدرك بواطن الكاتب من كتاباته. فما ألحظه هو وفرة من المقالات الجوفاء التي تلحق العمل الروائي، ولكن هنالك غيابا لقارئ ناقد حقيقيّ يرعى التجربة الروائيّة لكاتب ما ويُتابعها. قد يكون هذا جانبا كبيرا من خلل يلحق دور النشر المستكرشة والمستذئبة التي لا تسعى سوى إلى الربح السريع دون أن تُنصِّب نقّادا قُرّاءً للرواية قبل صدورها أو بعد صدورها، دون أن تُخرج نسخةً أولى للقرّاء النُقّاد، دون أن تحيط العمل الروائيّ بقراءة نقديّة «تضمن» للقارئ العاديّ حدّا أدنى من حُسن المقروئيّة (قد يقول البعض: إنّ من يحسبون أنفسهم نُقّادا لا يمتلكون ذائقة القراءة الروائيّة السليمة، إلّا من رحم ربّك.

واعتراضهم قويم إلى حدّ بعيد)، وقد يكون مرجع ذلك إلى فشل المؤسّسات الثقافيّة في البلدان العربيّة، وقد يكون مردّ ذلك إلى الناقد الذي لا يُتابع ما يجري من حوله من حركة روائيّة عميقة، لكن الأغلب في ظنّي أنّ الأمر يرجع إلى فقدان الإخوانيّات تواصلا ومشاركةً. إنّ تمزّق عُرى التواصل بين المثقّفين هو علّة يُتم الروائي العربيّ، وبقاء الرواية العربيّة في جانب كبير منها في خانة النسيان، أو التضليل والإضلال. هل الرواية العربيّة مقروءة عربيّا؟ إلى حدّ ما نعم، تحسّن وضعُ مقروئيّة الرواية العربيّة في السنوات الأخيرة، ولكن هل هنالك ضمان للقراءة، هل هنالك ذائقةٌ قارئة يعتمدها الناشرون، وتعتمدها المؤسّسات الثقافيّة وتعتمدها الصحافة ويركن إليها الروائيّ لقياس حالة إبداعه؟ أكيد وحتما الجواب هو لا.

لقد فرغتُ في هذه المدّة إلى الاطّلاع على الرسائل الأدبيّة الإخوانيّة بين الأدباء، وأدركتُ أنّ جانبا مهمّا من تطوّر الحركة النقدية راجع إلى المراجعات النقديّة في ما يدور من حوارات ثنائيّة، وفي ما يحدثُ من متابعات عميقة ونافذة للأعمال الإبداعيّة، وخذ مثالًا مضافا إلى الحوار الثنائي الذي ذكرته سلفا بين العَصِيّ، المتمرّد محمّد شكري، والرَّضيّ العاقل محمّد برّادة، ما دار بين طه حسين الأديب والجامعيّ والناقد، وتوفيق الحكيم الأديب، وما كان من عميق الخلاف، وبيّن الوفاق بينهما في مناسبات كتب فيها هذا وذاك. فطه حسين على فقدان بصره، لم يفقد نفاذ بصيرته، فكان طُلَعةً، مواكبا، متابعا، نافذا بعين الناقد العارف لعمق المكتوب، ففي كتاب «أيّام العمر» الذي ضمّ رسائل خاصّة متبادلة بين الناقد والأديب، نلحظ هذه العين الراقبة، المتابعة لأدب توفيق الحكيم، في توفّقه وتعثّره، في إحسانه وإرذاله، وطه حسين من الشخصيّات الأدبيّة التي خاضت معارك شتّى في تاريخ الأدب الحديث، وهَزَمت وهُزمت، وكانت هذه المعارك (لعلّنا نعود إلى كتابة سلسلة من المقالات حول المعارك الأدبيّة والنقديّة) حافزا ومحرّكا للحياة الأدبيّة والفكريّة.

عندما أصدر توفيق الحكيم مسرحيّته «أهل الكهف» أثار نمطها وطريقتها وأسلوبها جدلا في الساحة الثقافيّة، فتعرّض لها كبار النقاد والكُتّاب، منهم العقّاد، وقال عنها المازني في صحيفة البلاغ ساخرا متهكّما: «إنّ مؤلّف أهل الكهف هو نفسه من أهل الكهف»، في خضمّ هذا الجدل كان لطه حسين الدور الرئيس في ترجيح ميل المسرحيّة إلى الفتح المبين في الكتابة الأدبية، فقال متحدّثا عنها: «أمّا قصّة «أهل الكهف» فحادث ذو خطر، لا أقول في الأدب العربي وحده، بل أقول في الأدب العربيّ كلّه، وأقول هذا في غير تحفّظ ولا احتياط، وأقول هذا مغتبطا به، مبتهجا له، وأيّ محبّ للأدب العربيّ يغتبط ويبتهج حين يستطيع أن يقول وهو واثق بما يقول إنّ فنّا جديدا قد نشأ فيه، وأضيف إليه، إنّ بابا جديدا قد فتح للكُتّاب (يقصد باب التمثيليّة الأدبيّة) وأصبحوا قادرين أن يلجوه وينتهوا منه إلى آماد بعيدة، رفيعة ما كنّا نقدّر أنّهم يستطيعون أن يفكّروا فيها الآن». هذا موقف قارئ حصيف، مدركٌ لما هو حالٌّ في الحركة الأدبيّة، مبشّرٌ بما هو قادم، قادرٌ على تعيير الأدب ووضعه في ميزانِ حقّ لا خلل فيه، بالرغم من أنّ طه حسين عندما قرأ قبل ذلك سيرة توفيق الحكيم «سجن العمر» قال مبديا عدم رضاه عن السيرة، مُظهرا التكلّف والصناعة في الكتابة: «مصنوع، متكلّف، متعمّل، بعيد كلّ البعد عن الحياة الطبيعيّة المألوفة، والنّاس يعرفون منك صورة ليس بينها وبين شخصك الحقيقيّ صلة من قريب أو من بعيد». هذا هو الأب الحقيقيّ الذي نريده للرواية العربيّة اليوم، الأب القارئ الذي يهزّ ابنه عندما يرتكب الخطيئة، ويهْنأ عندما يأتي الفضيلة، وينير السبيل في حال العتمة، ويشدّ دون أن يكسر ويُرخي دون أن يبسط كلّ البسط، فلا يُعاني الروائيّون اليُتم واللطم ويُجدّفون دون أرضيّة نقديّة تهزّ عروشهم الرماديّة، فلا يسكنون ولا يهجعون ولا يركنون؛ لأنّ هَجْعَة الروائيّ تعني موته.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أهل الکهف العربی ة الأدبی ة ة الأدبی دون أن

إقرأ أيضاً:

التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا

في منتصف تسعينات القرن المنصرم كان الباعة الصينيون يقفون قبالة الشوارع الرئيسية في العاصمة السودانية الخرطوم، يعرضون دهان الفيكس الرخيص بلا ثمن يذكر، حتى بدا وكأن ذلك نوع من التسول اللطيف، لكنهم في حقيقة الأمر كانوا مجرد طليعة كشفية لأنماط الثقافة الشرائية، هنا وفي معظم البلدان الإفريقية، أو بالأحرى مستعمرون جدد تزحف خلفهم مطامع اقتصادية بلا حدود.

وإن كانت تلك الشركات الصينية أمثال عمالقة النفط “سينوبك” و”كيونت” و”هاير” والمصانع المزدهرة في مقاطعة شاندونج وعلى ميناء غوانزو، وكذلك شركات الأسلحة والمسيّرات الصينية تستعمل استراتيجية تسويق عابرة للحدود، فإنها تسعى وبقوة لالتهام القارة السمراء بالكامل عما قريب.

على مدى أكثر من أربعة عقود تقريباً رقصت قاعة الشعب العظمى في بكين على وقع خطابات حكام الصين الشيوعيين، وكانت هذه الخطابات تترافق مع تصفيق مجازي للقائد ماو تسي تونغ، مدير الدفة العظيم، والملهم الأزلي للتجربة، وشيئاً فشيئاً فقدت قاعة الشعب بريقها الاشتراكي، ليظهر جيل جديد لا تستهويه الروح الأيديولوجية بأي حال، فكل ما يهمه الخروج إلى العالم وتأمين الازدهار الاقتصادي الكبير. كما لا يجب إغفال ملاحظات الاصلاحي دينغ زياوبينغ في بداية التسعينيات، حول عدم إمكانية الصينيين أن يصبحوا أثرياء جميعاً علامة سياسية مهمة، معتبرًا اللامساواة كثمن للتقدم، وقد أدرك دينغ أن القوة والثراء لا يتحدران ببساطة من داخل الحدود الوطنية للصين، فأطلق العنان لشركات بلاده لتقوم بالمهمة.
لبكين وبقايا مكونات الماركسية الماوية المحسنة أكثر من مدخل للتعامل مع الدول الإفريقية، فهى تختار صداقاتها بعناية، وتبني علاقتها مع دكتاتوريات قابضة، وعلى قطيعة مع العالم الليبرالي، مثل الرؤساء المتهمين بقمع المعارضة وانتهاك حقوق الإنسان، ضيوف محافل الإدانات السنوية في مجلس الأمن، وهؤلاء بالنسبة للصين صيد سهل التعامل معه. فهي من جهة تملك امتياز استخدام الفيتو لصالحهم، ومن جهة أخرى تمثل لهم طوق نجاة اقتصادي، فتنعم على الحكومات الإفريقية بالقروض الميسرة، والتسهيلات الائتمانية ومشروعات التنمية، من موانئ وسكك حديدية ومطارات، لكن ما هو المقابل؟

لا بد عن إلقاء نظرة قصيرة حول ما تقوم به الصين من نشاط اقتصادي هائل في أفريقيا. فهى تستثمر في كل شيء تقريبًا، وقد وصل حجم التبادل التجاري بينها والقارة الأفريقية نحو ثلاثمائة مليار دولار في العام 2015، فيما تمكنت المؤسسة الوطنية للنفط في الصين من امتلاك حصصٍ ضخمة في إفريقيا، تصل إلى 40% من مؤسسة النيل الأعظم للنفط، التابعة للحكومة السودانية، خلافاً لاستثمارات نفطية مُشابهة في جنوب أفريقيا، أثيوبيا، وأنغولا، وقد رفع منتدى التعاون الصيني الإفريقي الأخير وتيرة طموحات الرؤساء الأفارقة، والذين يواجهون مشاكل اقتصادية جمة، ولربما جعل منهم المنتدى منطلق لغزوات جديدة في أوطانهم، تعبر الصين فوق أحلامهم الصغيرة إلى حلمها الكبير.

إذًا وكما يبدو فإن الرباط الخانق الذي تضعه أمريكا والدول الأوربية حول رقاب الرؤساء الأفارقة، تحاول الصين بخبث حماية مدى إحكامه، دون تخليصهم منه نهائياً، حتى تحتفظ بهم تحت رحمتها، على الدوام، وفي حالة خوف ورغبة بالتنازل عن كل شيء مقابل الحُكم الأمن، وهنا يمكن للصين أن تحصل على ما تريد بسهولة.

بينما لا أحد يعلم بالضبط كم هى ديون الصين على الحكومة السودانية مثلاً، فالأرقام تتفاوت ما بين 5 إلى 7 مليار دولار، لكن ثمة جدل حول جدولة تلك الديون، وفشل في الإيفاء بها، أرغم حكومة الخرطوم للإذعان لكل شروط التسديد من جهة الصين، وذلك بعد زهاء عقود من التعاون الغامض، وابتداع آلية النفط مقابل المشروعات.

بمجازفة قليلة في الظن، يمكن القول أن تلك الديون مقصودة في حد ذاتها، وأن إغراق دول إفريقية بها هو هدف للوصول إلى هدف أكبر، غالباً بجعلها رهينة لإمداد نفطي دائم، وامتلاك أراضي استثمارية واسعة، قد تتحول بسببها إفريقيا في يوما ماء إلى أملاك إقطاعية خاصة بالتنين الصيني، أو مستعمرة تحت عيون الصين.

“العالم بأسره مسرح، وكل الرجال والنساء يؤدون دورهم فحسب” كانت تلك استعارة لائقة لشكسبير، ولكنها لن تحد من رغبة الصين في احتلال هذا المسرح الاقتصادي لأطوال فترة في المستقبل، وقد أدارت، أي الصين، عجزًا تجاريًا هائلاً مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أنها تمتص بشراهة مواد أولية ونصف منجزة، وتركز بصورة أساسية على النفط والعقود الطويلة في إفريقيا والشرق الأوسط.

ذلك التوسع التجاري والسيطرة على اقتصاد العديد من الدول النامية، يمكن في يوماً ما أن يحول بكين إلى حلقة حاكمة في السياسة الدولية، وبينما تحدثت صحيفة “لوموند” الفرنسية قبل أعوام عن تجسس الصين على مقر الإتحاد الإفريقي لم تعبأ بكين بذلك ونفته، رغم أنه قد يكون صحيحاً، فهو أيضاً تسريب مفهوم في سياق التنافس الشره بين فرنسا والصين، وشعور الأولى بخسارات مستعمراتها القديمة من خلال الزحف الصيني عليها. لكنها مع ذلك لم تسفر الصين عن دوافع ظاهرة للهيمنة، فقط تسعى لتمكين شركاتها، وكل ما يهمها أن يتخلى أصدقائها الجدد عن تايوان، العدو اللدود، ولذا قطعت معظم الدول الإفريقية علاقتها بتايوان لضمان وصلها ببكين.

يحب القادة الأفارقة الصين، وتحبهم الصين بقسوة، فهي على الأقل لا تقض مضاجعهم بكوابيس مطالب “التداول السلمي للسُلطة”، كما أنها لا تبدو مشغولة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا تتدخل في شؤون الحكم والسياسات الداخلية، ما يعني أنها النموذج المريح للتعامل، والذي لا يكسر بخاطر أحد، ومن هنا تقريباً تخلقت وشائج المنافع المتبادلة، كلغة وحيدة للتفاهم.

ولعل الصين التي تعتمد على إفريقيا في توفير ثلث مواردها النفطية طرحت نفسها كعاشق بديل، يبذل في سبيل مصالحه كل ما يمكن أن يداوي جراح صندوق النقد الدولي، والعقوبات الأمريكية، وتحاول أيضاً أن تغطي على كوارث الاستعمار القديم، بما يمكن أن يمنح الشعوب الإفريقية شعوراً بالزهو والتحرر، ولتحقيق ذلك عاودت فتح ممرات طريق الحرير القديم عبر المحيطات، كما لو أنها تبحث عن سلالة مينغ التي تزاوجت مع قبائل إفريقية قبل مئات السنين.

من المهم إدراك أن أكثر ما ينمي مشاعر القلق أن أفريقيا أصبحت مكباً للبضائع الصينية الرديئة، بينما خطوط الإنتاج الأولى تبقى من نصيب شمال الكوكب، والتي تعبر بخفة مقاييس الجودة والمواصفات، حتى أنه يمكن لجهاز آلكتروني أن ينفق في يدك خلال ساعات، دون أن تتوقف عمليات الشراء. وتحولنا نتيجة لذلك إلى مستهلكين شرهين، نؤمن حاجة الصين إلى خطوط إنتاج جديدة وفرص عمل لشعبها كل يوم، دون أن نعبأ بخساراتنا المديدة، وهذا باختصار مزعج بعض ما يمكن أن يقال عن اللعبة الاقتصادية الصينية.

عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اتحاد شباب العمال يطلق أولى فعاليات صالونه الأدبي بالمحلة الكبرى
  • شعبان يوسف: الروائي داخلي انتصر عليَّ وأنا في السبعين!
  • الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • كيف غيّرت الجوائز الأدبيَّة أساليب الرواية؟
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
  • الرق في الرواية السودانية- من التاريخ المؤلم إلى التمثيل الأدبي الناقد