البابا ثيوذوروس الثاني: مَن يسعى وراء السلام الدنيوي فهو منافق مليء بالتفاهات
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال البابا ثيوذوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للر وم الأرثوذكس فى مدينة الإسكندرية، إن آلام يسوع المسيح وقيامته المجيدة والتي تكرمها كنيستنا المقدسة ونحتفل بها مرة أخرى هذا العام هي السبيل الوحيد للفداء الحقيقي للإنسان وخلاصه، مشيرا إلى أن تضحية كلمة الرب الطوعية نأخذ معناها وعمقها بقيامته من بين الأموات، فالموت يُهزم والنفس البشرية تنتقل ولها الإمكانية والقدرة على دخول ملكوت السماوات الذي يشكل هدف وجود الحياة البشرية على الأرض.
وأضاف بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للروم الأرثوذكس، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للبطريركية اليوم الأربعاء: أن هذه الأيام المباركة والمقدسة تقودنا إلى السمو والارتقاء العقلي والروحي وإلى ولادة داخلية جديدة، أن مسيرة الآلام ليسوع المسيح تظهر لنا أنه بالوداعة والتواضع والصبر والغفران والمحبة يصل الإنسان إلى مقربة من الله ومعرفته.
وتابع بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للروم الأرثوذكس: بعد هذه التضحية الطوعية تجسد الرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات وظهر لتلاميذه الخائفين والمروعين ليدل بذلك على العطية العظيمة التي أعطاها الله للإنسان ألا وهى نعمة السلام - عندما حياهم وقال لهم: "السلام لكم" .
واستطرد بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للروم الأرثوذكس: نحن جميعنا نعلم فضل السلام على الأشخاص والأسرة والمجتمع والأمم والإنسانية بأجمعها ولسنا بحاجة أن يُشرح لنا من آخرين، فمن منا يريد نفس مرهقة ومضطربة له ولأسرته!! – إن هؤلاء الذين لا يشعرون بلذة سعادة السلام الداخلي في قلوبهم وفى أسرهم يدركون قيمة هذه العطية الكبرى.
وأشار بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للروم الأرثوذكس إلى أن البشر بمفردهم لا يستطيعون أن يمنحوا أنفسهم السلام، لذلك فإن إحدى أهداف وجود يسوع المسيح في العالم هو أن يحقق السلام في العالم مع الإيمان والمحبة والأخلاق التي يعلمه المؤمنون يقيناً بأنها هي نتيجة تضحيته من أجلنا.
وأَضاف بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للروم الأرثوذكس: أن مَن يسعى وراء السلام الدنيوي فهو سلام غير مستقر ومنافق مليء بالتفاهات والمصالح العابرة والعديد من الشرور الأخرى، لذلك نرى العديد من الحروب والصراعات والنزاعات مع أعداء خارجين ونرى كذلك في كل يوم جرائم قتل وسرقة وخيانة وتوترات وأعمال شغب وجحود – ألأما السلام الداخلي الحقيقي فينعكس على الحياة اليومية للإنسان وفى الحياة الزوجية للبشر كذلك.
تابع البابا ثيوذوروس الثاني: “هنا يطرح السؤال – ما هو سلام المسيح الذي يقدمه لنا بقيامته؟ إنه مصالحة الإنسان تجاه الرب ومصالحة الإنسان تجاه أخوة الإنسان من خلال وساطة الرب ونعمته، لأنه هو المسيح صانع السلام الحقيقي الذي منه وبه يقودنا إلى حياة التوبة والمحبة والعدالة، سلام يسوع المسيح يسكن في القلب والعقل ويكون مصحوب بالعدل والمحبة ويخلق بين المؤمنين التضامن والخدمة والمساعدة المتبادلة فيما بينهم جميعاً، وفى أهداف حياتهم ويتبعها طول الأنا والوداعة، إن سلام يسوع في نفوسنا هو أجمل رفيق لحياتنا ليلاً ونهاراً”.
واستطرد البابا ثيوذوروس الثاني: ان قيامة الرب تدعونا الى الكنيسة رافعين اعيننا مساء يوم الخميس العظيم الى صليب المسيح. فالنفس تشعر بسلام الرب المتألم والتي تبحث عن ميناء الخلاص. الرب القائم من بين الأموات يبين لنا الطريق اليه بتحية الفرحة (السلام لكم).
واختتم البابا ثيوذوروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد أفريقيا للر وم الأرثوذكس، قائلا: أبنائي الأحباء والمباركين اليونانيين والعرب والأفارقة في جميع أنحاء قارة أفريقيا على حد سواء: في هذه الأيام المقدسة حيث العالم يعانى بأوكرانيا وفلسطين والشرق الأوسط وفى أفريقيا وغيرها أدعوكم بدعوة أبوية أن نوحد صلواتنا الحارة من أجل أن يعم السلام في العالم وأن يسود على أساس المحبة التي لا تتزعزع والتي تعتمد وتستند على الإيمان بقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات وليس على تهديد الأسلحة التي تقتل الإنسان، هذه هي عطية الرب للإنسان من أجل الحياة الأبدية – "سلامى الذى لي أعطيكم إياه" (يوحنا 14-27).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسكندرية يسوع المسيح الام الموت الله یسوع المسیح
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يصلي القداس الإلهي في العلمين | صور
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم قداس الأحد الثاني من شهر بؤونة في كنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين، وشاركه صاحبا النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه بالإسكندرية، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية.
كما شارك في الصلوات القمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والآباء كهنة الكنيسة وبعض من كهنة الإسكندرية، وخورس شمامسة الكنيسة وأعداد كبيرة من شعبها.
معجزة شفاء المفلوجوفي العظة تأمل قداسته في إنجيل القداس والذي أورد معجزة شفاء المفلوج المدلى من السقف وأصدقائه الأربعة وركّز قداسته على الآية "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ" (مر ٢: ٥) موضحًا أن الإيمان يرى بالأعمال وشبه قداسته أصدقاء المفلوج الأربعة الغير معروفة أسمائهم بأربعة صفات وهي:
١- الصديق الأول "المحبة": محبة خالصة وفائقة.
٢- الصديق الثاني "الاحتمال": صورة الإيمان العامل.
٣- الصديق الثالث "الرجاء": رجاء لا يخزى يفتح أمامنا الطريق.
٤- الصديق الرابع "الإبداع": إيجاد طريقة للوصول للمسيح.
واختتم قداسته العظة مشددًا على أنه يجب على الإنسان أن يتحلى بأعمال الإيمان وان يرى المسيح فينا الإيمان بأعمال النعمة.