كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، من أعمال التعبئة الطائفية في مراكز الدورات الصيفية بإشراف مباشر من وزارة داخلية الحوثيين، في عدد من مناطق مديرية عتمة غربي محافظة ذمار، وبأسلوب تعبوي مختلف عن سائر مديريات المحافظة، بالإضافة إلى زيارات عسكرية لمراكز امتحانات الشهادة الأساسية، ومطالبات الطلاب بضرورة الالتحاق بالدورات الطائفية العسكرية، من أجل مساعدتهم في النجاح بشهادتهم الأساسية.

مصادر خاصة أكدت لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي الإرهابية، ومنذ مطلع مايو الجاري 2024م، كثفت عبر قياداتها العسكرية زياراتها المتواصلة لمراكز الدورات الصيفية وإلى المراكز الامتحانية لطلاب الشهادة الأساسية في عدد من عزل وقرى مديرية عتمة بذمار، بشكل خاص وبأسلوب مختلف عن باقي مديريات المحافظة.

وبحسب المصادر، فإن قيادات عسكرية في وزارة الداخلية تم تعيينها بمديرية عتمة، ومعهم مسؤولو التعبئة الطائفية بالمديرية، يكثفون بشكل يومي زياراتهم للمراكز الصيفية، في إطار المهمة التي أوكلتها لهم قيادات داخلية الحوثيين بصنعاء، اعتبرها شخصيات قبلية بأنها مهمة خاصة مختلفة عن باقي مديريات ذمار، بسبب الرفض الشعبي لكل أعمال المليشيات.

وقالت المصادر، إن القيادات العسكرية التي تشرف على المراكز الصيفية هي: المنتحل صفة مدير أمن مديرية عتمة المدعو أحمد عبدالولي البحري، ونائبه المشرف الأمني بالمديرية المدعو أبو يحيى أحمد الجرموزي، ومسؤول التعبئة في بالمديرية المدعو أبو شرف المحاقري، ومسؤول العمليات الأمنية بالمديرية المدعو أبو نصر الله العنسي، وعدد من مسؤولي التعبئة بالعزل، بالإضافة إلى قيادات في "هيئة الزكاة" المستحدثة... وغيرهم.

وطبقاً للمصادر، فإن القيادات العسكرية تكثف من مهمة تفقدها المراكز الصيفية، في مسعى لتجنيد الأطفال من أبناء مديرية عتمة في صفوفها، والدفع بهم إلى جبهات القتال، كون المديرية تُعد من أكثر مديريات ذمار رفضاً للفكر الحوثي، وأقلها عدداً من حيث عدد القتلى الذين شاركوا مليشيا الحوثي قتالها، فأرادت الانتقام من أبناء المديرية بتجنيد أطفالهم.

إلى ذلك، وخلال الزيارات الميدانية لقيادات الحوثيين العسكرية، تبين حجم التعبئة التي تشكل خطراً حقيقياً يهدد أطفال مديرية عتمة، خصوصاً وان المليشيا انتقلت بهم إلى المستوى الثاني من دورات التعبئة المتطرفة، علاوة على الفصول الدراسية المهدمة التي تكشف إهمال الحوثيين للمدارس الحكومية، وأن الطلاب يفترشون الأرض، ورغم زيارات المليشيات إلا أنها لا تهتم بذلك الانهيار.

إضافة إلى ذلك، فإن الصور أثبتت مساعي المليشيات لفرض صرختها الخمينية وفكرها التحريضي المتطرف المستورد من طهران، على أطفال عتمة بشكل خاص، كما أنها أثبتت حجم الكارثة التدميرية لعقول الأطفال وغسلها بأفكار دخيلة، وما الزيارات إلا للتأكد من مدى قابلية الأطفال لتلك الأفكار وأعمال التعبئة.

إلى ذلك قامت نفس قيادات المليشيات الحوثية بزيارة المراكز الامتحانية للشهادة الأساسية، وطالبتهم بالتوجه عقب الانتهاء من الامتحانات نحو معسكرات التدريب التابعة لها، وتسجيل أسمائهم فيها، وسيتم مساعدتهم في رفع درجات الامتحانات والحصول على درجات عالية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: مدیریة عتمة

إقرأ أيضاً:

دورات انتخابية متلاحقة.. ومقعد الثقة ما زال شاغراً

31 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يدخل العراق موعداً انتخابياً جديداً في 11 تشرين الثاني المقبل، وسط استقرار أمني غير مسبوق نسبياً، بينما تتصاعد شكوك الجمهور في جدوى العملية السياسية، بعد نحو عشرين عاماً من التحولات المتعاقبة التي لم تؤسس لمسار ديمقراطي راسخ، بل دفعت نسبة المشاركة إلى الانحدار المتواصل من دورة إلى أخرى، واختزلت التنافس السياسي إلى صراع نخبوي تتحكم به الولاءات الطائفية والتحالفات المرحلية.

وتنطلق حكاية الانتخابات العراقية الحديثة في كانون الثاني 2005، حين أجريت أول انتخابات للجمعية الوطنية المؤقتة، في ظل مقاطعة واسعة من العرب السُنة احتجاجاً على الاحتلال الأميركي، فلم تتجاوز المشاركة في الأنبار 2%، وحصلت قائمة غازي الياور على 1.78% فقط من أصوات الناخبين، ما أنتج برلماناً غير متوازن وأرسى قاعدة المحاصصة الطائفية التي لا تزال تحكم المشهد.

وشهدت انتخابات كانون الأول 2005 مقاطعة إضافية من طيف واسع من القوى القومية واليسارية إلى جانب السُنّة، فيما استُخدم نظام القوائم المغلقة والدائرة الواحدة على مستوى العراق، ما عزز سطوة الأحزاب الكبيرة، وأقصى المستقلين والمناطق الصغيرة من التمثيل الفعلي.

وانتُخب برلمان آذار 2010 في ظل قانون انتخابي معدل، قسّم العراق إلى 18 دائرة، وأتاح التصويت لمرشحين بعينهم، ما رفع من مستوى الشفافية ولو نظرياً، لكن التوترات الطائفية كانت تتصاعد في الخلفية، لتتراجع نسبة المشاركة إلى 62.4%.

وتراكمت الأزمات حتى انفجر الوضع الأمني في 2014 مع اجتياح تنظيم داعش لمدن عراقية عدة، وعودة التوتر الطائفي، ما انعكس على إقبال الناخبين في انتخابات نيسان 2014 التي سجلت مشاركة بنسبة 60%، وسط مشهد انقسامي وصعود خطاب الهوية.

وجاءت انتخابات 2018 بعد دحر داعش، بدعم من التحالف الدولي والحشد الشعبي، ومع بروز خطاب عابر للطوائف في بعض التحالفات، لكن النسبة انخفضت إلى 44.5%، وسط شكاوى من تهميش النازحين، وحرمان مكونات من التصويت بسبب ظروفهم الأمنية والإدارية.

وتمخضت احتجاجات تشرين 2019 عن تغييرات تشريعية، أبرزها قانون الانتخابات رقم 9 لعام 2020، الذي جزّأ البلاد إلى 83 دائرة صغيرة، ومنح الناخب حق التصويت لمرشح وليس لقائمة، ما فتح الباب أمام المستقلين والتيارات الناشئة، وساهم في فوز التيار الصدري بـ73 مقعداً في انتخابات تشرين 2021، التي سجلت أدنى نسبة مشاركة منذ 2003، بلغت 41.05%.

وقاد انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية في حزيران 2022 إلى شلل تشريعي دام شهوراً، وأعاد التوازن البرلماني إلى نقطة الصفر، وسط تصاعد دور الإطار التنسيقي، وتراجع ثقة الجمهور بكل أطراف المشهد، بما في ذلك قوى تشرين التي تفككت تنظيمياً، وتعرض ناشطوها للتصفية والاعتقال.

ويعاني الناخب العراقي اليوم من أزمة تمثيل متفاقمة، إذ أعلن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان أن نحو 8 ملايين ناخب لم يحدثوا بياناتهم حتى أيار 2025، ما يشير إلى عزوف مرشح للتفاقم في الانتخابات المقبلة، خاصة بعد إعلان مقتدى الصدر رفضه القاطع للمشاركة، قائلاً: “ما دام الفساد موجوداً، فلن أشارك في أي عملية انتخابية عرجاء لا همّ لها إلا المصالح الطائفية والحزبية”.

وتخيم على المشهد مخاوف من تعمق القطيعة بين الدولة والمجتمع، في ظل أزمات اقتصادية متواصلة، وارتفاع نسبة البطالة إلى 16.5%، وتدهور الخدمات، رغم موازنة انفجارية لعام 2024 بلغت 153 مليار دولار، وتوزعت وفق صيغ محاصصة لا تلامس واقع المواطن.

وتتباين التوقعات بشأن الانتخابات المقبلة، إذ تراهن قوى الإطار التنسيقي على تعبئة جمهورها التقليدي، بينما يحذر مراقبون من أن تكون نسبة التصويت هي الأدنى في تاريخ العراق الحديث، إذا استمر الاستقطاب الطائفي، وبقيت قوى الاحتجاج غائبة عن الساحة.

 

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • فعالية ختامية لأنشطة الدورات الصيفية في مديرية بني مطر
  • اجتماع قيادات الجبهة الوطنية استعدادًا للانتخابات البرلمانية -تفاصيل وصور
  • قيادات الجبهة الوطنية تكشف تفاصيل البرنامج الانتخابي وأولويات المحافظات | صور
  • داخلية كوردستان: ضبط 90 شركة وهمية متورطة بالاتجار بالبشر
  • مناورات ميدانية لخريجي “طوفان الأقصى” في ذمار والحديدة تأكيداً للوفاء لقضية فلسطين
  • دورات انتخابية متلاحقة.. ومقعد الثقة ما زال شاغراً
  • مناورة في مخلاف منقذة بذمار لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • وفاة 12 سودانيا إثر حادث سير في صحراء ليبيا .. فيديو وصور
  • اختتام الدورات الصيفية في عدد من مديريات محافظة صنعاء
  • العكروت: تشكيل حكومة لإجراء الانتخابات في وجود المليشيات أمر لا يقبله العقل