أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا تحليليًا حول مستقبل صناعة النحاس عالميًا، أشار فيه إلى توقعات بنمو الطلب العالمي على النحاس بنسبة تتجاوز 40% خلال الفترة من 2023 وحتى 2040. 

وأكد التقرير أن هذا النمو المتوقع يأتي مدفوعًا بزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، والتوسع في الاقتصاد الرقمي، والتطورات التكنولوجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، إلى جانب التحولات البيئية المتسارعة، والتي جعلت من النحاس، المعروف بـ "الذهب الأحمر"، عنصرًا أساسيًا في دعم البنى التحتية للطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي.

رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يحل الحكومة مجلس الوزراء: إصدار 198 قرار علاج على نفقة الدولة خلال شهر مايو الماضي

وأوضح التقرير أن الإنتاج العالمي للنحاس ينقسم إلى شقين: إنتاج المناجم، الذي يمثل المرحلة الأولية باستخراج الخام من باطن الأرض، والإنتاج المكرر، الذي يُعنى بمعالجة الخام وتحويله إلى نحاس نقي صالح للاستخدام. 

وأشار إلى أن إنتاج المناجم سجل نموًا ملحوظًا بين عامي 1990 و2023، حيث ارتفع من 9.23 ملايين طن متري إلى 22.36 مليون طن متري، بنسبة زيادة تجاوزت 142%. 

كما ارتفع الإنتاج المكرر من 10.81 ملايين طن متري إلى 26.5 مليون طن متري خلال الفترة ذاتها، بمعدل نمو 145%.

وأكد التقرير أن دولًا نامية تلعب دورًا محوريًا في الإنتاج العالمي للنحاس، حيث تصدرت تشيلي قائمة الدول المنتجة بحصة بلغت 23% من إجمالي الإنتاج العالمي في 2024، تليها جمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة 14%، ثم بيرو بنسبة 11%. 

ولفت التقرير إلى أن الكونغو الديمقراطية باتت قوة صاعدة في القطاع بفضل امتلاكها احتياطيات ذات جودة عالية تصل نسبة تركيز الخام فيها إلى أكثر من 3%، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ بين 0.6% و0.8%.

وسجلت الكونغو زيادة في إنتاجها من المناجم بثلاثة أضعاف منذ 2016، بينما شهدت تشيلي تراجعًا بنسبة 5% خلال الفترة نفسها.

وفيما يتعلق بالإنتاج المكرر، أوضح التقرير أن الصين تقود التوسع العالمي في هذا المجال، حيث تستحوذ على نحو 45% من إجمالي الإنتاج العالمي بإنتاج سنوي يتجاوز 12 مليون طن متري، ما يعزز مكانة آسيا كمركز رئيسي لتكرير النحاس عالميًا. 

في المقابل، شهدت حصة إفريقيا من التكرير العالمي نموًا طفيفًا من 7% عام 1990 إلى 9% في 2023، بينما تراجعت حصتا الأمريكتين وأوروبا بشكل ملحوظ.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف الاحتياطيات العالمية من النحاس تتركز في خمس دول فقط، تتصدرها تشيلي بنسبة 20%، تليها أستراليا وبيرو بنسبة 10% لكل منهما، ثم الكونغو الديمقراطية وروسيا بنسبة 8% لكل منهما، مما يمنح هذه الدول ميزة استراتيجية في التحكم في الإمدادات العالمية، خاصة مع ارتفاع الطلب.

وأكد التقرير أن تلبية الطلب المتوقع حتى 2040، والذي قد يحتاج إلى أكثر من 10 ملايين طن إضافي من النحاس، تتطلب استثمارات ضخمة في مشاريع تعدين جديدة، تقدر قيمتها بنحو 250 مليار دولار، إلى جانب تطوير ما يقرب من 80 منجمًا جديدًا حول العالم. 

وشدد التقرير على أهمية تعزيز جهود إعادة التدوير لتلبية الطلب المتزايد، مشيرًا إلى أن نحو ثلث الاستخدام العالمي للنحاس في 2023 جاء من مصادر معاد تدويرها، وأن إعادة التدوير تساهم في تقليل استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية.

وأوضح التقرير أن النحاس يعد عنصرًا رئيسيًا في الصناعات الاستراتيجية مثل البناء، والإلكترونيات، والطاقة المتجددة، والنقل، والدفاع، كما أن التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الدائري تسلط الضوء على أهمية إعادة تدوير النحاس، إذ يحتفظ النحاس المعاد تدويره بكامل خصائصه الفيزيائية والكيميائية، مما يجعله موردًا مستدامًا يلبي احتياجات الصناعات المتزايدة.

وأكد التقرير أن الدول المنتجة للنحاس تتجه إلى تعزيز سلاسل الإمداد وتوسيع الاستثمارات في التعدين والصناعات المرتبطة به، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية مثل تقلبات الأسعار، وضعف البنية التحتية، وتذبذب السياسات الاقتصادية، لافتًا إلى أن تجارب دول مثل تشيلي والكونغو الديمقراطية تشير إلى الحاجة إلى تطوير البنية التحتية، وتنمية المهارات، وتعزيز التكامل الصناعي لتحقيق أقصى استفادة من هذا القطاع الحيوي.

وأوضح التقرير أن صناعة النحاس تواجه تحديات كبيرة، من بينها انخفاض جودة الخام، وضغوطات العرض، والتوترات الجيوسياسية، والتقلبات التجارية، ما يعزز أهمية التوسع في الاستثمار بمشروعات التعدين وإعادة التدوير لتحقيق التوازن في السوق وتلبية الطلب العالمي المتزايد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: النحاس الاقتصاد الاخضر الطاقة المتجددة إعادة التدوير التعدين الاقتصاد الرقمي توقعات الطلب العالمي معادن استراتيجية الکونغو الدیمقراطیة الإنتاج العالمی التقریر أن ا طن متری إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحار تحتضن أول مصنع في عُمان لتحويل مخلفات تعدين النحاس إلى نحاس نقي

 

 

 

 

 

 

◄ 12000 طن سنويًا الطاقة الإنتاجية للمصنع بحلول ديسمبر 2026

 

 

صحار- خالد بن علي الخوالدي

رعى معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، مساء أمس الإثنين، افتتاح أول مصنع من نوعه في سلطنة عُمان في ولاية صحار؛ لتحويل مخلفات تعدين النحاس القديمة إلى نحاس نقي؛ باستخدام تقنيات متقدمة ومستدامة، في خطوة نوعية تعكس توجه سلطنة عُمان نحو التصنيع المستدام والاقتصاد الأخضر.

ويهدف المشروع إلى تحويل تحديات بيئية قائمة إلى فرص اقتصادية حقيقية، عبر الاستفادة من مخلفات التعدين وإعادة توظيفها ضمن سلاسل الإنتاج، بما يتماشى مع توجهات الاستراتيجية الصناعية العُمانية 2040، وتعكس هذه الخطوة التزام الحكومة العُمانية بتعزيز القيمة المضافة للموارد المحلية، وتوطين الصناعات القائمة على الثروات الطبيعية، وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي في الأسواق الإقليمية والدولية.

وبحسب الخطط التشغيلية للمشروع، من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى للإنتاج في يونيو 2025 بطاقة تصل إلى 60 طنًا سنويًا من كاثود النحاس، وهي مادة مصنفة ضمن المعادن المعاد تدويرها بطريقة مستدامة، كما يُتوقع أن ترتفع الطاقة الإنتاجية لتبلغ نحو 12000 طن سنويًا بحلول ديسمبر 2026؛ مما يعزز موقع سلطنة عُمان كمركز صاعد للصناعات الخضراء والتعدين المستدام على مستوى المنطقة.

وأكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية نحو بناء قاعدة صناعية تقوم على مفاهيم الابتكار والاستدامة، وحرصت الوزارة على استقطاب استثمارات نوعية ذات أبعاد استراتيجية واقتصادية وبيئية، مشيرًا إلى أن المشروع يُجسِّد التكامل بين الجهود الحكومية والسياسات التنظيمية الداعمة؛ حيث يساهم بشكل مباشر في تنويع القاعدة الإنتاجية، ويُعزِّز من التوطين التقني والصناعي في البلاد، كما اعتبر المشروع مثالًا عمليًا لتوظيف التقنيات النظيفة، وتحقيق التوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

وأوضح المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن المشروع يجسد رؤية الوزارة في تعزيز الاستثمارات الصناعية المتقدمة، موضحًا أن الوزارة أسهمت في تهيئة البيئة التنظيمية المناسبة، وتسهيل الإجراءات لضمان تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير الفنية والبيئية.

فيما أشار إرنست غريسيمان الرئيس التنفيذي لمجموعة بي بي جي BPG Group، إلى أن المشروع يمثل ثمرة تعاون استراتيجي انطلق منذ عام 2018، مؤكداً أن بدء تشغيل المرحلة الأولى من الإنتاج باستخدام الطاقة المتجددة يعكس التزام الشركة بنهج الاستدامة ودعم مشاريع الاقتصاد الأخضر.

ويُعد هذا المشروع الصناعي المتكامل، الذي تنفذه شركة التكنولوجيا الخضراء للتعدين والخدمات، أول مبادرة في سلطنة عُمان تُعنى بإعادة معالجة مخلفات التعدين وتحويلها إلى منتجات معدنية قيّمة، وقد تم تطويره في إطار شراكة استراتيجية بين مجموعة بي بي جي BPG Group وشركة عُمان للتعدين، وبدعم مباشر من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، باستثمار يتجاوز 41 مليون ريال عُماني.

ويمثل المشروع نموذجًا عمليًا لتحول الاقتصاد العُماني نحو الابتكار والاستدامة، ويضع السلطنة في موقع متقدم ضمن منظومة الصناعات الصديقة للبيئة، مع فتح آفاق جديدة للاستثمار في مجال إدارة الموارد الطبيعية بطرق مبتكرة ومسؤولة.

مقالات مشابهة

  • نجم الزمالك السابق يشدد على أهمية اللاعبين الكبار في نهائي كأس مصر
  • مجلس الوزراء: توفير الأضاحي واللحوم بأسعار مناسبة لتلبية احتياجات المواطنين «إنفوجراف»
  • الاقتصاد الأخضر وإعادة التدوير
  • السكك الحديدية: 2.3 مليون مقعد إضافي لقطارات عيد الأضحى لتلبية احتياجات المسافرين
  • صحار تحتضن أول مصنع في عُمان لتحويل مخلفات تعدين النحاس إلى نحاس نقي
  • الرئيس السيسي يشدد على أهمية خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية
  • «معلومات الوزراء» يستعرض مستقبل النحاس في ظل التحول الرقمي والثورة الخضراء
  • ضعف الطلب العالمي يضغط على الصناعة اليابانية
  • أسعار النفط ترتفع بأكثر من دولار للبرميل بعد قرار أوبك+ زيادة الإنتاج