هل يرتبط التفكير الإيجابي بذكاء أقل؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
ألقت دراستان نشرتا -العام الماضي- بعض ظلال الشك على قوة التفكير الإيجابي وتجنب المشاعر السلبية، إذ قد يرتبط بذكاء أقل.
وفي مقال بموقع سايكولوجي تودي ذكر الدكتور نيك مورغان "أن هذا جاء بمثابة مفاجأة بالنسبة لي"، نظرًا لأن عالم الأعمال والاستشارات هو عالم يتغذى على التفاؤل والحديث الإيجابي عن النفس، "يمكنك أن تفعل ذلك!" "يمكنني إنجاز ذلك في الوقت المناسب!".
إذن ما العيب في التفاؤل؟ وجدت الدراسة الأولى التي نشرت عام 2023 في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Personality and Social Psychology Bulletin) أن لمسة من التشاؤم تعتبر علامة على ارتفاع معدل الذكاء، وأن هذه الفكرة تكون واقعية أكثر عندما يتعلق الأمر بالشؤون المالية واحتمالات النجاح في بدء مشروع تجاري جديد.
وكما لاحظ الدكتور كريس داوسون، المؤلف الرئيسي للدراسة أن "تدني القدرة المعرفية يؤدي إلى المزيد من التحيزات الذاتية، حيث يخدع الناس أنفسهم بشكل أساسي".
وقال مورغان إن "هذه الدراسة أتت كصفعة على وجهنا نحن المتفائلين" وذلك لأن داوسون يواصل استهداف أولئك الذين يبدؤون أعمالًا تجارية صغيرة بشكل مباشر حيث إنه ذكر في الدراسة "أن فرص بدء مشروع تجاري ناجح ضئيلة، لكن المتفائلين يعتقدون دائمًا أن لديهم فرصة وسيبدؤون أعمالا محكوما عليها بالفشل".
وقال مورغان إن التفاؤل هو الذي دفعه إلى بدء مشروعه منذ 27 عاما وهو عمل لا يزال مزدهرًا حتى الآن، وإن القلق كثيرا هو ما جعله يستمر إلى وقتنا هذا فالقلق أبدا لا يختفي. وأكد مورغان أنه يجب إضفاء القليل من الواقعية أو حتى التشاؤم وذلك للبقاء على الطريق الصحيح وتحقيق النجاح.
الاستجابة للمشاعر السلبيةوأما الدراسة الثانية التي نشرت عام 2023 في "إيموشين" (Emotion) فركزت على طريقة استجابتنا للمشاعر السلبية. ووجدت أنه إذا حكمنا على استجاباتنا العاطفية السلبية بأنها خاطئة أو غير مناسبة، فإننا أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب. ومن ناحية أخرى إذا قبلنا المشاعر السلبية كجزء طبيعي من الحياة، فمن المرجح أن نختبر الجوانب المفيدة لتلك المشاعر.
وقال مورغان إن "الغضب يمكن أن يكون مفيدا عندما نتعرض للظلم، والقلق يمكن أن ينبهنا إلى التحديات في البيئة التي نحتاج إلى معالجتها، والخوف يمكن أن يجعلنا نعرف أننا بحاجة إلى الحذر من التهديدات حولنا".
ووفقا لمورغان فإن هذه الدراسات مجتمعة تساعدنا على إدراك أنه على الرغم من أن التفاؤل قد يكون ضروريًا لبدء الأمور، فإن جرعة مناسبة من الواقعية قد تكون مجرد تذكرة لمنعنا من المبالغة في التوقعات، وقبول الإحباطات التي تأتي بشكل طبيعي مع مد وجزر الحياة، وتحديدًا في شكل مشاعرنا السلبية، وسيساعدنا هذا على التنقل في الحياة العملية بشكل أكثر سلاسة.
فالعواطف هي علامات، وهي أدلة على أن هناك شيئًا خاطئًا -أو صحيحًا- في الوقت الحالي، ومن الجيد الانتباه إليها دون إصدار أحكام.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السيسي يشيد بموقف بريطانيا "الإيجابي" تجاه القضية الفلسطينية
أشاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بموقف بريطانيا من تطورات القضية الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة.
ووفق المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر، السفير محمد الشناوي، فقد تلقى السيسي اتصالا من رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، تناول التنسيق بين البلدين إزاء التطورات الإقليمية والدولية، والتشاور على المستوى السياسي، واستعراض مجمل العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وأوضح المتحدث أن الاتصال "تناول الأوضاع الإقليمية، حيث استمع رئيس وزراء المملكة المتحدة إلى رؤية السيسي بشأن الأوضاع في قطاع غزة، والجهود التي تقوم بها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية".
وأضاف أنه "تم التأكيد في هذا الصدد على رفض مصر التام تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، والإشارة إلى أهمية تجسيد الدعم الدولي الجاري للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، في خطوات عملية يتم تنفيذها فور وقف إطلاق النار".
كما ثمّن السيسي "الموقف البريطاني الايجابي تجاه تطورات القضية الفلسطينية ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة".
وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس المصري ورئيس الوزراء البريطاني، اتفقا على مواصلة التنسيق بين البلدين ازاء التطورات الاقليمية والدولية.
كما صرّح المتحدث بأن الاتصال "تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم استعراض مجمل العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتأكيد على رغبة الجانبين في تطويرها واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في مختلف القطاعات، كما تم التأكيد على حرص الدولتين على استمرار التشاور والتنسيق على المستوى السياسي بما يحقق مصالحهما المشتركة".