الجزيرة:
2025-12-14@19:39:03 GMT

هل يرتبط التفكير الإيجابي بذكاء أقل؟

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

هل يرتبط التفكير الإيجابي بذكاء أقل؟

ألقت دراستان نشرتا -العام الماضي- بعض ظلال الشك على قوة التفكير الإيجابي وتجنب المشاعر السلبية، إذ قد يرتبط بذكاء أقل.

وفي مقال بموقع سايكولوجي تودي ذكر الدكتور نيك مورغان "أن هذا جاء بمثابة مفاجأة بالنسبة لي"، نظرًا لأن عالم الأعمال والاستشارات هو عالم يتغذى على التفاؤل والحديث الإيجابي عن النفس، "يمكنك أن تفعل ذلك!" "يمكنني إنجاز ذلك في الوقت المناسب!".

لمسة من التشاؤم

إذن ما العيب في التفاؤل؟ وجدت الدراسة الأولى التي نشرت عام 2023 في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Personality and Social Psychology Bulletin) أن لمسة من التشاؤم تعتبر علامة على ارتفاع معدل الذكاء، وأن هذه الفكرة تكون واقعية أكثر عندما يتعلق الأمر بالشؤون المالية واحتمالات النجاح في بدء مشروع تجاري جديد.

وكما لاحظ الدكتور كريس داوسون، المؤلف الرئيسي للدراسة أن "تدني القدرة المعرفية يؤدي إلى المزيد من التحيزات الذاتية، حيث يخدع الناس أنفسهم بشكل أساسي".

وقال مورغان إن "هذه الدراسة أتت كصفعة على وجهنا نحن المتفائلين" وذلك لأن داوسون يواصل استهداف أولئك الذين يبدؤون أعمالًا تجارية صغيرة بشكل مباشر حيث إنه ذكر في الدراسة "أن فرص بدء مشروع تجاري ناجح ضئيلة، لكن المتفائلين يعتقدون دائمًا أن لديهم فرصة وسيبدؤون أعمالا محكوما عليها بالفشل".

وقال مورغان إن التفاؤل هو الذي دفعه إلى بدء مشروعه منذ 27 عاما وهو عمل لا يزال مزدهرًا حتى الآن، وإن القلق كثيرا هو ما جعله يستمر إلى وقتنا هذا فالقلق أبدا لا يختفي. وأكد مورغان أنه يجب إضفاء القليل من الواقعية أو حتى التشاؤم وذلك للبقاء على الطريق الصحيح وتحقيق النجاح.

الاستجابة للمشاعر السلبية

وأما الدراسة الثانية التي نشرت عام 2023 في "إيموشين" (Emotion) فركزت على طريقة استجابتنا للمشاعر السلبية. ووجدت أنه إذا حكمنا على استجاباتنا العاطفية السلبية بأنها خاطئة أو غير مناسبة، فإننا أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب. ومن ناحية أخرى إذا قبلنا المشاعر السلبية كجزء طبيعي من الحياة، فمن المرجح أن نختبر الجوانب المفيدة لتلك المشاعر.

وقال مورغان إن "الغضب يمكن أن يكون مفيدا عندما نتعرض للظلم، والقلق يمكن أن ينبهنا إلى التحديات في البيئة التي نحتاج إلى معالجتها، والخوف يمكن أن يجعلنا نعرف أننا بحاجة إلى الحذر من التهديدات حولنا".

ووفقا لمورغان فإن هذه الدراسات مجتمعة تساعدنا على إدراك أنه على الرغم من أن التفاؤل قد يكون ضروريًا لبدء الأمور، فإن جرعة مناسبة من الواقعية قد تكون مجرد تذكرة لمنعنا من المبالغة في التوقعات، وقبول الإحباطات التي تأتي بشكل طبيعي مع مد وجزر الحياة، وتحديدًا في شكل مشاعرنا السلبية، وسيساعدنا هذا على التنقل في الحياة العملية بشكل أكثر سلاسة.

فالعواطف هي علامات، وهي أدلة على أن هناك شيئًا خاطئًا -أو صحيحًا- في الوقت الحالي، ومن الجيد الانتباه إليها دون إصدار أحكام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

العربية لغة الحياة

#العربية_لغة_الحياة

د. #هاشم_غرايبه

هنالك اعتقاد شائع أن التشكيل في اللغة العربية جاء به “أبو الأسود الدؤلي” ثم طوره “الفراهيدي” الى شكله الحالي، ما جاءا به فعلياً هو رسم الحركة فوق نهاية الحرف، أما الحركات فهي موجودة أصلا منذ نشأة اللغة ذاتها، لكن لأن اللغة كانت في معظم استعمالاتها سماعية، بسبب قلة من يعرفون القراءة والكتابة، فلم تكن الحاجة ماسة لكتابة هذه الحركات على أواخر الكلمات، مثلما أن التنقيط لم يكن معروفا أيضا، بل كانت تعرف كلها بالسليقة، ولأن اللغة منطقية، فلم يكن يخطيء (يلحن) فيها أحد، إذ كان يظهر نشوزه فيصحح فورا.
رغم أن هنالك العديد من الميزات للغة العربية عن سائر اللغات الأخرى، إلا أن أميزها هي أنها لغة معربة، فيما جميع اللغات مبنية، أي أن الحركة على آخر الكلمة تحدد وظيفتها، فالمعرب صفة الحيوية، وبحسب موقعها تكون هذه الحركة، سواء كانت مرفوعة أومنصوبة أو مجرورة أو ساكنة.
كما أنه مع ثبات اللفظة، فإن تبديل الحركات على كل حرف نحصل على معنى مغاير، مثلا من الحروف الثلاثة (ق د ر)، بإمكاننا من هذا الجذر الواحد صنع ستة ألفاظ مستقلة متباينة في المعنى: فالقَدَرَ هو الأمر المكتوب من الله، والقَدْرُ هو المكانة والقيمة، والقِدْرُ هي وعاء الطهي، وقدَّرَ بمعنى حسَبَ، وقَدِرَ بمعنى تمكن، وقدَرَ بمعنى منع أو أنقص.
والميزة التي أعطت قيمة مضافة للعربية هي أن هذه الحركات جاءت مكملة لحروف الحركة (حروف العلة) وهي الألف والواو والياء، فالفتحة هي عبارة عن نصف المَدّةِ في حرف الألف، والضمة هي كذلك نصف واو، والكسرة هي نصف الياء، أما السكون فهي اللا حركة.
فائدة هذه الحركات أنها ضاعفت فاعلية الحروف من غير أن تزيد في عددها، ويمكن كتابة كلمات ذات حروف كثيرة من غير فصل هذه الحروف بحروف علة كما في اللغات الأخرى، والتي لا يمكن فيها لفظ الكلمة إلا إن كان الحرف متبوع بحرف من حروف الحركة، ولو أخذنا مثلا للتوضيح كلمة: (مُسْتَنْبَت) والتي تلفظ من غير مشقة رغم أنها من ستة حروف ليس بينها حرف علة واحد، فلو لفظناها بحروف اللغة الإنجليزية (mostanbat) فإننا نحتاج للزيادة على الحروف الستة الأصلية ثلاثة حروف علة.
هذه الحركات لا تقتصر دلالاتها على النفع اللغوي، بل تأتي في سياق منطقي مع الحياة، فتفسر سماتها، وتتوافق مع معطياتها الواقعية، وكل حركة تعطي المعنى المراد بلا لبس ولا غموض.
فالضمة شكلا جاءت من الواو لفظا، لكن الرفع معنى يأتي من السمو والعلو مقاما وتأثيرا.
فالرفع سمة الفاعل لأنه هو المؤثر صاحب الفعل والإرادة، فحق له أن يكون مرفوع القامة، وهو منطق الحضارة الإنسانية أيضاً.
والمبتدأ يجب أن يكون معرّفا لا نكرة وبادئا في الإخبار متبوعا لا تابعاً، والخبر الذي يترافق معه دوما لا يغادره ولا ينفصل عنه، لأنه حكم، والحكم لا يكون على نكرة، بل يحكم على ماهو معرف، وهذا هو منطق العدل، لذلك استوجب رفع المبتدأ والخبر، لأن كليهما في موقع المبادرة.
والفعل المضارع هو فعل قائم وأداء حاضر مستمر، لم ينتهي فعله بعد، فهو حركة مؤثرة في غيره، فاعلة في إحداث التغيير، فجاء مرفوعا في الأصل، إلا ان تسبقة أداة نصب أو جزم فتشكمه، فعندها لا يحق له أن يبقى مرفوعا.
أما النصب فجاء بالفتح، وهي مَدّةٌ قصيرة، لذلك جاءت على شكل ألف صغيرة مائلة الى شكل أقرب الى الإستواء، لذلك فالنصب ميلٌ الى الإستواء أي استقبال الفعل وتقبل نتيجته، وهذه سمة المفعول به الراضخ لما يحل به.
أما الجر فعلامته الكسرة، أي الإنكسار والخضوع، فمهما كان الإسم عظيما، إن جَرّهُ حرفُ جرٍّ كسرَ عَظَمته، وإن أُضيف الى نكرةٍ زادَهُ ذلك انكساراً وذلةً، لذلك جاءت الكسرة تحت الكلمة دلالة على التبعية وتعبيراً عن الدونية.
ويبقى السكون وعلامته دائرة مغلقة صغيرة تمثل فما مطبقا، دلالة الصمت وغياب التأثير، فشتّان بين رفع الفعل المضارع: (يقولُ) وبين (لم يقلْ) فجزمه أفقده حرف الحركة (و) فجعله ساكنا بعد أن كان يضج بالفعل والتأثير.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/12/11

مقالات مشابهة

  • ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. أوقاف الفيوم تنظم ندوة توعوية حول التعصّب الرياضي وآثاره السلبية
  • العربية لغة الحياة
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • التفكير في الطلاق.. الإفتاء تحذر الزوجين من اعتباره حلا لـ5 أسباب
  • قنبلة مائية تهدد الحياة البحرية: حموضة المحيطات ترتفع بشكل مخيف!
  • ياسر ريان: حسام حسن قرأ المشهد بذكاء وتفادى عواصف كأس العرب
  • صحح مفاهيمك.. أوقاف كفر الشيخ تنظم ندوة حول التحذير من التشاؤم وآثاره السلبية
  • ضمن مبادرة صحح مفاهيمك.. أوقاف دمياط تنظّم ندوة توعوية لنشر التفاؤل ومواجهة التشكيك
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • النقل تواصل حملة "سلامتك تهمنا" للتوعية بمخاطر السلوكيات السلبية في مرفق السكك الحديدية