لماذا اغلق معتز حسابه بفيسبوك ليشارك باسم الانصرافي مع الاعيسر وذا النون ؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
لماذا اغلق معتز "الالماني" حسابه الشخصي بفيسبوك في 2018 ليشارك بالماسنجر. باسم الانصرافي مع الاعيسر وذا النون ؟
⭐️عبدالرحمن الأمين
aamin@journalist.com
- [x] واشنطن الجمعة 10مايو 2020
???? مدخل :
سؤال : لماذا إختار المدعو "الانصرافي" ، أياً كانت شخصيته الحقيقة ، ان يكون " شبحاً" ، بلا إسم ، وبلا وجه وبلا عنوان رغم انه يناقش قضايا عامة الاصل فيها هو المشاركة العلنية وإبداء الرأي بلا وجل او خوف ؟
لماذا ياتري إختار السرية والتكتم بدلاً عن الانفتاح والمصارحة وهو يتطرق لشؤون يكفلها له الدستور ويحمي حقوقه عند مناقشتها ، بل ويعتبر ممارستها من صفات المواطن الصالح ؟
لو كان ينوي اصلاح الحال والاسهام في معالجة الخلل الاداري والسياسي في بلده ، كما يراه ، ألم يكن الأجدر به مناقشة شؤون بلاده وسياساتها كما نفعل جميعا : في الهواء الطلق وفي جلساتنا المفتوحة ومنابرنا العامة وحتي صالونات المآتم والافراح ؟
لو شرعت في اجابة هذا الاسئلة العنقودية ، وبأي إتجاه شئت ، لوجدت تفسيرا واحداً : "الانصرافي"يتكتم علي إعلان هويته حتي يتحلل وينجو من اي رادع عقابي ! فهو وببساطة يريد ان
" يأخذ " راحته بالكامل في الشتم والسب واللعن واثارة الفتن والنفخ علي نيران الدمار دونما رادع او حساب.
لهذا السبب اغلق الاستاذ معتز حسابه " الشخصي " في الفيسبوك منذ سنوات ، وظل منذ ثلاثة ايام ينكر انه هو الشخص الذي اوردنا بعض معلوماته الشخصية في " فلاش" الثلاثاء الماضي رغم اعترافه بصحة كل بند قلناه ! التسجيل المرفق اجراه معه ناشطاً سودانياً عرّف نفسه وذكر انه يعيش في استراليا ويسعي لمعرفة الحقيقة ( إنتبه للطريقة الحلزيونية التي أقسم بها الاستاذ معتز إذ لم يقل علي ماذا يشهد الله ، هذا فضلا عن تهربه من سؤال آخر عن مكان اغترابه قبل رجوعه للسودان في 2018 - سنتحدث لاحقاً عن سنواته الطويلة في ألمانيا !
♦️البيانات حوزتنا تقول :
الاسم : معتز صلاح حسن عبدالحليم خيري
تاريخ الميلاد: 29يوليو 1969
الرقم الوطني :8983-8271-271
رقم جواز السفر :P07841527
تاريخ الاصدار :2021-03-25
تاريخ الانتهاء :2026-03-24
مكان الاصدار : بحري
مكان الاقامة الحالية : الثورة - منطقة كرري العسكرية
رقم الهاتف : +249119000819
????من هو معتز ، وكيف واين كانت نشأته ؟
معتز هو أكبر الابناء في اسرة كبيرة العدد هي مزجة امدرمانية بامتياز ، اصول محسية / شلالية وخلطة دنقلاوية . جمعت هذه المزجة بين أحياء الملازمين ( الوالدة ) وبيت المال ( الوالد) . والده ، رحمه الله، كان موظفاً كبيراً في بنك السودان . سكنت الاسرة في عمارة بنك السودان المتاخمة لمعهد الكليات التكنولوجية وعندما بني والدهم مسكنه اختار منطقة ابو ادم . تتلمذ الي المرحلة الثانوية بمدرسة الخرطوم القديمة . رغم توفره علي ملكات خطابية ملفتة للنظر ، وحبه علي الاسترسال في المحاججات الا ان محصوله الاكاديمي كان ضعيفاً . لذلك وبمجرد تخرجه من المرحلة الثانوية قرر الهجرة الي المانيا فراسل شابة من المانيا الشرقية اسمها هايكا . عندما هاجر كان الجدار الفاصل بين الالمانيتين يتهاوي فوصل واستقر ببرلين الموحدة . كان الشاب معتز مشدودا لبهرجة الحياة الاوروبية لكنه مالبث ان اصطدم بواقع الحياة ومصاعب العيش . فتزوج اليافع بسيدة المانية تكبره بسنوات فأنجب منها أربعة اطفال نشأوا جميعا في المانيا ولا تعرف عنهم الاسرة الا ما يسمعونه عنهم ، بما في ذلك عددهم .
مع تقدم السنوات وبدخول الالفية الجديدة وكبر الاطفال بدأت المشاكل بينه وزوجته ، أولا، ثم بينه وبين الاطفال . انقطاع الصلة ما بينه وبين اسرته في السودان ، من جهة ، وعدم وجود تدخلات توفيقية تحسم الاحتكاكات الاسرية المتزايدة قادت الي قرار رجوعه في غضون عام 2018 - بعد قرابة 30 عاما من العيش بأوروبا . تزامن رجوعه للسودان مع الوفاة المفاجئة لشقيقه الاصغر ، مصطفي الملقب بحاج نور ، رحمه الله واحسن اليه . هذه الوفاة غيرت كثيراً من علاقات الاسرة وتسببت في مرض والدتهم وجعلت الاسرة الكبيرة اكثر قربتً والتصاقاً ( افادت مصادر مختلفة ان عدد منهم يعيش في الدار الموجودة في كرري بمن فيهم المحامي .) وبالرغم من جزم بعض معارفه حصوله علي الجنسية والجواز الالماني ، الا ان بعض أصدقائه يروجون لقصة حصوله فقط علي
" اقامة دائمة " ورفضه الجواز . وبعيداً عن هذا اللغط حول وضعيته القانونية في ألمانيا فان عدم رجوعه لبرلين منذ حضوره للخرطوم قبل ثورة ديسمير 2018 ، وزواجه في 2019 , واستخراجه لرقم وطني وجواز سفر سوداني يوم 25 مارس 2021 يرجح وجود مشكلة
" ذات تعقيدات " أسرية ضاغطة تمنع رجوعه لالمانيا . فليس سراً ان كثيرا من الزيجات المماثلة تجبر الازواج المهاجرين علي الفرار لبلدانهم حال حدوث نزاع قضائي ينتهي يحظر الاب من زيارة عياله أو اجباره علي الانفاق شهريا بمبلغ كبير علي أسرته فيضطر للمغادرة خوفاً من التعرض للسجن .
بعد عام من عودته للسودان تزوج الاستاذ معتز وسكن الشعبية بحري قبل ان ينتقل للعيش بالثورة منطقة كرري العسكرية الاكثر أماناً والمقر الجديد لغالب اعضاء كتائب البراء الاسلامية .
???? أين درس واين اقام خارج السودان ؟
عندما عاد ( معتز برلين ) للخرطوم وفور اندلاع الثورة في ديسمبر 2018 ، كان بلا وظيفة وبلا عمل لا تأهيل لدخول سوق العمل في السودان وهو علي مشارف الخمسين فانخرط في الثورة. في تفسير كثير من المصادر ان موقفه كان ينطلق من زاوية انتهازية محضة فليس من صلة تربطه بمسبباتها او حتميتها ورغم ذلك غدت موضوعه التحليلي المفضل! ورغم غياب أي وشائج او قناعات فكرية تشده لها ، أو تجذبه ك لفصيل من فصائلها.
لم يتوفر لنا دليلا ان انضمامه لعدد من المظاهر الثورية الاونلاين كان بتوجيه من جهة ما ، وان كنا لا ننتقص إتقان للاخوان المسلمين لعناصرهم بالريموت كنترول .
انضم الي قروب اسمه ( غرفة الطوارئ ) وهي منصة في الماسنجر تعج بالعناصر الكيزانية او الانتهازية ( أو الاثنين معا ) امثال الاعيسر ، ذو النون مصعب الضيي ، هباني وغيرهما . ما يلفت النظر في هذا القروب وجوده علي الماسنجر فقط وليس علي الواتساب او سكايب او غيرهما من التطبيقات التي تستلزم الافصاح عن رقم هاتف للمشاركة فيها . أيضاً انضم الي قروب (مجلس الاشراف) وهو قروب بذات التوجهات . قال من عاصروه انه كان قليل المداخلات كثير الانصات . هذه القروبات سرعان ما خبأ بريقها وتلاشت عندما تحللت جزئياتها الي عناصرها الاولي فغادرت معسكر الثورة الي الضد . فعاد الكيزان المندسين الي حاضناتهم تحت الارض ، وقفز الجذريون الي خنادقهم .
???? الكذب مقابل الحكم :
لن نجافي الحقيقة لو أجزمنا ان نظام الانقاذ الاسلاموي في السودان هو واحد من قلة لا تتجاوز الخمسة بلدان في العالم التي تستخدم الكذب وغش الشعب حأحد أهم ادوات الحكم . فالانقاذيون يكذبون في كل شئ ، وعن كل شئ ، وكل الوقت وعلي كل مستويات المسؤولية .
من رئيس الجمهورية ، ولقبه لدي دفعته في الجيش هو ( عمر الكضاب) وحتي سبّاك مياة المحلية !
نظام حكم أستهل وجوده بكذبة الترابي الاشهر لعمر البشير ( اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً ) فإفترق الرجلان ومضي كلاهما لينفذ الدور الذي اختاره له التنظيم . فعاش الترابي نصف عام محبوساً في النهار مع أقرانه من رؤساء الاحزاب والسياسيين ، ومترأساً إجتماعات التنظيم المنعقدة في مكتب حكمدار السجن في هزيع الليل! هذا السلوك قاد لما هو اخطر منه :
????ظاهرة التشكيك لتشويش القناعات وإختلاق حقائق بديلة:
الهدف الاستراتيجي من هذ التكتيك الكيزاني الاصيل هو تفتيت الحقائق الصلبة لخلق سرديات نيئة Raw Narratives " ثم اعادة تسبيكها بشوائبها وتكرارها كمحفوظات حتي تتجمد فتصبح " حقائق بديلة Alternative Facts “.
ثمة مقارنة تستحق الاشارة لطريقة عمل ماكينة الاعلام الكيزاني .
في غضون عام 1986 إختفي الدكتور جون قرنق عن المسرح العام لشهور عديدة لانشغاله بأمور تنظيمية محضة.انقطعت اخباره تماماً وأصبح غيابه الطويل مادة للتكهنات والاشاعات السوداء ! خرجت صحيفة "السوداني الدولي " لصاحبها الصحفي الاسلامي المعروف الاستاذ محجوب عروة بمناشيت بالبنط العريض يقرأ ( مقتل الدكتور جون قرنق !). صادف انتشار ذلك الخبر القنبلة تواجدي بالخرطوم في عطلة وكنت حينها مديراً لمكتب جريدة السياسة الكويتية بواشنطن . بدأت فوراً رحلة بحث مضنية عن الرجل متنقلا مابين نيروبي /أديس أبا والغابة في جنوب السودان الي ان وجدته وأجريت معه حديثا طويلا حضره رئيس اركانحرب الحركة الشعبية آنذاك "الرائد أروك طون أروك " ومستشار د. قرنق جوزيف أدوهو . نشرنا القصة في الكويت مع بضعة صور من اللقاء وانتهي الامر .
قارن هذا الحادث المطابقة لاختفاء قائد الدعم السريع حميدتي وتأمل الفرق في الضجة !
لابد وأن الذاكرة لا تزل طرية وتعج بالاشاعات المهوسة ، والتأكيدات المغلظة لوفاته والتي تصاعد دخانها حتي حجب الرؤية! هل تذكرون عنتريات سفير دولة الشمارات في ليبيا الذي ابلغ قناة الجزيرة في إغسطس 2023 ما نصه “ خدها مني حميدتي مات وانا مسؤول عن كلامي" ! ثم ، حملة تكذيب من أكدوا مقابلته وحديثه معهم وفيهم رؤساء دول ؟ وبعدها جاء الحديث عن الذكاء الاصطناعي و"السمكرة " التي أُخضع لها في دبي ؟ وموجة التخريجات التي لم تزل في التداول وتكريس ثقافة اللامعقول !!
تملكني كثير من الاستغراب وانا اتابع بعض التعليقات التي تركها عدد معتبر من القراء علي صفحتي خلال الايام الماضية . إدّعي هؤلاء بلغة مخاتلة ، هي خليط من الاشفاق الكذوب والنفاق الشاخص ، ان معرفتهم الوثيقة بأسلوبي في الكتابة تجعلهم يجزمون ان هاكر لابد وان يكون قد سطا علي حسابي فابتذل اسلوبي في الكتابة وتقرفص مكاني ! هذازليس إطراء وإنما مدخلا يحتاجونه لنفث الخبائث والسموم .
يقولون كل هذا وأنا صاحب الصفحة أسمع وأري وأتابع . لم أبلغ او أكلف أي واحد من معارفي إبلاغ ادارة فيسبوك نيابة عني ان مكروهاً اليكترونياً قد أصابني وأفقدني السيطرة علي صفحتي !! لكنهم تبرعوا ….
فور انتهاء ( الجماعة) من شتل تعليقاتهم التشكيكية المحشوة بكوكتيل الاغراض ، انفتحت بوابات الخزان فانهالت علي الصفحة تعليقات انصرفت عن الموضوع الرئيس وضخ قياسي من التحليلات البوليسية والنفسية والسيكولوجية لتدمير "حقيقة" ان عمر معتز 55 عاما : كيف يكون صوت " صرفة" الشبابي لرجل خمسيني ؟ وكيف لخمسيني "مكركب"ان " يتكهن ويتصعلق ويشتم براندوك الثوار"؟ هذه التعليقات قادتني الي المعجم اللغوي علني اجد فيه بعضاً من السلوي وتفسيراً لظاهرة التجهيل الجماعي وإفراغ العقول مما يمكث في الارض وينفع الناس !
تساءلت : ياتري هل أخطأ الرجل وهو يختار من دون الكنيات " المحترمة" هذه الصفة التي قال عنها الاعراب عندما يندبون حظهم " اصابتنا صرف الدهر" ويقصدون ( نوائبه ومصائبه وحِدْثانه ) وهذا لعمري حالنا اليوم !
أما تفعيلات الفعل فهي الاكمل بلاغة ! إستمع …وتحسر
في الفعل " اِنصَرَفَ" نقول انصرفَ عن الشئ انصرافًا ، فهو مُنصرِف . واِنْصَرَفَ عَنْهُ أي تَرَكَهُ واِبْتَعَدَ عَنْهُ. فنقول إنْصَرَفَ عَنْ واجِباتِهِ : أي تَخَلَّى عَنْها، كأَنْ يَتْرُكَها !
حمانا الله وإياكم سوء الحال والمنقلب .
????لماذا نهتم بالبحث عن الانصرافي ؟
الاجابة الاقصر : لأنه أصبح الحلقوم الذي يدير الدولة من خلف حجاب!
فعندما يكرم الجيش " شبحاً" ، وعندما تتبني الاستخبارات العسكرية مواطناً عادياً فتوفر له المأوي ومستلزمات الحياة والخدمات الاتصالية التي لا تتوفر عليها مؤسسات عسكرية كاملة ( مثل خدمات السيرفر المنفصل Dedicated Server المتميز السرعة ) فإن خللا كبيراً يحتاج لمعالجة فورية .
عندما يتطاول هذا الحلقوم المدلل فيتجاوز بشتائمه ولعناته حدود القيادة العسكرية في كرري ويصبح جزءا من "دافوري" ساخن بين الفريق (أ) المتألف من كتيبة البراء بن مالك وياسر العطا ضد الفريق (ب) وفيه البرهان وكباشي فهذا لعب بالنار لن يزيد الحرب الا سعارا ….
وعندما يحلّق ذات الحلقوم مزهواً ويعبر البحر الاحمر بشتائمه وقدرته علي الاسفاف الي جارتنا الاستراتيجية ناسياً مصالحنا كوطن وشعب في استجماع أنفاسنا والمحافظة علي أواصر حسن الجوار ، فإن ردعه يصبح واجباً قومياً .
نتفق ان من حق الناس ترتيب اولياتها الخاصة كيفما شاءت لكن ليس من حقها الاساءة والاضرار بتلك المنظومة فقط لأن مجموعة من ضباط الاستخبارات العسكرية قررت ان تتمرد علي برهان والكباشي وتدعم ياسر العطا فبدلا من ان يطلقوا رصاصا قرروا اطلاق درون حلقوم الانصرافي ! ان مناقشة أمرنا الوطني يتوجب ان تتم وفق عدسة اوسع ووفق ترتيب يتعدي الشخوص . لذا ، عندما تخرج علينا سناء حمد لتبلغنا انها كانت مبعوثة التنظيم الشيطاني للتحقيق مع " قادة الجيش والاجهزة الامنية " حول قضايا ليست من إختصاصها ، فمثل هذا هذا التكليف العاطل يكون قد نزع عملياً وفعلياً عن الجيش السوداني اي صفة قومية وجعله مجرد مليشيا اجرامية تشفشف البيوت وتنهب مصروف ستات الشاي ، وهذا أمر جلل . وعندما نسمع في فيديو متداول ضابطاً عظيماً بالجيش يثني بعرفان علي فتية كتيبة البراء بن مالك ويقول انهم في الجيش مدينون بالشكر لهم علي تدريبهم لضباط الجيش وتعزيز مقدراتهم وتعريفهم بفنون الحرب الحديثة ، مثل هذه الافادات حري بها ان " تطيّر" النوم من أجفان رُضّع السودان وترسل الامهات للشوارع يشققن الجيوب ويلطمن الخدود !
ماذا تبقي لك يامن تقرأ بعد هذا من وطن أو مؤسسات قومية؟ ورغم ذلك يستمر هُتيّفة " بل بس " في لايفاتهم والجثث تغطي كثبان بلادنا من الجزيرة والابيض والي تندلتي وام روابة والفاشر والجنينة وكل هذا الموت لا يحرك فيهم شعرة ، ولا يعني لهم شيئا !
فالقتل والتدمير والاغتصابات والسرقات التي يمارسها الدعم السريع ضد الابرياء العزل حيثما ما آلت لهم السيطرة التامة ، لا تعني شيئاً ؟؟
وكل ما نراه من بربرية وعدم مهنية ، ومضغ للاكباد البشرية وانعدام لأدني مستويات الآدمية في تعامل الجيش مع أسراه وتقتيله للمدنيين بالطائرات والمقذوفات الحارقة ، وفيما تري من استهداف وتعذيب وقتل تنفذه وحدات القتل الخاصة التابعة للاستخبارات العسكرية للنشطاء المدنيين ودعاة وقف الحرب ، كل هذه الاهوال لا تقابلها ولو هنيهة من التأمل العقلاني في مصير وطن يتلاشي ويتبخر ؟؟
???? الانصرافي مسدس حلقومي كاتم صورة . وهو شبح لانه صنيعة استخبارية ذات ادوار مرسومة لتحقيق أغراض محددة يقوم بتنفيذها تحت إشراف وسيطرة من صنعوها . و عليه ، فإن الإستقصاء الناجح هو الذي يصل لتأكيد تطابق بصمة ما نسمع من صوت في التسجيلات ، مع صوت الشبح الذي إختارت استخبارات الفريق محمد صبير (دفعة ٣٦)ان يتحجب . وإستطراداً , فإن القول بأن الانصرافي هو فلان أو علان لن يفيد مالم تتوافر منهجية كاملة للبحث عنه عبر تحقيق متأنٍ ومتعدد الوسائل يصل الي شبكة عريضة من المصادر ذات الصلة والمعرفة به . لست هنا في معرض تبخيس عمل الاخرين او الانتقاص من قدراتهم او تخوينهم . فمن له علاقة ، أي علاقة بمناهج الاستقصاء الصحفي ،، يعلم يقينا بأن هناك الكثير من الطرق التي يقوم بابتداعها المستهدفون انفسهم لحماية مصادرهم وذلك بالتشويش وافساد خطة البحث بغية عرقلة الوصول للهدف .
ومادام اننا نعرض أعمالنا بادراك تام للتبعات القانونية التي لابد وان نتحملها ان أخطأنا في حق الناس ، أو تقولنا عليهم بما ليس فيهم . وعليه فان تهديدنا بفتح بلاغ في قسم كرري او في قسم جنوب مدينة برلين بألمانيا لا يعدو ان يكون فرقعات متخلفة بلا معني . ياتري في أي معجم قانوني يتوفر هذا النص السحري الذي يفيد بأن من يبادر بفتح البلاغات ضد الاخرين هو من سيكسبها في مراحل التقاضي التالية ؟ وما هي علاقة كسب القضايا بفتح البلاغ ؟
علي كل ، ومادام اننا نجود عملنا ما استطعنا ، لا نبغي جزاءا ولا شكوراً ، ومادام ان حرصنا علي عدالة التناول والتجرد التام هو ما يقودنا عند مباشرة التقارير الاستقصائية، فضلا عن استعدادنا تحمل اي مسؤولية قانونية، اود طمأنة الناصحين بأنني مثلهم اقرأ الاخبار بل وأقرب منهم جغرافياً الي مدينة (أيوا ) واعلم الخلفية الكاملة للشخص الذي راجت ( اشاعة) انه هو الانصرافي . ولعلي أضيف انه لم يهرب الي تركيا بل موجود في امريكا واعلم تفاصيل عنوانه كاملة ( ونعم ، لا علاقة لي ابداً به أو بأي كوز ظاهر أو مستتر في امريكا او خارجها ) .
المنهجية التحقيقية التي إتبعتها هدفت للامساك بكامل الخلفيات التي احاطت بالشخص الذي هو موضوع هذا التقرير .
ولسلامة المعلومات فان هذا البحث إلتزم بالتعتيم علي كل المشاركين بالمعلومات متمسكاً بالاعراف المهنية والاوامر الربانية {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} . فالشقيقة الكبرى للاستاذ معتز لم نكن سنشير لها لولا انها تداخلت مع احد المعلقين وإتهمتني بالكذب . أيضا شقيقه الاستاذ المحامي ( الذي يصغره بعشرة سنوات ) لم اكن سأشير له لو لم يورد احد معارف أسرتهم في صفحتي أنه رافق شقيقه معتز لمركز شرطة كرري لفتح بلاغ ضدي .
????⭐️????الخلاصة : اذا كنت تأمل في رؤية صورة للانصرافي وامامه مايكروفون ومن خلفه بوستر مكتوب عليه " الانصرافي في بث مباشر " فعلن تجدها في هذا البوست . فكثير من الحقائق يصل لها الناس دون لمسها لمساً مادياً .،خذ مثلا تصديقك للمقولة المتداولة المنسوبة للترابي " اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً" فقد تم ترديدها وتصديقها لكن الي هذا اليوم لا يوجد تسجيلاً واحدا للترابي يقر فيه بأنه قال هذه العبارة .
ولعلي امضي خطوة اضافية وأرمي بقفار التحدي علي حلبة الصراع . مادام ان الاستاذ معتز عبدالحليم ينفي انه هو الانصرافي فانني اتحداه ان يزيل القفل ( الطبلة ) عن حسابه الشخصي في الفيسبوك ، ويحافظ علي كل بوستات مراسلاته السابقة ، فلا يزيلها او يخفيها ، فتظل مرتبة حسب تسلسلها التاريخي وسأعتذر له غداً صباحاً في هذه الصفحة .
????الخاتمة :
إستكثر كثيرون ، وتحفظ اخرون , علي إنشغالي بموضوع الانصرافي ومتابعة سيرته بهذا الشكل الدقيق . ومع كامل التقدير والاحترام لمرئياتهم ألاّ أنني اختلف تماما مع تلك الخلاصات .
أعتقد ان الهوس الراهن والطنين الاعلامي والتشويه الذي لحق بخطاب الثورة في الفترة الماضية يحتاج لأسلوب عمل مغاير . نحتاج للاتفاق علي صياغة إستراتيجية إعلامية وظيفية تأخذ في الحسبان الانتقال من مربع التفاعل مع ردود الافعال الي الهيمنة علي كافة عناصر الافعال . علينا ان نغادر فوراً محطة عدم الإكتراث بما يبثه الاعلام المضاد من اكاذيب وفبركات . يتعين علينا في إعلام الثورة ان ندفن مفاهيم هذه النظرة " التحقيرية" لاعلام الفلول والترفع عن الرد عليهم ، ليس بأسلوبهم المبتذل ، لكن بالحقائق الجلية ودحض أكاذيبهم بالسرديات الصحيحة وتبيان عوار أساسها . بحب ان نتذكر ان هناك غيرنا من يتابعون تلك الترهات ويصدقونها . لذا ، ،يجب ان نستمر في تبيان الحقيقة للناس وبالتفصيل الممل .
ليكن لنا أسوة في شركة كوكا كولا واستراتيجيتها الدؤوبة في اغراق السوق بمعلومات عن نفسها رغم تشبع السوق بالمنتجات والمعلومات !
فمعلوم ان الأجنة في بطون امهاتها تعرف من هي شركة اسمها كوكا كولا لكن وبرغم ذلك فان كوكا كولا ظلت تنفق ما متوسطه 4 بليون ( مليار ) دولار سنويا في حملات الاعلان عن نفسها ! وحتي عندما قلصت الانفاق علي اعلاناتها في سنوات الكورونا وانهيار بعض القطاعات الاقتصادية ، بسبب العزل الطبي المفروض علي الناس وحظرهم من التجمعات واماكن الترفية، فان اعلانها التجاري انخفض مابين 2020-2023 الي ما متوسطه 2.8 بليون دولار !
فالحملات الاعلامية المسمومة الهادفة للنيل من قوي الثورة تحتاج لحقائق كاشفة ، تجبر الزبد علي الذهاب جفاء ويعود لعقول جماهير الثورة سلاحها المسلوب : الوعي والسلمية وهما الاساس للمشروعية الاخلاقية التي بالاتكاء عليها نتمكن من هزيمة خطاب الكراهية . وبالمحصلة النهائية نعود وطناً للتسامح والنبل والقيم الانسانية الرفيعة وليس جزارات آدمية متوحشة لمضغ أكباد البشر !
لا حول ولا قوة الا بالله ….
نقلا من صفحة عبدالرحمن الأمين على الفيس بوك
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: علی کل
إقرأ أيضاً:
الفوضى الرقمية بين أوهام الحرية والخصوصية المستباحة
في زمنٍ باتت فيه مواقع التواصل الاجتماعي نوافذ لا تُغلق، وشاشات لا تنام، وتحوّلت إلى ميادين مفتوحة تُخاض فيها معارك الكلمة والصورة بلا ضوابط، وتُنتهك فيها خصوصيات الأفراد، كما تُنتهك الأرواح في الحروب الخفية.
بين منشور يحمل شائعة، وصورة تُنتزع من سياقها، وفيديو يُجتزأ عن عمد، تتوه الحقيقة في زحام الثرثرة الرقمية التي أصبحت مرآةً مشوشة تعكس تفاصيل حياتنا الصغيرة، وتلتقط لحظاتنا الأكثر هشاشة.
فهل ما نراه اليوم حرية تعبير؟ أم أننا نعيش تحت سطوة حرية زائفة تبيح كل الانتهاكات؟
لقد تحولت المنصات إلى أدواتٍ للهدم، والابتزاز، والتشويه، والاغتيال المعنوي. يتساقط خلف منشوراتها عشرات الضحايا من الأسر والأفراد، بل والدول بأكملها، دون أن يُرفع في وجه الجريمة سوى "تفاعل بالإعجاب أو الغضب" أو "المشاركة".
وتحوّلت وسائل التقارب الاجتماعي والتعبير الحر إلى ساحاتٍ يعيث فيها البعض فسادًا، بأسماء مستعارة وصفات مهنية مزيفة. ووسط هذه الفوضى، تتكبد الأسر والدول والمجتمعات أثمانًا باهظة، على المستويين النفسي والمادي، في حين يقف الضحايا حائرين بين الصمت الموجع وردّ الاعتبار، الذي قد لا يُنصف في الوقت المناسب.
في كل بيت حكاية، وفي كل عائلة أسرار لا يحق لأحد أن ينتهكها. ومع ذلك، نجد أنفسنا اليوم أمام واقع مرير تُنتهك فيه خصوصيات الناس بلا رادع، وتُنشر صور أو معلومات تمسّ حياة ربّ الأسرة أو أحد أفرادها، دون مراعاة لتأثير ذلك على نفسيات الأزواج، والأبناء، والبنات. وقد يصبح أحد أفراد الأسرة حديث العامة عبر فيديو مفبرك أو منشور يحمل نصف حقيقة، وكمًّا هائلًا من التهكم أو التنمر، ما يفتح بابًا لجراح نفسية يصعب التئامها، ويقود إلى التفكك أو الانهيار الأسري.
لم تعد الشائعة في هذا العصر بحاجة إلى أكثر من "منشور" حتى تنتشر كانتشار النار في الهشيم. بضغطة زر، يمكن نسف سمعة منتج وطني، أو التشكيك في جودة مشروع قومي، دون علم أو دليل. وهذا الأمر ينعكس مباشرة على الاقتصاد القومي، حيث تتأثر الأسواق، وتُلغى العقود والصفقات، وتهدر فرص استثمارية كان يمكن أن تسهم في تحسين الدخل. فالمعلومات المغلوطة لم تعد مجرد "ثرثرة رقمية"، بل أصبحت أداة هدم مدروسة تُستخدم أحيانًا عن عمد، لضرب اقتصادات الدول من الداخل بأيدي أبناء الوطن.
تحت غطاء "حرية التعبير"، تتسرّب أحيانًا معلومات حساسة تمسّ الأمن القومي في العديد من الدول، وقد تصل الأمور إلى نشر أسرار عسكرية لا تُعرف مآلاتها. ولئن كانت حرية الرأي مقدسة، فإنها لا تُبرر بأي حال من الأحوال تعريض أمن الوطن للخطر. فثمة خطوط حمراء لا يجب تجاوزها، وثمة قضايا لا تقبل المجازفة تحت ذرائع وهمية.
تتسابق الأيدي على إعادة نشر صورة أو فيديو، يعتبرها الكثيرون "دليلًا قاطعًا" في حيثيات حكم على حياة الأبرياء، ثم يُكتشف بعد فوات الأوان أن الصورة مجتزأة، والفيديو قديم، أو محرّر بطريقة ماكرة لتغيير السياق. رغم ذلك، قد يعود البعض إلى إعادة النشر مرة ثانية وثالثة بعد سنوات، معتبرًا هذه "الأنصاف" حقائق كاملة، في حين أن الحقيقة لا تُستخلص من جزء مقتطع، بل من مجمل الوقائع والمعطيات.
لماذا لا يُكلّف البعض أنفسهم عناء الدخول إلى الموقع الإخباري الذي نُسب إليه الخبر المفبرك في قالب صورة مصطنعة؟ لماذا لا يسألون: من قال؟ ومتى؟ وكيف؟ وما المصدر؟
الإجابة ببساطة: لأن رغبة "أن يكون أحدهم أول من نشر" تطغى على الرغبة في التثبت.
إن تسابق البعض لنشر أخبار زائفة وصور مفبركة، يُشير إلى حالة من اللهاث وراء التفاعل، حتى ولو كان ثمن ذلك تشويه سمعة أبرياء، وتدمير حياة أسرة، أو هدم كيان يشكل مصدر دخل وحيدا لمئات البسطاء.
كم مرة رأينا مئات المنشورات عن شخصٍ قيل إنه تخلّص من حياته، قبل أن يصدر عن جهات التحقيق بيانٌ واحد أو معلومات مؤكدة؟
ويتجرأ البعض على إعلان مصير إنسان قبل انتهاء التحقيقات، ويُتداول مثل هذا الخبر دون إدراك لحجم الألم الذي يُصيب أهل الضحية وذويه. وفي كثير من الحالات، يتبيّن أن المتوفى ما زال على قيد الحياة، أو أن خلفية الواقعة مغايرة تمامًا لما نشرته مئات الحسابات والصفحات.
يصبح أحدهم قاضيًا وجلادًا في آنٍ واحد، يحكم على متهم لم يرَه، ويدين متورطًا لم يستمع لأقواله، ويحكم في وقائع لم ولن يشاهدها رأي العين، كل ذلك اعتمادًا على منشور متداول قد يكون صادقًا، وقد يكون مجرد أكذوبة صيغت بدهاء. لكن التفاعل السريع والانتشار الواسع يخلقان وهم الحقيقة، ويجعلان من إعادة النشر جريمة معنوية تُمارَس بلا حساب.
حين يعترض أحدهم على فعل أو قول لشخصية عامة، لا يجد في قاموسه ما يُعبّر به سوى الشتائم، والسباب، والألفاظ القبيحة، والسخرية المهينة، وكأن الحق في حرية التعبير يعني حرية السب والقذف والتشهير، والتجريح، والتخوين. لقد باتت منصات التواصل مصدرًا من مصادر التلوث اللغوي والاجتماعي، حتى أصبحت تعليقات بعض المستخدمين تمثل إساءة لا للفرد فحسب، بل للثقافة المجتمعية بأسرها.
إلى متى يصمت الضحايا؟ لماذا لا يتخذون الإجراءات القانونية لردّ اعتبارهم؟ لماذا يسمحون للمتنمرين والمبتزّين بالاستمرار في أفعالهم دون عقاب؟
الصمت لم يكن يومًا حلًا، بل هو ما يُغري المعتدي بتكرار فعله. ومع أن القوانين تكفل الحماية، فإن الضحية في كثير من الأحيان يختار التواري بدلًا من المواجهة، مما يُكرّس ثقافة الإفلات من العقاب.
عزيزي القارئ، إذا كنت أنت الضحية، تذكّر أن الصمت على مثل هذه الجرائم مشاركة فيها، وأن التفريط في الحق يبدأ حين لا تطالب به.
أما حين تتفاعل مع منشور مسيء، أو تعيد نشر معلومات مُضللة، فإنك تسهم في جرائم الاغتيال المعنوي، حتى لو كنت تظن أنك مجرد "ناقل".